70 مليون دولار.. أغلى سيارة مرسيدس فورمولا على الإطلاق (فيديوجراف)
تاريخ مرسيدس بنز في سباقات الجائزة الكبرى لم يكن حديثًا. كانت الشركة واحدة من القوى المهيمنة على السباقات في سنواتها السابقة. انتصرت في عودتها بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914 وعام 1934، ما رفع سقف التوقعات عند عودتها في منتصف الخمسينيات.
وفي عام 1954، قررت الشركة العودة رسميًا إلى سباقات الفورمولا 1 عبر سيارة W196، التي شكلت علامة فارقة في تاريخ سباقات السيارات.
كان السبب وراء توقيت العودة في 1954 هو تغيير اللوائح الفنية للفورمولا 1، التي أصبحت تفرض محركات بسعة 2.5 لتر.
هذا التغيير في القواعد خلق فرصة متكافئة لجميع الشركات المصنعة، ما أعطى مرسيدس بنز فرصة لتطوير سيارة تنافسية دون التأخر عن منافسيها القدامى.
من الناحية التقنية، كانت مرسيدس بنز دائمًا متقدمة عن منافسيها، وسيارة W196 لم تكن استثناء. تم تجهيز السيارة بمحرك ثماني الأسطوانات مستقيم بسعة 2.5 لتر، وهو تصميم مفاجئ وغير مألوف في تلك الفترة.
كان هذا المحرك مكونًا من كتلتين من أربع أسطوانات، مع استخدام أعمدة كامات مزدوجة مدفوعة من منتصف المحرك. كان هذا التصميم يمنح المحرك متانة كبيرة مع منع انحناء الأعمدة تحت الأحمال العالية.
اقرأ أيضًا: طائرة تتحول إلى فيلا (فيديوجراف)
إحدى أكثر الميزات الفريدة في محرك W196 كانت استخدام نظام "Desmodromic" الذي يعمل على فتح وإغلاق الصمامات باستخدام عمود حدبات، ما ألغى الحاجة إلى نوابض تقليدية وأتاح زيادة سرعة دوران المحرك بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام نظام حقن الوقود المباشر، والذي كان بالفعل مستخدمًا في سيارات السباق 300 SL، وهو ما زاد من كفاءة المحرك وقدرته.
بفضل هذه التقنيات، تمكن المحرك من إنتاج 257 حصانًا في البداية، ومع التطوير المستمر، ارتفعت القوة إلى 290 حصانًا عند 8500 دورة في الدقيقة.
على صعيد الهيكل، اعتمدت مرسيدس بنز على تصميم إطار فضائي مستمد من 300 SL، الذي كان يتميز بخفة الوزن والصلابة. تمتاز السيارة بتعليق أمامي مزدوج العظم الترقوي، بينما استخدمت المحاور التأرجحية في الخلف.
لتوفير وزن أخف وتحسين الأداء، تم تركيب فرامل أسطوانية كبيرة مع زعانف لتبريدها باستخدام ما يسمى بالتبريد التوربيني.
لم يكن محرك W196 محركًا عاديًا، فقد تمت إمالته بزاوية 37 درجة لخفض مركز الثقل وتقليل مقاومة الهواء. تم تركيب علبة التروس ذات الخمس سرعات في وحدة واحدة مع الترس التفاضلي لتوزيع الوزن بشكل مثالي.