سيارة Bugatti Tourbillon.. أسطورة الأداء والتميز | فيديو
على مدى أكثر من مئة عام تخللتها فترة احتجاب امتدت 24 عامًا قبل أن يعيد رومانو أرتييولي إطلاقها بحلة رياضية إيطالية أصيلة عام 1987، ثم تنتقل ملكيتها خلال عام 1998 لمجموعة Volkswagen، لتنتهي بعدها في أحضان مجموعة Rimac-Bugatti التي تتقاسم ملكيتها Porsche مع مجموعة Rimac Group، لطالما تميزت طرز Bugatti بأنها أكثر من مجرد سيارات رياضية، بل هي تحف ميكانيكية ذات قدراتٍ عالية في مجال السرعة القصوى، والقوة العالية والروح الأرستقراطية ذات النوع الاستثنائي.
انسجامًا مع هذا الحال، أتت Bugatti Tourbillon التي نحتفي بها على صفحات هذا العدد حاملةً معها الإرث العريق للصانع الفرنسي من خلال خطوط خارجية لا تكتفي بمستويات أناقة عالية، بل توفر أيضًا سمات توحي بالثراء مع الانتماء إلى عالم الفخامة بمفهومها المجرد. وفي المقابل، جرى تعزيز هذه الخطوط بمواصفات استثنائية، تبدأ من مجموعة العدادات التي تزين مقصورة القيادة والتي تحاكي بتصميمها تصميم وطريقة عمل الساعات الفاخرة، ولا تنتهي بالجسم المصنوع من ألياف الكربون والمواصفات الميكانيكية بالغة التطور.
منظومة ميكانيكية ساحرة
في العادة، كثيرًا ما نستخدم وصف "ساحرة" أو"ساحر" في معرض الحديث عن التصميم الخارجي للسيارة، أو ربما مقصورتها الداخلية، ولكن أن نستخدم هذا الوصف في معرض الحديث عن منظومة ميكانيكية فهو أمر غريب، إلا أنّ الغرابة في استخدام وصف ساحرة في معرض الحديث عن منظومة Tourbillon الميكانيكية سرعان ما تتلاشى عندما نذكر بأنّ الأخيرة تتألف من محرك بست عشرة أسطوانة سعة 8.3 لتر مثبّتة على شكل الحرف V يعمل بالسحب الطبيعي للهواء، وبنظام دفع كهربائي خاص قادر على توليد قوة تبلغ 800 حصان.
إذن هو محرك يعمل بسحب الهواء الطبيعي على توليد قوة 1000 حصان وهو من تطوير Cosworth، أي الشركة البريطانية التي تتمتع بباع طويل في مجال المحركات، وهو يقترن مع ثلاثة محركات كهربائية، منها اثنان في الأمام وواحد مثبّت على المحور الخلفي للحصول على إجمالي قوة تبلغ 1800 حصان.
هذه القوة، وبالتعاون مع الجسم المدروس انسيابيًّا، تتمكن Tourbillon عند تجهيزها بإطارات Michelin Pilot Sport Cup 2 المصمّمة على نحو خاص لها من الانطلاق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في نحو ثانيتين فقط.
التصميم الخارجي
مع بداية عملية التصميم، كان الهم الأول لفريق تطوير السيارة هو رسم خطوط جسم قادرة على تلبية متطلبات الوصول إلى سرعات تتجاوز حدود 400 كيلومتر في الساعة دون التأثر باضطرابات الهواء مع المحافظة على تماسك السيارة، لذا جرى صقل كل تفصيل من تفاصيل الجسم الخارجي بشكلٍ يعزز كلاًّ من الديناميكية الهوائية التي تضمن التوفيق بين التماسك من جهة والانسياب في الهواء من جهة أخرى، وبين الفعالية الحرارية التي تضمن التبريد المناسب لمكونات السيارة.
