قواعد جديدة للاطلالة الشتوية .. هكذا تتقنها ..
المانيا: مايا مشلب
أهم ما حملته المنصات العالمية التي فاضت بعروض أزياء تحمل تواقيع نخبة من كبار المصممين الى جانب مصممين شباب دخلوا معترك الموضة في الامس القريب، أن الأزياء ليست معدة فقط لإبهار الحواس بألوان واحجام مختلفة. لا بل على العكس لقد أتت التصاميم محمّلة بصيحات قادرة على شق طريقها بسهولة الى خزانة الرجل العملي الذي يبحث عن أناقة مدروسة إنما غير متكلفة، أناقة مفعمة بالكياسة من دون مبالغات واستعراضات. بمعنى آخر، نحن نتحدث عن الرجل الواثق، الذي يولي مظهره التقدير الذي يستحق... ذاك الرجل المنهمك باجتماعاته ومناسباته إنما رغم كل شيء لا يساوم على اناقته. في هذا التقرير، نتناول أهم الاتجاهات التي تحكم الاطلالات الرسمية لخريف وشتاء 2015 - 2016:
في البداية، لا بد من الاشارة الى ان الملابس الخارجية من معاطف وسترات قد نالت حصة الاسد، إذ تم تسليط الضوء عليها بشكل جعلها تطل وفق الكثير من الاضافات والتنقيحات. لذلك لا بد من إعادة النظر في ما تحتوية خزانتك من معاطف.
الواقع ان العديد من الدور المرموقة قد ركزت في هذا الموسم على مفهوم الـ"دابل اوتروير" (Double Outerwear)منها "لانفان" (Lanvin)، "بال زيلاري" (PAL Zileri)، هيرمس" (Hermes)، "بيرلوتي" (Berluti) وسواها. هذا المفهوم يعني تنسيق سترات قصيرة مع معاطف ضمن إطلالة واحدة، علماً ان المعاطف تتوافر أيضا بمستويات مختلفة، طويلة او تصل الى حدود الركبة أو قصيرة أي الى تحت حدود الخصر بقليل. في هذا الاطار، لا بد من التذكير بأن المعاطف الطويلة تناسب أصحاب القامة الطويلة ومن المستحسن أن يبتعد عنها أصحاب القامة القصيرة. اما المعاطف المتوسطة فتناسب أصحاب القامة الطويلة والمتوسطة، فيما ينصح أصحاب القامة القصيرة بالمعاطف القصيرة، الخالية من التفاصيل، لأن هذه قد تفسد الاطلالة برمّتها.
من بين المعاطف المتوافرة نتناول ثلاثة نماذج:
الباركا: تعود هذ القطعة الكلاسيكية الى واجهة القطع الخارجية التي تغلف اطلالة الرجل. صحيح انها ليست ابتكارا جديدا في عالم الموضة، لكنها تعود بقوة في هذا الموسم مع بعض التعديلات الطفيفة. فنراها مزينة بالفرو عند الياقة تارة او عند حدود الازرار طورا. كما نراها بخامات متعددة منها الجلد.
المعطفالفضفاض: بدا لافتا جدا خصوصا اننا رأيناه بقصات مختلفة في كثير من العروض، منها لدى "هيرمس" و"كالفن كلاين" و"أرماني". وما يميز هذا النمطمن المعاطف، هو قصاتها المريحة التي تتباين باختلاف المصممين، لكن ما يجمع بينها هو تلك الخطوط غير واضحة المعالم التي تضفي نفحة بوهيمية على المظهر ككل. فتبدو القصة منسدلة عند منطقة الكتفين، كما ان الحجم الواسع لها، يبرر عودة صفي الازرار.
السترة المربعة القصيرة: هذه أيضا من القطع التي تشهد موجة من العز، فصحيح انها غير حديثة في عالم الموضة، لكنها من التصاميم التي يتم دمجها في هذا الموسم مع الاطلالات الرسمية.
أما لناحية الخامات والتفاصيل الرائجة فنعرض الآتي:
الجلود: تعود السترات الجلدية من جديد، إنما بنسخات وترجمات حديثة فلم يعد التصنيف القديم يسري عليها كما كان الحال في الامس. ذلك انها تحررت من تلك القيود التي فرضت عليها لأعوام ان تقترن بسروال الجينز والقميص القطني، إذ نراها تنسق مع قميص أوكسفورد مزرّر وسروال رسمي، لتعطي المظهر الرسمي ترجمة حديثة فيها نفحة كاجوال.
الصوف: دخلت العديد من الدور المرموقة في منافسة محمومة بغية تقديم المعطف الصوفي بأبهى حلة. بفضل هذه الخامة، انطلقت صيحات أخرى، فرأينا الخطوط الفضفاضة والكتفين المسترخيين. على أي حال يعتبر الصوف من الخامات الاساسية لخزانة الشتاء، إذ انه يغلف المظهر بهالة من الشياكة المدروسة.
الجعبات المتضخمة: واضح في هذا الموسم التوق الكبير لدى المصممين للعب على الاحجام والمقاسات. فإضافة الى القصات المسترخية والفضفاضة، نرى حيلة جديدة: الجعبات الكبيرة والضخمة أو المتضخمة تزين الملابس الخارجية من سترات ومعاطف أيا كان نمطها. تبدو الجعبات أشبه بأكسسوار مدمج بالقطع ككل.
تعددية الطبقات: تنسيق طبقات مختلفة الواحدة فوق الاخرى. قميص فوقه كنزة فوقه سترة قصيرة و/او معطف. كما رأينا في عدد من العروض ("جيفنشي" Givenchy على سبيل المثال) قمصان طويلة تنزل الى منتصف الساق اي انها تصل الى ما قبل الركبتين. تصميم سنرى كم يمكن ان يشهد اقبالا على الصعيد الشرقي.
المربعات: تضفي نفحة قديمة فيها شيء من الحنين الى أناقة الستينات. رأيناها تزين الكنزات والمعاطف والسترات. تقدمت المربعات الضخمة على سواها من النقوش التي أخذت تبرز انطلاقا من الاعوام الاخيرة.تلعب دورا في البيناء الكلي للاطلالة، لذلك ينصح اصحاب الاجسام الممتلئة بالابتعاد عنها لأنها تعزز ضخامتهم.