أجهزة تعقب النوم.. كماليات أم ضرورة لتحسين نومك؟
النوم الجيد ليس عدد ساعات فحسب، فالنوم مراحل، وكل مرحلة لها أهميتها ووقتها اللازم، وبإمكانك متابعة نومك بمراحله من خلال أجهزة تعقب النوم، التي يمكن ارتداؤها وربطها بتطبيق هاتفٍ ذكي، من ثمّ تتبّع نومك بسهولة، مع اتّباع التعليمات التي تحتاج إليها لتحسين نومك وراحتك الجسدية والذهنية، فما مزايا وعيوب تلك الأجهزة؟ وما أبرز أنواعها؟
أجهزة تعقب النوم
أجهزة تعقب النوم هي تقنية يمكن ارتداؤها، مثل ساعة تُتابِع نومك أو خاتم أو سماعة، فهذا الجهاز -أيًا كان شكله- يرصد معلومات بيئتك وجسمك في أثناء النوم، كما قد يُوفِّر تحليلًا لراحتك ونومك.
وتعتمد أجهزة تعقّب النوم على مراقبة 5 أمورٍ أساسية:
- التنفّس.
- مُعدّل ضربات القلب.
- حرارة الجسم.
- حركات الجسم.
- ضغط الدم.
وباستخدام مجموعات مختلفة من هذه المُؤشّرات الحيوية، يمكن لتلك الأجهزة تحديد وقت النوم، ومتى يكون جسمك في دورات النوم المختلفة، فعندما تكون نائمًا، يكون الجسم أبرد حرارة، وأقل حركة، وأكثر توازنًا في التنفّس، ويمكن لأجهزة تعقّب النوم المُتقدّمة التمييز بين الحركة الطبيعية خلال النوم، والحركة لأنّك مضطرب أو لا تستطيع أن تنام.
وثمّة أنواع أكثر تقدّمًا من أجهزة تعقب النوم تُساعِد على مراقبة نشاط الدماغ الكهربي، لتوفير رؤية أعمق حول أنماط نومك، وقد كان ذلك في معامل النوم والعيادات فقط، لكن بفضل التطوّرات التكنولوجية، فهناك أجهزة قادرة على ذلك الآن، وهي قابلة للارتداء، مثل جهاز "Muse S".
كيف تعمل أجهزة تعقب النوم؟
تُتابِع أجهزة تعقب النوم بعض الأمور للتحقّق من جودة نومك، والتي تشمل:
1. كفاءة النوم:
تتعقّب كفاءة النوم المدة التي تقضيها في كل مرحلة نوم، والعدد الإجمالي لمرات الاستيقاظ خلال الليل (حتى إذا لم تلاحظ أو تتذكر ذلك)، وتتأثّر النتيجة التي يرصدها الجهاز بالوقت الذي تقضيه في سريرك مُستيقظًا، مقابل النوم ووقت نومك الإجمالي، وكذلك الوقت الذي تقضيه في النوم العميق ومراحل النوم المختلفة الأخرى.
2. مراحل النوم:
يتعقّب مدى سرعة دخولك في النوم، وما إذا كان نومك عميقًا ومريحًا أو خفيفًا ومتقطّعًا، فللنوم 4 دورات:
- المرحلة الأولى: مرحلة خفيفة من النوم، من السهل أن تستيقظ فيها، حيث تبدأ العضلات في الاسترخاء، كما يبدأ التنفّس ومعدل ضربات القلب وحركة الجسم في الإبطاء، ولا تستمر هذه المرحلة سوى بضع دقائق.
- المرحلة الثانية: تستمر عضلاتك في الاسترخاء، وتنخفض درجة حرارة الجسم، وتتوقّف حركات العين، كما يتباطأ نشاط الدماغ، وربّما تكون هناك دفعات قصيرة من النشاط تستمر لبضع ثوانٍ فقط، قد يكون لها دور في تنظيم الذكريات، ومعظم النوم تقضيه في تلك المرحلة.
- المرحلة الثالثة: مرحلة النوم العميق، الذي تحدث فيه بعض العمليات الحيوية، مثل إصلاح الأنسجة وإنتاج هرمون النمو وتحسين جهاز المناعة، ويحتاج جسمك وعقلك إلى أن تكون مرحلة النوم العميق بأفضل ما يكون، للشعور بالراحة عند الاستيقاظ من نومك.
- المرحلة الرابعة: نوم حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي تحدث فيها أغلب الأحلام، وعادةً ما تكون أيضًا المرحلة التي نتذكّر فيها أحلامنا بوضوح، وتلك المرحلة تحدث بعد نحو 90 دقيقة من دخولك في النوم، ثُمّ تُستأنف باقي المراحل السابقة تباعًا.
اقرأ أيضًا:كل ما تحتاج إلى معرفته عن جهاز دودو Dodow للنوم السريع
3. وضعية النوم:
قد لا يمكن تتبّع وضعية النوم في كل أجهزة تعقب النوم، لكنّها متوافرة في الأجهزة المتقدمة، التي يمكنها أن ترى الوضع الذي تنام فيه، وكم من الوقت قضيته في كل وضعٍ خلال نومك.
4. النوم العميق:
تستخدم العديد من أجهزة تعقب النوم مُعدّل ضربات القلب والتنفّس بديلًا لتقدير النوم، ومع ذلك فإنَّ معظم أجهزة تعقب النوم تُخمِّن مقدار نومك بالفعل، ولكن للحصول على بيانات دقيقة عن عدد ساعات نومك وكثافة النوم العميق خلال مراحل نومك، فقد يكون من الضروري وجود جهاز تخطيط كهربية الدماغ.
