"مُصحّح وضعية الجسم".. كيف يُعيد جسدك إلى طبيعته؟
قد تجلس طوال اليوم في وضعيات غير صحيحة تُؤذي ظهرك ورقبتك، وربما تعاني لاحقًا من آلام الظهر دون أن تدري سببًا لذلك. لذا، فإنّ مُصحّح وضعية الجسم قد يساعد في استعادة وضعية الجسم الطبيعية والصحيحة، ما يخفف الضغط عن عضلات ومفاصل الجسم، كما يُحسّن طاقة جسمك أيضًا. فالأنواع الإلكترونية منها تُذكّرك بتغيير وضعية جسمك باهتزازات لطيفة، كما يمكنك تتبّعها عبر هاتفك الذكي. لكن هل توجد أدلة على فاعلية تلك الأجهزة؟
ما هو مُصحّح وضعية الجسم؟
أدوات في شكل دعامة أو قميص تُساعِد على تصحيح وضعية الجسم من خلال جعل الكتفين والرقبة والظهر بمحاذاة أكثر استقامة، وهذا قد يُساعِد في تخفيف الألم الناجِم عن الوضعيات الخاطئة للجسم، بل يدّعي البعض أنّها قد تُساعِد في بعض مشكلات العمود الفقري، مثل الجنف (اعوجاج العمود الفقري).
وثمّة مجموعة أخرى من الأجهزة التي تُصحّح وضعية الجسم، وهي أجهزة إلكترونية قابلة للارتداء ترصد الأوضاع غير الصحيحة للجسم، وتستخدم شكلاً من أشكال الاهتزازات لتذكيرك بالعودة إلى الوضع الصحيح للجسم.
أهمية الحفاظ على وضعية الجسم
الجلوس بوضعية صحيحة لا يفيد الظهر والرقبة فحسب، بل قد يُعزِّز طاقتك ويُخفِّف الضغط عن عضلاتك ومفاصلك، كما أنّ ذلك يُحسّن الهضم ويُعزِّز المزاج، فالوضع الصحيح للجسم يسمح للدورة الدموية والجهاز التنفسي بالعمل بشكلٍ صحيح.
كما أنّها تخفض خطر الإصابة بالألم المرتبط بالتراخي، فعندما تكون واقفًا أو جالسًا، فإنّ بالجسم عضلات يجب تنشيطها وأخرى مُسترخية، والتراخي قد يخلط بين تلك العضلات، وهذا قد يُسبِّب الألم، لذا فإنّ مصحّح وضعية الجسم قد يساعد في تفادي ذلك الألم.
كذلك، فإنَّ الحفاظ على وضعية الجسم يُقلِّل مخاطر السقوط والإصابات التي قد تتعرّض لها، خاصةً مع تقدّم العمر.
طريقة عمل مُصحّح وضعية الجسم ومزاياه
تُعِيد المُصحّحات وضعية الجسم إلى طبيعتها الصحيحة بسحب الكتفين للخلف ومحاذاة العمود الفقري، كما أنّها تزيد وعيك بالطريقة الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها جسمك خلال الجلوس، بل إنّ تنشيط العضلات المعنية بضبط وضع الجسم بشكلٍ متكرر، يُنشّط ذاكرتها أيضًا، ما يجعلك مُعتادًا على إبقاء جسمك بوضعيةٍ صحيحة.
كذلك، فإنَّ مُصحّح وضعية الجسم يُساعِد على تحسين التنفّس، لأنّ الجلوس بشكلٍ مستقيم، يسمح بامتلاء الرئتين بالكامل، لأنّ عضلات التنفّس، بما في ذلك الحجاب الحاجز تكون في أفضل وضعٍ لها.
أيضًا، يُساعِد مُصحّح وضعية الجسم في الوقاية من صداع التوتر، لأنّ وضعية الجسم الخاطئة قد تجعل عضلات الجزء الخلفي من الرقبة مشدودة، ما قد يُسهِم في الصداع.
هل تُوجَد أدلة على فاعلية مُصحّحات وضعية الجسم؟
كشفت مراجعةٌ عام 2019 نُشرت في المجلة الإسكندنافية للألم "Scandinavian Journal of Pain"، شملت نتائج 6 دراسات قيّمت فاعلية مُصحّحات وضعية الجسم، وقد أظهرت النتائج أنّ هذه المُصحّحات قد تُساعد بالفعل في: تصحيح وضع الجسم، وتخفيف الألم وعدم الراحة، وزيادة مستويات الطاقة والإنتاجية.
مع ذلك، أشارت المراجعة إلى أنّ الدراسات المُتاحة كانت قاصرة في تقييم مدى فاعلية مُصحّحات وضعية الجسم في تخفيف الألم بشكلٍ مُباشر.
أمّا مُصحّحات وضعية الجسم الإلكترونية، فقد أشارت إليها دراسةٌ عام 2020 في "Applied Psychophysiology and Biofeedback"، وقد تبيّن أنّ الذين استخدموا تلك الأجهزة زاد إحساسهم بالطاقة والحيوية كما قلّ شعورهم بالتعب، لكن لم تُقيّم تلك الدراسات جودة مُصحّحات وضعية الجسم في تخفيف الألم.