وبعد تحقيق هذا الأمر، انصب اهتمام فريق Bugatti على جعل Tourbillon سيارة وفية لإرث الصانع الفرنسي العريق من خلال تحقيق عناصر تصميم مستمدة من رؤية إيتوري بوغاتي، خاصةً على صعيد شبكة التهوية التي تتخذ شكل حدوة الحصان، والخط الوسطي الشهير الذي يفصل السيارة من الأمام إلى الخلف والفاصل الداخلي الذي يحدد المقصورة الداخلية بين حيز للسائق وحيز للراكب الأمامي. أما بالنسبة للطلاء الخارجي، فجرت في Tourbillion عملية تطوير لهذا النهج بطريقة أصيلة لا تخلو من روح الحداثة، حيث أعطى فريق التصميم اهتمامًا واضحًا منذ البداية لصقل خطوط السيارة بشكلٍ يسمح بأن تطبق عليه تركيبة الألوان المزدوجة بشكلٍ سلس.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا ملاحظة بعض الإلهام القادم من طراز 57SC الذي يختصر تراث الصانع الفرنسي في عالم السيارات الرياضية.
سيارة جديدة بالكامل
Bugatti Tourbillon هي سيارة جديدة بالكامل، أي أنها لا تشترك مع Chiron بأي مكوّن، ولعل خير دليل على ذلك هو ليس فقط مقودها الذي يتمتع بآلية تحريك فريدة بحيث يدور ليوجه عجلات السيارة الأمامية فيما يبقى قسمه الوسطي -حيث لوحة العدادات- ثابتًا، بل أكثر من ذلك، فالمحرك الذي تتمتع به السيارة، والذي قامت Cosworth بتطويره كما ذكرنا هو محرك من 16 أسطوانة مثبتة على شكل الحرف V وليس على شكل الحرف W كالمحرك الذي كان يجهز Chiron، والذي كان عبارة عن محركين ثماني الأسطوانات كل منهما من إنتاج Volkswagen جرى دمجهما. هذا دون أن نغفل طبعًا ذكر أنه يعمل من خلال منظومة هجينة هي بدورها لا تمت بأي صلة لما كان متوافرًا لدى Chiron.
ومن جهة أخرى، فإنّ الخبر المفرح الذي أتى به محرك السيارة، هو أن تطوير محرك احتراق داخلي كبير من هذا النوع في وقت تتسارع فيه خطى الصانعين نحو اعتماد الخيارات الكهربائية الصرفة، وتحت إشراف علامة تجارية متخصصة بالسيارات الكهربائية مثل Rimac هو أمر يشير إلى أنّ محركات الاحتراق الداخلي الساحرة ستبقى في ضيافتنا لفترة طويلة من الزمن.
اسم Tourbillon وعلاقته بعالم الساعات الراقية
عزيزي القارئ، لعلك تدرك تمامًا أنّ اسم Tourbillon المعتمد في السيارة التي نحتفي بها هنا، مستعار من عالم الساعات الفاخرة التي تعتمد هذه التقنية الفاخرة لزيادة الدقة، ولكنها ليست تسمية فارغة من مضمونها، إذ جرى تصميم وتصنيع عدادات لوحة القيادة التي تحتل كما ذكرنا القسم الوسطي من المقود، من قبل شركة ساعات سويسرية وهي تعمل بطريقة عمل تلك الساعات نفسها، ولكن بدلًا من الإشارة إلى الوقت فهي تشير إلى سرعة السيارة وسرعة دوران المحرك، بحيث يشير العقرب القصير إلى سرعة دوران المحرك فيما يشير العقرب الكبير إلى سرعة السيارة.
وبالإضافة إلى هذه التقنية المثيرة، تتمتع لوحة القيادة أيضًا بشاشة رقمية عالية الوضوح مخفية في الجزء العلوي من الكونسول الوسطي يُصبح شكلها شبيهًا بشكل أجهزة الحاسب اللوحية متى خرجت من المكان المخصص لها لتعرض بيانات السيارة وتوفر اتصالاً سلسًا بالهاتف المحمول.