هل بلغ تأثير جائحة كورونا القمر؟! (فيديوجراف)
عندما اجتاحت جائحة كورونا العالم في 2020، أحدثت فوضى غير مسبوقة في حياتنا اليومية، من الحجر الصحي إلى توقف النشاطات الاقتصادية في جميع أنحاء الأرض.
لكن الغريب في الأمر أن تأثير هذا الوباء لم يتوقف عند حدود كوكبنا، بل امتد ليصل إلى القمر!
نعم، قد يبدو ذلك غريباً، لكن دراسة جديدة كشفت أن الإغلاق الصارم الذي فرضته الدول أثناء جائحة كورونا أثر بشكل غير مباشر على سطح القمر!
إذ اكتشف فريق من الباحثين أن درجات الحرارة الليلية على سطح القمر انخفضت بشكل ملحوظ خلال شهري أبريل ومايو 2020، وهي الفترة التي كانت خلالها معظم دول العالم تعيش حالة من الإغلاق التام بسبب فيروس كورونا.
فكيف يمكن لجائحة على الأرض أن تؤثر على القمر؟
ما يعتقده الباحثون هو أن هذا الانخفاض في درجات الحرارة ناجم عن انخفاض كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أثناء فترة الإغلاق، ولشرح هذه الظاهرة بشكل أفضل، يجب أن نفهم كيف تؤثر انبعاثات الغازات على القمر.
فعادةً، تحتفظ الغازات المنبعثة من الأرض ببعض الحرارة في الغلاف الجوي، وهذه الحرارة يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على سطح القمر، خصوصاً أن القمر دائمًا ما يواجه جانباً من الأرض.
اقرأ أيضًا:مفاجأة هذا مصير الأرض بعد مليارات السنين! (فيديوجراف)
ومع تراجع الأنشطة الصناعية والنقل الجوي والبحري أثناء الجائحة، قلت كمية هذه الانبعاثات، مما أدى في النهاية إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل غير معتاد على سطح القمر ليلاً.
في هذه الدراسة، قام باحثان من مختبر الأبحاث الفيزيائية في "أحمد آباد"، الهند، بتحليل بيانات من المسبار القمري الاستطلاعي التابع لناسا (LRO)، الذي يدور حول القمر منذ عام 2009، هذا المسبار مزود بأداة متطورة تستخدم سبع كاميرات حرارية بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجات حرارة سطح القمر بدقة.
قام الباحثان بتحليل درجات الحرارة المسجلة في ستة مواقع مختلفة على الجانب القريب من القمر، وهو الجانب الذي يواجه الأرض دائمًا، والبيانات التي حللوها تغطي فترة من 2017 إلى 2023، لكن النتائج التي حصلوا عليها عن شهري أبريل ومايو 2020 كانت مدهشة حقاً.
في جميع المواقع الستة، وجد الباحثون أن درجات الحرارة انخفضت بشكل غير طبيعي، بمقدار يتراوح بين ثماني إلى عشر درجات كلفن (ما يعادل 14 إلى 18 درجة فهرنهايت)، وهو ما يتطابق مع فترة الإغلاق الصارم.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أن التغييرات التي تحدث على الأرض، حتى ولو كانت نتيجة جائحة، يمكن أن يكون لها تأثير على أجسام سماوية قريبة مثل القمر.
اقرأ أيضًا: البرنامج الغذائي لرونالدو.. ماذا يأكل الدون؟ (فيديوجراف)
وعلى الرغم من أن التأثير كان غير مباشر، إلا أن هذا الانخفاض غير المتوقع في درجات الحرارة يثير تساؤلات جديدة حول كيفية تفاعل الأرض مع محيطها الفضائي.
وهذه الدراسة تسلط الضوء على كيف أن الكواكب والأقمار وحتى الظواهر الطبيعية قد تكون مترابطة بطرق لا يمكننا تخيلها، وقد يكون للقمر تأثيرات خفية من الأنشطة التي نقوم بها على الأرض، وهو ما يجعلنا نفكر بعمق أكبر في التأثيرات البيئية الكونية الناتجة عن حياتنا اليومية على كوكب الأرض.