سناء يوسف العبد الواحد لـ«الرجل»: صناعة الأزياء المحلية هدفي.. وتصاميمي لوحات فنية تستوحي الأبنية والعمارة
استطاعت مصممة الأزياء المهندسة سناء العبد الواحد، أن تحجز مكانة لها على ساحة ريادة الأعمال المحلية وعينها على العالمية، مزجت بين تصاميمها باستخدام تكنولوجيا العمارة والتصميم الرقمي في الأزياء وتميزت بالأزياء المنقطة في سعيها لمواكبة المعاصر والرغبة بالتجديد.
ترتبط الموضة لديها بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والصحية وغيرها، فتصبح لوحة تعبيرية عن الذات وتشكل رموزًا وأيقونات للعلامات التجارية. مزيد من التفاصيل في الحوار التالي:
بطاقة تعريفية:
الاسم: سناء بنت يوسف العبد الواحد
الشهادات:
بكالوريوس تصميم العمارة الداخلية - كلية العمارة والتخطيط في جامعة الإمام عبد الرحمن بن سعود بالدمام
ماجستير تصاميم البيئة (الأثاث والإضاءة) من جامعة آرت سنتر كوليج أوف ديزاين في باسادينا في كاليفورنيا
التصاميم الرقمية وطباعة ثلاثية بالروبوت (INSTITUTE OF ADVANCED ARCHITECTURE OF CATALONIA 2023 – Parametric Architecture 2020)
العمل الحالي: مديرة "استوديو سناء العبد الواحد"
المهنة: مهندسة عمارة داخلية وأثاث ومتخصصة في التصميم والتصنيع الرقمي، تستخدم تقنيات العمارة والتصنيع الرقمي على الأقمشة.
الجوائز:
جائزة فضية لتصميم أثاث المسند عام 2016م.
جائزة تصميم معماري لبناء مؤقت 2021م.
أين تشكلت خبراتك وماذا درستِ استعدادًا لرحلتك في عالم التصميم؟
اكتسبت خبرتي الأولى من خلال "التصميم للتصنيع" التي حظيت بها خلال الماجستير والعمل في لوس أنجليس، لأني -بكل فخر- كنت أول سعودية تتخرج في جامعة آرت سنتر كوليج أوف ديزاين.
من التصميم الداخلي والمعماري إلى تصميم الأزياء، أخبرينا كيف كانت تجربة البداية؟
بدأت المشروع مع مصنع جواهر المعادن للتصنيع والطلاء في عام 2018، الذي يعد أحد أقوى مصانع المعادن بالسعودية، تعرفت على المصنع في معرض المنزل المثالي، حيث قدمت عرض –المسند- لأول مرة بالسعودية، وهو مشروع الأثاث الخاص بي. تمكنت من خلال المناورات من كسب اهتمام المصنع لمهاراتي كمصممة ومهندسة، فجرى بيننا تعاون في بعض المشاريع، كما قُدِّم لي مشروع بغاية التعقيد ثلاثي الأبعاد وصعب جدًا بالتنفيذ ولقد نجحنا في صنع النموذج الأولي، وكما أن دوري بصفتي مصممة هو اقتراح حلول كالبرامج التصميمية أو التنفيذية للزبون مثل المصانع، وهو موضوع أجزم أن أغلب المصممين ليست لديهم الخبرة به، وأن قيمة "المشروع المعقد" قفزت لتستقر عند ثالث ضعف لها، فتلك هي قوة الخبرة والموهبة، وأتمنى أن يتوج التعاون بيننا بمشروع معماري تشكيلي كمجسم لدوار مثلًا، كما ساعدني المصنع على قص قماش عباءة على مكائن الليزر للمعادن، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن استخدام تقنية القص بالليزر لخلق لوحات فنية قماشية ملبوسة للنساء والرجال.
كيف أثرت تجارب البدايات على شخصيتك المهنية؟
التأثير أتى من خلال قصتي القصيرة والمليئة بالعلم والتجارب، فأجد نفسي في مقدمة قطاع التكنولوجيا وأقود الابتكار وأنافس الأفضل عالميًا في مجال التصميم وأخوض معهم مفهوم "أول مَن" وأنا أول مَن محليًا في كثير من المشاريع، وتكلل نجاح مشروعي للابتكار في صناعة الأثاث (استوديو سناء للتصميم 2021 - 2023) برعاية "أبيات"، وقد عرض عملي في أسبوع ميلان للتصميم 2021 والذي يعد الوجهة الأخيرة للاعتلاء.
بمن تأثرتِ من مصممي الأزياء ولفت انتباهك؟
كنت أعتقد أني سأكون كمصممة الأزياء الهولندية (إيريس فان هيربن) قبل زمانها، ويحزنني بالفعل أني تأخرت في الوصول، ولكن كل شيء يبدأ بنقطة، المساحة التي أعمل عليها أصيلة وهي متجذرة ومتشعبة ومنطلقة لا حدود لها، فهي لا نهائية. وعند تقاطع الجمال والأزياء بالبناء والعمارة فإننا نتحدث عن عالم من الإمكانيات والخيال والأماني راقٍ ووسيلة تصميم فريدة من نوعها للتعبير، هناك أمثلة كثيرة على تقاطع تكنولوجيا العمارة والتصميم الرقمي بالأزياء، فمن المصممات المبتكرات من يعملن بالطباعة ثلاثية الأبعاد ومن يدخلن الحواسيب المتناهية الصغر الذكية المستجيبة للأجواء المناخية والاجتماعية وغيرها فتعكس المبرمَج على الجسد فالموضوع رهن الخيال.
