"متلازمة النائم طويلاً": لماذا ينام بعض الناس أكثر من غيرهم؟
بينما يكتفي البعض بـ 7 ساعات نوم ليشعروا بالنشاط والحيوية، ينام آخرون لـ 9 ساعات أو أكثر دون الشعور بالنعاس! هل هذا طبيعي؟
فهم "متلازمة النائم طويلًا" يبدأ برحلة لاكتشاف أسرارها: أسبابها، وفوائدها، ومخاطرها، وعلاماتها، وطرق علاجها. هل هي نعمة أم نقمة؟ وكيف نميز بين النوم الطبيعي والإفراط فيه؟
انضم إلينا في هذه الرحلة لفهم "متلازمة النائم طويلًا" بشكل أفضل، واكتشف ما إذا كنت من بين "النائمين الطوال" أم لا!
ما هي متلازمة النائم طويلاً "Long Sleeper Syndrome"؟
يُطلَق ذلك الوصف على الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة بانتظام أكثر من غيرهم مِمّن هم في العُمر نفسه، وهو ما يعني النوم عادةً لأكثر من 9 أو 10 ساعات في الليلة بالنسبة للبالغين.
ويشعر معظم الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة بالانتعاش والحيوية عندما يستيقظون من ذلك النوم الطويل، لكن إذا تعارض عملهم أو حياتهم الاجتماعية من قضاء فترات نومٍ طويلة، فقد يُعانُون نعاسًا مفرطًا خلال النهار.
والنوم الطويل مختلف عن النوم الزائد أو فرط النوم "Oversleeping" الذي يحدث بسبب مرض أو بعد فترة مؤقتة من الحرمان من النوم، أمّا من ينامون لفترة طويلة في تلك المتلازمة، فهو نوم طويل نعم، لكنه طبيعي وليس بسبب مرض ما مثلًا.
وعادةً ما يبدأ نمط النوم الطويل ذلك في أثناء الطفولة، وقد يستمر حتى بعد البلوغ.
عدد ساعات النوم الطبيعية
تختلف عدد ساعات النوم الطبيعية حسب عُمر الإنسان، ومن ينامون طويلًا؛ ينامون أكثر من عدد الساعات الطبيعي بالنسبة لمن في عُمرهم؛ إذ تضمُّ عدد ساعات النوم الطبيعية:
أعراض النوم الطويل
يُقدِّر الخبراء، حسب الأكاديمية الأمريكية لطب النوم "American Academy of Sleep Medicine"، أنَّ 2% من الناس هم من ذوي النوم الطويل طبيعيًّا.
وإنَّ العرَض الرئيس لتلك المتلازمة هو النوم أكثر من عدد الساعات المُوصَى به بالنسبة لمن هم في نفس الفئة العُمرية، وهو ما يعني في أغلب الأحيان النوم لأكثر من 9 ساعات في الليلة.
لكن بعض هؤلاء الذين ينامون طويلًا، قد لا يستطيعون النوم ما يكفيهم خلال الليل، بسبب العمل أو المدرسة أو أيًا كان من الواجبات الملقاة على عاتقهم، لذا فقد ينامون أقل في ليالي الأسبوع، لكنّهم يمتلكون فترات نوم طويلة بشكلٍ خاص، قد تتجاوز 12 ساعة، خاصةً خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ إذ لا يكون نومهم مُقيّدًا بمسؤولياتهم.
كذلك، فإنَّ النعاس المفرط خلال النهار قد يكون من أعراض متلازمة النائم طويلًا، وذلك في حالة عدم حصول ذلك النائم على القدر الذي يكفيه من النوم خلال الليل.
بل قد ينعكس ذلك عليه سلبًا خلال النهار بأن يشعر بأنّه أقل انتباهًا أو نشاطًا عن المُعتاد.
