رفاهية المنازل الذكية: هل تستحق التجربة؟
يُقصد بالمنازل الذكية smart homes المنازل المُجهزة بتكنولوجيا تتيح التحكم عن بُعد وأتمتة مختلف الأنظمة والأجهزة المتصلة بالإنترنت لتعزيز الراحة والكفاءة والأمان.
عادةً ما تشمل المكونات الأساسية لهذا النوع من المنازل الإضاءات الذكية، وأجهزة التحكم الحراري، وكاميرات الأمان، وأنظمة المساعدة الصوتية مثل أليكسا ومساعد جوجل، إلخ. يمكن التحكم في كل هذه الأشياء من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، أو حتى الأوامر الصوتية.
كيف تعمل المنازل الذكية؟
تتكون المنازل الذكية من أنظمة وأجهزة مختلفة تتصل ببعضها من خلال نقطة مركزية، وهذه النقطة يمكن أن تكون هاتفًا ذكيًّا، أو جهازًا لوحيًّا، أو لابتوب، أو حتى جهاز ألعاب (كونسول). أما الأنظمة والأجهزة، فتشمل الأبواب، وأجهزة التلفزيون، ومنظمات الحرارة، وشاشات المنزل، والكاميرات، وأنظمة الإضاءة، والثلاجات، وكل جهاز يمكن التحكم به عن بُعد من خلال تطبيق أو نظام واحد مُثبت على النقطة المركزية التي يُشترط أن تكون متصلة بالإنترنت.
تمتلك الأجهزة في المنازل الذكية القدرة على التعلم الذاتي، بحيث تستطيع أن تتعرف على جداول مواعيدك وضبط إعداداتها تلقائيًّا وفقًا لذلك. وهذا مفيد على عدة أصعدة، منها توفير إضاءة المنزل بالنهار بشكل أوتوماتيكي، والاتصال بالشرطة أو المطافئ في حالة وجود أي خطر.
يُعزى الفضل في عمل نظام المنازل الذكية إلى ما يُسمى بإنترنت الأشياء (IoT)، والذي يمكن تعريفه -باختصار- على أنه شبكة من الأجهزة التي تستطيع التواصل وإرسال البيانات لبعضها، وذلك إما سلكيًّا أو لاسلكيًّا، أو كليهما.
يجب أن تعرف مميزات وعيوب كلا النوعين؛ فالأنظمة اللاسلكية أسهل في التركيب والاستخدام، ناهيك عن أنها آمنة، وللمفاجأة، ليست مكلفة مثل الأنظمة السلكية. عيبها فقط أنها قد تُجبرك على شراء أجهزة لتقوية الإشارة أو نقاط وصول (Access points) لتحسين الشبكة، ولهذا لا عجب أنها تكون أكثر ملاءمة للمنازل الصغيرة.
على الجانب الآخر، تتميز الأنظمة السلكية بثبات الاتصال وبأنها أقل عرضة للاختراق، ولكن تكلفة تثبيتها عالية ويمكن أن تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، فضلًا عن الحاجة إلى مساحة كافية لتثبيت وترتيب الأسلاك.
متى ظهرت المنازل الذكية؟
يمكن إرجاع تاريخ المنازل الذكية إلى عام 1975 مع اختراع بروتوكول التواصل X10، والذي استخدم الأسلاك الكهربائية الموجودة في المنزل لربط الأجهزة وتبادل المعلومات بينها. في ذلك الوقت، كانت الأنظمة التي تعتمد على هذا البروتوكول باهظة الثمن، ناهيك عن أنها كانت معقدة بعض الشيء وعانت من مشكلات مختلفة مثل بطء الأداء وعدم الأمان، لدرجة أن جيرانك كان يمكنهم التحكم في أجهزتك في حال امتلاك النظام نفسه.
مع انتشار الإنترنت في التسعينيات، أصبحت الأجهزة الذكية أكثر توافرًا، لكنها كانت أيضًا مكلفة، والقفزة وقتها كانت على مستوى الأفكار فقط، أما على المستوى التطبيقي فلم تحدث نقلة نوعية حقيقية.
