من رياضية رشيقة إلى "يخت بري".. "فورد" تحتفي بسيارة Thunderbird
في عام 1972، وصلت "فورد" في طراز Thunderbird إلى إنجاز بارز في تاريخها الطويل، حين أخرجت النسخة رقم مليون من خط الإنتاج، لكن ما ميّز هذه السيارة لم يكن الرقم فحسب، بل ما مثّلته من تحوّل جذري في هوية الطراز، الذي بدأ رحلته في عام 1955 كرودستر رياضي أنيق بمقعدين، وانتهى في ذلك العام كسيارة فخمة وضخمة أشبه بـ"يخت بري" مذهب.
بداية رياضية ثم مسار مختلف
حين أطلقت "فورد" أول نسخة من Thunderbird عام 1955، كانت بمثابة رد أمريكي أنيق على سيارة "شيفروليه كورفيت"، لكنها لم تركّز على الأداء الرياضي وحده، بل مزجت بين الراحة والأسلوب ولمسة من الرفاهية، وحققت السيارة نجاحًا كبيرًا.
وفي عام 1958 أضافت "فورد" مقعدًا خلفيًا، لتتحوّل من رودستر إلى سيارة سياحية شخصية (Personal Luxury Car)، وهو تصنيف جديد آنذاك، زاد من شعبيتها في الأسواق.
ثلاث سيارات نادرة من مقتنيات أسطورة "فيات" تُطرح للبيع في مزاد فريد

بحلول عام 1972، أعادت فورد تصميم Thunderbird كسيارة بابين، لكن هذا لم يعنِ العودة إلى الرشاقة، بل كان التصميم الجديد أكبر وأثقل من أي وقت مضى.
السيارة الجديدة كانت أطول بـ3.5 أقدام، وأكثر وزنًا بـ1,500 باوند من نسخة 1955، لتصل إلى 5,000 باوند تقريبًا، أما تصميمها فقد أصبح أشبه بسيارات لينكولن الفخمة، من حيث الحجم والزخرفة والمقصورة الداخلية، مع شبكة أمامية مذهّبة ضخمة وأربعة مصابيح أمامية، تمنح السيارة مظهرًا مهيبًا.
السيارة الوحيدة من نوعها.. فورد GT40 رودستر الأصلية تُعرض للبيع
محرك هائل بقوة خجولة

تحملت السيارة الجديدة محركًا ضخمًا من نوع Cleveland V8، بسعة 460 إنشًا مكعبًا (ما يعادل 7.5 لترات)، لكنه لم يُنتج سوى 200 حصان فقط بسبب القيود الجديدة على الانبعاثات، ما جعل السيارة بطيئة نوعًا ما مقارنة بحجمها الكبير، ومع ذلك، لم يكن الأداء هو الغاية من Thunderbird آنذاك، بل كانت الغاية إظهار الفخامة والهيبة على الطرقات السريعة الأمريكية.
جيل جديد من عملاء فيراري.. الشباب يسيطرون على سوق السيارات الفاخرة
ورغم الانتقادات التي وُجّهت للسيارة بسبب ابتعادها عن جذورها الرياضية، فإن Thunderbird 1972 تبقى رمزًا حقيقيًا لفخامة السيارات الأمريكية في السبعينيات، حيث كان الحجم والراحة والمظهر الملكي أهم من السرعة أو الديناميكية.
وبخروج النسخة رقم مليون من خط الإنتاج، تكون فورد قد وثّقت لحظة فاصلة في تاريخها، جمعت بين التراث والترف والتغيير الجريء.