ينطلق بعد أيام.. متحف "تيم لاب بلا حدود جدة" يكشف النقاب عن مفاجآته
أيام قليلة وتزداد منطقة جدة التاريخية تألقاً بافتتاح متحف "تيم لاب بلا حدود جدة"، وبالتحديد في 10 يونيو الجاري، ليكلل المبادرة التعاونية بين وزارة الثقافة السعودية و"تيم لاب"، التي يبدو أنها ستكون أكثر إبهاراً مما قدمته حول العالم، بعد أن استعد فريق عملها للحدث بمجموعة متميزة من الأعمال الفنية الكبيرة، مثل "عالم بلا حدود" و"غابة الألعاب الرياضية" و"مدينة ألعاب المستقبل" و"غابة المصابيح"، وغيرها من الأعمال الرائدة، حيث الفضاءات الرائعة، والإثارة الغامرة بين عالمٍ من الأعمال الفنية الذي لا تحده حدود.
ليؤكد المتحف العالمي ما أُريد له عندما أنشأته المجموعة الفنية العالمية "تيم لاب"، ليشكل متحفاً فنياً مختلفاً، لا يمكن تصوره أو رسم خريطة له، حيث تتجول الأعمال الفنية خلال غرفة بحرية مذهلة، لتتواصل مع الأعمال الأخرى فتؤثر فيها وتتأثر بها، من خلال هذا الحوار الشائق المتناغم بين مكوناتها، بينما تختلط مع بعضها أحياناً، لتشكل عالماً واحداً بلا حدود، ينغمس فيه عشاق الفن بينما يستكشفون هذا العالم الفريد ولغته الخاصة جداً.
عالم بلا حدود من الفن
كشف متحف تيم لاب بلا حدود جدة وقبل أيامٍ قليلة من انطلاقه عن مفاجآت ضخمة، إذ سيضم العديد من الفضاءات الفنية الرائعة، ومنها "عالم بلا حدود"، و"غابة الألعاب الرياضية"، و"مدينة ألعاب المستقبل"، و"غابة المصابيح"، بالإضافة إلى "إن تي هاوس"، حيث سيعرض المتحف قرابة 80 عملاً مستقلاً ومترابطاً دون حدود، على مساحةٍ تبلغ نحو 10 آلاف متر مربع، ليكون بذلك أول متحف لتيم لاب بلا حدود في منطقة الشرق الأوسط، وفي بقعة من أروع مناطق المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر لجدة، حيث يتباهى بموقعه المميز على ضفاف بحيرة الأربعين، مطلاً بذلك وبشكل دائم على المناظر البانورامية الأكثر سحراً لمنطقة جدة التاريخية، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
ويأتي مشروع "تيم لاب" -تلك المجموعة الفنية العالمية التي تأسست عام 2001- ضمن مبادرة تطوير البنية التحتية الثقافية، التي تهدف إلى زيادة المعروض الثقافي في المملكة، وهي إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة، الذي يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة المناسبة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية، وغيرها من الأنماط الأخرى الملائمة، والتي تسهم في تعزيز جودة الحياة وتوليد الوظائف وتنويع النشاط الاقتصادي وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية، وكذلك تنمية مساهمة المملكة في الفنون والثقافة كأحد أهداف رؤية السعودية 2030.
ولعل متحف "تيم لاب بلا حدود" يجسد هذا التعاون الذي يتم بهدف التعمق في نقاط الالتقاء بين الفن والعلوم والتكنولوجيا والعالم الطبيعي. فعبر الأعمال الفنية تهدف مجموعة من الخبراء ذوي الاختصاصات المختلفة، بمن فيهم من فنانين ومبرمجين ومهندسين واختصاصيي رسوم متحركة وعلماء رياضيات ومهندسين معماريين، إلى استكشاف العلاقة بين الذات والعالم وكذلك اكتشاف أشكال جديدة من الإدراك.
