كيف تكتسب سمات البطل الأوليمبي؟ (فيديوجراف)
تشير أغلب الدراسات الطبية المنشورة في المجلات الطبية بأمريكا وأوروبا، إلى أن الرياضة قد تضيف سنوات إلى عمرك، ، وأن أفضل الرياضيين في العالم هم أيضًا الأكثر صحة من جميع الناس بفضل نظم التدريب الصارمة التي يخضعون لها.
ونجد الرياضيين في الدول الحائزة على أكبر قدر من الميداليات مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والدول الإسكندنافية وروسيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، يعيشون 8.2 سنة أطول من عامة الناس، حسب دراسات حديثة.
عالم النفس كورث ويلا، كشف في مقاله المنشور بمجلة "بسيكولوجي توداي"، عن عمله لفترة طويلة مع رياضيين، بما في ذلك الأولمبيون الذين نجحوا في تحقيق التوازن بين الرياضة والحياة العامة والعلاقات الاجتماعية وقضايا الهوية.
وأوضح الطبيب النفسي والرياضي السابق أنه تعلم من مرضاه الرياضيين الذين عمل معهم، خصوصًا في الدوري الأمريكي لكرة القدم والبيسبول والهوكي والمنافسات الأولمبية، أن لديهم نقاط قوة وضعف يمكن الاستفادة منها.
بجانب موهبتهم الاستثنائية في رياضتهم، فإن هؤلاء الرياضيين يقضون وقتًا أطول من أي شخص آخر في التدريب. عندما ينتهي ذلك بالنسبة لمعظم الرياضيين، يعود الأولمبي إلى التدريب مرة أخرى. إذا حصل الآخرون على يوم عطلة، فقد يستغلون الوقت للتركيز على جانب معين من لعبتهم قد يغفله الآخرون.
وهناك تضحيات يقومون بها لا يقوم بها معظمنا، فهم يستيقظون في وقت مبكر، يبقون لفترة أطول قليلاً، ويتجنبون الحفلات والسهر لوقت متأخر أو يختارون المغادرة مبكراً ليكونوا مستعدين لتدريب اليوم التالي.
هذا لا يعني أن الرياضيين النخبة لا يستمتعون أو لا يقيمون علاقات، على العكس تمامًا، إنهم فقط يتعاملون مع وقتهم وطاقتهم بوعي شديد، معظمهم لا يعدّها تضحية، فهم يميلون إلى حب رياضتهم، لذلك لا يوجد مكان يفضلون أن يكونوا فيه أكثر من ممارسة الرياضة.
الأولمبيون أيضًا أقوياء عقلياً بقدر ما هم أقوياء جسدياً، وهذا الاختلاف الأكثر لفتاً للانتباه الذي أشار إليه الطبيب النفسي.
وقال كورث ويلا: "الأفراد الأقوياء عقلياً هم الذين يصلون إلى القمة، سيرتكبون أخطاء مثل باقي زملائهم أو أقرانهم (وإن كان بشكل أقل)، الفرق أنهم يميلون إلى التعافي بسرعة من هذه الأخطاء. لا يدعون خطأ واحداً يتحول إلى آخر عن طريق التشتت".
وأضاف: "إذا كانت لديهم تجربة سلبية، فسيركزون على ما لم يكن يعمل ويتعافون بسرعة لفرصتهم التالية. هم أذكياء عاطفياً، آخرون يميلون إلى استخدام العواطف لتحفيز أنفسهم. هذا فرق مهم".
واستند كورث ويلا إلى التجارب السابقة، والثقة الشخصية، والتصور الذهني، فهؤلاء الرياضيون قد شاهدوا النتيجة في عقولهم مرات عديدة، قبل وقت طويل من تحقيقها فعلياً. عقولهم قد شهدت بالفعل النصر، والهدف، والفوز. وبهذه الطريقة، يصبح الأداء النهائي ذاكرة عضلية، بدلاً من تجربة جديدة وغير مألوفة.