من هو مدير تويتر الايراني ؟ غرّد تسع مرات في 5 سنوات
الرجل: دبي
لم ينشر سوى تسع تغريدات في حسابه على تويتر طيلة خمس سنوات، لكن هذا لم يمنع جاك دورسي الرئيس التنفيذي للشركة من الاقتناع به بل والثناء عليه، إنه أوميد كردستاني، امبراطور غوغل سابقاً، كما يلقبه البعض، والمدير التنفيذي لموقع تويتر حالياً.
أوميد كردستاني رجل أعمال إيراني-أمريكي عيّن في منتصف شهر أكتوبر 2015 مديراً تنفيذيا لموقع تويتر خلفاً لجاك دورسي الذي شغل المنصب ذاته في السابق، وانضم كردستاني إلى تويتر قادماً من غوغل التي كان آخر مناصبه فيها كبير مسؤولي الأعمال التجارية.
ولد كردستاني في طهران سنة 1963، وأتم تعليمه الابتدائي في مدرسة "أنديشه دون بوسكو" الكاثوليكية، إلى أن هاجر إلى سان هوزيه - كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية في سن الرابعة عشر بعد وفاة والده، وفي هذه المدنية نال شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الولاية ما أهله للعمل بعض الوقت مهندساً في شركة "هيوليت باكارد" HP.
بعد عدة سنوات، دخل جامعة ستانفورد لتحقيق طموحاته في التجارة حتى نال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال التجارية سنة 1991، وللعلم يعرف عن جامعة ستانفورد أنها خرّجت الكثير من مؤسسي الشركات العملاقة أمثال غوغل ومايكروسوفت و ياهو. بعد ذلك، انضم كردستاني للعمل ضمن شركة "نت سكيب" Netscape وهي شركة أمريكية تعنى بخدمات الكمبيوتر وخدمات الويب، وكانت بدايته فيها كمدير مبيعات للمعدات الأصلية واستمر على هذا المنصب إلى أن تم ترقيته ليصبح نائب رئيس وحدة تطوير الأعمال، ويعود له الفضل في رفع أرباح موقع شركة "نت سكيب" من 88 مليون دولار إلى 200 مليون دولار خلال سنة ونصف، كما يعود له الفضل في إنشاء علاقات كبرى مع الكثير من العملاء من قطاع الشركات أمثال: سيتي بنك، AOL، eBay، أمازون، وإنتل، وغيرها الكثير.
وقبل عمله في شركة "نت سكيب" شغل كردستاني العديد من المناصب في التسويق وإدارة المنتجات وتطوير الأعمال في شركات مثل 3DO و Go Corporation. في شهر مايو أيار سنة ۱۹۹۹ انضم أميد كردستاني لشركة غوغل ليصبح العضو الثاني عشر في الكادر التنفيذي للشركة العملاقة فما هي إلا فترة وجيزة حتى عين مديراً مفوضاً للتسويق والتنمية الدولية، ليرفع مبيعات غوغل من الصفر تقريباً الى ثلاثة مليارات دولار. ويعود الفضل لكردستاني في وضع اللبنة الأساسية لمنتج غوغل الرئيس للإعلانات والذي يعد أحد أهم مصادر دخلها، وهي خدمة "Google Adword". ويذكر أن المقابلة التي أفضت بكردستاني الى العمل في غوغل مديراً للمبيعات والتنمية أجريت حول طاولة في قاعة المؤتمرات، وأجرى المقابلة آنذاك سيرغي برين أحد مؤسسي غوغل، واعترف برين بعد المقابلة بعجزه في اللقاء الذي أجراه مع شخص متمرّس وملم للغاية ما اضطره لاستدعاء كل الموظفين إلى الطاولة، وعقب المقابلة التي استغرقت خمس ساعات دعا كردستاني الموظفين جميعهم لتناول العشاء في أحد المطاعم بمناسبة نجاحه والعمل بصفة رسمية في غوغل.
وضمن شركة غوغل بات كردستاني يعرف بأناقته وزيه الرسمي ومدى ترحيبه الحار بزملائه ورؤسائه، وعرف عنه تكريس نصف وقته للسفر ليأتي بكل ما هو جديد ويصب في صالح نجاح العمل، فهو موظف ناشط وكثير الحركة وقد أدرك منذ النظرة الاولى الى غوغل أن أهم ما لهذا الموقع هو كثرة رواده، ما دفعه الى رفع عائدات غوغل عبر الإعلانات الفردية والصغيرة الى ملايين الدولارات التي كانت ترد الموقع بواسطة البطاقات الإئتمانية، وللعلم أن۹۹% من عائدات غوغل تؤمن اليوم من هذه الاعلانات بالذات.
