سيارة Nilu 27: شغف العنفوان المتمرد
منذ أن اكتشف الإنسان النار (أو طريقة إشعالها بتعبيرٍ أدق) لطالما كانت الحاجة هي النواة التي تولد منها الاختراعات العظيمة، وقد يكون هذا أمرًا مفروغًا منه لا يحتاج إلى أي بحث أو نقاش، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسيارات الرياضية الخارقة فإنّ الحاجة قد لا تكون هي أم الاختراع كما يقولون، بل الحلم، الحلم المعزز بكميات كبيرة من الشغف، فلولا حلم إنزو فيراري بسيارة سباق ترضي شغفه بالتفوق لما ولدت Ferrari، ولو لم يحلم فيوروتشو لامبورغيني بسيارة ترضي شخصيته العنفوانية المتمردة لما ولدت Lamborghini.
كذلك الأمر بالنسبة لـ"ساشا سيليبانوف"، أو الرجل الذي يقف وراء صانع السيارات الرياضية الخارقة Nilu 27، فعندما فرغ مصمم سيارات Bugatti و Koenigsegg السابق من العمل لدى الآخرين خاضعًا لقراراتهم التي تحدد الشكل النهائي الذي ستكون عليه السيارات التي يصممها، قرر أن يستجيب لشغفه القديم ويصمم السيارة التي لطالما حلم بها، وهكذا ولدت Nilu التي نتحدث عنها هنا.
السر وراء الاسم الغريب
في البداية، هناك موضوع الاسم الذي يبدو غريبا بعض الشيء، ففي العادة يُطلق أصحاب الشغف اسم العائلة على السيارة التي ينتجونها كما حصل مع كل من Ferrari، Lamborghini، Porsche و Rimac، إلا أنّ ساشا قرر إطلاق اسم Nilu على سيارته الخارقة، وهي كلمة مركبة من أول حرفين بالأجنبية من اسم ابنته الأولى التي تدعى نيكا (Nica) وأول حرفين من اسم ابنته الثانية لوسيا (Lucia)، أما بالنسبة للرقم 27 الذي يضاف إلى كلمة Nilu في اسم الشركة لا اسم الطراز فهو يعود للرقم الذي كان يحمله سائق فريق Ferrari خلال حقبة السبعينيات من سباقات الـ Formula 1 البطل الراحل جيل فيلنوف، الذي كان ساشا من أبرز مشجعيه.
شغف عام
قد يكون أجمل ما في رؤية ساشا التي انعكست على Nilu هو أنّ الأخيرة تغازل المدرسة القديمة في عالم تصميم السيارات، أو بتعبيرٍ أدق المدرسة الأصيلة المحببة في ذلك العالم المثير، مع مواصفات تنتمي إلى النوع الذي يرغب فيه عشاق السيارات الرياضة المخضرمون وتعبر عن شغفهم بالأداء العنفواني مع محرك يتألف من اثنتي عشرة أسطوانة يتصل بعلبة تروس يدوية.
لا للتقنية الهجينة ولا لأجهزة التنفس القصري
ميكانيكيًّا، وبخلاف الرائج حاليًا في السيارات الرياضية الخارقة التي إما تعتمد على مساعدة كهربائية تأتي من منظومة هجينة معقدة ثقيلة الوزن وإما على أجهزة شحن هواء توربو تؤثر سلبًا على سلاسة وصول القوة إلى العجلات، اعتمدت Nilu على محرك يتألف من اثنتي عشرة أسطوانة بسحب طبيعي للهواء يتصل بعلبة تروس يدوية، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على تجربة القيادة ويجعلها سمفونية من المتعة والأداء العالي.
