سيمفونية الشفاء.. دور الموسيقى في جراحات الدماغ المعقدة
تخيل أن تعزف على آلة موسيقية محببة إلى قلبك وأنت مستلقٍ على طاولة العمليات، محاطًا بالأطباء والأجهزة الطبية!
هذا ما حدث مع "راست"، الشاب الذي قرر أن يواجه مرضه بطريقته الخاصة.
"راست" ليس عازفًا عاديًا.. فحبّه للترومبون يمتد لعائلته، حيث كان والده وعمه يعزفان على نفس الآلة، ولكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بأن العزف أصبح أكثر صعوبة، وكأن شخصًا آخر يهز الآلة بدلاً منه، هذا الأمر دفعه للذهاب إلى المستشفى بحثًا عن الحل.
بعد استشارة الأطباء، تم اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية لتحفيز عميق للدماغ، هذه العملية الفريدة تسمح للأطباء بوضع أقطاب كهربائية صغيرة في الدماغ لتنظيم النشاط العصبي وتقليل الرعاش.
الجراحة تتطلب بقاء المريض يقظًا طوال العملية، لذا قرر "راست" أن يصطحب آلته المفضلة معه، وبينما كان الأطباء يختبرون عمل الجهاز المزروع في دماغه، واصل "راست" عزفه، مما أذهل الطاقم الطبي.
الموسيقى كانت بالنسبة له أكثر من مجرد هواية، بل كانت وسيلة للتعبير عن نفسه والتغلب على التوتر.
وبفضل العملية الجراحية الناجحة، تمكن "راست" من التخلص من الرعاش بشكل كبير.
أما الجهاز المزروع في صدره فيعمل على تنظيم نشاط الخلايا العصبية، مما يمنحه القدرة على عزف الترومبون بحرية واستمتاع، كما يعمل الجهاز على تنظيم الخلايا في دماغ "راست"، مما يساعد على تقليل ارتعاشه.
والآن، يمكنه التحكم في حالته بشكل أفضل باستخدام ذلك الجهاز المزروع في صدره، الذي يحتوي على نظامين للعمل، أحدهما للأيام العادية، والآخر يستخدمه عند الحاجة.
كل ليلة، يطفئ "راست" الجهاز قبل أن ينام، متذكرًا كيف كانت حياته قبل هذا العلاج، فهي تجربة فريدة لرجل أعاد السيطرة على حياته.. وعزفه.
قصة "راست" هي مثال ملهم على قوة الإرادة والتفاؤل، لقد أثبت أنه حتى في أصعب الظروف، يمكن للمرء أن يجد السعادة والمتعة في الأشياء التي يحبها.
الموسيقى كانت بالنسبة لـ"راست" أكثر من مجرد هواية، كانت وسيلة للتعبير عن نفسه والتغلب على التحديات، وقصته تذكرنا بأهمية متابعة أحلامنا، حتى في أصعب الظروف.