Aston Martin Valhalla أسطورية بالوراثة.. القيادة المثيرة قُبيل الإفطار

لا شيء أفضل من بدء يومك ببعض من النشاط الرياضي الممتع، ولكن ما هو أجمل من أي نشاط رياضي، وأكثر راحة وأعلى إثارة هو قيادة سيارات رياضية عالية الأداء في نزهة على طرقات مفتوحة. أما إذا كانت هذه السيارة الرياضية من عيار Aston Martin Valhalla، فإنّ التجربة أو الإفادة تكون مضاعفة. فما هي قصة هذه السيارة، ما هي قدراتها؟ ولماذا وجدت؟ الإجابة في التقرير التالي.

قصة الولادة

قرار تطوير وإنتاج سيارة رياضية خارقة مزودة بمحرك بوضعية وسطية قادرة على التوفيق بين أعلى درجات التطرف التقني لسيارات الفورمولا 1 وبين متطلبات الاستخدام القانوني على الطريق، لم يكن قرارًا سهلًا بالنسبة لعلامة تجارية تعاني مشكلات مادية كـ Aston Martin، إذ لا يحتاج المرء إلى الكثير من التحليل، كي يكتشف أنّ هذا الأمر يترتب عليه تكاليف مالية ضخمة، تكاليف مرتفعة لدرجة لا يمكن التعويض عنها من خلال بيع 275 نسخة من السيارة، ولو كان سعر النسخة الواحدة يدور في فلك الـ 15 مليون ريال سعودي. ولكن ماذا لو توزّعت هذه التكاليف على سيارتين تحملان التقنيات نفسها، وإن بنسب متفاوتة، حيث تكون الثانية بينهما ذات إنتاج تجاري أقل تحديدًا بشكلٍ يرضي من لم يتمكن من الحصول على Valkery من جهة، ويحقق أرباحًا مالية كريمة للشركة من جهة أخرى.

هكذا ولدت فكرة Aston Martin Valhalla التي نتحدث عنها هنا، والتي تأتي لتحتل مكانة حصرية حجزتها لنفسها (حتى الساعة)، فمن جهة هي أعلى مستوى على الصعيد التقني من Lamborghini Revuelto و Ferrari SF90، ومن جهة أخرى أقل تجهيزًا وقدرات من Mclaren W1 و Ferrari F80.

القلب الميكانيكي النابض

على العكس من Valkery التي تتمتع بمحرك يتألف من 12 أسطوانة من إنتاج Cosworth، تأتي Valhalla مجهزة بمنظومة ميكانيكية بقوة 1064 حصانًا تتألف من محرك ثماني الأسطوانات من إنتاج AMG (كما هو الحال مع معظم سيارات Aston Martin الأخرى) بسعة 4.0 لترات، يولد وحده قوة 817 حصانًا. وبالإضافة إلى محرك الاحتراق الداخلي، تستفيد Valhalla من ثلاثة محركات كهربائية، جرى دمج أحدها مع علبة التروس ثنائية القابض بثماني نسب، ويعمل في المقام الأول كمبتدئ ومولد لشحن حزمة البطارية، أما المحركان الآخران في المقدمة، فيديران كل عجلة للحصول على الدفع الرباعي. ويمكن للمحركات العمل بشكلٍ مستقل لتوجيه العزم على حلبات السباق، أو يمكن تفعيل الوضع الكهربائي الصرف والقيادة لمسافة 13 كيلومترًا بسرعاتٍ تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة.