اقرأ أيضًا: تالا بنت إسحاق الصحصاح لـ"الرجل": تحملت المخاطر ولا أعرف المستحيل.. اختاروا الطموحين والأذكياء ليعملوا معكم
المنقطة والليزر
ما الذي يميز تصاميمك؟
ما يميز تصاميمي مواكبة التقنية الحديثة والقص بالليزر والتخريم والتنقيط، اعتدت كمصممة وخبيرة ألا أقوم بالحكم بنفسي، وإنما أُخضع تصاميمي لحكم الآخرين، أجد في نظراتهم الحكم النهائي، وأن ما أقطف جنى ثماره من الإعجاب كفيل ليختم لي بجودة التصميم.
لكل مناسبة أزياء خاصة منها ما هو كلاسيكي أو بسيط… ما الذي تقدمينه من تصاميم؟ وكيف كان الإقبال عليها؟
مفهوم الأزياء الموسمية مهم جدًا بالنسبة لتصاميمي المنقطة، كونها تواكب الرغبة بالتجديد، كما للمناسبات الجماعية مثل الوطنية والأيام المخصصة بمواضيع مختلفة من هيئة الأمم، فالمنقطة تربط الموضة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والصحية وغيرها، فتصبح المنقطة لوحة تعبيرية عن الذات تُرتدى وتتماشى معها، فهي قطع فنية للاقتناء والاحتفاظ وللتكرار، وهي مجتمع ينتمي لبعضه ويحتفي بذاته، بالإضافة إلى أنها قد تكون شخصية تحمل معاني خاصة للمناسبات المهمة أو تجارية تشكل رموزًا وأيقونات للعلامات التجارية، فسوقنا قابل للتوسعة ليشمل الفرد المثقف الفنان أو الشركة ذات الميول الفنية، كما لاحظتِ فإن مفهوم الموسمية لدينا ليس للاستهلاك إنما للاستثمار.
زي معاصر
هنالك تنافسية قوية في الأزياء التقليدية، ما سر اهتمامك بالعباية؟
العباية لباس بمقاييس محددة تناسب المجتمع العربي فقط، بالرغم من جموح الشركات العالمية لتوحيد التصاميم لإرضاخ السوق، لكنّ العباءة قاومت التطويع، وهذا سبب انجذابي الشخصي لها لبقائها رمزًا للزي السعودي المعاصر، وطريقة حياة ارتضيناها لأنفسنا، وأصبحت هيئة العباية رسمًا واضح الحدود للمنقطة، التي ألزمت نقوشي حدودها لأحافظ على هذا الرمز والإرث.
برأيك ماذا تحتاج المصممة أو المصمم لكي ينجح؟
من خبرتي يجب على أي شخص أن يخوض تجربة تجارية في أي تخصص أن يقوم بتجارب أولية صغيرة يفهم بها كل اللاعبين في التخصص في منطقته من عمالة وتقنيين وتجار التجزئة والمصانع ومواد وتقنيات، ثم يجمع المعلومات وينتقي منها من سيكون بلا شك شريك نجاحه ثم يضع قائمة الأسعار وقائمة الطلب، وأشدد على النصيحة التي أعطيها لنفسي أولًا: دراسة السوق والتسويق والعلامة التجارية قبل طرحها في الأسواق، لأنها ما إن تطرح في الأسواق تعلق بمخيلة الناس في مكان قد يصعب الفكاك منه.
هل من الضروري على مصممة الأزياء البحث باستمرار والتطوير ذاتيًا والتدريب لمواكبة المستجدات على ساحة صناعة الأزياء؟
طبعًا، إن المعرفة بالتقنيات ومواكبتها مهم جدًا حيث إن في سالف العصر، وعند بلوغ الجلود المكانة المهمة فمن أتقن مهنة الجلديات في ذلك العصر هم من نعرفهم الآن بالعلامات العالمية، لذلك فإن التقنية سوف تمكننا من الاعتلاء على قائمة أفضل العلامات العالمية لمئة سنة. يجب إتقان المهنة والاحتراف، فالنجاح لن يأتي إلا بالخبرة والعمل، أما الحظ فأتمنى أن يكون حليفي.
أسلوب حياة
ما طموحاتك المستقبلية؟
دافعي الأول والأخير لخوض تجربة الأزياء هو صناعتها محليًا، وتوفير مساحة لتفجير الطاقات الإبداعية لتوظيف الفتيات والشباب، بجانب فتح باب جميل للرزق، وتكوين اقتصاد دائري يعود على الجميع بالنفع، وأتمنى أن يكون بداية يأخذني للتصميم الداخلي والبناء والعمارة وتصميم الأثاث لحبي بارتباطها الوثيق بأسلوب الحياة، حيث لا يوجد إطلاقًا أفضل من رسم لوحة يسكنها الإنسان.