ملاذات تختصر العالم وفصوله.. استمتع بموسم الهدوء
بالنسبة للبعض، قد يبدو نوفمبر توقيتًا غير مناسب لقضاء إجازة، ولكن لعشاق السفر دائمًا رأي آخر، إذ يكنون احترامًا خاصًا لهذا الشهر، الذي يعدونه أحد أكثر الأوقات مناسبة للعطلات الهادئة، والرحلات الرومانسية التي لا تُضاهى، بعيدًا عن زحام ديسمبر وضجيجه، حيث تبدو الوجهات الساحرة أقل حشودًا، وكأنها قد تركت ذلك الجمال الهادئ ليُشبع عشاقه حتى حين.
الأمر الذي يُلقي بظلاله على توافر الكثير من الخيارات، من بين مجموعة متنوعة من الوجهات الأكثر تميزًا، التي تضم أفضل الأماكن حول العالم، وبأفضل الأسعار، بينما يستمتع زائرها بفوائد السفر في هذه التوقيت المتميز من العام، وسواء كنت ترغب في الهروب للاستمتاع ببعض شمس الشتاء، أو الابتعاد عن نهاية الخريف الصاخبة، أو التدثر بالأجواء الربيعية، أو حتى الاستمتاع بالمناطق الاستوائية بعد أن هدأت العواصف وجفت الأمطار، فستجد ما تبحث عنه من وجهات ساحرة في نوفمبر.
تايلاند
بالرغم من أن تايلاند تُعد وجهة مثالية طوال العام، فإن سحرها يزداد في شهر نوفمبر، إذ تبدو في أكثر حالاتها اعتدالًا وجمالًا، حيث ينتهي موسم الأمطار رسميًّا، باستثناء بعض المواقع على الساحل الشرقي الجنوبي، بينما يحل شتاء أكثر جفافًا وبرودة، تبرز خلاله البلاد روعتها أمام زوارها.
ففي مثل هذا التوقيت من العام تُقام المهرجانات السنوية مع اكتمال القمر، وفي مدينة "شيانج ماي"، على سبيل المثال، تكتمل اللوحة الساحرة بعدد منها، حيث يأتي مهرجان "لوي كراتونج" في المقدمة، وفيه تبحر القوارب الصغيرة المضاءة بالشموع، المصنوعة من سيقان الموز والأوراق على الأنهار، فيما ينطلق مهرجان "يي بينج"، الذي يتضمن إطلاق الفوانيس في السماء، لتغمر الزوار في جو سحري آسر، وكأنه تجسيد حي لكتب الحكايات الخيالية.
فهنا لن تستمتع بالطقس الجاف اللطيف مع اقتراب موسم الأمطار من نهايته، أو المهرجانات المتنوعة فحسب، بل بزيارة أكثر من 300 معبد، والعديد من المزارات والأماكن الساحرة، كمتنزه "دوي إنثانون الوطني"، الذي يُعد موطنًا للشلالات والجبال الأعلى في البلاد، بينما يمكنك قضاء معظم وقتك متنقلًا بين التلال المبدعة، للاستمتاع بمشاهد الطبيعة وهي تحتضن منازل خشب الساج التقليدية، والنباتات الاستوائية النابضة بالحياة.
كما يمكنك الاستمتاع بأجواء المدينة في "شيانج ماي"، من خلال التجول بين مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، والعديد من مناطق الجذب، بالإضافة إلى المدينة القديمة المذهلة لاستكشافها، فيما يمكنك الاختيار من بين فنادقها الرائعة وبينها بعض أشهر العلامات في عالم الضيافة.
أنتيغوا وبربودا
أنتيغوا وبربودا دولة جزرية تتربع في منطقة مميزة من الكاريبي، فهي جزء من أرخبيل الأنتيل الأصغر، وتحتفل هذه الدولة الصغيرة الساحرة بيوم الاستقلال في مطلع شهر نوفمبر من كل عام، بينما تجهز نفسها في مثل هذا التوقيت لدخول موسم الذروة السياحي للجزيرة في ديسمبر، ما يعنى لك كزائر جنى ثمار القطفة الأولى للموسم السياحي بما تعنيه الكلمة، وبأقل تكلفة.
وفي نوفمبر قد تهطل زخات من المطر، ولكن من المفترض أن تتلاشى بسرعة، فيما يختفى خطر الأعاصير تقريبًا، بينما تزهو عروض فنادقها وملاذات الضيافة الرائعة المنتشرة في أرجائها، وحسب سكان أنتيغوا فإن الجزيرة الرئيسة بها 365 شاطئًا، لذا لن تشعر بأي نقصٍ في الخيارات المتاحة.
ولكن إذا كنت تبحث عن غروب الشمس فوق الكاريبي، فعليك التوجه إلى الساحل الغربي بالقرب من العاصمة "سانت جونز"، حيث صُممت المنتجعات هناك لتحقيق ذلك الحلم، الذي يجمع بين السحر والهدوء والخصوصية، بينما توفر المزيد من التجارب الفريدة، كقضاء أمسيات رومانسية بين الطبيعة على ضوء القمر، لتعود بعدها مليئًا بالرضا والسعادة لاستئناف الحياة.
إن الرحلة إلى هذه الجزيرة البرية الرائعة، تبدو كسفر عبر الزمن إلى الطبيعة، بينما تحيطك كل الرفاهية المعاصرة، من الفنادق ذات الخمس نجوم واليخوت الفاخرة، بينما لا يزال بإمكانك العثور على شواطئ رملية بيضاء، وطبيعة بكر تتباهى بالتنوع البيولوجي، الذي تستطيع تلمسه خلال جولتك في "محمية والينجس الطبيعية"، وهي أول حديقة وطنية تديرها المجتمعات المحلية على الإطلاق، وهنا يمكنك التعرف على التاريخ والحياة البرية.