اقرأ أيضًا: سيارة Aston Martin Valhalla.. انطلقت أخيرًا بفخامة وسحر خاص

تصميم خارجي سباقي الهوى وتقنيات فورمولا 1

التصميم الخارجي الذي يبدو متطرفًا مظهريًا هو أكثر من محاولة للظهور بمظهر مثير على الطريق دون أي مضمون رياضي عالي الأداء، إذ إنّ فريق تصميم Valhalla اعتمد المبدأ نفسه الذي اعتُمد في Valkery، أي تسخير الهواء لمصلحة الأداء العام للسيارة. فرغم أنّ الجناح الخلفي الكبير يظل منخفضًا للحفاظ على التصميم الخارجي البسيط للسيارة في معظم ظروف القيادة، فإنه يرتفع بمقدار 255 ملليمترًا عند تفعيل وضعية السباق، يلاقيه في ذلك الجناح الأمامي الذي يتمدد ليرفع مستوى الضغط الهوائي نحو الأسفل. هذا ويجري تعديل زوايا الجناح تلقائيًّا تبعًا لظروف القيادة، علمًا أنه عند الوصول إلى سرعة 250 كيلومترًا في الساعة يتخذ الجناح وضعية تسمح بتوليد قوة ضغط هوائي مقدارها 600 كيلوغرام فقط، ويحافظ عليها دون أن يسمح لها بالتزايد كي لا يؤثر هذا الأمر على نسب مقاومة جسم السيارة للهواء، ومن ثم فإنّ التركيبة الأيروديناميكية للسيارة توفر لها المزيج المثالي بين الضغط الهوائي المطلوب للمحافظة على التماسك وبين نسب مقاومة الرياح المنخفضة المطلوبة للوصول إلى سرعات عالية.

وبالإضافة للتعديلات التي يجريها نظام التحكم الديناميكي المتكامل الذي طورته Aston Martin  على التركيبة الأيروديناميكية، يقوم هذا النظام أيضًا بجميع الحسابات اللازمة لإجراء التعديلات على أجهزة التعليق، والتوجيه، والمكابح وتوجيه عزم الدوران تبعًا لظروف القيادة.

وما يميز السيارة أيضًا على صعيد الشكل هو أنها مجهزة بأربعة أنابيب عادم، ولكن ليس بواقع أنبوبين لكل جهة من جهتي المؤخرة كما هي العادة في معظم السيارات الرياضية، بل على العكس إذ تتمتع مؤخرة Valhalla بأنبوبي عادم مثبتين على غطاء المحرك باتجاه الأعلى لتوفير لمسة رياضية متطرفة وأنبوبين في القسم السفلي للسيارة ضمن ناشر الهواء.

المقصورة الداخلية

تكشف الأبواب التي تُفتح إلى الأعلى في Valhalla عن كميات كبيرة من ألياف الكربون غير المطلي، وعن تصميم داخلي يمزج ببراعة بين الشكل والوظيفة، ما يمنح المقصورة شخصية بصرية فريدة مع الحفاظ على الوزن عند الحد الأدنى، ويجلس السائق والركاب في مقاعد من ألياف الكربون من قطعة واحدة هي مناسبة لجلسات القيادة الديناميكية السريعة على حلبات السباق أكثر منها للرحلات الطويلة. في حين لم تصدر أستون مارتن أي معلومات حول سعة الشحن أو التخزين، فإنه من العدل أن نفترض أنها ستكون ضئيلة، إن وجدت على الإطلاق.

أما المقود الذي يتخذ تصميمًا مستطيلاً، فهو مستوحى من عالم الفورمولا 1 ويحتوي على عناصر للتحكم في نظام المعلومات والترفيه، وتوجد أمامه شاشة رقمية مثبتة على العمود تعرض سرعة دوران المحرك، وسرعة السيارة ومعلومات الملاحة في أثناء القيادة على الطريق، وبينما تتمتع السيارة بمرايا جانبية تقليدية، جرى تجهيز المقصورة بشاشة تعرض رؤية خلفية تعتمد على كاميرا.

في الختام، وفيما خططت Aston Martin مع بداية مشروع تطوير Valhalla في العام 2019 لحصر إنتاجها بـ 500 نسخة فقط، قررت اليوم وللأسباب التي ذكرناها في البداية إنتاج 999 نسخة. ورغم أنها لم تكشف عن سعر السيارة الرسمي، فإننا نتوقع ألّا يقل عن 3.5 مليون ريال سعودي.