توزيع 4.3 مليار دولار الدفعة الأخيرة من تعويضات ضحايا احتيال "مادوف"
أعلن صندوق تعويض ضحايا المخطط الاحتيالي الذي نفذه "برنارد مادوف"، الشهير بـ"بيرني مادوف"، عن توزيعه العاشر والأخير، في خطوة هامة نحو تعويض المتضررين من هذا الاحتيال، الذي أسفر عن خسائر ضخمة.
وقد تم تخصيص 4.3 مليار دولار لصالح نحو 40,930 من ضحايا هذا المخطط، والذي يعد واحدًا من أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ، وفقًا لوكالة CNN.
وقال "ريتشارد بريدن"، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية السابق، والذي يشرف على إدارة الصندوق، إن الدفعة الأخيرة البالغة 131.4 مليون دولار ستوزع على 23,408 من المطالبين بالتعويض.
وهذه الدفعة تمثل التوزيع النهائي لجميع الأصول المصادرة المتاحة، بما يشمل المبالغ التي تم استعادتها من عملية التصفية.
ومن المتوقع أن يسترد الضحايا، بما في ذلك 38,860 فردًا، بالإضافة إلى المدارس والجمعيات الخيرية وخطط التقاعد، حوالي 93.71% من خسائرهم المؤكدة عند إغلاق الصندوق في عام 2025، وهو الصندوق الذي تم إنشاؤه من قبل وزارة العدل الأمريكية كجزء من جهودها لتعويض ضحايا "مادوف".
اقرأ أيضًا: نصحية من ملياردير عصامي: استمعوا للمراهقين في أعمالكم!
وإلى جانب التعويضات التي قدمها صندوق وزارة العدل، تم استرداد 14.72 مليار دولار إضافية من أموال ضحايا "مادوف" عن طريق "إيرفينج بيكارد"، الوصي الذي قام بتصفية شركة "مادوف" بعد إفلاسها في عام 2008، وهذا المبلغ يرفع إجمالي التعويضات إلى نحو 19 مليار دولار، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تم بذلها لاستعادة الأموال التي تم اختلاسها.
تعويضات الضحايا غير المباشرين
على عكس الجهود التي قام بها "بيكارد"، قام "بريدن" بتوزيع التعويضات أيضًا على الضحايا الذين خسروا أموالهم بشكل غير مباشر، مثل تلك التي تم توزيعها من خلال صناديق "التغذية" المالية، حيث تم توزيع التعويضات على مطالبين من 127 دولة، مما يبرز الأثر العالمي لهذه الفضيحة.
وفي مقابلة صحفية، صرح "بريدن" قائلاً: "كان هدفنا هو العثور على جميع الضحايا، وفهم حجم خسائرهم، واستخدام الأصول المتاحة بأكثر الطرق عدلاً وإنصافًا".
كما شدد على أهمية تذكر "الفساد الكامل" الذي ارتكبه "مادوف"، ودعا المستثمرين إلى "الحذر" في كيفية استثمار أموالهم وحماية مدخراتهم.
وتم تأسيس هذا الصندوق أساسًا من خلال تسويات بين وزارة العدل الأمركيية و"بنك مادوف" السابق "جي بي مورجان تشيس"، فضلاً عن الترتيبات التي قام بها مصفي شركة "مادوف"، مع تركة المستثمر السابق "جيفري بيكوير"، وبدأت قيمة الصندوق بـ4.05 مليار دولار، ولكنها نمت مع مرور الوقت بفضل استرداد المزيد من الأصول.
وتقدر قيمة الاحتيال الذي قام به "مادوف" بنحو 64.8 مليار دولار، وكان قد ظل دون اكتشاف لسنوات طويلة، حتى اعترف به "مادوف" لأبنائه في ديسمبر 2008، بعد يوم واحد من حفل عيد الميلاد الذي أقامته شركته.
وفي النهاية، أقر "مادوف" بالذنب في 11 تهمة جنائية، وتوفي في أبريل 2021 عن عمر يناهز 82 عامًا، أثناء قضائه عقوبة بالسجن لمدة 150 عامًا!