دخلت الألفية الجديدة وبدأنا نرى تقنيات لاسلكية مبتكرة مثل تقنيتي Z-wave وZigbee، وبفضلهما، أُتيحت إمكانات جديدة للمنازل الذكية. لم تعد هناك حاجة للأسلاك، وهذا بالتوازي مع زيادة درجات الأمان بفضل تقنيات التشفير.
اليوم، أصبحت أنظمة المنازل الذكية أرخص وأكثر شيوعًا، وطبعًا أكثر تطورًا بكثير مما كانت عليه، وهذا يأخذنا إلى مقارنة مهمة.
اقرأ أيضًا: درجة حرارة الغرفة.. كيف تقيسها ولماذا يجب أن تهتم؟
مميزات وعيوب المنازل الذكية
بالنسبة للمميزات فمنها:
1. الأمان: ويتحقق ذلك من خلال الأنظمة التكنولوجية المُحسنة مثل أجهزة استشعار الحركة التي تُطلق إنذارًا أو تُنبهك بإشعار على هاتفك عند رصد النشاطات غير المعتادة، والتي تستطيع بالمناسبة أن تُفرق بين حركة الإنسان وغيره من مصادر الحركة الأخرى، ما يقلل من الإنذارات الخاطئة.
من وسائل الأمان الأساسية في هذه المنازل أيضًا هي كاميرات المراقبة الذكية، المُستخدمة حقيقة في عدد كبير من المنازل، حتى التي لا تُصنّف على أنها ذكية. كما نعرف جميعًا، يتم ربط هذا النوع من الكاميرات بأجهزة صاحب المنزل لمراقبته بالصوت والصورة على مدار الساعة وفي الوقت الفعلي (real-time).
وبفضل بعض المميزات المتطورة نسبيًّا مثل كشف الحركة، والرؤية الليلية، والصوت المزدوج/ ثنائي الاتجاه (two-way audio) (خاصية تسمح لك بالاستماع إلى الأصوات من خلال الكاميرا أو جهاز الأمان الذكي وفي الوقت نفسه التحدث من خلاله)، ستضمن -بنسبة كبيرة- أن تكون أنت ومنزلك بأمان.
2. الأتمتة: ويُقصد بها هنا إمكانية التحكم في جميع أجهزة وأنظمة المنزل باستخدام هاتفك الذكي أو نبرة صوتك أو حتى تلقائيًّا ودون تدخل منك، وهذا ينطبق على جميع أنظمة المنزل مثل الإضاءة، والتدفئة، والتكييف، وجميع الأجهزة الكهربائية الأخرى التي يمكن التحكم بها من مكان واحد، سواء كنت في المنزل أو خارجه. على سبيل المثال، تضبط أنظمة الإضاءة الذكية سطوعها تلقائيًّا حسب مستوى الضوء الطبيعي في الغرفة، فإذا كان ضوء الشمس قويًا، تُقلل هذه الأنظمة من سطوعها - والعكس - حتى توفر في الطاقة، كما يفعل الهاتف الذكي.
3. الراحة والتخصيص السهل: توفر المنازل الذكية إمكانيات واسعة للتخصيص حسب تفضيلات الفرد، حيث يمكن لأصحاب هذه المنازل تصميم بيئاتهم بما يتناسب مع رغبتهم بسهولة. على سبيل المثال يمكنهم تخصيص إعدادات الإضاءة ودرجات الحرارة بناءً على الطقس.
أما العيوب، التي بسببها لا تشهد هذه المنازل انتشارًا واسعًا، فهي:
1. المخاطر الأمنية: فعلى الرغم من أن المنازل الذكية آمنة، فإن أنظمتها قد لا تصمد أمام المخترقين المحترفين لأنها مكونة من أجهزة إلكترونية في المقام الأول، وهذه الأجهزة قابلة للاختراق كما نعرف وكما شهدنا من قبل.
