مغنية الأوبرا سوسن البهيتي: صوتي روحي وطموحي يتخطى الأضواء.. فتحت باب الأوبرا السعودية لتعبروا
صوتٌ ملائكي، هزَّ الأثير معلنًا الفرح الدائم لعشاق الفن الأوبرالي في المملكة العربية السعودية، الذي اختصت به فنانة يحسبها المتلقي من الزمن الجميل، سطع نجمها في سماء المملكة العربية السعودية عام 2019 حين قدمت السلام الوطني السعودي بطريقة أوبرالية، جعلت أذن المتلقي السعودي متفاعلاً ومعجبًا بهذا الفن المميز والمتفرّد الذي ولد في عام 1600م.
"الرجل" التقت المغنية والفنانة سوسن البهيتي الحاصلة على بكالوريوس في الإعلام من الجامعة الأمريكية بالشارقة، والتي تجيد عدة لغات: الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية. صاحبة الصوت الأوبرالي تعد هذا الفن الذي تقدمه للمتلقي أوبراليًّا بحلة عربية.
بطاقة التعريف
الاسم: سوسن توفيق البهيتي
مكان وتاريخ الولادة: الرياض 1988
الحالة الاجتماعية: عزباء
الدراسة: بكالوريوس في الإعلام
المهنة: فنانة أوبرا ومدربة وعازفة جيتار
المشروع: صاحبة معهد أوبرا "صوت الروح"
تعريف الفنانة
من هي سوسن البهيتي التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بصوتها؟
فنانة سعودية شغوف بالفن الأوبرالي وطموح لتحقيق كل ما هو جميل في هذا المجال. دخلت مجال فن الأوبرا عام 2008 في أثناء دراستها الجامعية وانطلقت في هذا الفن العالمي منذ ذلك الحين. ومع مرور السنين كَبُرَ حلمها والموهبة تحولت لاحتراف.
من الدراسة إلى الموهبة
من الإعلام إلى الفن كيف تمت تلك النقلة النوعية؟
في أثناء دراستي للإعلام اكتشفت قدرتي على غناء الأوبرا من خلال قائد الكورال جون بركنز وزوجته فنانة الأوبرا الأمريكية إيميلي بركنز، إذ كانا يؤسسان قسم الفنون الأدائية في الجامعة وهما من اكتشفا قدرة صوتي في غناء الأوبرا وشجعاني حين قدمت على تجارب الأداء للانضمام للكورال.
متى عدتِ إلى السعودية؟
عدت حاملة شهادة بكالوريوس في الإعلام عام 2011م ولم يكن هناك أي مجال لممارسة الموسيقى فتوجهت لتخصصي وتنقلت في العمل بين شركات محلية وعالمية. ومن مجال الإعلام والتسويق إلى مجال الإدارة والإدارة التنفيذية، وأخيرًا وصلت إلى الإدارة العامة للشركة العائلية في مجال التموين.
الفنان بوتشيلي علمني كثيرًا
من الذي دفع بك إلى إحياء هذا الفن الأوبرالي؟
عذوبة صوت الفنان أندريه بوتشيلي وتمثيله الجميل جدًا لهذا الفن شدّني بقوة، وجعلني أسمع أداءه المميز باستمرار، وكان ملهمي الحقيقي. تعلمت من الفنان الضرير كيف واجه الصعوبات والتحديات، وكيف استطاع بإصراره ومثابرته أن يهزم الإعاقة ويتفوق بعدة جوائز.
ما التحديات التي اعترضت مسيرتك الفنية؟
في المملكة العربية السعودية لم يكن الأمر سهلاً لعدم وجود نوافذ للتدريب الغنائي، والتطوير. وحين أعلنت عن نفسي رسميًّا كفنانة أوبرا خضت تحديًا أكبر مع صعوبات حقيقية، وكيفية تقبل الناس لهذا الفن وفهمه. ونظرًا لكوني قيادية، والقائدة القوية، والأولى في تلك التجربة استطعت إثبات نفسي.
