تحذير من عقار شائع لعلاج الربو قد يزيد من خطر الانتحار
أظهرت أبحاث طبية حديثة أن عقارًا شائعًا يستخدم في علاج مرض الربو قد يزيد من خطر الانتحار بين المرضى الذين يتناولونه.
والعقار الذي يباع تحت الاسم التجاري "سينغولير"، هو أحد الأدوية الموصوفة بشكل شائع في المملكة المتحدة، حيث تم توزيع أكثر من 4 ملايين جرعة منه في إنجلترا خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
دراسة أمريكية تكشف تأثير العقار على الدماغ
وقد كشفت دراسة جديدة مدعومة من الحكومة الأمريكية أن "سينغولير" قد يتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، الذي يعد غشاءً واقيًا مصممًا لحماية الدماغ، حيث يرتبط بالخلايا المسؤولة عن تنظيم المزاج والتحكم في الدوافع، وفقًا لوكالة سكاي نيوز.
ويثير هذا الاكتشاف القلق بعد تقارير تشير إلى حدوث حالات انتحار أو محاولات انتحار بين الأطفال الذين تناولوا هذا الدواء، بما في ذلك بعض الحالات التي شملت أطفالاً في سن الخامسة.
مخاوف بشأن 350 ألف بريطاني
وتثير هذه النتائج مخاوف بشأن صحة ما يقرب من 350 ألف شخص في بريطانيا، بينهم حوالي 35 ألف طفل، الذين يتناولون هذا العقار، ما قد يعرضهم لخطر مماثل.
اقرأ أيضًا: باحثون يبتكرون علاجًا جديدًا للتغلب على نوبات الربو
ويعمل "سينغولير" كعلاج للربو عن طريق منع المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم والتي تؤدي إلى تورم وتضييق مجاري الهواء في أثناء نوبات الربو، ويتناول الدواء عادة على شكل حبة يومية.
المخاوف النفسية
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد ممثلون من المركز الوطني لأبحاث السموم التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية في اجتماع الكلية الأمريكية لعلم السموم على وجود صلة بين "سينغولير" والحالات النفسية المقلقة.
ورغم هذه الاكتشافات، لم يقترح الخبراء حظر بيع الدواء أو إنتاجه، مشيرين إلى أن الأبحاث لا تزال جارية وأن النتائج لم تكتمل بعد.
إجراءات تنظيمية في المملكة المتحدة
من جهتها، أكدت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة "MHRA" أنه سيتم إضافة تحذيرات أكثر وضوحًا إلى النشرات الإرشادية المرفقة بالدواء هذا العام، في خطوة تهدف إلى زيادة الوعي بين المرضى والأطباء بشأن المخاطر المحتملة.
الآثار الجانبية للدواء
ورغم فعاليته في علاج الربو، فإن "سينغولير" لا يخلو من الآثار الجانبية، ومن بين الآثار المحتملة التي قد تحدث لدى بعض المرضى، التأثيرات النفسية مثل التغيرات في المزاج، القلق، الاكتئاب، وأحيانًا الأفكار الانتحارية، التي تم الإشارة إليها في بعض الدراسات الحديثة.
كما تشمل الآثار التفاعلات التحسسية، مثل الطفح الجلدي، الحكة، أو التورم في الوجه أو اللسان، والتي قد تتطلب التوقف عن تناول الدواء، بالإضافة لمشكلات في الجهاز التنفسي.
ومن الآثار أيضًا آلام في الرأس والشعور بالدوار، حيث قد يعاني بعض المرضى من صداع متكرر أو دوار، إلى جانب تأثيرات على النوم ويمكن أن يتسبب الدواء في الأرق أو اضطرابات النوم لدى بعض الأشخاص.