ماذا يحدث لجسمك عندما تضغط على غفوة للمنبه؟ وهل هذا صحي لنومك؟
ضجيج ضجيج ضجيج، لماذا يُطارِدني صوت ذلك الإنذار المُزعج؟! هكذا يُفكِّر غالبًا من استيقظ على صوت مُنبّه قد ضبطه قبل نومه كي يستيقظ في موعدٍ بعينه، فإذا به يضغط على غفوة المنبه، كي يهنأ بنومه ولو لفترة قليلة، ثُمّ ما يلبث أن يرنّ المنبه مجددًا، ثُمّ يضغط على غفوة مُجددًا، في سلوك متكرر لا يتوقف إلّا بعد أن يستيقظ الإنسان من نومه، لكن هل كانت تلك الدقائق الإضافية التي نامها مع غفوة المنبه مُفيدة له حقًا أم أنّ ضررها أكبر؟ وماذا يحدث للجسم مع تقلّبه هكذا بين نومٍ وشِبه يقظة؟
ما هي دورة النوم؟
وفقًا لـ"كريس وينتر"، طبيب الأعصاب وأخصائي طب النوم في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، هناك 4 مراحل إجمالية للنوم مُقسّمة إلى مرحلتين:
- نوم حركة العين غير السريعة.
- نوم حركة العين السريعة.
وينقسم نوم حركة العين غير السريعة إلى ثلاث مراحل؛ الأولى ينتقل فيها الإنسان من اليقظة إلى النوم وتستمر 5 - 10 دقائق، وفي المرحلة الثانية تبدأ حرارة الجسم في الانخفاض، وتتباطأ وظائف الجسم، وتتوقف حركة العين، ويستعد الجسم للدخول في نوم عميق.
وتستمر مرحلة النوم العميق تلك ساعة تقريبًا، وهذا النوم العميق هو الذي يحتاج إليه الإنسان، كي لا يستيقظ مُتعبًا في الصباح.
بقي نوم حركة العين السريعة، ويحدث بعد حوالي ساعة إلى ساعة ونصف من النوم، وهو النوم الذي يرى فيه الإنسان أحلامه، ويكون الدماغ نشطًا، والجسم ساكنًا، والعينان تتحرّكان بسرعة أسفل الجفون المُغلقة.
وخلال نوم الإنسان طوال الليل، ينتقل الجسم بين نوم حركة العين غير السريعة ونوم حركة العين السريعة، مع استغراق الدورة كاملة ما يقرب من 90 - 110 دقيقة، حسب موقع "verywellmind".
لذلك إذا كُنتَ تنام 8 ساعات كاملة في الليلة، فمن المُتوقّع أن تمر عليك دورة النوم بأكملها 4 أو 5 مرات.
الغفوة وأثرها في النوم
عندما يصرخ المنبه مُنذِرًا بقدوم موعد الاستيقاظ، قد تضغط على الغفوة في المنبه، لاستكمال نومك، لكنّ هذه الدقائق الإضافية التي تودّ أن تنامها قد لا تُفِيدك حقيقة.
فعندما ينطلق صوت المنبه في الصباح، فقد يستيقظ المرء من نوم حركة العين السريعة، وعادةً ما يحدث ذلك النوم في وقت متأخر من النوم، وفيه يكون الدماغ نشطًا ويرى الإنسان أحلامًا.
لكن بمُجرد استيقاظ الإنسان من نوم حركة العين السريعة، قد يعود إلى نومٍ أخف، ولن يغرق في نومٍ عميق يُفِيد الجسم، فهذه الدقائق القليلة التي ستنامها لن تكون مُنعِشة كما الحال في النوم العميق.
اقرأ أيضًا:هل تسهر رغمًا عنك؟ تعرف على اضطراب "طور النوم المتأخر"
قصور النوم أول الأضرار
وعلى إثر ذلك يستيقظ المرء من نومه بعد انقضاء غفوة المُنبّه مُترنّحًا، بسبب ظاهرة تُعرَف بـ"قصور النوم"، التي لها سماتها، مثل:
- الارتباك.
- التفكير البطيء.
- الترنُّح.
وغالبًا ما يُعانِي كثير من الناس هذه المشكلات بعد الاستيقاظ في الصباح أو مع أخذ قيلولة طويلة.
ولا يزال الباحثون يُحاوِلون فهم العلاقة بين قصور النوم ومدى عُمق نوم الإنسان، لكن الاستيقاظ من نومٍ أعمق قد يُؤدّي إلى مزيدٍ من قصور النوم ذلك، وذلك حسب دراسة أُجريت على الفئران؛ إذ وجد الباحثون أنّ الخلايا العصبية كانت متوقفة أو أبطأ في نشاطها عند الاستيقاظ من نوم حركة العين السريعة مقارنةً مع نوم حركة العين غير السريعة.
