محطة سنتينال.. موطن جديد للإنسان بأعماق البحار في 2027
أعلنت شركة "دييب" البريطانية، المتخصصة في تكنولوجيا المحيطات، عن خططها لإنشاء موطن تحت الماء يدعى "سنتينال" بحلول عام 2027.
ووفقًا لما نشرته وكالة CNN، فإن الهدف من هذا المشروع الطموح هو تمكين البشر من العيش والعمل على عمق 200 متر تحت الماء لمدة تصل إلى شهر، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق وجود بشري دائم في أعماق البحار.
وفي عام 2022، اشترت شركة "دييب" البريطانية المتخصصة في تكنولوجيا المحيطات مركزاً للغوص بالقرب من مدينة بريستول في المملكة المتحدة، وبعد مرور عامين تقريباً، أعلنت الشركة عن خططها لتحويل هذا المركز إلى منشأة بحثية وحرم أكاديمي، بهدف تحقيق رؤيتها في تمكين البشر من العيش تحت الماء.
البشر تحت الماء
وتتمحور مهمة شركة دييب حول إنشاء موطن تحت الماء يدعى "سنتينال"، الذي يتوقع أن يتيح للبشر العيش والعمل على عمق 200 متر تحت سطح البحر لمدة تصل إلى شهر كامل.
وتعتبر الشركة هذا الابتكار خطوة مهمة نحو إقامة وجود بشري دائم في أعماق البحار، مشبهة إياه بمحطة الفضاء الدولية التي سمحت للبشر بالعيش والعمل في الفضاء منذ عام 2000.
اقرأ أيضًا: كنز غارق تحت الماء.. استخراجه خطر على البشرية (فيديوجراف)
استخدامات متعددة وتطوير مستمر
وسيتم تصميم "سنتينال" ليخدم مجموعة متنوعة من الأغراض، مثل جمع البيانات حول كيمياء المحيطات والتنقيب عن حطام السفن الغارقة، مع إمكانية تعديل تصميم الموطن ليتسع لستة أشخاص أو ليكون محطة بحثية تضم 50 شخصاً.
وتأمل الشركة أن تلعب "سنتينال" دوراً محورياً في تحفيز التواجد البشري المستدام تحت الماء.
التجربة الأولى
وأعلنت شركة دييب عن إطلاق مشروع تجريبي لموطن مصغر يحمل اسم "الطليعة"، وهو نموذج مصغر لـ"سنتينال" سيستخدم لتطوير أنظمة الموطن الرئيس، في حين سيتميز تصميمه بطول 12 متراً وعرض 7.5 متر، ما يتيح الإقامة لثلاثة أفراد تحت الماء لمدة أسبوع، وسيتم اختبار هذا النموذج في مركز الشركة بالمملكة المتحدة في أوائل عام 2025.
وأكد شون وولبرت، رئيس شركة دييب، أن "الطليعة" يمكن أن يكون لها استخدامات مهمة في التدخل السريع، مثل البحث عن ناجين في حالات الكوارث، واستشهد بحادث غرق يخت فاخر قبالة سواحل صقلية في أغسطس الماضي، حيث لم يتمكن الغواصون من البقاء تحت الماء لأكثر من 12 دقيقة.
وفي مثل هذه الظروف، كان بإمكان "الطليعة" أن تستقر بجانب اليخت الغارق وتكون قاعدة دعم للغواصين.
مستقبل البحث والتدريب
وهناك مختبر واحد فقط يعمل تحت الماء حاليًا، وهو مختبر تديره جامعة فلوريدا الدولية، ويستخدم هذا المختبر لأغراض بحثية وتدريب رواد الفضاء على التعامل مع البيئات القاسية.
اقرأ أيضًا: أزمة جديدة تواجه رائدي الفضاء العالقين بالمحطة الدولية.. ما القصة؟
تصميم حديث ومواد مبتكرة
وسيتم بناء وحدات "سنتينال" باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد من قبل روبوتات مخصصة، وستكون مصنوعة من الفولاذ المقوى بالنيكل، على غرار صواريخ "سبيس إكس، في حين سيتم تزويد الموطن بالطاقة من مصادر متجددة مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية التي ستطفو على السطح وتكون متصلة بوحدات سنتينال في أعماق البحار.
وأقر وولبرت بأن الشركة لم تحقق إيرادات حتى الآن، لكنها دخلت في محادثات متقدمة مع حكومات ومنظمات دولية لتوفير مساحات داخل "سنتينال" للإيجار أو الشراء لأغراض متعددة، منها مراقبة البنية التحتية تحت الماء، والسياحة، وتدريب الغواصين ورواد الفضاء.
دعم من مؤسس غامض
وتتمتع شركة دييب بدعم كبير من مؤسسها، الذي لم يذكر اسمه سوى أنه رجل أعمال تقني من أمريكا الشمالية، يسعى لفهم المحيطات ودورها الحيوي في خدمة البشرية.
وعندما ينتهي دور "سنتينال" في أحد المواقع، ستكون قادرة على الانتقال إلى موقع جديد، ما يعزز مرونتها وقدرتها على الاستمرارية في دعم الحياة البشرية تحت الماء.