وهنا تظهر واقعية الرؤية التي يتمتع بها المصمم الجورجي. ففي العادة نحن نحب السيارات الرياضية لا لأنها سريعة، بل لأنها مثيرة، وليس هناك أي شيء مثير أكثر من سيارة مجهزة بمحرك كبير يجري التحكم بعزمه من خلال علبة تروس يدوية وقابض فاصل غير أوتوماتيكي يتحكم به السائق عبر قدمه اليسرى ضمن تجربة قيادة تتطلب استخدام يدي السائق وقدميه معًا. وهنا يمكننا طرح السؤال التالي هل Nilu هي أسرع من السيارات الرياضية الخارقة الأخرى؟
الإجابة ربما لا، فالرياضيات الخارقات الأخريات يتمتعن بقوة حصانية أعلى تتوافر لهن من خلال منظومات هجينة متطورة وتصل إلى العجلات الدافعة (التي غالبًا ما تكون أربعًا) عبر منظومة نقل حركة أوتوماتيكية سريعة للغاية في تبديل النسب، وهذا بطبيعة الحال أفضل على صعيد الوصول إلى سرعاتٍ عالية والتمتع بتماسك ممتاز. ولكن السؤال الآخر الذي يجب طرحه هو هل Nilu أكثر إثارة؟ والإجابة هي بالتأكيد نعم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ محرك السيارة الذي تبلغ سعة أسطواناته المثبتة على شكل الحرف v بزاوية 80 درجة هي 6.5 لتر، وهو يولد قوة تفوق 1000 حصان، صممته شركة Hartley النيوزيلندية.
أما علبة التروس، التي ذكرنا أنها يدوية، فهي تتألف من سبع نسب مع مقبض يتحرك ضمن لوحة مسننة، يتميز بآلية قفل، على غرار ما يتوافر في طراز Countach من Lamborghini لضمان عدم وضع السيارة في وضعية الرجوع إلى الخلف عن غير قصد.
اقرأ أيضًا: NILU27: ولادة نجم جديد في عالم السيارات الرياضية الخارقة
الحداثة حيث يجب أن تكون
Nilu لا تنتمي للمدرسة القديمة في كل شيء، فعندما يتعلق الأمر بالهيكل اعتمدت الشركة التي تتخذ من إيرفين، كاليفورنيا مقرًا لها على هيكل أحادي مصنوع حسب الطلب من ألياف الكربون، تكمله مجموعة من الإطارات المصنوعة من سبائك الألومنيوم. وفي المقابل، أوكلت عملية ضبط حركة السيارة الديناميكية لجهاز تعليق يعتمد هندسة عظمة الترقوة المزدوجة، وهو يتصل بمجموعة من العجلات المركزية المتداخلة مقاس 20 و 21 بوصة مع إطارات مصنوعة من مواد عالية الالتصاق تخفي خلفها مكابح مصنوعة من الكربون والسيراميك من إنتاج Brembo.
مقصورة قيادة كلاسيكية
كونها سيارة تركز على توفير انخراط بعملية القيادة لا لأي أمر آخر، اعتمدت Nilu 27 على الكلاسيكية في تصميم المقصورة التي يُلاحظ في لوحة قيادتها الغياب شبه الكامل للشاشات، أما المقود فيختلف عن سيارات السباق فقط من خلال خلوه من أي أزرار أو أدوات تحكم.
وبما أنّ السيارة بشكلٍ عام تُعبر عن شغف السيد ساشا بالمتعة خلال القيادة، فهي لا توفر وضعيات قيادة أخرى غير الوضعية الهجومية، أما الشاشة الوحيدة التي يمكنك العثور عليها في الداخل فهي مدمجة في مرآة الرؤية الخلفية لتحسينها من خلال عرض الصور التي تلتقطها كاميرا مثبتة في الخلف، وعلى غرار ما يتوافر لدى سيارات من عيار LaFerrari تأتي المقاعد ثابتة، فيما تتحرك أدوات القيادة كالدواسات ومسند الرأس ومرايا الأبواب يدويًّا عبر أذرع ومفاتيح لتؤمن للسائق وضعية القيادة المثالية التي يرغب بها.