مبادرات جديدة بالمؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف
اختتم المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف "ICEIM" نسخته الأولى بنجاح باهر، تاركًا بصمةً مميزة في مجال تطوير قطاع المتاحف في المملكة العربية السعودية.
وشهد المؤتمر إطلاق مبادراتٍ رائدةٍ تهدف إلى تعزيز التعليم والابتكار في مجال المتاحف، بما في ذلك برنامج دراسات عليا مشترك جديد وشراكة استراتيجية أكاديمية، بالإضافة إلى منصة تعليمية مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
شراكة استراتيجية
وأعلنت هيئة المتاحف عن شراكة استراتيجية مع كلية الدراسات الشرقية والإفريقية "SOAS" بجامعة لندن وجامعة عفت في جدة لإطلاق أول برنامج دراسات عليا مشترك في المملكة العربية السعودية لدراسات المتاحف؛ حيث يقدم البرنامج مزيجًا فريدًا من المعرفة النظرية والتدريب العملي، مُصممًا لمساعدة الخريجين على بناء قطاع متاحف ديناميكي في المملكة العربية السعودية وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
اقرأ أيضًا: الرياض تحتضن أول نسخة من المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف
وقال البروفيسور آدم حبيب، نائب رئيس كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن: "إنها شراكة قيد التطوّر. إنها محاولة رائدة قيد الاختبار، مصمّمة لتجاوز الحدود الوطنية، وتعزيز القدرات البشرية، والكفاءات المؤسسية في سياقات مختلفة. تقلّل الخطوط الفاصلة بين الجامعات، والحكومات، وأصحاب المصلحة الآخرين. وبينما تخاطب الاحتياجات المحلية كما رأينا في هذه الحالة مع المملكة العربية السعودية، فإنها تتطرق أيضًا للتحديات العالمية وظهورها محليًّا. من نواحٍ عدة تعتبر بمثابة تجربة في إعادة تصوّر الجامعات والمتاحف للقرن الـ 21".
منصة تعليم وتطوير
وكشفت هيئة المتاحف النقاب عن مبادرة جديدة تُعرف باسم أكاديمية التدريب في المتاحف (MTA)، وهي أول منصة تعليم وتطوير مهنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمتاحف في العالم.
تهدف الأكاديمية إلى تغيير كيفية تفاعل الأفراد مع المتاحف، وجعل التعليم في مجال المتاحف متاحًا للجميع. تم تصميمها لخدمة أربع فئات مستهدفة هي:
• الأطفال والمراهقون (MTA Junior): منطقة تعليمية ممتعة وجذابة لتثير فضول العقول الشابة.
• الطلاب والخريجون الجدد: لاكتساب المعرفة الأساسية والمهارات العملية اللازمة للعمل في قطاع المتاحف.
• الجمهور العام: دورات تهدف إلى تعزيز فهم المتاحف ودورها المهم في المجتمع.
• العاملون في مجال المتاحف: دورات متخصصة لتعزيز التطور المهني في مجال المتاحف.
خطوات كبيرة
وقالت منال عطايا، مستشارة حاكم الشارقة من هيئة الشارقة للمتاحف: "خلال القرن العشرين، أصبحت المتاحف أكثر سهولة في الوصول إليها، وأكثر تفاعلاً، وأفضل في سرد القصص، وتحولت إلى ما يُعرف بالمنتديات. أعتقد أن الخطوة الكبيرة التالية في هذا القرن هي أن تصبح المتاحف مؤسسات أكثر اندماجًا في المجتمع".
وفي إطار موضوع الابتكار في المؤتمر، أتيحت الفرصة للحضور بالمشاركة في رحلة الواقع الافتراضي إلى تاريخ متحف قصر المصمك، الواقعة في قلب الرياض، ما وفر تجربة تفاعلية عن تاريخ المملكة.
كما أعلن المؤتمر أيضًا عن فوز فريق "إدراك" في مسابقة ميوزيماثون (MUSEUM-A-THON)، وهي مسابقة تهدف إلى إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة القضايا الرئيسة في قطاع المتاحف. وقد قدم فريق “إدراك”، المكون من خمسة أعضاء، مفهومًا مبتكرًا يركز على خلق تجارب عاطفية وحسية للزوار لتشجيعهم على زيارة المتاحف بشكل متكرر. وسيحصل الفريق على جائزة وهي رحلة تعليمية لمدة أسبوع إلى لندن، المملكة المتحدة، تتضمن جولات في المتاحف ومحاضرات متخصصة تحت إشراف خبراء من متحف فيكتوريا وألبرت ومتحف العلوم.
جلسات نقاشية
وعلى مدار ثلاثة أيام، استقبل المؤتمر الحضور من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في جلسات النقاش، وعروض الأبحاث، وورش العمل المختلفة التي استكشفت منهجيات مبتكرة تركز على المستخدم وتمتد إلى ما بعد جدران المتحف؛ فقد ركزت المناقشات على استخدام التكنولوجيا لخلق تجارب شاملة وغامرة، وتعزيز ممارسات الاستدامة، وفحص الدور الحيوي للأرشيفات التراثية، والمتاحف المتنقلة، وألعاب العالم الافتراضي (ميتافيرس) كوسائل لتعزيز الحفاظ على الثقافة، وتسريع الوصول للمستخدم، وتعزيز الإبداع في مجال إدارة المتاحف.
وأثبت المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف نجاحه في كونه منصةً رائدةً لتبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية بقطاع المتاحف. كما أسهم في إطلاق مبادراتٍ مبتكرةٍ من شأنها أن تُحدث نقلةً نوعيةً في مجال التعليم والابتكار في المتاحف في المملكة العربية السعودية، وتُسهم في بناء مستقبلٍ واعدٍ لهذا القطاع الحيوي.
3 أيام من الإلهام والابتكار ?✨
في #المؤتمر_الدولي_للتعليم_والابتكار_في_المتاحف #هيئة_المتاحف pic.twitter.com/3PDgEf6UPT— هيئة المتاحف (@MOCMuseums) June 4, 2024