محطات في حياة الفنانة
أهم المحطات في حياتك؟
في اللحظة التي تركت فيها عملي التسويقي، توالت الأفكار بمخيلتي لأحقق ذاتي، إلى أن تأسست الهيئة العامة للترفيه بأمر سامٍ، التي تُعد إحدى المبادرات المنبثقة من رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وبعد سنتين من الإعلان عن الرؤية، جاء الإعلان عن إنشاء وزارة الثقافة بأمر ملكي في يونيو 2018 لتكون حارسًا جديدًا مخصصًا للقطاع الثقافي داخل المملكة وخارجها، وداعمًا حقيقيًا للفنانين السعوديين، وكانت المحطة الأولى التي دفعتني لأخذ قرار الغناء للانطلاق.
كيف كان وقع القرار على العائلة؟
جلست مع العائلة وطرحت أفكاري ومخططاتي أمامهم، فجاءت ردة فعلهم جميلة ومشجعة للاستمرار في مشروعي، لأن طموحي أكبر من مجرد شهرة وأضواء مسرحية.
رجل في حياتها
من الرجل الذي أعطاك هذا الدعم في حياتك؟
والدي حفظه الله ورعاه الداعم الحقيقي لي. قدم لي النصائح، وجهني وشجعني وكان فخورًا بي. وجلس معي قبل أن أخرج إلى الاستوديو لإجراء أول مقابلة إعلامية على التلفزيون، لأعلن عن نفسي رسميًّا مغنية أوبرا.
ما دور الرجل في حياة المرأة؟
دور الرجل مهم جدًا في حياة المرأة لتحقيق أحلامها وطموحاتها مع توازن اجتماعي مهم سواء أكان أبًا أم أخًا أم زوجًا أم صديقًا.
من أين حصلت على شهادة مدربة صوتية معتمدة؟
درست عن بعد، وآخر جزء من البرنامج سافرت لأمريكا لأحصل على الشهادة من مركز نيويورك للتدريب.
معهد "صوت الروح"
أين تدربين الشباب على الغناء الأوبرالي؟
في معهدي الفني الخاص "صوت الروح" يجتمع فيه الطلاب والطالبات لتدريب الصوت على استحياء في ممارسة هذا الفن الجديد والصعب بنظرهم. ومع التدريب المستمر ورؤية حفلات الأوبرا التي تُقام تشجعوا، وأقبلوا على التعلم أكثر.
لماذا أطلقت على المعهد "صوت الروح"؟
الغناء عبارة عن آلة موجودة في أجسادنا، ونستخدمها للتعبير عن مشاعرنا، ولأن هذا الصوت يخرج من داخلنا، أشعر بخروجه من أرواحنا، وحين يخرج بالطريقة الجميلة والرائعة والمحترفة أزداد حبًا له.
اقرأ أيضًا: تالا بنت إسحاق الصحصاح لـ"الرجل": تحملت المخاطر ولا أعرف المستحيل.. اختاروا الطموحين والأذكياء ليعملوا معكم
مشاريع مستقبلية
أنتِ عازفة جيدة على الجيتار، ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل على إنتاج الموسيقى التي تخصني باستخدام الجيتار، وسأقدم الأوبرا بطريقتي الخاصة وليست الأوبرا الكلاسيكية، كي تعبر عن شخصيتي، لأن تلك الآلة متأصلة في روحي الفنية منذ الصغر. ونمطية المزج بين الأنواع الموسيقية المختلفة وتحديدًا الأوبرا مع الجيتار تمثلني لإنتاج أعمالي.
الموسيقى لغة الشعوب، وسوسن تجيد عدة لغات، إلى أي حد تصل إلى روح المتلقي بلغته؟
من أهم عناصر نجاحي وتمثيلي كوني فنانة أوبرا سعودية أجيد عدة لغات أجنبية، وهو ما يرفع من شأني بشكل كبير. وفي أدائي الأخير في الأوبرا الوطنية الذي أقيم على مسرح المرايا في العلا بتاريخ 17 يناير 2024 جاءتني تحية كبيرة من إدارة الأوبرا بمدى إعجابهم لإتقاني اللغة الفرنسية في الغناء، وقيل لي: "تتقنين اللغة الفرنسية أجمل من الفرنسيين في الغناء وتجيدين الكلمات باللهجة الصحيحة، لأن غناء الأوبرا يأخذ من وضوح ونطق الأحرف في الكلمات".
