رجاء عبد الرحمن مؤمنة: لست سيدة أعمال بل سيدة تنمية وأنجزت مشاريع لم أُسبق إليها
صانعةُ للنجاح، وباحثةٌ عن التميز بكل مفاصل الحياة، تسعى إلى كل ما هو جديد في مجال العلم والتعلم وإدارة الأعمال. تخرجت في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، كلية الطب - قسم الأحياء الدقيقة- ثم عادت إلى بلدها السعودية لتؤسس مشروعها التعليمي الخاص وتعيد إنتاج ما اكتسبته من علم ومعارف وتترجمه عطاء متواصلًا لنساء وطنها لتمكينهن في مختلف المجالات العلمية والإدارية والثقافية والفنية، والسير بخطى حثيثة في مشروع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
منصة "الرجل" حاورت السعودية رجاء عبد الرحمن مؤمنة مؤسسة ومديرة "معهد المستقبل العالي للتدريب" في مقر عملها لتطالع تجربتها وأوراق مشوارها العلمي والعملي، فإلى الحوار:
من هي رجاء عبد الرحمن مؤمنة؟
أوجه كل الشكر لـ "منصة الرجل" لزيارتها الكريمة، كونها تبحث عن التميز. رجاء إنسانة محبة شغوف بالعلم، ملتزمة بالعمل، معطاءة، استطاعت تقديم الكثير لمجتمعٍ فتي يطمح للعلم والتطور المهني المتواصل.
بدأت بالوظيفة
من أين بدأت المسيرة المشتعلة بالعلم والتعلم؟
بعد عودتي من بريطانيا انخرطت بعمل وظيفي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، وأمضيت ما يقارب ست سنوات بفخر، واستطعت بما اكتسبته من معرفة أن أكون مؤثرة في مجتمعي، وخاصة لجهة تمكين السيدات من المهارات المطلوبة للعمل.
لماذا لم تستمر رجاء في وظيفتها؟
حين طلبت مني إدارة المستشفى أن أقدم تدريبًا لأول دفعة من خريجات العلوم الطبية عام 1987 رسمت لهن خططًا للتدريب، وأديت التدريب على أكمل وجه، وكأن القدر وضعني على هذا الطريق.
تحول نوعي في التدريب؟
عملت خططًا تدريبية في العلوم الطبية في مشفى جامعة الملك عبد العزيز على مدار ثلاث سنوات، ونظرًا لظروفي الاجتماعية اضطررت لتقديم استقالتي وتركت وظيفتي بدموع غزيرة.
تغيير المسار
ما هو الظرف الاجتماعي الذي غير مسار حياتك؟
حباني الله بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فقدمت استقالتي.
ما الطريق الذي اختارته رجاء؟
امتلاكي لمهارات اللغة الإنجليزية، ومَلكَة التعليم، أهلني للعمل في هذا المجال، بمكان لم يكن سوى نهاية الشارع المقابل للعمارة التي أقيم فيها لأكون أقرب ما يكون لطفلى. استأجرت فيلا عبارة عن طابقين يملكها خالي، وبدأت بتدريب اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.
ما الذي دفعك للتوسع وتأسيس المعهد عام 1991م؟
بسبب سفري المتواصل لعلاج ابني، في مدينة لندن، كنت دائمًا على تواصل مع معاهد وجامعات بريطانية، وحصلت على اعتمادات منها. وفي كل زيارة تقع عيني على مجلة "فلود لايت" التي ضمت كل المعاهد والجامعات البريطانية التي تهتم بالتدريب المستمر. وكانت لدي الجرأة للتواصل معهم وإقناعهم بتوقيع شراكات تخدم مصلحة الطرفين. وكنت أول من قدم الدبلوم الدولي بمعهد المستقبل.
التحديات والثقة
ما هي التحديات التي واجهتك في تلك الفترة؟
أُغلق المعهد ثلاث مرات بسبب عدم وجود رخصة للتخصصات التي أقدمها، منها التصميم الهندسي والإدارة والتسويق وغيرها. وأعود بالذاكرة لأيام كانت صعبة مليئة بالتحديات أمام منصة "الرجل" لأشكر القائمين على دولتنا الحبيبة، حكومتنا الرشيدة التي دعمتني، حين رأت مسيرتي العملية لا تخالف أيًا من تعاليم ديننا الحنيف ولا أنظمتها.
استثمرت بالفكر النسائي السعودي وغيرت من نمطيته، ما هو الأسلوب الذي اعتمدت عليه؟
انتهجت أسلوبًا مميزًا بعيدًا عن العناد، لإيماني المطلق بصناعة التاريخ من الداخل المجتمعي، وركزت على إعطاء الثقة للمتدربات بإقناع أهلهن وأزواجهن بأهمية مستقبل بناتهن للحصول على شهادة تؤهلهن للعمل.
ما هذه الجرأة في التغيير؟
الله سبحانه وتعالى فتح أمامي أبوابًا كثيرة سببها النية الصافية والصادقة، فبنيت اسمًا عريقًا، وحين يُذكر اسم معهد المستقبل يُقال عنه إنه صرح قدم خدمات تدريبية لها بصمتها في نمو المجتمع النسائي خاصة.
خدمات تعليمية
بعد سنوات من تأسيس المعهد بدأت رجاء بالدخول في برامج تدريب الفتيات في المدارس، ماذا تمخّض عنها؟
دخلت المدارس من خلال علاقتي الجيدة والمتميزة مع المديرين والمسؤولين في الرئاسة العامة آنذاك، وزارة التعليم اليوم، التي تنص على خدمة الوطن والمجتمع، لأن معهد المستقبل قدم مبادرات اجتماعية، وتعليمية عديدة وكنت أول من حصل على موافقة الوزارة لدخول القطاع الحكومي والأهلي عام 2000 لتقديم خدمات تعليمية في مجال الحاسب الآلي لم تكن بعد متوافرة في المدارس.
