دراسة تكشف: الأثرياء ينامون بشكل أفضل
كشفت دراسة حديثة أجريت من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" عن وجود علاقة وثيقة بين مستوى الدخل وجودة النوم الذي يحصل عليه الفرد.
وأظهرت الدراسة أن المال ليس مجرد وسيلة لتحقيق الراحة المادية فحسب، بل يلعب دورًا حاسمًا في تحديد عدد ساعات النوم التي يتمتع بها الشخص كل ليلة، ما يؤثر بشكل كبير على صحته العامة، وفقًا لموقع "National Institutes of Health" العلمي.
إحصاءات مقلقة
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 55% فقط من الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر يحصلون على سبع إلى ثماني ساعات من النوم في الليل، وهي الفترة الموصى بها للحصول على نوم كاف.
وفي المقابل، يتمكن 66.6% من البالغين الأثرياء بدخل أكثر من 400% فوق خط الفقر من تحقيق هذا القدر المثالي من النوم، حيث تعكس هذه الأرقام التباين الكبير في نوعية الحياة بين الفئات الاجتماعية المختلفة وتأثير الظروف الاقتصادية على أبسط الاحتياجات الإنسانية.
اقرأ أيضًا: جهاز يحول موجات الدماغ إلى موسيقى لتحسين جودة النوم.. ما القصة؟
تأثير العمل والبيئة
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون نقصًا في النوم يعملون عادة لفترات أطول أو يمتلكون وظائف متعددة، وهو ما يفسره الخبراء بالحاجة إلى تعويض نقص الأمان المالي.
وعلى الجانب الآخر، يتمتع الأفراد ذوو الدخل المرتفع بفرص أفضل لتحسين جودة نومهم، حيث يمكنهم العيش في مناطق أكثر هدوءًا أو شراء منازل أكبر وأفضل تهوية، ما يسهم بشكل مباشر في تحسين ظروف النوم.
قلة النوم أزمة صحية عامة
ووصفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" نقص النوم بأنه "وباء للصحة العامة"، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يواجهون مخاطر صحية خطيرة.
والنوم القليل يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والاكتئاب، والسمنة، وأيضًا السرطان، وإلى جانب ذلك، يرتبط نقص النوم بزيادة معدلات الوفيات وانخفاض نوعية الحياة والإنتاجية.
الأهمية الصحية للنوم الجيد
وشددت الدراسة على أهمية تأمين الظروف المناسبة للحصول على نوم كافٍ وجيد، الذي يمكن أن يتأثر بشكل مباشر بقدرة الفرد المالية.
وأكدت أن الاستثمار في بيئة نوم مريحة وآمنة ليس مجرد ترف، بل ضرورة للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة التي قد تترتب على نقص النوم.
وتبرز الدراسة أن تحسين الظروف الاقتصادية للفرد يمكن أن يكون خطوة حاسمة نحو تعزيز صحته العامة وجودة حياته، من خلال تحسين نوعية النوم الذي يحصل عليه كل ليلة.