رائد الأعمال سعود السليمان: التحديات علمتني المرونة والتكيف.. وأرغب في دعم الجيل الجديد
يحمل رائد الأعمال سعود بن غسان السليمان إرث جده عبدالله بن سليمان، أول وزراء الملك عبدالعزيز آل سعود، حيث كان وزيرًا للمالية، ذلك الإرث جعله ينخرط بشكل كلي في قطاع الأعمال، مواكبًا التطور الذي تشهده السعودية في مختلف المجالات من الجانب العلمي والعملي.
تدرج السليمان في "إيكيا" بدءًا من العمل الميداني وصولًا إلى توليه الإدارة التنفيذية لها، واصفًا تلك المرحلة بـ"تجربة غنية بالتعلم"، ومع تراكم خبراته وتجربته تولى موقع الرئيس التنفيذي لمجموعة السليمان ليؤسس ويدير عددًا من الشركات.
وتحدث عبر منصة "الرجل" بإسهاب عن الجانب التعليمي الذي تلقاه، إضافة إلى تنوع الأنشطة التجارية التي يديرها، فإليكم نص الحوار.
نحتاج إلى إجابة من داخلك، من هو سعود بن غسان السليمان؟
أنا سعود السليمان، أسير في منتصف مشواري المهني بشغف وطموح، من سلالة عائلة تجارية أسسها الجد معالي الشيخ عبدالله بن سليمان رحمه الله، نحمل إرثه العريق بدوره في الاقتصاد والتجارة ودوره كرجل دولة وأول وزير في عهد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز.
نشأت في بيئة فنية بفضل والدتي، وتجارية بفضل والدي، حتى جمعت الاثنتين في دراسة هندسة التصميم الداخلي ثم إكمال دراستي في ماجستير إدارة الأعمال، ثم ماجستير التحول.
تدرجت مهنيًا من مصمم داخلي حتى أصبحت الرئيس التنفيذي لـ"إيكيا السعودية والبحرين" ثم الرئيس التنفيذي لمجموعة السليمان. وخلال هذه الرحلة، أسست وأسهمت في تأسيس عدد من الشركات من أبرزها فلو للخدمات اللوجستية.
بجانب ذلك أنا اليوم نائب رئيس مجلس إدارة شركة لازوردي ورئيس اللجنة التنفيذية، وعضو مجلس إدارة شركة الزامل للصناعة، ورئيس مجلس إدارة شركة سلاسة، ورئيس مجلس إدارة شركة كارتلو، وعضو مجلس إدارة شركة إيكيا السليمان، وعضو مجلس إدارة شركة فلو للخدمات اللوجستية، وعضو مجلس إدارة الأكاديمية السعودية اللوجستية، ونائب رئيس مجلس الأعمال السعودي السويدي، كما أرأس مجلس إدارة شركة مستدام غير الربحية، وأتقلد منصب القنصل الفخري لمملكة السويد.
حدثنا عن الجانب التعليمي الذي حصلتم عليه؟
حصلت على البكالوريوس في هندسة التصميم الداخلي من معهد التصميم في سان دييغو، الولايات المتحدة، والماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال من جامعة هل البريطانية، والماجستير التنفيذي في التحول من معهد "إنسياد".
الذكاء العاطفي
ما مهارات العصر التي يجب أن يمتلكها الجيل الشاب؟
أولًا، التفكير النقدي الذي يعد ضروريًا لتحليل المعلومات واتخاذ القرارات المستنيرة، ثم القدرة على التكيف أيضًا لأن البيئات المهنية والتكنولوجية تتغير بسرعة، وسيكون التعلم المستمر حافزًا للنمو الشخصي والمهني، ويساعد على البقاء محدثًا مع أحدث التطورات، فيما يعد الذكاء العاطفي، الذي يشمل القدرة على فهم وإدارة العواطف بشكل فعّال، ذا دور كبير في بناء العلاقات والقيادة، وأخيرًا أصبحت المهارات الرقمية أساسية في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، ويجب أن يكون الشباب على دراية بكيفية استخدام الأدوات الرقمية بفاعلية.