دخل المعهد في شراكات محلية ودولية ماذا حققت تلك الشراكات على الصعيد التنموي والاقتصادي؟
ساعدتني باتخاذ أفضل ما لديهم لتقديمه بمنهجية المعهد وحصلت على المعرفة والجودة من التدريب الخارجي البريطاني، ولي الفخر بتنفيذ ما اعتمده المعهد من دبلومات دولية، فالخريجات معظمهن في سوق العمل، ورواد أعمال.
اقرأ أيضًا: الفنانة التشكيلية ولاء آل عقيل لـ«الرجل»: أستوحي لوحاتي من التأمل.. أمنيتي متحف فني عالمي في السعودية
تدريب للشركات
أول شركة قمتِ بالتدريب فيها؟
كنت أول من قدم تدريبًا داخل شركة الشايع عام 2011، وجرى توظيف أول ثلاثين سيدة في قطاع المبيعات في محلات H & M.
شراكات استراتيجية مع كلية جدة الدولية، كم عدد المستفيدات من تلك الشراكات؟
تلك الشراكة الاستراتيجية مع كلية جدة الدولية تخوّل الطالبات دخول المعهد بنظام "التجسير" الذي ينص على متابعة الدراسة بعد الدبلوم للحصول على البكالوريوس بعدما كان هذا الأمر حكرًا على القطاع العام.
ما الذي تطمحين إليه من خلال تلك الشراكات الجامعية؟
لدي خطة للتوسع والخروج بالمعهد دوليًّا، هدفي حاليًّا الوصول بخدماتنا التدريبية لأكبر شريحة في جميع مناطق المملكة، كوني حريصة أولًا على الانتشار محليًّا.
مقاعد مجانية
معهد المستقبل قام بمبادرات إنسانية كيف تصفها رجاء؟
فخورة بكل مبادرة اشتغلت عليها واجتهدت فيها واستطاعت أن تحقق نجاحًا مجتمعيًّا بسبب التحاق أبنائنا وبناتنا فيها ليكونوا منتجين ومبدعين. إلى جانب المقاعد المجانية التي أتبناها كل عام.
إلى أي حد أسهم إنتاج خريجات معهد المستقبل في الاقتصاد السعودي؟
تأكيدًا لقول أميرنا الملهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "نحن نستطيع أن نأتي بموارد اقتصادية أخرى" تلك هي المرأة، استطاعت أن تحقق موارد اقتصادية من خلال مشاريع كبيرة تختلف عما كانت عليه في السابق، في كل مناحي الحياة لتحقيق الرؤية.
درع الريادة
حصلت على عدة شهادات قيمة لما تقدمينه، منها درع الريادة العربية، ماذا منحك هذا الدرع؟
حصلت على درع "فخر السعودية" في 2019 وكنت فخورة به. مؤسسة الريادة العربية مؤسسة إعلامية تعنى بالإنسان المبدع، مؤسسها أُعجب بفكري كسعودية عادت من الخارج أحبت وطنها وقدمت له ما تستطيع، واعتبرني من الشخصيات المبدعات اللواتي لهن بصمة بالمجتمع.
شاركت بمنتدى سيدات الأعمال الخليجيات في غرفة جدة 2022، ما الفائدة التي حصدتها؟
فخورة بتلك التجربة، حصدت علاقات جديدة ورائعة، وجدت نفسي بين هوامير اقتصادية كون السيدة الخليجية سبقتنا بمراحل في النمو الاقتصادي. لكنني لست بسيدة أعمال أنا سيدة تنمية وطنية بامتياز أتنقل من نجاح إلى نجاح، وأحلم بمنصب جميل أعطي فيه من خبرتي في التطوير المجتمعي.
الحب والاستمرارية
ما الذي تطمحين لتحقيقه لتكوني السيدة المميزة في مجتمعها؟
أنا متميزة، لأنني أنجزت مشاريع لم يُنجزها أحد قبلي، ولم يُنجز مثيلها، وأطمح بالارتقاء في قطاع التدريب لأنه سلاح قوي جدًّا يخاطب العقل والروح البشرية. أسأل الله أن يعطيني القدرة لأقدم المزيد من العطاء.
ما هو السر الكبير وراء هذا النجاح الباهر؟
حب الناس، وحب العطاء، والاستمرارية لتحقيق المزيد من النجاح. تخرج في المعهد أكثر من عشرين ألف متدرب ومتدربة من مختلف الفئات العمرية وما زلنا نرى الكثير منهم يعودون لنا مجددًا للتسجيل في المزيد من البرامج الجديدة، هذا بحد ذاته نجاح.
ماذا تحب أن تضيف السيدة رجاء في نهاية الحوار؟
منصة "الرجل" تعرف أين تعزف على أوتار القلب فيخرج اللقاء من القلب ليصل إلى القلب وتعتبر النجمة المتألقة في سماء الإعلام، متمنية أن أرى وطني في أفضل مكانة بالعالم.
البطاقة التعريفة
الاسم: رجاء عبد الرحمن مؤمنة
الحالة الاجتماعية: منفصلة/ لي بنت و3 أولاد
الشهادة: بكالوريوس علوم طبية/ جامعة مانشستر/ بريطانيا
المهنة: مؤسس ومدير عام معهد المستقبل العالي للتدريب
مكان وتاريخ الميلاد: لبنان 2/8/1964م