المخترع السعودي عبدالله المزيعل لـ "الرجل": اخترعت مُركبًا كيميائيًا لإخفاء الطائرات العسكرية من الرادارات
ولد الشاب السعودي "عبدالله بن عبدالعزيز المزيعل" في مدينة الرياض، دفعه شغفه وفضوله لاكتشاف ومعرفة كل ما هو جديد، فواصل الليل بالنهار للتعلم دون كلل أو ملل، بينما عاش فترة طفولته ينهل من ينابيع العلم حتى أصبح مهندساً معمارياً، ولكن تعلقه بمجال الفضاء والطيران كان أقوى منه، لذا قرر اقتحام هذا المجال.
ومنذ ذلك الحين لم يعرف "المزيعل" للراحة سبيلًا، إذ رأى أن التعلم الذاتي واكتساب الخبرات والمعلومات بالبحث والاعتماد على النفس من أفضل أنواع التعلم، ومن ثم فقد عمل على تغذية عقله باستمرار بأفكار مستنيرة، ساعدته على شق طريق الابتكار، ليسجل اسمه بحروف من ذهب في المحافل والمعارض الدولية، وبينما كان يرفع اسم بلده عالياً، خلال حصوله على جائزة أفضل مبتكر شاب لعام 2024 مقدمة من دولة سنغافورة.
منصة "الرجل" التقت "عبدالله بن عبدالعزيز المزيعل" لتسلط الضوء على إنجازاته العلمية في مجال الهندسة والفضاء، فكان هذا الحوار.
في البداية من هو عبدالله بن عبدالعزيز المزيعل؟
شاب سعودي من مواليد عام 2002، نشأت في مدينة الرياض، وأنا مهندس متخصص في التقنية المعمارية، وباحث في مجال الاختراعات التقنية والأبحاث الدفاعية العسكرية، وأعد أصغر عربي يحصل على تصنيف "عالم" من منظمة الأمم المتحدة، من بين 1% من الأشخاص بالعالم، كما حلصت على جائزة أفضل مبتكر شاب في عام 2024، مقدمة من دولة سنغافورة، كذلك سجلت 8 براءات اختراع في مجالات متعددة أبرزها: "هندسة الطيران والفضاء - الهندسة الكيميائية - الهندسة الطبية – هندسة الميكاترونيكس"، كما أنني باحث في عدة مجالات أخرى.
كيف كانت بدايتك في مجال هندسة الطيران والفضاء؟
بدأ حبي لهذا المجال في عام 2018، عندما حاولت اختراع (rscp)، بينما كنت أبحث في ثغرات أنظمة التشويش للطائرات المقاتلة، وركزت على معرفة نقاط ضعف الطائرات الشبحية، واحتمالية اكتشافها من قبل أنظمة الدفاع الجوي. رؤيتي لهذا المجال والتحديات الكبيرة فيه دفعتني وألهمتني للبحث فيه، والبدء في تطوير أولى اختراعاتي في 2019.
حدثنا عن اختراعك؟
إنه مركب كيميائي بلوري معالج بعدة تقنيات، يستخدم كطلاء للطائرات العسكرية غير الشبحية، لجعلها أقرب للطائرات الشبحية، من حيث البصمة الرادارية، بحيث إن الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي لا تكشف الطائرات التي تستخدم هذا الطلاء.
ما أبرز النقاط التي جعلت مشروعك مميزًا؟
الكثير من المزايا جعلت من هذا المشروع مميزاً، أولها أنه صديق للبيئة، وقليل التكلفة، كما أنه يحل مشكلة حقيقية.
حدثنا عن الجوائز الدولية التي حصلت عليها؟
حصلت على 10 جوائز دولية ومحلية أبرزها:
- جائزة أفضل مبتكر شاب لعام 2024 مقدمة من دولة سنغافورة.
- الميدالية الذهبية في مجال هندسة الطيران والفضاء في معرض إيتكس 2024.
- الميدالية الذهبية في معرض إكسبو الدولي في مجال النقل والطيران.
- الميدالية الذهبية في معرض سنغافورة الدولي للاختراعات في مجال الهندسة الكيميائية.
- الميدالية الفضية في مجال النماذج الصناعية في معرض إيتكس 2023.
أكبر التحديات وأهم المؤثرين
هل هناك شخص معين كان له تأثير على مسيرتك الأكاديمية والمهنية؟
في الحقيقة كان هناك مهندس يحرص على توجيهي خلال دراستي الجامعية، وهو المهندس "عثمان فلاتة"، الذي ساعدني في التغلب على التحديات، مثل: البحث عن مستثمرين، واستخدام المختبرات العلمية، ووجهني نحو الخيارات الصائبة، وكان محفزاً لي دائماً ومقدراً لكل إنجاز أقوم به.