2. التكلفة: تتراوح من ثلاثة إلى عشرات الآلاف من الدولارات، وهذا واحد من أهم، إن لم يكن أهم، سبب رئيس وراء العزوف عن هذه المنازل.
3. الحاجة إلى المعرفة التكنولوجية: وهذا قد يكون التحدي الأصغر أمام من يريد شراء هذه النوعية من المنازل، إلا أنه يظل تحدٍ يحول -ولو بنسبة بسيطة- دون الشراء.
كم المبلغ اللازم لتحويل منزلك إلى منزلٍ ذكي؟
نظرًا لأنه التحدي الأكبر أمام من يريد تحويل منزله إلى منزلٍ ذكي، فدعونا نتعرف على التكلفة اللازمة لإعداد منزلٍ ذكي متواضع نوعًا ما.
في البداية، يجب أن تعرف أن أسعار المنازل الذكية قد انخفضت بسبب وفرة الأجهزة والتقنيات اللازمة لها، ومع ذلك لا يزال الأمر مُكلفًا بالنسبة للبعض. إذا أردنا إعداد منزل ذكي بسيط مكون من غرفة نوم، وغرفة معيشة، ومطبخ، وحمام، سنحتاج إلى الآتي:
ملحوظة: الهدف من هذه الجزئية هو مجرد إعطائك فكرة عن بعض الأمور الأساسية، تذكر أن الأمر نسبيّ ويعتمد على تفضيلاتك وظروفك الشخصية في النهاية.
بالنسبة لغرفة النوم: يمكنك أن تشتري سريرًا ذكيًا يتكيف مع تفضيلاتك الشخصية من حيث الزاوية ودرجة الحرارة وغيرهما، وهذا سيكلّفك من 1000 إلى 7500 دولار، وإذا كنت أبًا، فتستطيع أن تُركب أجهزة إنذار ذكية على السرير لتنبيهك في حال استيقاظ طفلك أو خروجه من السرير، وهذا يكلف من 200 إلى 400 دولار.
بالنسبة لغرفة المعيشة: هنا تحديدًا سيعتمد الأمر على مدى رفاهيتك، ولكننا سنتحدث عن الأساسيات كما نوهنا. يمكننا أن نبدأ بالسماعات الذكية التي تكلف حوالي 140 إلى 500 دولار، وأجهزة التلفاز الذكية بالطبع التي يمكن أن تبدأ من 250 وحتى 3600 دولار، أخيرًا وليس آخرًا، يمكنك أن تشتري نظام ترفيهي ذكي متكامل بسعر يبدأ من 500 دولار.
بالنسبة للمطبخ: ميكروويف ذكي سيكلفك من 700 إلى 1700 دولار، وآلة صنع القهوة من 150 حتى 400 دولار، وثلاجة ذكية من 2100 إلى 5250 دولار، وفرن ذكي من 2250 حتى 7500 دولار، وموقد من 150 إلى 2750 دولار.
الحمام: على عكس ما قد يتوقع البعض، فإن هذه المساحة من المنزل الذكي في غاية الأهمية وتحتمل الكثير من الأجهزة وإمكانيات التخصيص، حيث تستطيع أن تشتري مرآة ذكية تبدأ من 350 وحتى 1250 دولار لتقرأ عليها البريد الإلكتروني بينما تستعد للصباح. مرحاض ذكي مزود بسماعات سيكلفك من 600 إلى 2750 دولار، أخيرًا وليس آخرًا تستطيع أن تُركّب آلة استحمام مزودة بالبخار ونظام إضاءة ذكي، فضلًا عن نظام ذكي للروائح العطرة بتكلفة تتراوح بين 750 إلى 4500 دولار.
في النهاية، يعتمد جواب سؤال "هل تستحق المنازل الذكية التجربة أم لا؟" على تفضيلاتك الشخصية، والمقارنة بين المنازل الذكية والتقليدية تطول. وازن بين المميزات والعيوب هنا وهناك.