ومع مرور الأيام دعا كردستاني زملاءه السابقين في Netscape للتعاون معه في غوغل، واتصل كذلك باصحاب اعلانات Netscape ودعاهم قائلاً: ضعوا اعلاناً صغيراً على غوغل، جربوا هل يعجبكم هذا أم لا؟ أيدوه على ذلك وانهال معظم زبائنهم على هذا الموقع.
رئيسه السابق في "نت سكيب" مايك هومر صرح بأن عمله الدؤوب وتعليمه الشاق في هذه الشركة قد ساهما كثيراً في نجاح كردستاني في غوغل، حيث استطاع لدى عمله في هذه الشركة رفع مردود الشركة خلال ۱۸ شهراً من ۸۸مليون دولار الى ۲۰۰ مليون دولار.
ويقول أحد المدراء أن كردستاني يلعب دور الوسيط في إنهاء أي أزمة تتعرض لها غوغل بين الحين والآخر، فحضوره في مثل هذه الأزمات يعد نعمة كبيرة، فالتجارة كما يراها كردستاني تعتمد في نسبة كبيرة من نجاحها على التواصل، بناء الثقة والإلتزام بالمواعيد، ومنذ ذلك الحين أطلق عليه الكثيرون لقب "امبراطور غوغل".
بعد لقائه الأول بمؤسسي غوغل لاري بيج وسيرغي برين أثنى كردستاني عليهما وقال رأيت فيهما الثقة بالنفس، العزم والإرادة العالية والأفكار والتطلعات والأهداف الطموحة، وهذا ما شجعني أن أنضم لفريق هما عضوين فيه. في عام 2006، صنفت مجلة تايم الامريكية كردستاني كواحد من 100 شخصية مؤثرة غيرت العالم، والجدير بالذكر أن أوميد كردستاني يعد اليوم واحداً من أغنى سكان منطقة شمال كاليفورنيا.
لدى تعيينه في منصبه الجديد في شركة تويتر، كتب رئيس شركة تويتر جاك دورسي على حسابه الشخصي في سلسلة تغريدات قائلاً " أوميد هو قائد أثبت إمكانياته وصاحب خبرة طويلة وسيقوم بشكل مباشر بمساعدتي وتدريبي بالإضافة لباقي مسؤولي تويتر، وسيقوم بمساعدتنا في توظيف أفضل الناس ضمن تويتر". وبدوره، كتب كردستاني أنه "متحمس للعمل مع جاك، ومجلس إدارة تويتر، وأنتوني نوتو "المدير المالي" وبقية أعضاء الفريق لزيادة تأثير ونشاط تويتر".
وجاء تعيين كردستاني في وقت حساس تعاني فيه شركة تويتر من ضغوط لتوسيع قاعدة جمهورها وكسب المال، وفي وقت تتحدث فيه العديد من التقارير أن الشركة تعتزم القيام بأكبر عملية تسريح موظفين في العديد من مكاتبها المنتشرة حول العالم. ويأتي تعيين أوميد والذي هو من خارج إطار تويتر ليؤكد بشكل واضح ما صرح به عضو مجلس إدارة تويتر بيتر كوري بأن تويتر يختبر المرشحين الذين لا يعملون أو ينتمون بشكل سابق إلى الشركة.
وفي أعقاب انضمامه لشركة "العصفور الأزرق"، سخرت وسائل إعلام أميركية من تعيين أوميد في منصب المدير التنفيذي لموقع تويتر في وقت لا يسجل فيه الرجل أي حضور على هذه الشبكة الاجتماعية، وعدا عن ذلك فإن مجلس الإدارة الجديد لـتويتر يضم عضوين آخرين قليلي النشاط على الشبكة الاجتماعية، فلم ينشر أحدهما سوى 10 تغريدات على حسابه، بينما وصل عدد التغريدات التي نشرها العضو الآخر 117 تغريدة فقط، وتبدو هذه الأعداد قليلة جدا بالمقارنة مع تغريدات رئيس تويتر، جاك دورسي، التي تجاوزت 17500 تغريدة.
وبعد تعيينه في منصبه الجديد في شركة تويتر رفع كردستاني رصيده من التغريدات ووصلت إلى حاجز "14 تغريدة" ولكن معظم هذه التغريدات كانت في إطار تبادل التهاني مع أعضاء تويتر بعد تنصيبه مديرا تنفيذيا للموقع.