اقرأ أيضًا: مصمم الطائرات السعودي منير بخش يصنع طائرته الخاصة ويحصل على تصريح الطيران الأمريكي
ما أكبر التحديات التي واجهتها خلال دراستك وأبحاثك في هندسة الطيران والفضاء؟
كنت أسأل نفسي دائماً، ما هي الجهة التي لديها الاستعداد والثقة بي لتطبيق تجاربي العلمية في طائراتها، وكان هذا من أصعب التحديات التي واجهتها، وبالفعل وجدتُ أنني أستطيع تطبيق كل هذه التجارب العلمية والعملية في المعمل، وتطبيق جميع الفرضيات عن طريق محاكاة الظروف نفسها ونجحت في ذلك.
كيف تميزت في مجال لم تدرسه في الجامعة؟
كنت أنظر إلى هذا الجانب كثيراً، وأفكر جدياً في عدم الاستمرار في هذا المجال، ولكن نظرت إلى جانب آخر، إذ رأيت أن التعلم الذاتي واكتساب الخبرات والمعلومات بالبحث والاعتماد على النفس من أفضل أنواع العلم والتعلم، لأن التعلم الذاتي في أي تخصص -من وجهة نظري- لا يأتي إلا بالرغبة الداخلية من الشخص نفسه، ولله الحمد أصررت أن أكمل هذا التحدي وأتممت ذلك، وأصبحت ملماً به بشكل كبير.
ما شعورك بعد الفوز بالمركز الأول عالمياً في مجال هندسة الفضاء من معرض إيتكس الدولي للاختراعات؟
شعور جميل جداً، خصوصاً أنك تجني ثمار ما زرعته خلال أربع أو خمس سنوات من البحث المتواصل دون كلل أو ملل، وقد شعرتُ بالفخر لأنني كرست الكثير من وقتي، وتخليتُ عن العديد من الفرص، التي كنت أرغب بها لأحقق ما أتمنى، ولكن بتوفيق الله كنت واثقاً بما سأحقق، وحققته.
كيف كان الاستعداد لمثل هذه المسابقات العالمية والوصول إلى مستوى التميز؟
في الحقيقة استمر التحضير لهذه المشاركة لمدة عام كامل قبل موعدها، وحاولت أن أركز على نقاط القوة والضعف في المشروع، بالإضافة إلى رفع مهارتي في التحدث باللغة الإنجليزية، ومعرفة وتوقع كل سؤال من الممكن أن يوجه إلي من قبل لجنة التحكيم.
كيف كان رد فعل عائلتك وأصدقائك؟
تفاجأت عندما انهالت الرسائل على هاتفي بعد إعلان النتائج مباشرة، وقبل أن أبشر أي أحد من الأهل والأصدقاء، أتذكر حينها أن هاتفي لم يتحمل كثرة الرسائل ولم يستجب لمحاولة فتحه.
8 براءات اختراع وطموح يناسب مستقبل المملكة
هل لديك أبحاث أو مشروعات أخرى تعمل عليها حالياً؟
أعمل الآن على العديد من المشروعات البحرية، منها: حقيبة تحويل الماء إلى أكسجين، ولغم الاحتراق البحري، ونوابض الموجات.
ما طموحاتك المستقبلية في هذا المجال؟
أرغب في أن تكون المملكة العربية السعودية، من الدول الرائدة في مجال هندسة الطيران والفضاء، وأنوي الاستمرار في هذا المجال لمواصلة الابتكارات، خصوصاً أنه من أكثر المجالات الخصبة للابتكار والتطوير.
اقرأ أيضًا: رويد بن علي باعامر: اختراعي يحمي البيئة ويحقق وفورات بمليارات الدولارات للصناعات البحرية
كيف ترى مستقبل هندسة الفضاء في المملكة؟
أعتقد أن المملكة العربية السعودية الآن، تولي اهتماماً كبيراً بكل المجالات. والإنجازات الدولية والعالمية التي يحققها أبناء المملكة تعكس ذلك.
كيف تمكنت من تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية ودراستك وأبحاثك؟
كان هناك تحديات كبيرة، منها التنازل عن الكثير من الفرص لأكمل أبحاثي، ولكن لا يمكن أن تحقق التوازن المثالي دائماً، وكل ما عليك فعله هو محاولة تحقيق التوازن بأكبر قدر ممكن، من خلال التخلي عن أشياء كثيرة لإدارة الوقت.
من الأشخاص أو العلماء الذين تعتبرهم قدوة لك في مجال هندسة الفضاء؟
بكل تأكيد مهندس الطيران الأمريكي "إلبرت ليندر".