انذارات قلبية قاتلة .. اياك ان تهملها
مايا مشلب – برلين :
أكثر من 17 مليون وفاة تحصد أمراض القلب سنويا، بحسب أرقام صادة عن منظمة الصحة العالمية في العام 2013. وهذا الرقم مرشح للازدياد ان لم تعتمد الحكومات سياسات للحد من هذا الشبح القاتل وإن لم يعٍ الافراد ضرورة اتباع أساليب حياة صحية، عبر ممارسة الرياضة وتناول وجبات صحية وتخفيف الضغط من حياتهم.
على اي حال، نتناول في هذا التقرير الانذارات الخطيرة التي يجب الا يهملها المرء او من حوله لانها قد تشكل مقدمة لموت مفاجئ. فالنوبات القلبية، التي تضع نهايات الكثير من الاشخاص، لا تأتي فقط كما نراها في الافلام،على هيئة ألم في الصدر، يليه سقوط مدوٍّ وأخير على الارض. إذ هناك أعراض اخرى قد تبدو "مألوفة"، وبعيدة عن المنطقة المحيطة بالقلب.
في البداية، لا بد من الاشارة الى ان بعض الاشخاص يجب ان يكونوا يقظين أكثر من سواهم، لان احتمالات تعرضهم لنوبات قلبية تكون اعلى. من بين هؤلاء نذكر الاشخاص الذين تخطوا الستين، واولئك الذين يعانون من ارتفاع في مستوى الكوليستيرول او من داء السكري، اومن السمنة، الى جانب المصابين بأمراض قلبية.
- ألم في الصدر: رغم انه ليس العارض الوحيد، يشكل هذا الالم انذارا جادا وخطيرا. فإن كنتم تعانون من انسداد في الشرايين او ان كنتم تتعرضون لنوبة قلبية، يمكن ان تشعروا بألم في منطقة الصدر او بضيق او ضغط حاد او ما يشبه الحريق. الامر يختلف باختلاف الاشخاص. كذلك يستمر هذا "الانذار" بضع دقائق، علما انه يمكن ان يحدث اثناء القيام بنشاط جسدي منهك او خلال النوم. حتى وإن توقف الالم بعد مرور بضع دقائق من الافضل التوجه الى المستشفى للقيام بالفحوص اللازمة والتأكد من ان كل الاعضاء تعمل بشكل سليم.
- الغثيان، عدم القدرة على الهضم، الشعور بحريق في القلب او ألم في الامعاء. كل هذه الاعراض، يمكن ان تشكل انذارات جادة. وقد يصل الامر ببعض الاشخاص الى حد التقيوء خصوصا لدى السيدات. بالتأكيد هناك الكثير من الاشخاصالذين يتوجهون الى المستشفيات بعد حصول هذه الاعراض، ليتبين ان الامر ناتج عن عسر هضم او غازات في الامعاء، لكن التأكد يبقى خيرا من الاهمال.
- ألم يمتد على طول الذراع: يعتبر من الاعراض الاكثر شيوعا ويطال الجهة اليسرى من الجسد. صحيح ان الألم يبدأ لدى غالبية من يواجهون نوبات قلبية في الصدرليمتد بعد دقائق الى الذراع، لكن الكثير من المرضى يتحدثون فقط عن ألم يطال الذراع من دون الصدر، ليتبين لاحقا انهم يعانون من نوبات قلبية.
- الدوار: صحيح انه يمكن ان ينتج عن انخفاض في ضغط الدم او التهاب في الاذن أو أي مشكلة اخرى، لكنه يعتبر أيضا من الانذارات التي يجب الا تهمل حتى وإن توقف الشعور بعد دقائق. لكن إن شعرتم فجأة بفقدان التوازن يرافقه الم في الصدر أو عدم القدرة على التنفس بشكل جيد، سارعوا الى الاتصال بالاسعاف. فانخفاض ضغط الدم يمكن ان ينجم عن قصور في عمل القلب الذي يصبح عاجزا عن ضخ الدم في انحاء الجسم كالمعتاد.
- ألم في الحنك أو الحلق: صحيح أن ما من علاقة مباشرة بين هذا النوع من الالم والاصابة بنوبة قلبية، فالاغلب ان يكون الامر ناتجا عن مشكلة في العضلات، او التهابات. لكن عندما يعاني المرء من ألم حاد او ضغط في منطقة الصدر تمتد سريعا لتطال الحنجرة او الحلق، فهذا يمكن ان يشكل انذارا خطيرا لحصول نوبة قلبية.
- الانهاك: هو من ابرز السمات المثيرة للقلق. إذ يصبح صعود السلالم او حمل المشتريات مهمة شاقة. لذلك إن لاحظتم ايا من هذه الاعراض، سارعوا للاتصال بالطبيب. يشدّد اختصاصيو القلب على ان القوى الخائرة غير البررة والشعور بالانهاك لايام متتالية، يمكن ان يشكلا انذارات للتعرض لمشكلات قلبية.
- التعرق: إذا انتابتكم موجات تعرق باردة لاسباب مجهولة، فهذا يمكن ان يشكل انذارا جادا للاصابة بنوبة قلبية. حينها يجب الاتصال فورا بالاسعاف، والاستلقاء وعدم القيام بأي حركة قد تشكل ضغطا اضافيا على عمل القلب.
- السعال: صحيح ان السعال يصيب الجميع بلا استثناء، لكن مرضى القلب يجب ان يعيروا هذا الامر اهتماما اكثر من سواهم، خصوصا اذا انتابتهم نوبة سعال طويلة ومستمرة رأيت على اثرها سائلا مخاطيا أبيض او زهريا. فهذه نتيجة عجز القلب عن تلبية حاجات الجسم، مما يدفع لتسرب الدم الى الوراء باتجاه الرئتين. لذلك، يجب التوجه الى الطبيب او المستشفى حالا.
- تورم الساقين و/أو الكاحلين: هذا ما قد يشكل مؤشرا واضحا لقصور في عمل القلب. حين يعجز القلب عن ضخ الدم بالشكل المعتاد في الشرايين، يؤدي ذلك الى "تكدس" الدم في الاوردة مما يتسبب بتورم الاعضاء. كذلك، يتسبب القصور في عمل القلب الى قصور في عمل الكليتين، إذ تصبح مهمتها، التي ترتكز على التخلص من المياه والصوديوم الفائضين، اصعب من السابق.
- عدم انتظام في دقات القلب: صحيح ان القلب يخفق بوتيرة تتناسب والنشاط الجسدي، فإما ان تزداد او تنخفض، لكن إن لاحظتم عدم انتظام في عدد دقات القلب بشكل متكرر وغير مبرر، فمن المستحسن استشارة الطبيب وعدم اهمال إشارات من هذا النوع. قد يكون الامر سهل العلاج عبر نيلقسط اكبر من النوم وخفض كمية الكافيين على سبيل المثال. إنما في بعض الحالات، قد يكون الامر ناتجا عن مشكلة "الرجفان الاذيني" التيتؤديالى انخفاضالقدرةعلىتزويدالجسمبالدم. وهذه تستدعي علاجا.