مزايا أجهزة تعقب النوم
النوم الصحي لا غنى عنه للحفاظ على صحتك، وتُوفِّر أجهزة تعقب النوم المعلومات اللازمة لك، لمعرفة ما إذا كُنت تحصل على نومٍ صحي أم أنّ هناك تعديلات تحتاج إلى إجرائها لتنام بصورةٍ أفضل، فمن مزاياها:
1. تزيد وعيك بنومك:
تُوفّر أجهزة تعقب النوم قدرة استثنائية على تتبّع نومك، وزيادة وعيك به، وفهم عاداتك خلال النوم بصورةٍ أفضل، ولذلك يمكنها أن تُشجّعك على إعطاء الأولوية للنوم الجيد وعدم إهماله، فهي في النهاية أداة لتعزيز علاقتك بالنوم، مثل أي جانب من جوانب صحتك ورفاهيتك.
2. رصد مشكلات النوم:
تُساعِد أجهزة تتبّع النوم في رصد مُشكلاته، خاصةً مع مراقبتها لنومك طوال الليل، من خلال التنفس وضربات القلب وما إلى ذلك، فيمكنها تحديد مثلًا توقف التنفس في أثناء النوم، وهو من اضطرابات النوم، كما ترصد الأرق أيضًا، وبعض هذه الاضطرابات قد تمر دون أن تلاحظها، ولها آثار سلبية على صحتك على الأمد الطويل.
كذلك، فإنّ رصد أجهزة تتبع النوم تلك المشكلات يساعدك على طلب المساعدة الطبية المناسبة، للحصول في النهاية على نومٍ أفضل وحياة أكثر سهولة وراحة.
اقرأ أيضًا:كيف تؤثر إضاءة غرفتك على نومك؟ هذه أفضل ألوان الضوء لنوم مريح
3. توفير توصيات مناسبة لنومك:
قد تكون هناك حدود لتطبيقات النوم عند استخدامها، لكن أجهزة تعقب النوم تختلف عن ذلك؛ إذ تُوفِّر بعض الأجهزة ملفّات تعريف نومٍ مُخصّصة مُشتقّة من بيانات نومك التي ترصدها، ومُجهّزة باقتراحات مختلفة، تساعدك على إجراء تعديلات تستهدف بيئة نومك أو روتينك للحصول على نومٍ مثالي.
على سبيل المثال؛ إذ كُنت عضوًا في "Fitbit Premium" فيمكنك الوصول إلى ملف تعريف النوم الخاص بـ "Fitbit"، فهذا الملف الشخصي يُحلِّل 10 مقاييس نومٍ رئيسة جُمِعت بوساطة الجهاز، ثُمّ يُقدِّم التوجيهات والإرشادات اللازمة، مثل تعديل وقت نومك على جدولٍ زمني يناسب جسمك بشكلٍ أفضل.
عيوب أجهزة تعقب النوم
رغم المزايا المُتنوّعة التي تقدمها، فإنّ أجهزة تعقب النوم لا تخلو من بعض العيوب أيضاً، مثل:
1. قد لا تكون دقيقة كما ينبغي:
قد تتفاوت درجات الدقة بين الأجهزة والتطبيقات المختلفة، فإذا كان جهاز تعقب النوم غير دقيق، فهذا يعني أنّ المعلومات التي يُوفّرها حول نومك غير صحيحة 100%، وحسب "Johns Hopkins Medicine"، فإنّ أجهزة تعقب النوم لا تقيس النوم مباشرةً، وهي قادرة فقط على تخمين مقدار نومك، كما قد لا تلتقط بيانات كافية للتمييز بشكلٍ فعّال بين النوم الخفيف والعميق.
2. التركيز المفرط على كمية النوم:
عندما تسعى للحصول على نومٍ أفضل، فقد تُركِّز بشكلٍ مُفرط على الأرقام والمقاييس، وتُهمِل عن غير قصدٍ الاستماع إلى جسمك ومعالجة المشكلات الأساسية التي تُؤثِّر في نومك، مثل اضطرابات النوم، أو التوتر أو غيرها.
وهذا قد يُؤدّي إلى القلق بشأن بيانات النوم المتعلقة بك، ما قد يأتي بنتيجة عكسية؛ إذ تبحث عن الكمال في النوم، ومع ذلك لا تستطيع الاسترخاء خلال الليل للنوم جيدًا؛ انشغالًا بالأرقام والنتائج.
أنواع أجهزة تعقب النوم
حسب "New York times"، فإنّ أفضل أجهزة تعقب النوم:
1. "خاتم أورا Oura Ring":
هو الأدق في توفير المعلومات اللازمة حول معدل ضربات القلب خلال النوم، كما يسهل اتّباع البيانات والتوجيهات من خلاله، فهو بسيط وسهل الفهم، وإن كان بحاجةٍ إلى بعض التحسينات في عملية التتبّع عمومًا، ويبدأ سعر "خاتم أورا" من 299 دولارًا أمريكيًا.
اقرأ أيضًا:"الجمال النائم".. هل كثرة نومك سببها متلازمة كلاين ليفين؟
2. سوار "ووب Whoop 4.0"
يتميّز سوار المعصم ذلك بتسجيل النوم والتمارين الرياضية، كما يُوفِّر قدرًا هائلًا من البيانات اللازمة لتتبع النوم، ومع ذلك فإنّ واجهة التطبيق قد يكون بها كثير من المدخلات والتفاعلات، التي قد لا تناسب بعض الناس، ويبدأ سعر معصم ووب 4.0 من 215 - 240 دولارًا أمريكيًا.