أما في "باربودا"، الشقيقة الصغرى لـ"أنتيغوا"، فتبدو الحياة أكثر هدوءًا، مع وجود عدد قليل من الفنادق المتواضعة، ولكن هذا لا يقلل من سحرها.
ناميبيا
تُبدو ناميبيا كلوحة شاسعة من الإبداع، إذ تتزين بالمناظر الطبيعية النائية، التي تُعد بين الأكثر روعة على وجه الأرض، حيث الكثبان الرملية الجبلية، والصحراء الفارغة التي لا نهاية لها، والسافانا البكر، موطن الحيوانات البرية الإفريقية الضخمة، مثل: الفيلة، والأسود، والنمور، والفهود، وأفراس النهر، والزرافات، وغيرها الكثير.
وعندما يأتي شهر نوفمبر، يجلب معه بداية موسم هطول الأمطار في ناميبيا، وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتنوع الحياة البرية، والدراما الطبيعية التي سوف تستمتع بتتبعها خلال رحلتك في هذه الأرض الغنية بالإثارة، ولعل من حسن الحظ، أن مجموعة من المعسكرات الجديدة المذهلة، التي أقيمت خلال السنوات الأخيرة هنا، سمحت لمحبي الحياة البرية باكتشاف أبعد المناطق في هذا البلد.
اقرأ أيضًا: قصر كاسيرتا الملكي.. تحفة معمارية إيطالية ووجهة فريدة لعشاق التراث
وحسب خبراء السياحة الإفريقية، فإن شهر نوفمبر يُعد شهرًا مثيرًا للاهتمام في معظم أنحاء جنوب إفريقيا؛ إذ إنه وقت انتقالي، يمنح المسافرين تجربة مذهلة لنهاية موسم الجفاف وبداية هطول الأمطار المذهلة، ففي نهاية موسم الجفاف، تتجمع الحيوانات البرية في أحواض المياه في أماكن، مثل: "منتزه إيتوشا الوطني"، ثم مع هطول الأمطار، عندما تتجمع السحب العاصفة فوق الجبال والسهول، تبدأ المناظر الطبيعية في التفتح مرة أخرى، بعد أن بدأت الحياة الجديدة تدب في الأرض، لتشكيل هذا الاخضرار الساحر، وما يجلبه من حياة لمختلف الكائنات والطيور المهاجرة.
فيما تنخفض أسعار ملاذات الضيافة في هذا الموسم، مع توافر العديد من النزل الجديدة الرائعة صديقة البيئة، التي تتباهى جميعها بما تقدمه من تجارب مثالية في تنظيم الرحلات لأجمل المناطق، ومنها مخيمات: "دامارالاند" و"هوانيب فالي" و"هابيتاس ناميبيا".
نيوزيلندا
في مثل هذا التوقيت من العام تزهو نيوزيلندا بفصل الربيع، وبينما يشهد جانبًا من العالم تقلبات الفصول الأخرى، تتفتح الأزهار في الجزيرة الساحرة، ذات المناخ المدهش، فهنا وفي جزيرة نيوزيلندا الجنوبية، يمكنك التزلج في الصباح والاستحمام الشمسي في فترة ما بعد الظهر، مع خيارات غير محدودة من الأنشطة، حيث: السباحة البرية، وركوب الرمث في المياه البيضاء، والمشي لمسافات طويلة على الأنهار الجليدية، والقفز بالحبال، والقفز بالمظلات، وركوب الخيل، وغيرها الكثير.
وفي الجزيرة الشمالية، ستجد الينابيع الساخنة، فيما ستستمتع على ساحل "أوكلاند"، ببعض أكثر الشواطئ المذهلة التي ستراها على الإطلاق، مثلما يمكنك ممارسة العديد من الأنشطة التي تعج بها هذه البلاد الرائعة، خلال رحلة كلاسيكية تستكشف من خلالها تلك الجزر، التي يبدو أنها قد عاهدت نفسها على إبهار البشر لعقود وعقود.
أما الإقامة فلن تشغل نفسك كثيرًا في التفكير فيها، حيث تمتلك نيوزيلندا سلالتها الخاصة من النزل الفخمة، في أماكن فائقة الجودة، بدءًا من الخلجان النائية، إلى قمم الجبال الوعرة، بجوار البحيرات الضخمة والمذهلة التي يصعب فهمها، وربما لا يمكن تخيلها، مع المزيد من خيارات الاستمتاع بملاذات الضيافة والطعام.
بينما ينصحك الخبراء بتجربة زيارة بلدة "كايكورا" الساحلية الصغيرة، التي لا تبتعد كثيرًا عن "كرايستشيرش"، والتي تحظى بإشادة واسعة النطاق، باعتبارها أكثر الأماكن استدامة في نيوزيلندا، وتشتهر هذه المدينة بسكانها من حيتان العنبر، ومشاهدات الحيتان الزرقاء المنتظمة، فيما أنشأت صندوقًا مجتمعيًا مملوكًا لشعب الماوري المحلي، لا يقتصر دوره على مراقبة الحيتان، بل إعادة استثمار الأرباح في التعليم المجتمعي والتوظيف والبيئة المحلية، ما ينشر أجواء لن تجدها في أي مكانٍ آخر.