اقرأ أيضًا:"الجمال النائم".. هل كثرة نومك سببها متلازمة كلاين ليفين؟
أسباب النوم الطويل
لا يُوجَد سبب مُعيّن وحيد يمكن التعويل عليه لعادة النوم الطويل؛ إذ يعتقد بعض الخبراء أنّ الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة قد يكونون بحاجةٍ إلى نومٍ أكثر من غيرهم فقط.
وتُوجَد بعض المؤشرات على أنّ للعوامل الوراثية دورًا في ذلك، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات لفهم سبب نوم بعض الأشخاص طويلاً بشكلٍ مُعتاد مقارنةً بغيرهم.
وهذا ينطبق على من كان نومهم الطبيعي أكثر من غيرهم عادةً، لكن في حالات أخرى، قد ينام بعض الناس فترة أطول على غير عادتهم، وهذا قد يكون في حالة محاربة الجسم لعدوى أصابته، أو بسبب مرضٍ ما كالاكتئاب أو انقطاع التنفس في أثناء النوم.
هل للنوم الطويل مخاطر صحية؟
لا تُوجَد بيانات واضحة حول تأثير النوم الطويل على صحتك، وذلك على الرغم من ملاحظة الدراسات زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية مُعيّنة عند من ينامون طويلًا، لكن لا يزال مجهولًا ما إذا كانت تلك المشكلات ناجمة بالفعل عن النوم الطويل أم لا.
ففي دراساتٍ ضمّت مجموعة كبيرة من المشاركين، كانت هناك زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك مرض السكري بين من ينامون طويلًا.
بل وجد تحليل إحصائي أنّ خطر الوفاة بين الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة أعلى مقارنةً بالأشخاص الذين ينامون من 7 - 8 ساعات في الليلة، كما أنّ مدة النوم الطويلة قد تجعلك أكثر عُرضةً لزيادة الوزن.
ولا يُعرف بعد ما إذا كانت تلك المخاطر بسبب النوم الطويل أم لا، لكن يظنّ الباحثون أنّها قد تكون بسبب مرضٍ لم يُشخّص أو وجود اضطراب للنوم، مثل انقطاع التنفس في أثناء النوم، خاصةً بين من ينامون طويلًا، فلا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث لمعرفة الآثار الصحية لذلك النوم الطويل.
نصائح للتعامل مع متلازمة النائم طويلاً
قد يكون تقليل عدد ساعات النوم ولو ساعة واحدة أمرًا شاقًّا على من اعتادوا النوم طويلاً، خاصةً مع شعورهم بالانتعاش واليقظة بعد فترة النوم تلك، لكن قد لا يستطيع بعضهم تحصيل كفايته من النوم الطويل، فيكون ناعسًا متعبًا خلال النهار، وقد تُفِيد النصائح الآتية في التعامل مع ذلك:
- النوم باكرًا: قد يساعد الذهاب إلى الفراش باكرًا في النوم فترة أطول، خاصةً لمن يتعيّن عليهم الاستيقاظ في وقت محدد في الصباح للعمل أو المدرسة.
- النوم سريعًا: ينبغي لمن ينامون فترة طويلة محاولة الاستفادة القصوى من وقتهم في السرير، ما يعني اتخاذ خطوات للنوم بسرعة أكبر في الليل، مثل الاسترخاء بالتنفّس العميق، وتجنّب الضوء الساطع قبل النوم، وعدم النظر إلى الشاشات الإلكترونية وما إلى ذلك.
- تحسين غرفة النوم: ينبغي أن يكون نومك متواصلًا، خاصةً لو كان لساعات طويلة، فهذا يجعل النوم أكثر راحة، وتستيقظ في الصباح منتعشًا، وهذا يتطلّب تهيئة غرفة النوم لذلك بأن تكون مظلمة هادئة، لتقليل فرص الاستيقاظ غير المرغوب فيه خلال الليل.
- الحذر من الكافيين: قد يُؤثِّر الكافيين، ومن مصادره القهوة، في جودة نومك، ويُنصَح من ينامون طويلًا بتجنّبه، خاصةً في الساعات التي تسبق النوم.