رويد بن علي باعامر: اختراعي يحمي البيئة ويحقق وفورات بمليارات الدولارات للصناعات البحرية
في عالم العلوم الواسع والمترامي الأطراف، يقف الطالب رويد بن علي باعامر كنجم لامع يضيء طريق الابتكار والبحث العلمي. بروحه الشغوفة وذكائه المنير، اختار رويد أن يبحر في محيط علم المواد وتقنية النانو.
بدأت رحلته عندما كان في السابعة عشرة من عمره، بترشيح من مؤسسة الملك عبد العزيز للاشتراك في برنامج "موهبة". منذ هذه اللحظة، اكتشف شغفه العميق تجاه التحديات البيئية المعقدة.
وبعزيمته التي لا تلين، تعاون مع فريق من العلماء والباحثين لإيجاد حلول مبتكرة تحمي الهياكل البحرية من الكائنات الحية التي تلتصق بها.
كانت تحدياته مثل أمواج عاتية، لكنه بفضل التعاون والمثابرة تمكن من تقديم اختراع يتعلق بتطوير مركبات نانوية لمنع التصاق الكائنات الدقيقة على الأجسام البحرية.
حصل على المركز الثاني بابتكاره المتميز في معرض جنيف الدولي للاختراعات، ليثبت للعالم أجمع أن الشباب السعوديين ينافسون بقوة في المعارض العالمية.
الطالب السعودي المبتكر، اختارت "مجلة الرجل" أن تحاوره لتغوص في مسيرة الابتكار الخاصة به وتسلط الضوء على بصمته المميزة في عالم الأبحاث والعلم الذي كرس له حياته وإبداعه.
النشأة والاختراع
في البداية من هو رويد بن علي باعامر؟
رويد بن علي باعامر طالب هندسة كيميائية في جامعة نيويورك، وباحث ومبتكر في مجال علم المواد وتقنية النانو. يُعرف بدوره القيادي ومساهمته الكبيرة في الأبحاث العلمية والابتكار.
كيف بدأت رحلتك في مجال علم المواد؟ وما الذي ألهمك للاستمرار في هذا المجال؟
بدأت رحلتي في مجال علم المواد في عمر 17 عامًا، عندما تم ترشيحي من قِبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" للمشاركة في برنامج "موهبة الإثرائي البحثي" بمركز تقنية النانو بجامعة الملك عبد العزيز.
تأثرت بشكل خاص بالتحديات المتعلقة بالكائنات الحية التي تلتصق بالهياكل البحرية والأسطح الرطبة، وهذا ما دفعني للغوص أعمق في فهم تطبيقات تقنية النانو واستكشاف إمكانياتها الهائلة في تحسين الصناعات وحماية البيئة وصحة الإنسان.
ألهمني للاستمرار في هذا المجال التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه الحلول الابتكارية في تحسين الصناعات والحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
ما الاختراع الذي قدمته في معرض جنيف الدولي للاختراعات؟
في معرض جنيف الدولي للاختراعات، قدمتُ اختراعًا يتعلق بتطوير مركبات نانوية لمنع التصاق الكائنات الدقيقة على الأجسام البحرية، وهي مشكلة تكلف الصناعات البحرية مليارات الدولارات سنويًا. كانت هذه الخطوة فاصلة في مشواري.
التحديات ورفع العلم
ما التحديات التي واجهتها أثناء تطوير هذا الاختراع؟ وكيف تغلبت عليها؟
واجهت تحديات عديدة خلال تطوير هذا الاختراع، بما في ذلك تحديد المواد المثالية وتجربة تركيبات مختلفة للوصول إلى حل فعال وصديق للبيئة. تغلبت على هذه التحديات بفضل الله أولاً، ثم من خلال التعاون المستمر مع زملائي الباحثين وخبراء في المجال، وإجراء اختبارات مكثفة للوصول لأفضل النتائج.
كيف كان شعورك عند تحقيق المركز الثاني في معرض جنيف الدولي للاختراعات؟
شعوري عند تحقيق المركز الثاني في معرض جنيف الدولي للاختراعات كان مزيجًا من الفخر والتقدير للجهود التي بذلتها.
كيف تمثلت تجربتك في تمثيل المملكة ورفع رايتها في المحافل الدولية؟
تمثيل المملكة ورفع رايتها في المحافل الدولية كانت تجربة فريدة من نوعها، حيث شعرت بمسؤولية كبيرة وفخر عميق بتمثيل بلدي. في نهاية المطاف، لم يكن الفوز في معرض جنيف مجرد إنجاز شخصي، بل كان تأكيدًا على أن الشباب السعودي يمكنه أن يكون رائدًا على المستوى العالمي في مجال البحث والابتكار.
