تعد بالاختلاف والتميز.. لماذا ينتظر العالم نسخة السعودية في مونديال 2034؟
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشكل رسمي، تنظيم المملكة العربية السعودية كأس العالم 2034 داخل أراضيها، في ظل انتظار العالم أجمع لنسخة مختلفة للغاية، تواكب التطورات الحادثة على كل المستويات داخل البلاد.
تلك التطورات التي يقف مجال الرياضة في القلب منها، لا يمكن أن تقف عند حدود ما هي عليه اليوم، ليس لأن ما وصلت إليه السعودية في المجال الرياضي وعلى صعيد البنى التحتية في كل المجالات ضخم، بل لأن التطوير بات سمة المملكة في كل المجالات ضمن رؤية 2030.
إلا أن التطور سيأخذ مناحي أخرى حين يتعلق الأمر باستضافة أهم فعالية عالمية في مجال كرة القدم، الرياضة الأكثر جماهيرية على كوكب الأرض.
فلماذا ينتظر عشاق كرة القدم حول العالم نسخة مختلفة من كأس العالم في 2034؟ ولماذا تعد المملكة العربية السعودية جماهير اللعبة بحدث غير قابل للتكرار؟
كأس العالم 2034 .. البنية التحتية
ما تقدمت به السعودية في ملفها لاستقبال كأس العالم كان كافيًا ليمنحها ثقة واقتناع "فيفا"، ويسحب المنافسين من أمامها، حيث باتت المملكة الآن وجهة رياضية بامتياز للأحداث على أعلى مستوى.
كانت استضافة الفعاليات من حجم كأس العالم للمنتخبات، أو الأولمبياد، الشيء الوحيد الذي نقص المملكة، التي أثبتت كفاءتها في كل المسابقات القارية والدولية التي نظمتها، وعلى رأسها كأس العالم للأندية، والسوبر الإيطالي والإسباني، وغيرها من البطولات في شتى الرياضات.
نظرة واحدة على دوري روشن السعودي ستخبرك أن ما قدمته المملكة في السنوات الأخيرة، كان كفيلًا بتحسين مستوى البنية التحتية، وتقديمها للعالم في ثوب رائع، جعل تنظيم المونديال مسألة وقت، ولكن هذه البداية فقط!
تجهيزات كأس العالم 2034
التطوير جزء من استراتيجية المملكة ورؤية 2030 في شتى المجالات، وفي القلب منها المجال الرياضي، لذلك فإن استضافة المونديال ستكون فرصة جديدة لتأكيد تلك الاستراتيجية.
5 مدن ستستضيف فعاليات كأس العالم 2034، في 15 ملعبًا، من بينها ملاعب جديدة تضاف إلى حصيلة ملاعب المملكة العربية السعودية، الأفضل حاليًّا في الشرق الأوسط وقارة آسيا، وربما تعد من بين الأفضل في العالم.
الملاعب الجديدة مثل ملعب الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان واستاد أرامكو واستاد جنوب الرياض واستاد روشن واستاد المربع، وسينتهي تشييد كل منها في مواعيد متفاوتة، بينما سيجري تجديد باقي الملاعب المخصصة لاستضافة البطولة.
موسم الرياض في قلب الحدث
لا تزال مسألة الموعد النهائي لإقامة البطولة خلال عام 2034 رهينة التفاوض بين كل الأطراف، فهل سيصر "فيفا" على إقامة البطولة في الصيف؟ أم أن التوجه لإقامة مونديال شتوي على غرار مونديال قطر 2022 ستكون له الكلمة الأكثر حسمًا؟
على كل حال، ستكون مواكبة "موسم الرياض" في أي من فعالياته لكأس العالم 2034 أمرًا مرجحًا، حتى لو جرى تغيير موعد "موسم الرياض" لعام 2034 فحسب، كي يتكامل الحضور الجماهيري السياحي والرياضي لكبرى مسابقات كرة القدم على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: ولي العهد يرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034
بلد واحد وتحدٍّ يليق بالمملكة
ما لا يدركه الكثيرون، أن المملكة العربية السعودية ستكون أول بلد ينظم كأس العالم بنظام مشاركة 48 فريقًا بشكل منفصل، دون شراكة مع بلد أخرى!
وهذا تحدٍّ يليق بالمملكة العربية السعودية وتطلعاتها لريادة النشاط الرياضي والتنظيمي في المنطقة، فيما يحتاج تنفيذه إلى بنية تحتية وإستراتيجية تطوير وعقول مدبرة كالموجودة الآن لدى المملكة.
جدير بالذكر، أن النسخة المقبلة من كأس العالم في 2026 ستنظم بواسطة الثلاثي: كندا - الولايات المتحدة - المكسيك، بينما تشترك كل من إسبانيا والبرتغال والمغرب في تنظيم نسخة 2034، وتتكفل المملكة وحدها باستضافة نسخة 2034.
يضع هذا التحدي أمام المملكة مسؤوليات أخرى تتعلق بتيسير الإقامة، وتدبير طرق جديدة وتسهيل المواصلات أكثر فأكثر، تتكامل مع رؤية المملكة 2030، التي تخطط لاستقبال 150 مليون سائح على أساس سنوي، ولذلك فطموح استضافة المونديال لن يكون ببعيد عما تنويه المملكة على صعيد استقبال زائريها من كل حدب وصوب.
أعلى تقييم في التاريخ!
سابقة تاريخية حدثت حين تم منح السعودية أعلى تقييم في تاريخ الملفات المقدمة لطلب استضافة أي نسخة من كأس العالم، حين حصل الملف السعودي على تقييم 419.8 من 500.
الجهة الأكبر المسؤولة عن رياضة كرة القدم في العالم، منحت الملف السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 هذا التقييم، مشيرة إلى الثقة بالملف السعودي، ويقينها من استعداد المنشآت الرياضية في المملكة والجهات التنظيمية التابعة لها، لاستضافة الحدث الكروي العالمي الأبرز.
كان التقييم قد أتي في إطار تحضيرات "فيفا" لإعلان الدولة المستضيفة للبطولة خلال شهر ديسمبر من العام الجاري، وبعد أن تقدمت المملكة العربية السعودية بملفها دون منافسة، إلا أن الإعلان الرسمي جاء الأربعاء 11 ديسمبر، لتتوج رسمياً جهود المملكة بإعلان الخبر الذي انتظره جمهور كرة القدم حول العالم.
وجوه دعائية لا مثيل لها!
الوجوه الدعائية دائمًا ما تكون من أهم عوامل النجاح الإعلامي والجماهيري لأي مسابقة، وتمثيل أي بلد بنجوم دعائيين على أعلى مستوى في شتى المجالات قد يحكم على مسابقة أو حدث ما بالنجاح أو الفشل.
السعودية استثمرت في هذا البند خير استثمار، فبحلول عام 2034 سيكون العالم قد استقبل دعايات لا يمكن نسيانها، بدأت بالفعل بوصول نجوم عالميين إلى الدوري السعودي أمثال: "كريستيانو رونالدو" و"نيمار" و"كريم بنزيما" و"نجولو كانتي" و"رياض محرز"، وغيرهم من نجوم كرة القدم الأفذاذ.
وخلال الفترة من 2024 إلى 2034، سيتعزز وصول النجوم الأبرز على الصعيد الرياضي إلى المملكة العربية السعودية، ليواصلوا تقديم الصورة الرائعة للمملكة على الصعيد الرياضي، قبل استضافة الحدث الكروي الأبرز عالمياً.