المحطة الثانية وقوفك على مسرح الرياض في 2019 أليس كذلك؟
رهبة المسرح أرعبتني، من المجهول الذي كان ينتظرني، وتساؤلات دارت في فكري.. هل يتقبلني الجمهور كفنانة سعودية من ناحية؟ ومن ناحية أخرى هل يتقبل الغناء الأوبرالي؟ والتحدي الأكبر حين صدح صوتي بالسلام الوطني بأسلوب أوبرالي، فأعجبهم أدائي الجميل، وارتسم الفرح على محياهم باعتزاز وفخر.
فخر واعتزاز على المسرح
حين اعتليتِ مسرح العلا ومسرح الرياض، بماذا شعرتِ بعد التحديات التي مررتِ بها سابقًا؟
المحطة الثالثة لم تكن إنجازًا كبيرًا فحسب، بل فخرٌ واعتزاز لي، وللمملكة العربية السعودية، وخاصة حين هلّت عبارات الفرح والتشجيع من الجمهور "فرحة وطن"، "فخر الوطن" اغرورقت عينايَ بالدموع.
تعملين على خطط فنية للشباب السعودي؟
أدرّب المغنين الشباب من الجنسين على كل أنواع الغناء لتقديم نموذج فني مميز في المملكة العربية السعودية من خلال المعهد الموسيقي.
كم عدد خريجي المعهد؟
بعض الفترات كان في المعهد شهريًا 20 طالبًا وطالبة، ومن تابع ووصل إلى مرحلة الاحتراف عددهم خمسة، وهذا يُحسب لي.
مشاريع مستقبلية
ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية؟
التحضير لمسرحية أوبرالية تحت عنوان "زرقاء اليمامة" من إنتاج هيئة المسرح السعودي التابعة لوزارة الثقافة مشاركة بأحد الأدوار فيها، والعمل على إنتاج ألبومي الخاص قريبًا بإذن الله.
المرأة السعودية في المجال الفني
كيف تقرأ الفنانة سوسن وجود المرأة السعودية في الغناء الأوبرالي اليوم؟
بالأمس كنت وحيدة على الساحة الفنية، ومع الرؤية الحكيمة 2030 وعرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أصبح هناك أكثر من فنانة في هذا المجال الأوبرالي ومجالات فنية أخرى. ولي الفخر أنني خطوت الخطوة الأولى لتقديم فن الأوبرا في المملكة العربية السعودية، وفتحت الباب وقمت بتشجيع غيري من الفنانات للظهور. مع العلم لم تكن الأوبرا مدرجة على قائمة برنامج هيئة الترفيه أو وزارة الثقافة، وكنت أول من قدم فن الأوبرا من منصة سعودية وقُبلت.
ما الجديد في حفلات سوسن البهيتي؟
دعوتي من الهيئة الملكية في العلا لافتتاح الحفل ومشاركة أندريه بوتشيلي في الغناء، وكم أعتز بتلك المشاركة مع الفنان المشهور أندريه بوتشيلي كأول سعودية بذاك الفن الأوبرالي.
ما دور الوالدة في هذا النجاح؟
والدتي قدمت لي الدعم الكبير حين واجهت الصعوبات واعترضتني التحديات، ووقفت إلى جانبي مرارًا في حالات الإحباط الشديدة لتخرجني منها، إلى جانب إخوتي العازفين نظرًا للحس الموسيقي عند أفراد الأسرة جميعها.
طموحات كبيرة
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
طموحي أكبر من الاحتراف، تمثيل المملكة العربية السعودية في فن الأوبرا محليًا وعالميًا، وترؤس دار الأوبرا في المملكة العربية السعودية، وتأسيس معهد لتعليم الموسيقى بدرجات علمية عالية.