ما الذي دفعك للتوجه إلى عالم المال والأعمال لا سيما منذ وقت مبكر من العمر؟
شغفي بالفن منذ الطفولة، الذي تعلمته من والدتي، كان دافعي الأول في دخول عالم التصميم الداخلي، إذ يدمج هذا المجال شغفي ومجال عمل العائلة حيث يملك والدي الامتياز التجاري لإيكيا آنذاك. ومنها بدأت الطريق خلال دراستي في كاليفورنيا حيث خضت أول تجربة عملية موظفًا في الخدمات اللوجستية في إيكيا، وأكملتها بعد عودتي للمملكة في 2004 منضمًا للشركة العائلية مصممًا داخليًّا، وفيها تطورت مهنيًّا وارتقيت في المناصب واكتشفت حاجتي إلى تطوير مهاراتي الإدارية والقيادية، ما جعلني أواصل التعلم وإكمال الماجستير في إدارة الأعمال. خلال العقدين الماضيين، كان لدي دائمًا رغبة قوية في تقديم قيمة إضافية وتحقيق التأثير الإيجابي، وهذا ما دفعني للاستمرار في هذا المجال وبناء مسار مهني ناجح.
قبل سنوات كنت في أحد فروع "إيكيا" وتعمل بشكل ميداني، ما الذي تعلمته من تلك التجربة؟
العمل الميداني والتدرج الوظيفي في "إيكيا" كان تجربة غنية بالتعلم. أولًا، تعلمت أهمية التواصل المباشر مع الموظفين والعملاء، ما ساعدني على فهم احتياجاتهم وتوقعاتهم بشكل أفضل. ثانيًا، اكتسبت معرفة عميقة بعمليات الشركة الداخلية، بدءًا من اللوجستيات وصولًا إلى التصميم الداخلي وخدمة العملاء. هذا الفهم الشامل مكّنني من اتخاذ قرارات أكثر فاعلية واستراتيجية عندما أصبحت في مناصب قيادية. ثالثًا، تعلمت قيمة التواضع والعمل الجماعي، حيث أدركت أن القيادة ليست فقط توجيه الآخرين بل العمل معهم جنبًا إلى جنب وبناء الثقة والاحترام المتبادل.
تنوع وتكامل الأعمال
تدير العديد من الأنشطة كما التطوير العقاري، والخدمات اللوجستية، والتقنية، وتجارة التجزئة. من بين هذا كله أين تجد نفسك؟
أجد نفسي في كل جانب من هذه الأعمال لأن تنوع المجالات والقطاعات يعطيني رؤية شاملة ويسمح لي بالتفاعل مع تحديات وفرص متعددة. فمثلًا في مجال الخدمات اللوجستية، نعمل على تحسين الكفاءة وسلاسة العمليات من خلال تبني أحدث التقنيات والحلول اللوجستية، الأمر الذي يساعد بشكل مباشر قطاع تجارة التجزئة بتوفير أفضل المنتجات بأقل التكاليف، ما يعزز من تجربة العميل النهائي. هذا التنوع يسمح لي بتطبيق مبادئ القيادة والابتكار في مجالات مختلفة، ما يعزز من قدرتي على النمو والتطوير المستمر. وأجد نفسي بشكل خاص مستمتعًا في بناء الشراكات الاستراتيجية والتوسع في الأسواق الجديدة، حيث يمكنني تحقيق رؤية متكاملة للأعمال.
كيف تصف التطور الذي تشهده السعودية في القطاع الاستثماري وفقًا لرؤية 2030؟
بفضل رؤية 2030 السعودية اليوم مركز جذب للاستثمارات العالمية. الإنجازات التي تحققت تعكس الالتزام القوي لتحقيق أهداف الرؤية وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة. ونحن في مجموعة السليمان نشعر بفخر بأن لدينا العديد من المشاريع والخطوات المتناغمة مع هذه الأهداف، والتي كان آخرها، انضمامنا لبرنامج "رواد الاستدامة" التابع لوزارة الاقتصاد والتخطيط بجانب 18 شركة كبرى أخرى، وهو ما سنسهم عبره وبالشراكة مع الوزارة في تعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق مستهدفات المملكة البيئية في الوصول للحياد الصفري بحلول 2060.
اقرأ أيضًا: الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للخدمات الإعلانية نزار ناقرو: الجودة والمصداقية في مقدمة أولوياتنا
فرص الخدمات اللوجستية
برأيك ما هو المجال الذي يحمل فرصًا استثمارية واعدة لرواد الأعمال؟
على رواد الأعمال التركيز على القطاعات التي تشهد نموًا متسارعًا والتي تمر في مراحل تحول مدعومة من رؤية المملكة 2030 من خلال اقتناص الفرص عبر ابتكار منتجات وخدمات جديدة تحسن من الكفاءة وتلبي احتياجات القطاع، ولعلي أذكر مثلًا قطاع الخدمات اللوجستية، الذي تستهدف فيه المملكة أن تكون مركزًا لوجستيًّا عالميًّا بكفاءة وجودة وسرعة عالية.