اقرأ أيضًا: رحلة عبر الزمن.. استكشاف كنوز الحضارة في أبرز متاحف السعودية
فضاءات تيم لاب المبدعة
جاء متحف "تيم لاب بلا حدود" جدة، ليقدم إبهاراً من حيث الكم والكيف والمضمون، مع العديد من الفضاءات الفنية المذهلة، التي تعيد صقل العقول والقلوب من خلال رؤيتها للإنسان والعالم المحيط، ولعل من أبرز ما يقدمه المتحف في طلته الأحدث بجدة تلك الفضاءات المبدعة مثل:
- غابة الألعاب الرياضية:
تمثل فضاءً إبداعياً مميزاً، يتم من خلاله اكتساب القدرة على الإدراك المكاني، عبر تعزيز نمو منطقة الحصين في الدماغ، حيث تستند إلى مبدأ فهم العالم عن طريق الجسد، والتفكير فيه على نحوٍ ثلاثي الأبعاد، وينطوي هذا الفضاء الثلاثي الأبعاد المعقد على تحدياتٍ بدنية، تدعوك إلى الانغماس في عالمٍ تفاعلي، فهنا يدرك الإنسان العالم بجسده ويفكر به، وعندما تستكشف عالماً معقداً بهذا الشكل بجسدك الخاص، فإنك ستدرك العالم بشكل ثلاثي الأبعاد مثلما ستدركه بشكل فعلي، ومن ثم تصبح أفكارك ثلاثية الأبعاد، وحسب كلمات "توشيوكي إينوكو" مؤسس "تيم لاب"، فإن الوعي المكاني يرتبط بالابتكار والإبداع، ولكن في مجتمعاتنا ومدارسنا الحديثة يكون الجسم ساكناً، والمدن محاطة بشكل كبير بالمعلومات ثنائية الأبعاد مثل الكتب وأجهزة التلفاز وشاشات الهواتف الذكية، ولهذا قامت تيم لاب بإنشاء مساحة ثلاثية الأبعاد تتطلب الجسم البشري بشكل مفرط، فهي مساحة يمكن للناس فيها إدراك الفن بأجسادهم.
ولعل من أبرز الأعمال هنا: بلا عنوان، وكرات ارتدادية سريعة الدوران في منزل اليرقات، وعالم القفز المتعدد، وأرضية حبيبية في تضاريس رخوة سنة بأكملها تلو الأخرى، والتسلق في الهواء وسط أسراب من الطيور الملونة.
- مدينة ألعاب المستقبل:
تُعتبر مشروعاً تعليمياً تجريبياً يعتمد على مفهوم الإبداع التعاوني أو الإبداع المشترك، وهي مدينة مُسلية تتيح للناس الاستمتاع ببناء العالم بحرية مع الآخرين، حيث يتم إنشاء العمل الفني عندما يقوم الناس بإبداع شيء مع الآخرين، ومع استمرار الناس في هذا الإبداع معاً، يتغير عالم الأعمال الفنية بلا حدود، فالبشر بطبيعتهم متعاونون ومبدعون، ومع ذلك، فإن التعليم الحالي لا يسمح للطالب إلا بإجابة واحدة فقط يعتبرها هي وحدها الصحيحة من بين جميع الإجابات الأخرى، بينما في العالم الواقعي نجد أنه لا توجد مشكلات لها حل واحد فقط، ومن خلال إيجاد حلول جديدة تحل المشكلات بطرق مختلفة، وتمنح الأشخاص المتعة في هذه العملية، وتنشأ إجابات صحيحة وجديدة، فالإبداع هو الذي يسمح لنا بالتغلب على المشكلات التي لا يمكن تعريفها بأنها صحيحة أو غير صحيحة، ومن خلال التفاعل وتبادل الخبرات يتعلم البشر، ومن خلال تجربة الإبداع المشترك هذه، سيتمكن الأشخاص من استكشاف المزيد من الإبداع في حياتهم اليومية، ومن ثم فإن هذا الفضاء الفني يقدم بعض دروسه الأكثر تعمقاً.
وهنا تبرز أعمال مثل: بلدة من قطع خشبية تشكل اتصالاً بينها، وسكيتش أوشين، ونافذة على كون يعيش فيه الأقزام، وجدار موسيقي يعيش فيه الأقزام، طاولة يعيش فيها أقزام،.. بينما يعد متحف تيم لاب بلا حدود جدة بما هو أكثر.