هل لمُصحّح وضعية الجسم عيوب؟
نعم، قد يكون لمُصحّح وضعية الجسم بعض العيوب، خاصةً مع عدم استخدامه بطريقةٍ صحيحة، مثل:
1. تراخي العضلات
بدايةً؛ إنّ استخدام مُصحّحات وضعية الجسم باستمرار، قد يُشجّع العضلات على التراخي، ما قد يجعلك أضعف وعضلاتك أكثر عرضة للتراخي، لكنّك على الحقيقة لا تحتاج إلى ارتدائها أو استخدامها طوال اليوم.
يقول الدكتور راهول شاه جرّاح العظام المُعتمد: "عندما يسأل المرضى عمّا إذا كان بإمكانهم استخدامها، فلا أنصح بأكثر من ساعةٍ في اليوم".
2. لا تُعالِج آلام الظهر
قد لا يُساعِد مُصحّح وضعية الجسم في تخفيف آلام الظهر، وذلك حسب ما ذكرته الدكتورة تارا جو مانال اختصاصية العلاج الطبيعي وكبير نُوّاب الرئيس للشؤون العلمية في جمعية العلاج الطبيعي الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، فلا يُوجَد دليل عالي الجودة على أنّ وضعية الجسم الخاطئة تُؤدِّي إلى الألم، لكن إذا كُنت تُعانِي ألم الظهر، فمن الأفضل استشارة الطبيب أو المُعالِج الطبيعي، أمّا الاعتماد على مُصحّح وضعية الجسم فله فوائد أخرى، مثل تحسين الطاقة والحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة، لكنّه لا يُعالِج آلام الظهر.
أنواع مُصحّح وضعية الجسم
ذكر موقع "Verywellhealth" بعض أنواع مُصحّح وضعيات الجسم الفعّالة، مثل:
1. Hempvana Arrow Posture Corrector
يتميّز ذلك النوع بقدرته على تدريب العضلات لتحسين وضعية الجسم، كما أنّه قابل للتعديل بالكامل، ويعتمد على حزامٍ ثلاثي، لكنّه قد لا يناسب طوال القامة، حيث تكون أشرطته قصيرة جدًا بالنسبة للبعض، ويبدأ سعره من 50 إلى 100 دولار أمريكي.
اقرأ أيضًا:أيهما أفضل لضخ الأنسولين: أومني بود 5 أم أومني بود داش؟
2. Upright GO 2 Smart Posture Corrector
مُصحّح وضعية جسم إلكتروني يتميّز بأجهزة استشعار الحركة المدمجة مع تطبيق هاتف ذكي لمتابعة ذلك، كما أنّه يهتز بلطف لتقديم التعليقات التي تحتاج إليها بشأن وضعية جسمك، لكن قد ينزعج بعض الناس من شعور الاهتزاز ذلك، ويبدأ سعره من 65 إلى 70 دولارًا أمريكيًّا.
3. Dr. Arthritis Posture Corrector
يتميّز ذلك النوع بأنّه مُطوّر من قِبل أطباء العمود الفقري، كما يحتوي على أحزمة قابلة للتعديل، ومعه كُتيّب يتضمّن نصائح وتمارين تساعد في الحفاظ على وضعية الجسم، لكن قد يكون حجمه صغيرًا وغير مناسب لبعض الناس، ويبدأ سعره من 15 - 22 دولارًا أمريكيًّا.
4. FlexGuard Support Adjustable Back Brace
يدعم عضلات العمود الفقري، كما يدعم أسفل الظهر أيضًا، ويحتوي على أحزمة مُبطّنة وقابلة للتعديل، لكنّه قد يُسبِّب ألم الكتف أحيانًا، ومن الصعب استخدامه دون اتّباع التعليمات، ويبدأ سعره من 48 دولارًا أمريكيًّا.
نصائح للحفاظ على وضعية الجسم
قد تُساعِدك بعض النصائح في الحفاظ على وضعية جسمك، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل.
- قضاء 10 دقائق على الأقل يوميًا في ممارسة بعض تمارين التمدُّد لتحسين وضعية الجسم.
- الوقوف طويلًا، فهذا يُقوّم العمود الفقري، ويجعل الكتفين يتحرّكان لأسفل إلى وضع الراحة الطبيعي كما يشد عضلات البطن برفق.
- تحريك الرأس بحركات بسيطة للمساعدة في فكّ شدّ عضلات الرقبة التي قد تُؤثّر سلبًا في وضعية الجسم، سواء كان ذلك بتحريك الرأس برفق في حركات دائرية صغيرة أو من الأمام إلى الخلف أو من جانبٍ إلى آخر.
- الاستلقاء على الأرض لمدة 2 - 3 دقائق مرة واحدة في اليوم، فهذا يسمح لجسمك بالتكيّف مع وضع الراحة الطبيعي، ويُساعدك في تصحيح وضعية جسمك.
- تأكّد من الاعتماد على الوركين والركبتين والفخذين وليس الظهر عند رفع أو حمل الأشياء.