من خلال خبرتك وبشكل عام، ما هي نصيحتك لرواد الأعمال الجدد؟
الصبر والمثابرة، فالنجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، ويتطلب الكثير من العمل الجاد والتفاني. ووضع رؤية واضحة وأهداف محددة يمكن أن يساعد في توجيه الجهود والتركيز على الأمور المهمة. وبناء فريق عمل قوي ومتنوع يمكن أن يسهم في تحقيق النمو والتطور المستدام. والتعلم المستمر والتكيف مع التغيرات مهم جدًّا، حيث يمكن أن تساعد هذه المرونة في مواجهة التحديات الجديدة. أخيرًا، الاستماع إلى نصائح وتجارب الآخرين يمكن أن يوفر رؤى قيمة ويساعد على تجنب الأخطاء الشائعة.
تحفيز الفريق والقائد المثال
لديك فريق عمل كبير، كيف تحفزهم على العمل الإبداعي؟
أعتقد أن القائد الذي يود أن يحفز فريقه، عليه أن يخلق لهم بيئة عمل مشجعة ومحفزة عبر الحرص على أن يشعر الجميع بأن أفكارهم مرحب بها ومقدرة، والتشجيع على الابتكار والتجريب دون خوف من الفشل والعمل على بناء ثقافة الثقة والاحترام المتبادل، حيث يمكن للجميع التعاون والتعلم بعضهم من بعض، وتقديم فرص التعلم والتطوير المستمر لتنمية مهاراتهم والاعتراف بالجهود والإنجازات بما يشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم.
ما أبرز الجوانب التي يتحلى بها القائد الناجح؟
القائد الناجح يجب أن يتحلى بصفات مثل الطموح، والتواضع، والشفافية، والشغف بعمله. ويجب أن يكون قادرًا على التكيف مع التغيرات وتوجيه الفريق بثقة وحكمة. والقدرة على التواصل الفعّال وبناء علاقات قوية مع الفريق هي أيضًا من الصفات المهمة. وأيضًا القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة بحكمة وفاعلية، وأن يكون مثالًا يحتذى به في النزاهة والالتزام بالقيم الخلقية، ويجب أن يحرص على الاحتفال بالنجاحات الصغيرة والكبيرة مع الفريق، ويستخدمها كمحفز لمواصلة العمل بجدية والتطلع لتحقيق المزيد من النجاحات المستقبلية.
كسب الثقة والتوازن
ماذا عن التحديات التي واجهتك خلال رحلتك الريادية؟
أبرز التحديات كانت في كسب الثقة والتغلب على التصورات النمطية المتعلقة بالعمل في شركة تملكها عائلتك. كان من المهم إثبات جدارتي وقدرتي على القيادة، وكذلك التعامل مع التحديات الناتجة عن التوسع والنمو السريع للأعمال. التحدي الآخر كان إدارة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة مع المسؤوليات الكبيرة في العمل والالتزامات العائلية. وقد تطلب التغلب على هذه التحديات الكثير من الصبر والمثابرة، وتعلمت أهمية المرونة والتكيف.
أرغب في دعم الجيل الجديد
أخبرنا أيضًا عن أهدافك الكبيرة والمستقبلية التي تعمل على تحقيقها.
تتركز أهدافي في توسيع نطاق أعمال المجموعة وتعزيز الابتكار في جميع القطاعات الأربعة التي نعمل بها (التجزئة، والخدمات اللوجستية، والتقنية، والتطوير العقاري). كما أرغب أيضًا في دعم الجيل الجديد من رواد الأعمال والمساهمة في تنمية المجتمع والاقتصاد السعودي بشكل عام. من بين أهدافي الكبيرة أيضًا أن يكون لي دور مؤثر في المساهمة في تحقيق رؤية 2030 من خلال المشاريع المستدامة والمبتكرة التي تسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام.
البطاقة التعريفية
الاسم: سعود بن غسان السليمان
تاريخ الميلاد: 1982
المهنة: رجل أعمال.
المناصب الحالية :
نائب رئيس مجلس إدارة شركة لازوردي.
عضو مجلس إدارة شركة الزامل للصناعة
رئيس مجلس إدارة شركة سلاسة
رئيس مجلس إدارة شركة كارتلو
عضو مجلس إدارة شركة إيكيا السليمان
عضو مجلس إدارة شركة فلو للخدمات اللوجستية
عضو مجلس إدارة الأكاديمية السعودية اللوجستية
نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي السويدي
رئيس مجلس إدارة شركة مستدام غير الربحية
القنصل الفخري لمملكة السويد