نصائح الشباب ودعم الأسرة
ما النصائح التي تقدمها للشباب السعوديين الذين يرغبون في دخول مجال الابتكار والاختراعات؟
أشجع الشباب السعوديين المهتمين بمجال الابتكار والاختراعات على اغتنام كل فرصة للتعلم والتجريب، وعدم الخوف من الفشل، فهو جزء من الطريق إلى النجاح. التعاون هو مفتاح آخر للتطور في هذا المجال، حيث يمكن أن تؤدي الأفكار المشتركة إلى ابتكارات مذهلة.
كيف ترى مستقبل الابتكار والاختراعات في المملكة العربية السعودية؟
أرى مستقبل الابتكار والاختراعات في المملكة العربية السعودية مشرقًا، خصوصًا مع الدعم المتزايد لهذه المجالات من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. ترجمت هذه الجهود بالإعلان عن التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في المملكة للعقدين المقبلين، والتي تستند إلى أربع أولويات رئيسة:
1. صحة الإنسان
2. استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية
3. الريادة في الطاقة والصناعة
4. اقتصاديات المستقبل
تهدف هذه الأولويات إلى جعل المملكة من رواد الابتكار في العالم. سيصل الإنفاق السنوي على القطاع إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2040، مما سيسهم في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني السعودي من خلال إضافة 60 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040.
كيف كان دعم الأسرة والأصدقاء والمؤسسات السعودية لك خلال رحلتك الابتكارية؟
كان الدعم من الأسرة والأصدقاء والمؤسسات الحكومية حجر الأساس في نجاحي. لا أزال أتذكر كلمات سيدي الوالد "حفظه الله"، حيث كان دائمًا يقول إنه لم يستثمر أمواله في الأصول مثل العقارات والأسهم، بل عوضًا عن ذلك، استثمر في تعليمي أنا وإخواني. وقد حرص على أن نحصل على أفضل الفرص التعليمية الممكنة.
ما هي الخطوات التي تتخذها للتأكد من أن اختراعك سيساهم بشكل فعّال في المجتمع؟
أحرص دومًا على أن يكون اختراعي فعالًا في المجتمع، من خلال التأكد من تطبيقه في السياقات الواقعية، وتلقي التغذية الراجعة لتحسينه.
كيف كان تأثير الفوز بالمركز الثاني في معرض جنيف الدولي على مسيرتك المهنية والشخصية؟
الفوز بالمركز الثاني كان له تأثير إيجابي على مسيرتي المهنية والشخصية، مما زاد من ثقتي بنفسي وبقدرتي على المساهمة في المجتمع.
ما القيم والمبادئ التي تحرص على تعزيزها من خلال عملك في مجال الابتكار؟ وكيف تتعامل مع الانتقادات أثناء العمل؟
أحرص على تعزيز قيم الإصرار والابتكار والتعاون في عملي، وأتعامل مع الانتقادات بروح الباحث عن التحسين.
لحظات الفخر والهوايات
ما هي أكبر لحظة فخر مررت بها خلال رحلتك الابتكارية؟
أكبر لحظة فخر كانت عندما رفعت راية المملكة في المحافل الدولية مثل معرض آيسف الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعرض آيتكس الدولي للاختراعات في ماليزيا، ومعرض جنيف الدولي للاختراعات في سويسرا.
كان تمثيل المملكة ورفع راية الوطن في المحافل الدولية حلمًا تحقق بفضل الله. طموحنا عنان السماء، والقادم أفضل وأجمل بإذن الله.
هل هناك أي تقنيات أو مجالات علمية جديدة تهتم باستكشافها في المستقبل؟
أتطلع إلى استكشاف تقنيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة والمواد الذكية في المستقبل، ولدي العديد من المشاريع القادمة التي أعمل عليها.
من القدوة التي تعتز بها خلال مشوارك؟
أعتز بشخصيات عديدة كمصادر إلهام وعلى رأسهم أمير الشباب سمو سيدي ولي العهد "حفظه الله".
كيف تستمتع بوقتك خارج العمل؟ وكيف تثمن دور المرأة في حياتك؟
أستمتع بوقتي خارج العمل والدراسة بممارسة الرياضة والقراءة، وأثمن دور المرأة في حياتي بشكل كبير.
ما الحكمة التي تؤمن بها؟ وما هي أهم الهوايات التي تفضلها؟
أؤمن بالحكمة التي تقول: "العلم في الصغر كالنقش على الحجر". وأفضل هواياتي هي القراءة و ركوب الخيل.