اليوم العالمي لمكافحة السل: دعوة للعمل من أجل القضاء على المرض
في 24 مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السل، لتسليط الضوء على أهمية القضاء على هذا المرض، الذي يُعد من أكثر الأمراض المعدية فتكًا، ويظل أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجهها البشرية.
وحسب بيانات "منظمة الصحة العالمية"، في عام 2023، أصيب 10.8 مليون شخص بالسل، بينما لقي 1.25 مليون شخص حتفهم بسبب هذا المرض، وعلى الرغم من القدرة على الوقاية والعلاج منه، فإن آثار السل الصحية والاجتماعية والاقتصادية تبقى كارثية في العديد من الدول، مما يجعله أحد أكبر التحديات العالمية.
الرسائل الرئيسية لهذا العام
يُركز موضوع اليوم العالمي لمكافحة السل لهذا العام على أننا نستطيع القضاء عليه، إذ ترفع شعار: "نعم! نستطيع القضاء على السل: بالالتزام والاستثمار والتنفيذ"، وهي دعوة جريئة تحمل الأمل والإلحاح لتحقيق هذا الهدف.
وتُعد هذه الدعوة تأكيدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية، مما يعكس الأمل والإلحاح لتسريع الجهود الدولية من أجل القضاء على هذا المرض.
وتتضمن الرسائل الرئيسية لهذا العام ثلاثة محاور:
- الالتزام: تعهد قادة العالم في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى لعام 2023 بتسريع جهود القضاء على السل، ويَحُثّ هذا الالتزام على ضرورة تنفيذ سياسات وإرشادات المنظمة العالمية، وتعزيز الاستراتيجيات الوطنية، وتوفير التمويل الكافي.
- الاستثمار: للنجاح في القضاء على السل، يجب تخصيص التمويل الكافي لدعم الابتكار في العلاج والوقاية، والبحث العلمي، إضافة إلى سد الفجوات في توفير الرعاية الصحية للأشخاص المتأثرين بالسل.
- التنفيذ: يتطلب النجاح في القضاء على السل تنفيذ التدخلات الفعّالة، مثل الكشف المبكر عن المرض، تشخيصه، وعلاجه الوقائي، بالإضافة إلى ضمان توفير رعاية صحية عالية الجودة، خاصة لأولئك الذين يعانون من السل المقاوم للأدوية.
اقرأ أيضًا: اكتشاف علاج واعد للصلع الوراثي للرجال باستخدام سكر طبيعي!
النجاحات والتحديات
تمكنت الجهود العالمية من إنقاذ حياة حوالي 79 مليون شخص منذ عام 2000، وفي عام 2023، حصل أكثر من 8.2 مليون شخص مصاب بالسل على التشخيص والعلاج، ما يعكس تقدمًا كبيرًا مقارنة بالأعوام السابقة.
ولكن، لا تزال الفجوة الكبيرة بين عدد الأشخاص الذين يعانون من السل، وبين أولئك الذين تم تشخيصهم وعلاجهم، مما يستدعي المزيد من الجهود العالمية.
ورغم التقدم الملحوظ، لم يكن هناك تقدم كافٍ لتحقيق الأهداف العالمية للقضاء على السل، التي وُضِعت في 2018، وقد ساهمت جائحة كوفيد-19 والنزاعات المستمرة في العديد من المناطق في تأخير الجهود.
ويُؤكد اليوم العالمي لمكافحة السل على أن الوقت قد حان للعمل، وأنه يمكننا القضاء على السل إذا تم الالتزام بتنفيذ الاستراتيجيات الصحيحة، وزيادة الاستثمارات في الابتكار والرعاية الصحية، ومعًا، يمكننا القضاء على السل إذا تم تنفيذ هذه الإجراءات بشكل سريع وفعّال.