الالتهاب المزمن سبب خفي لزيادة الوزن
يرتبط مفهوم زيادة الوزن عادةً بالعادات الغذائية الخاطئة أو قلة النشاط البدني، إلا أن اختصاصية التغذية السريرية والمدربة في داء السكري كانيكا مالوترا تكشف عن سبب آخر قد يغيب عن الكثيرين.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة Indian Express، فإن بعض الأشخاص الذين يظنون أنهم يعانون السمنة قد يكونون في الواقع مصابين بالتهاب مزمن ناتج عن تحسّس غذائي غير معروف.
هذا النوع من الالتهاب لا يُظهر نفسه بشكل مباشر، بل قد يظهر من خلال احتباس السوائل، الرغبة المفرطة في الأكل، أو حتى مقاومة فقدان الوزن رغم الالتزام بالحميات.
وتشير مالوترا إلى أن هذا الخلل الالتهابي يؤثر على آلية الجسم في التعامل مع الدهون والأنسولين، مما يعزز من تراكم الدهون ويضعف إشارات الجوع والشبع.
اختبار IgG.. أداة لفك شفرة الالتهاب الغذائي
اختبار IgG هو تحليل دم يقيس الأجسام المضادة من نوع IgG، التي ينتجها الجسم عند التعرض لأطعمة معينة بشكل متكرر. ولا يُعد هذا النوع من الاستجابة من نوع الحساسية الفورية، بل يشير إلى تفاعل التهابي بطيء قد يسبب أعراضًا مزمنة، مثل اضطرابات الهضم، التعب المستمر، أو زيادة الوزن غير المبررة.
توضح مالوترا أن هذه الاستجابة المناعية تُفعّل نظام "المُتمّم"، وهو أحد مسارات الدفاع في الجسم، الذي يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية.
مع مرور الوقت، يترتب على هذا الالتهاب احتباس للسوائل، تباطؤ في عمليات الأيض، واختلال في توازن هرمونات الشهية كهرمون اللبتين، ما يؤدي إلى زيادة الإقبال على الطعام.
اقرأ أيضًا: متلازمة ماري أنطوانيت.. هل يعيد التوتر تشكيل ملامحنا؟
هل يمكن كسر هذه الحلقة الالتهابية؟
بحسب مالوترا، فإن كسر هذه الحلقة يبدأ بإجراء اختبار IgG تحت إشراف طبي، واستبعاد الأطعمة التي تُظهر نتائج إيجابية في التحليل. وتشير إلى أن العديد من المرضى يلاحظون بعد فترة قصيرة من تطبيق الحمية الغذائية تحسنًا في الطاقة، انخفاضًا في الانتفاخ والالتهاب، وقدرة أكبر على ضبط الوزن.
لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن هذا النهج لا يُعد بديلًا عن العلاج الطبي التقليدي، بل هو مكمل يساعد على كشف الروابط المخفية بين الطعام وردود الفعل الالتهابية في الجسم. وتختم حديثها قائلة: "الاستماع إلى إشارات الجسد يمكن أن يكون البداية الحقيقية نحو صحة متوازنة ومستقرة".