لغزٌ حُلّ بعد 50 عامًا.. اكتشاف هوية "رجل قمة الجبل" المتجمد (فيديوجراف)
من منا لم يتساءل يومًا عن مصير المفقودين الذين تغطي عليهم أحجية الزمن؟ قصة "رجل قمة الجبل" هي واحدة من تلك القصص التي حيرت المحققين لعقود.
فمن هو هذا الرجل الذي عثر عليه متجمدًا في كهف بولاية بنسلفانيا؟ وكيف ظلت هويته لغزًا طيلة هذه السنوات؟ الإجابة عن هذا السؤال جاءت أخيرًا، بفضل اكتشاف بسيط غير متوقع.
في عام 1977، هز اكتشاف جثة متجمدة في أحد الكهوف بولاية بنسلفانيا الأمريكية.
على الرغم من التحقيقات المكثفة، ظلّت هوية الرجل مجهولة، وأُطلق عليه لقب "رجل قمة الجبل". السلطات في ذلك الوقت اعتبرت الوفاة انتحارًا، ولكن الشكوك حولت القضية إلى لغز محير.
لم تفلح محاولات تحديد الهوية من خلال المظهر الخارجي أو الملابس، فالجثة كانت في حالة يرثى لها. لجأ المحققون إلى فحص الأسنان والبصمات، ولكن بصمات الأصابع فُقدت بطريقة غامضة. مع مرور السنوات، أُعيد فتح القضية عدة مرات، ولكن دون جدوى.
وفي منعطف دراماتيكي للأحداث، اكتشف ضابط شرطة بطاقة بصمة مفقودة كانت قد أُخذت من الجثة في عام 1977. بمجرد إدخال هذه البصمة في قاعدة البيانات الوطنية للمفقودين والمجهولين، تطابقت مع بصمات نيكولاس بول غروب، الشاب الذي اختفى منذ عقود.
تبين أن غروب كان في العقد الثاني من عمره وقت وفاته، وكان عضواً في الحرس الوطني. قبل وفاته، كان قد تفاعل مع الشرطة في كولورادو، مما ساهم في وجود بصماته في قاعدة البيانات.
بعد تأكيد هوية غروب، أبلغ مكتب الطب الشرعي أحد أقاربه بالخبر. بعد انتظار طويل، وجدت العائلة أخيرًا إجابة عن سؤال ظل يراودها لعقود.
على الرغم من حل اللغز، فإن هناك أسئلة لا تزال تدور في الأذهان. لماذا كان غروب في تلك المنطقة؟ وما الذي دفعه للذهاب إلى هناك في مثل تلك الظروف القاسية؟ هل كان هناك سبب معين لوفاته؟ هذه الأسئلة وغيرها قد لا تجد إجابات قط، ولكن اكتشاف هوية "رجل قمة الجبل" يعتبر انتصارًا للعدالة وإغلاقًا لملف ظل مفتوحًا لعقود.
قصة "رجل قمة الجبل" تذكرنا بأهمية البحث عن المفقودين، وبأن الحقيقة مهما طال الزمن ستظهر. إنها قصة عن الإصرار والمثابرة، وقصة عن عائلة بحثت عن ابنها لعقود حتى وجدته. ولكنها أيضًا قصة عن الغموض والأسرار التي قد تختفي مع مرور الزمن.