ونتيجة لذلك فقد يُؤدّي الضغط على الغفوة بصفةٍ مُتكرّرة إلى الشعور بالتعب أكثر عند النهوض من السرير.
العجلة والإرهاق نتيجة حتمية
وحسب تشيستر وو طبيب نفسي وأخصائي نوم في هيوستن، فإنَّ الضغط على الغفوة عِدّة مرات، خاصةً عندما يضبط الإنسان المُنبّه على عِدّة أوقات في فترة زمنية قصيرة، قد يمنع الإنسان من العودة إلى مرحلة النوم التي تُساعِد الإنسان على استعادة طاقته.
لذلك من غير المُرجّح أن يحصل المرء على نوم أجود، بل إنَّ الضغط المُتكرّر على غفوة المنبه، يستهلك وقتًا من وقت الصباح الثمين، ما يتركك مُستعجلًا بقية اليوم، وربّما- وهو الأسوأ- أشدّ إرهاقًا رغم أنّك أطلت مُدّة النوم!
التوتر قريب منك!
قد تظنُّ أنّك تخدع جسمك ليعتقد أنّك منحته مزيدًا من النوم والراحة، لكن في الواقع إنّ تكرار الضغط على الغفوة يُحدِث رد فعلٍ في صورة توتر أو مشاعر قلق.
فعندما لا تستيقظ من نومك حتى تُجرّب غفوة المنبه عِدّة مرات، فمن المُحتمل أن تستيقظ مذعورًا للوصول إلى العمل أو اللحاق بالمدرسة في الوقت المُحدّد.
هل شعرت باضطراب ضربات قلبك حينها، مدى القلق الذي تصاعد في أعماقك؟ هذا ليس صحيًا بأي حالٍ من الأحوال، لذلك فإنّ الاستيقاظ من أول مرة هو أفضل خيار، ويُفضّل أن تضبط منبهك بحيث يُتاح لك الوقت الذي تحتاج إليه للنوم دون أن تُقلِّل عدد ساعات نومك عمّا تحتاج، ولا أن تُكرِّر غفوات المنبه وتنام نومًا لا يهنأ جسمك به.
غفوة المنبه والحرمان من النوم
قد لا تكون الغفوة شيئًا مثاليًا في روتين النوم، وهو ليس خطيرًا بالمعنى الحرفي، ولكن قد يكون مُقلِقًا الضغط على زر الغفوة بصورة متكررة، فهذا قد يكون عرَضًا لمُشكلة أكبر بكثير.
رغم غرابة الجُملة الآتية، لكن اتّفق الخبراء على أنّه في العالم المثالي، لا ينبغي للناس أن يكونوا بحاجةٍ إلى منبه للاستيقاظ في الصباح، بل يجب أن يستيقظ بشكل طبيعي بمُجرّد أن ينام الإنسان القدر الذي يحتاج إليه.
فالمشكلة ليست في المنبه ولا في زر الغفوة، بل إنّ اللجوء إلى ذلك يعني- على الأرجح- أنّ الإنسان لا ينام ما يكفي؛ أي أنّه محروم من النوم ويحتاج إلى مزيدٍ منه.
جديرٌ بالذكر أنّ إحدى الدراسات في مجلة النوم "Sleep Journal" أفادت أنّ نحو 57% من الأشخاص يحتاجون إلى انطلاق أصوات المنبه عِدّة مرات في الصباح للنهوض من السرير، كما أفادت أيضًا أنّ 1 من كل 3 أمريكيين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، إذ ذكر 40% منهم أنّهم ينامون بالنهار دون سبب واضح مرة واحدة على الأقل في الشهر.
لكن استخدام المنبه المتكرر والغفوة يُخفِيان وراءهما شيئًا، فالحرمان من النوم يطلّ من وراء الستار، وهذا الحرمان ارتبط حسب العديد من البيانات، بمرض السكري من النوع الثاني، والاكتئاب، والسمنة، وأمراض القلب، لكن لا تزال هناك حاجة إلى أبحاث ودراسات أوسع لتأكيد علاقة ذلك بالاعتماد على المنبه باستمرار.
ماذا تفعل بدلًا من الضغط على غفوة المنبه؟
ليس هناك سر، بل تحتاج فقط إلى أن تنام عددًا كافيًا من الساعات يتراوح بين 7 - 8 ساعات، وتبنِّي عادات نومٍ صحية، مثل:
- تجنُّب استخدام الهاتف والأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم، فهي تبعث عبر شاشتها ضوءًا أزرق، قد يُسبِّب اضطراب النوم.
- النوم في غرفة هادئة مُظلمة.
- ان تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة باردة، ليست حارة ولا شديدة البرودة.
- تجنُّب القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين قُرب موعد النوم.
الصورة الرئيسية:
https://www.shutterstock.com/image-photo/hand-turns-off-alarm-clock-waking-549102646
التعليق: رجل يضغط على غفوة المنبه