إبداعات عربية تتألق في النسخة الـ81 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي
في الوقت الذي تغيب فيه الأفلام العربية عن المسابقات الرئيسة في الدورة الـ81 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، يتجلى إبداعها بمزيج فريد من الدراما العميقة والتجارب الإنسانية المتنوعة في المسابقات الموازية للمهرجان، الذي ينطلق في جزيرة "ليدو" الإيطالية في الفترة بين 28 أغسطس وحتى 7 سبتمبر 2024.
تحظى نسخة هذا العام من الأفلام العربية بتنوع ملحوظ بين الأفلام الطويلة والقصيرة، ما يعكس الثقافة العربية الغنية بقصص تنبض بالحياة، ويعزز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
من السعودية إلى مصر وفلسطين وغيرها من دول الشرق الأوسط، يتنافس المخرجون العرب لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور العالمي في أقسام مثل Orizzonti وOrizzonti Shorts، بالإضافة إلى فئات بارزة في المهرجان، على رأسها أسبوع النقاد وأيام المؤلفين (Giornate degli Autori) والنسخة النهائية (Final Cut).
4 أفلم عربية تشارك في النسخة الـ81 من فينيسيا السينمائي
ويشارك في المهرجان هذا العام 4 أفلام عربية هي:
فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"
يُعد الفيلم أولى تجارب المخرج "خالد منصور" في الأفلام الطويلة، ويشارك في برنامج ORIZZONTI EXTRA، مسجلاً حضوراً قوياً للسينما المصرية بعد غياب دام أكثر من 12 عاماً.
يبرز عمق العمل في قصته، التي قضى "منصور" سبع سنوات كاملة في تطويرها بأسلوب سينمائي فريد، راوياً قصة "حسن"، الشاب البسيط الذي يواجه تحديات كبيرة لمجرد رغبته المخلصة والملحة في إنقاذ كلبه "رامبو" الذي تعرض لحادث خطير.
تدور أحداث الفيلم في إطار درامي مكثف، يعكس معاناة حسن وصراعاته مع سكان الحي الذي يقطن فيه، ويجسد "عصام عمر"، و"ركين سعد"، و"سما إبراهيم"، و"أحمد بهاء" ببراعة فائقة التوترات والمشاعر القوية التي يعيشها أبطال العمل، بفضل الرؤية الإخراجية المميزة للمخرج، ما يجعل الفيلم أحد أبرز الأعمال العربية المنافسة في المهرجان لهذا العام.
- فيلم "معطر بالنعناع"
بعد مشاركته مديراً لتصوير فيلم "الميدان"، الذي رشح لجائزة الأوسكار، ينطلق "محمد حمدي" في "معطر بالنعناع" أولى تجاربه الإبداعية في مجال إخراج وتأليف الأفلام الروائية الطويلة، مقدماً مزيجاً فريداً من الخيال والواقع.
يحظى العمل بمكانة بين أقوى الأعمال المنافسة في مسابقة "أسبوع النقاد" ضمن مهرجان فينيسيا، ويشارك إلى جانب مجموعة مميزة من الأفلام، أبرزها "Anywhere Anytime" و"Don’t Cry, Butterfly".
"معطر بالنعناع" إنتاج مشترك بين مصر وقطر وتونس، وتدور أحداثه حول الصديقين "علاء" و"مهدي"، اللذين يواجهان ظاهرة غير عادية، تجعل أوراق النعناع وبراعمها تنمو بشكل مستمر على جسد "مهدي"، ما يجلب له العديد من التهديدات، ويجبره ورفيق دربه على العيش بحذر دائم وسط شوارع المدينة المتهالكة.
يعكس العمل بأسلوب ضمني التحديات العميقة التي يواجهها شباب الجيل الحالي، الذي يعتريه الشك في المستقبل، ليولد إحساسًا شرسًا بالخوف يصعب السيطرة عليه، ويظهر على شكل مرض مُعدٍ، لتقدم المشاعر في قصة غنية بالرموز والمعاني.
يجسد أدوار البطولة في الفيلم كل من "علاء الدين حمادة"، و"مهدي أبو بهات"، و"عبد الرحمن زين الدين"، بينما صور الفيلم تحت قيادة "حمدي نفسه"، ما يعكس اهتمامه الكبير والتزامه بجودة التصوير وغنى المشاهد الدرامية.
فيلم "عايشة" (Aïcha)
يتناول الفيلم قصص التحول والبحث عن الذات، حيث تبدأ الرحلة مع "آية"، الفتاة العشرينية التي سئمت من حياتها التقليدية الرتيبة في "توزر"، جنوب تونس، بعد تعرضها لحادث سير كاد أن يودي بحياتها، فتقرر البحث عن حياة جديدة وأمل في تجديد روحها الخاملة، فتهرب إلى تونس بهوية مزيفة، أملاً في بدء حياة جديدة، لكن سرعان ما تهدد استقرارها وأحلامها الوردية بعد أن تجد نفسها، دون قصد، متورطة في مؤامرة معقدة، حيث تصبح الشاهدة الرئيسة في خطأ كبير ارتكبه أحد أفراد الشرطة.
تتجلى تفاصيل الحبكة السينمائية للفيلم عبر رؤية المخرج "مهدي برصاوي" المميزة، ما أهله للمشاركة في مسابقة "آفاق"، القسم المخصص لاكتشاف أحدث توجهات السينما العالمية، ودعم الأفلام التي تعكس رؤى الابتكار والتجديد.
يشارك في بطولة العمل كل من "فاطمة صفر"، و"نضال السعدي"، و"ياسمين ديماسي"، و"هالة عياد"، وقد تم إنتاجه بتعاون مشترك بين تونس والسعودية وقطر.
