دراسة حديثة: خلايا المخ ليست الوحيدة التي تمتلك ذاكرة في جسدك!
في دراسة حديثة نشرت في "دورية نيتشر كومينيكيشنز"، كشف فريق دولي من العلماء عن اكتشاف يغير المفهوم التقليدي للذاكرة، حيث أظهرت الدراسة أن الخلايا غير الدماغية يمكنها تخزين ومعالجة الذكريات، ما يتحدى الفهم السائد بأن الذاكرة تقتصر فقط على خلايا الدماغ.
وأجرى العلماء تجارب على نوعين من الخلايا البشرية غير الدماغية، الأولى كانت خلايا من الأنسجة العصبية، بينما الثانية كانت خلايا من أنسجة الكلى.
وقد خضعت هذه الخلايا لأنماط مختلفة من الإشارات الكيميائية، مشابهة لتلك التي تتعرض لها خلايا الدماغ عند تعلم معلومات جديدة من خلال الناقلات العصبية.
وأظهرت النتائج أن الخلايا غير الدماغية تفاعلت مع هذه الإشارات الكيميائية بطريقة مشابهة لخلايا الدماغ، حيث قامت بتفعيل "جين الذاكرة"، وهو نفس الجين الذي يعمل في خلايا الدماغ عند معالجة المعلومات وتشكيل الذكريات.
اقرأ أيضًا: شبكة خلايا الدماغ والتحكم في الشهية: دراسة جديدة تكشف أسرارًا مذهلة
وقد تم مراقبة هذه العملية عن كثب من خلال هندسة الخلايا لإنتاج بروتين متوهج في الظلام، يشير إلى نشاط جين الذاكرة.
آلية التعلم والتخزين
وقد لوحظ أن الخلايا غير الدماغية أظهرت قدرة على تحديد تكرار النبضات الكيميائية بمرور الوقت، ما يعني قدرتها على "التعلم"، وعندما تم إرسال الإشارات الكيميائية في فترات زمنية متباعدة، قامت الخلايا بتفعيل جين الذاكرة بشكل أقوى وأطول، مقارنة بالنبضات الأولى التي تلقتها.
وهذا الاكتشاف يشير إلى أن الخلايا غير الدماغية لا تقتصر فقط على الذاكرة، بل تتمتع أيضًا بقدرة على التعلم والتحسين مع التكرار الزمني.
ويعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة في فهم طبيعة الذاكرة والتعلم في الجسم البشري، وقد يعيد العلماء النظر في طرق تعاملهم مع مختلف خلايا الجسم، حيث يشير الباحثون إلى أن هذه الظاهرة قد تكون خاصية أساسية لجميع الخلايا، وليست محصورة في خلايا الدماغ فقط.
وعلى سبيل المثال، قد يتطلب الأمر في المستقبل دراسة كيفية تذكر خلايا البنكرياس لوجباتنا السابقة لتنظيم مستويات الجلوكوز، أو كيف يمكن لخلايا السرطان أن تتذكر نمط العلاج الكيميائي لمقاومته بشكل أكثر فعالية.
فيما تفتح الدراسة أفقًا جديدًا في فهم الوظائف البيولوجية لجسم الإنسان، وقد تساهم في تطوير طرق علاجية مبتكرة في المستقبل، تتجاوز حدود الدماغ لتشمل جميع خلايا الجسم.