عالم الفضاء يشهد ظاهرة فلكية نادرة في 2025
سيكون عام 2025 محطة استثنائية لمحبي الفلك حول العالم، إذ سيشهد اختفاء حلقات كوكب زحل مرتين، في ظاهرة فلكية نادرة لا تحدث إلا كل 15 عامًا.
ويرى العلماء أن هذه الظاهرة تشكل فرصة مثالية لدراسة طبيعة الحلقات واستكشاف المزيد عن الكوكب السادس في النظام الشمسي، وفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية.
لماذا تختفي حلقات زحل؟
وبحسب ستاس كوروتكي، المدير العلمي لمرصد "كا-دار"، فإن اختفاء الحلقات يعود لمحاذاة الأرض مع مستوى حلقات زحل، مما يجعلها تبدو وكأنها تختفي بصريًّا.
وأوضح أن هذا الحدث يتكرر مرتين خلال الدورة المدارية لزحل، التي تستغرق 30 عامًا أرضيًا، حيث يصطف مراقبو الأرض مع مستوى الحلقات الرقيق جدًا، ما يجعلها تظهر على الحافة.
وأضاف كوروتكي أن حلقات زحل، رغم ضخامتها الظاهرة، رقيقة للغاية بسمك يبلغ نحو 30 مترًا فقط، وبسبب المسافة الشاسعة بين الأرض وزحل، التي تتجاوز مليار كيلومتر، تختفي الحلقات فعليًّا عن الأنظار حتى باستخدام أقوى التلسكوبات.
اقرأ أيضًا: دراسة لـ"كاوست" تشير إلى.. احتمالية وجود حياة على قمر كوكب "زحل"
توقيتات الظاهرة وظروف المراقبة
ومن المقرر أن يحدث الاختفاء الأول في 23 مارس 2025، بالتزامن مع فصل الربيع، إلا أن هذا الحدث لن يكون مرئيًا من الأرض نظرًا لتدخل أشعة الشمس، أما الحدث الثاني، فسيكون خلال الخريف تحديدًا في 26 نوفمبر ، وسيكون مرئيًا بوضوح، ما يتيح فرصة مثالية لرصده.
وأوضح كوروتكي أن الحلقات ستكون خلال أوقات أخرى من العام مرئية كخط رفيع جدًا، مما يجعل كوكب زحل يبدو كأنه يفقد سحره المميز.
أهمية الظاهرة للهواة والعلماء
وتعد هذه الظاهرة فرصة استثنائية لمحبي الفلك حول العالم، خاصة للهواة الذين يمتلكون تلسكوبات ذات قدرة تكبير عالية، حيث يمكنهم متابعة الحدث واستكشاف تفاصيله.
من جهة أخرى، فإنها تمنح العلماء فرصة نادرة لدراسة التغيرات البصرية في حلقات زحل وتحديد تأثير هذه المحاذاة على الملاحظات العلمية.
ظاهرة تحمل تاريخًا طويلاً
واختفاء حلقات زحل ليس بالأمر الجديد، لكنه يحمل في طياته أهمية تاريخية، إذ أسهم في فهم طبيعة الحلقات خلال القرون الماضية، حيث إن الفلكيين القدماء كانوا يعتبرون هذه الظاهرة لغزًا، ومع تقدم التلسكوبات الحديثة، بات العلماء قادرين على رصدها وتحليلها بدقة أكبر.