اقرأ أيضًا: مسلسلات نتفليكس 2024: رحلة عبر عوالم جديدة من التشويق والإثارة
فيلم "إجازة سعيدة" (Happy Holidays)
فيلم ذو طابع درامي عميق بقيادة المخرج "إسكندر قبطي"، الذي يأخذنا في رحلة عبر خيوط العلاقات الإنسانية المعقدة، مقدماً لوحة غنية من القصص الشخصية المتشابكة بشكل غير متوقع.
وتدور أحداثه خلال فترة الأعياد، حيث يلتقي مجموعة من الأشخاص في فندق ناءٍ، لتتحول اللحظات البسيطة إلى محفز قوي لاكتشاف ودراسة النفس البشرية شديدة التعقيد.
يشارك في بطولة العمل "منار شهاب" و"وفاء عون" و"توفيق دانيال" و"ميراف ميمورسكي"، وقد أُنتج بتعاون فلسطيني، ويشارك ضمن قسم "آفاق" في مهرجان فينيسيا السينمائي.
الأفلام العربية المشاركة في مهرجان فينسيا بدعم من مهرجان البحر الأحمر
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عن قائمة الأفلام المشاركة في النسخة الثانية عشرة من برنامج "فاينل كت final cut"، الهادفة إلى دعم إبداع مخرجي الشرق الأوسط وإفريقيا، كجزء من مشاريع جسر البندقية للإنتاج، وتحت إشراف وتنظيم "بينالي فينيسيا".
يوفر البرنامج فرصة ذهبية لعرض مشارع الأفلام التي لا تزال قيد الإنتاج، ما يسهل من إمكانية وصولها إلى أسواق ما بعد الإنتاج، ويعزز فرص توزيعها عربياً وعالمياً، وضمت قائمة final cut، سبعة أفلام، منها ثلاثة مدعومة من صندوق البحر الأحمر، وجاءت كالتالي:
فيلم "ورشة"
يجد "طارق" الشاب السوري الهارب من أرض وطنه، عملاً جديدًا في موقع بناء في بالقرب من الغابات على الحدود اللبنانية، ومع مرور الوقت يكتشف ما يكنه سكان القرية من مشاعر عدائية حادة تجاه السوريين، يرجع تاريخها لحقبة الاحتلال العسكري السوري في تسعينيات القرن الماضي، والذكريات الأليمة التي رافقت تلك الحقبة.
تتزايد وتيرة الرعب والتشويق مع تطور أحداث الفيلم، وتبدأ العديد من الأحداث الغريبة في الظهور بموقع العمل، ما يدفع "طارق" وزملاء العمل في الشك بأن ما حدث من تخريب يعود إلى القروين، ليتصاعد التوتر بين الجانبين ويشتعل صراع يصعب السيطرة عليه.
الفيلم من إخراج "نديم ثابت" الذي تعاون في كتابة سيناريو العمل مع "أنطوان واكد" و"جمال بلماحي"، وشارك في بطولته كل من "زياد جلاد" و"مارلين نعمان" و"مايا داغر" و"مو لطوف" و"حسن دوبا" و"محمد زرزور".
فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران"
يناقش الفيلم مجتمع المهاجرين الأفارقة، عبر نظرة عميقة لحياة "عائشة"، الفتاة الصومالية التي تعيش في أحد الأحياء الشعبية للعاصمة المصرية القاهرة، حيث تعمل العشرينية بشكل غير قانوني في تمريض ورعاية المرضى المسنين، وخلال أحداث العمل تتورط مع عصابة تدفعها لسرقة شقق مرضاها.
وفي ظل الروتين اليومي وضعط العمل تعيش "عائشة" حياة مليئة بالتوتر والضياع، اكتملت بدخولها في علاقة بلا أي مشاعر، وبين الحين والآخر يجبرها عقلها المشوش لتخيل نعامة تساعدها بشكل أو بآخر على مواجهة مخاوفها وتحدياتها الكبيرة.
الفيلم كان جزءًا من برنامج "اللودج" لمعامل البحر الأحمر"، وجاء من إخراج "مراد مصطفى" الذي قاد العمل ببراعة لدهاليز العالم السفلي للمهاجرين الأفارقة، وشاركه في الإبداع موهبة الممثلين "بوليانا سيمون" و"زياد ظاظا" و"عماد غنيم" و"ممدوح صالح".
اقرأ أيضًا: مهرجان روتردام للسينما العربية ينطلق بنكهة سعودية
فيلم "كولونيا - My Father’s Scent"
بعد رحلة علاج طويل وأليمة في القاهرة، يعود الأب "عمر" إلى منزله في الإسكندرية، ليكتشف أن آلام المرض ليست وحدها ما تؤلم جسده النحيل، حيث يعيش ابنه "عمرو" ذو الـ18 ربيعاً صراعات لا حصر لها، فالبعد والاغتراب عن والده الذي قارب السبعين شكل غيمة من التوتر يصعب تخطيها، ضاعفتها الفجوة العمرية الكبيرة بين "عمر" و"عمرو".
تتسارع أحداث العمل في إطار درامي اجتماعي شائق، كاشفة عبق مدينة الإسكندرية، وعمق فجوة الأب والابن الذي فتح لقاءهما "جورح" من الماضي، لتنتهي ليلتهما الأولى معاً بمواجهة حادة يشعر فيها المراهق بالانتصار، بعد تحمله لمسؤوليات مالية واجتماعية تفوق عمره مع تدهور صحة والده ورحيله للعلاج.
سلط المخرج "محمد صيام" الضوء على العلاقات المعقدة بين الأجيال في إطار اجتماعي وديني محافظ، مبرزاً ترنح الشخصيات بين الطاعة والتمرد وثقل الذنب الذي يلازمها، يشارك بطولة العمل "أحمد مالك" و"كمال الباشا".