بمبلغ خيالي.. بيع الكنز الأكثر قيمة في بريطانيا (فيديوجراف)
بيعت مجموعة من العملات النادرة في إنجلترا بمبلغ مذهل، حيث بلغ سعرها 5.5 مليون دولار، محطمة بذلك أرقامًا قياسية كأحد أثمن الاكتشافات الأثرية في بريطانيا.
تحتوي هذه المجموعة على 2500 بنس، تعود لفترة غزو النورماندي، ما يعني أن عمرها يزيد عن ألف عام، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى المبكرة، وهي فترة تاريخية شهدت تحولات جذرية في بريطانيا تحت حكم النورمان.
جرى اكتشاف هذه العملات النادرة على يد مجموعة من الأشخاص، الذين كانوا يستخدمون جهاز الكشف عن المعادن في منطقة جنوب غرب إنجلترا، قرب مدينة "بريستول".
وما يزيد من قيمة هذه القطع ليس فقط قِدمها، بل ندرتها الشديدة، حيث يُعتبر العثور على مجموعة كهذه حدثًا نادرًا للغاية، فالعملات التي تعود لعصور النورماندي نادرًا ما يتم العثور عليها، وقد تكون هذه القطع دليلًا على تفاصيل لم تُكتشف بعد حول الحياة الاقتصادية والتجارية في تلك الفترة، والتي شابها تحول جذري في الهياكل الاجتماعية بعد الفتح النورماندي لإنجلترا.
اقرأ ايضًا:بقيمة 4.3 مليون جنيه إسترليني.. بيع الكنز الأغلى في تاريخ بريطانيا
وبحسب المؤرخين، فإن هذه العملات ربما كانت تستخدم كوسيلة للضرائب، أو كمبالغ كبيرة في التعاملات الاقتصادية الكبرى، حيث عُرف النورمانديون بتنظيمهم وتطويرهم للنظام المالي البريطاني.
ومثل هذه الاكتشافات تساعد الباحثين في دراسة التاريخ الاقتصادي، وتوثيق العلاقات التجارية والدبلوماسية بين إنجلترا ودول أوروبا في ذلك العصر.
اللافت أن هذه المجموعة التاريخية لم تذهب إلى أي متحف، بل تم شراؤها من قِبل شركة ائتمان بريطانية بقيمة 5.5 مليون دولار، ما يعكس القيمة الفعلية التي يمكن أن تصل إليها القطع الأثرية النادرة عند طرحها في الأسواق الخاصة.
وتعتبر هذه الصفقة واحدة من أغلى صفقات العملات القديمة في العالم، حيث توضح هذه الأرقام الشغف الذي يبديه بعض المستثمرين تجاه القطع النادرة، التي تمثل جزءًا من التراث التاريخي الإنساني.
ولعل هذا الاكتشاف يلقي الضوء على أهمية التكنولوجيا الحديثة، حيث إن أجهزة الكشف عن المعادن أصبحت أداة شائعة يستخدمها الكثير من الهواة والباحثين عن الكنوز التاريخية.
اقرأ أيضًا: خلاف دولي على كنز بحري.. من يستحق الثروة؟
وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة قد لا تضمن اكتشاف كنوزٍ ثمينة دائمًا، فإن القصص مثل قصة هذه العملات تدفع المزيد من الأشخاص لتجربة حظهم.
من المحتمل أن تثير هذه الصفقة اهتمام خبراء الآثار والمجموعات المتحفية العالمية، وقد تزيد من النقاش حول الحاجة للحفاظ على الكنوز التاريخية وحمايتها من التحول إلى سلع خاصة.
إلا أنها تعكس كذلك تقدير المجتمع لقيمة التراث الثقافي، وحرص المؤسسات المختلفة على الاستحواذ على جزء من التاريخ البشري، ليبقى حبيسًا في أيديهم أو متاحًا للعرض لعامة الناس.