العالم يترقب ظاهرة فلكية نادرة لن تتكرر قبل 2105
تستعد سماء الأرض لاحتضان حدث فلكي نادر يتكرر كل عدة عقود، إذ يتوقع علماء الفلك انفجار النجم الثنائي "الإكليل الشمالي تي T Coronae Borealis"، المعروف بـ"النجم المتألق"، خلال الأشهر المقبلة، في ظاهرة مذهلة تُشاهد بالعين المجردة، ويتحول فيها النجم من نقطة باهتة إلى جرم لامع ينافس النجم القطبي في سطوعه.
ويعد هذا الحدث من الظواهر الفلكية شديدة الندرة، إذ لم يُسجل انفجار مماثل منذ عام 1946، أي قبل نحو ثمانية عقود، ما يمنحه مكانة خاصة في سجل المشاهدات الكونية.
موقع النجم وسيناريو الانفجار
يقع النجم على بُعد نحو 3 آلاف سنة ضوئية من الأرض، في عمق كوكبة "الإكليل الشمالي"، ويتألف هذا النظام النجمي من شريكين: عملاق أحمر في نهاية عمره، وقزم أبيض يمتص المادة تدريجيًا من شريكه الأكبر.
التفاصيل الجديدة عن مهمة الفلك السعودية: تحليل ميكروبيوم العين في الفضاء
وبحسب العلماء، يتكرر انفجار هذا النوع من النجوم كل نحو 80 عامًا، عندما يصل القزم الأبيض إلى حدٍّ معين من التراكم، ما يسبب انفجارًا يعرف بـ"المستعر الأعظم" أو Nova، يستمر تأثيره لقرابة أسبوع قبل أن يخفت مجددًا.
ورغم أن التقديرات السابقة رجحت وقوع الانفجار في 27 مارس الماضي، فإن الحسابات الحالية تشير إلى تاريخين محتملين جديدين: 10 نوفمبر 2025 أو 25 يونيو 2026.
ظاهرة لن تتكرر قبل عام 2105
يمثل هذا الانفجار المتوقع فرصة علمية نادرة لدراسة التفاعلات الفيزيائية بين النجوم الثنائية، وفهم آليات نقل المادة والاحتراق النووي داخل النجوم، كما أنه اختبار حي لنماذج الفلك الحديثة، خاصة مع وجود معدات متطورة لم تكن متاحة خلال آخر انفجار للنجم في منتصف القرن الماضي.
ومع توفر تلسكوبات متقدمة، يأمل علماء الفلك بأن يكون الحدث مرئيًا في السماء، دون الحاجة إلى أدوات رصد احترافية، وهو ما سيجعل الملايين حول العالم شهودًا على مشهد سماوي ساحر.
محطات فضاء فاخرة: "هيلتون" و"بلو أوريجن" يقودان ثورة السياحة خارج الأرض
يُعد الانفجار المرتقب لنجم "T CrB" الأخير من نوعه في هذا القرن، إذ تشير الحسابات الفلكية إلى أن الظاهرة لن تتكرر إلا في عام 2105، ما يجعل من متابعته فرصة لا تعوض لجيل اليوم من العلماء ومحبي الظواهر الكونية.