كريستوف فارنو سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية: إمكانات السعودية تتجاوز توقعات العالم ولقائي بالعلا تجربة لا تُنسى
يشغل كريستوف فارنو منصب سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية، وهو سفير غير مقيم لمملكة البحرين وسلطنة عمان. درس العلوم السياسية والتاريخ والاقتصاد والقانون، كما تعمق في دراسة الثقافة الإسلامية والعربية وأحبها جدًّا. اختار العمل الدبلوماسي، واحتل مواقع مرموقة في حكومة بلاده فرنسا، حيث شغل منصب سفير فرنسا في اليونان وجنوب إفريقيا وليسوتو، وكان مستشارًا أول في العديد من البعثات الدبلوماسية الفرنسية في دول إفريقيا والشرق الأوسط.
يقارن فارنو بين زياراته إلى السعودية خلال عمله الدبلوماسي في السنوات الماضية، وبين ما يشهده اليوم من تحولات هائلة وعميقة، ويلفت بشكل خاص إلى زيارته إلى العلا ويصفها بـ"تجربة العمر"، موضحًا أنه لا يوجد كثير من الأماكن في العالم حيث تحدث كثير من الأشياء بطريقة جيدة، وأكثر ما يلفت انتباهه هو "التزام وتفاني الناس بتحقيق رؤية 2030" معتبرًا أنه "أمر يستحق الإعجاب حقا".
منصة الرجل زارت سفير الاتحاد الأوروبي في مكان إقامته بالرياض، وحاورته في جوانب مختلفة من تجربته ورؤيته للعمل الدبلوماسي ومقومات نجاحه، كما توقفت عند انطباعاته الشخصية خلال الأشهر القليلة عما شاهده وعايشه من تحولات في المملكة، فإلى الحوار:
كيف تصف لنا عملك وأنت سفير للاتحاد الأوروبي في المملكة العربية السعودية؟
أنا سفير أو أستطيع أن أقول إني دبلوماسي ما يعني أنني أمثل حاليًّا الاتحاد الأوروبي. لقد تمرست في عملي مذ كنت دبلوماسيًا فرنسيًا لدولتي فرنسا. ولكن الآن هناك بعض التحول في الأمر، لأني أقوم بتمثيل 27 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي، طبعًا هناك سفراء للدول الأعضاء، أما أنا فأمثل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مثل اللجنة، والمجلس، والبرلمان الأوروبي، وكل هذه المهام تقع ضمن مهام سفير الاتحاد الأوروبي. وفي المحصلة هو عمل دبلوماسي يتطلب من الدبلوماسيين والعاملين فيه فهم البلد الذي يمثلونه، لأنه إذا فهمت بلدك، فأنت مؤهل بشكل أفضل للتبادل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وربما تفهم بشكل أفضل موقف المتحدثين معك ثم تكون قادرًا على شرحه لبلدك وتُكّون نوعًا من الصورة الواضحة بين الجانبين وتيسر الفهم والاتفاق والتعاون.
السفر ألهمني
لنرجع بالزمن قليلًا ونتعرف كيف بدأت وأصبحت دبلوماسيًّا؟
فكرت في الموضوع لأول مرة في مراهقتي وبالطبع لم أكن على دراية كاملة بكل ما يعينه العمل الدبلوماسي. هذه هي الحياة، نقوم أحيانًا بالعديد من القرارات دون معرفة كافية. ولكن في النهاية كنت محظوظًا بعملي في هذه المهنة. أما السبب الذي ألهمني العمل بها فهو السفر، وشغفي بالتعرف على ثقافات جديدة وشعوب جديدة، وكذلك من منظور آخر المكانة التي تحصل عليها لها دور كذلك، ولكن بالرغم من أهميتها فإنها ليست أهم سبب.
إنما يكمن السبب الرئيس بالنسبة لي في الرغبة في التواصل وفهم الثقافات، على سبيل المثال معرفة الثقافة العربية أو اليابانية أو الإفريقية، وكذلك الناس. وتعلم اللغات يعد مهمًا أيضًا لأنه عندما تتعلم لغة جديدة تستطيع أن تفهم طريقة تفكير الشعب الذي يتكلمها. وذلك يذكرني بما قاله مانديلا سابقًا (أنت لا تتحدث فقط إلى عقول الناس ولكن إلى قلوبهم أيضًا).
ما روتينك اليومي؟
بالنسبة للروتين في الحياة اليومية، فلا يوجد روتين، لأني أشارك في اجتماعات مع الفريق، اجتماعات خارجية، حضور الأحداث الكبيرة والصغيرة والتجول لفهم ما يحدث من حولي، كما أني أحرص على التأكد من أن السياسات التي نضعها تسير بطريقة إيجابية.
تكوين الخبرات
هل يمكنك أن تشارك معنا شيئًا من تجربتك الشخصية بوصفك دبلوماسيًا؟
سؤال صعب، ولكن أستطيع أن أقول إن الخبرة هي الكلمة الرئيسة لأنك بالطبع عندما تبدأ مسيرتك المهنية، قد تدرس التاريخ أو القانون أو الاقتصاد أو ما شئت، ولكن هذا ليس النقطة الرئيسة. إنها أدوات معرفة ضرورية، لكن بعد ذلك يجب أن تكون قادرًا على أن تمتلك ناصية الحوار الثقافي الذي يتحدث الناس عنه، وهذا بالنسبة لنا بوصفنا دبلوماسيين شيء يومي. يجب أن تمتلك قدرة على فهم الآخر كما يجب أن تكون قادرًا على التفاوض وتعزيز آرائك مع احترام الآخرين، وأن تكون مفهومًا. لذا فالخبرة بوصفك دبلوماسيًا هي بالضبط أن تراهن على كل ذلك معا وبشكل مستمر. وبالمقارنة مع بعض المهن الأخرى، أعتقد أن الفرق ربما يكون في أنك دائمًا دبلوماسي منذ أن تستيقظ حتى تعود للنوم بطريقة أو بأخرى لأنه في كثير من الأحيان لا يوجد حد واضح بين العمل وبقية الأمور، لذا يستمر الأمر سنوات وأعتقد أنه أيضًا واحد من جماليات الوظيفة، لكن لديك أيضًا لحظاتك الخاصة ووقتك للراحة والاستمتاع بما تحبه في الحياة.
اقرأ أيضًا: الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو: الدرعية وعد المستقبل.. وشغفي الأعظم هو الناس والضيافة
تحولات عميقة وسريعة
وصلت في سبتمبر من العام الفائت إلى المملكة العربية السعودية، هل يمكنك أن تشاركنا تجربة إقامتك بالمملكة؟
إنها شائقة للغاية، وأنا أردت أن أكون هنا لأن الكثير يحدث في هذا البلد، هذه التحولات الهائلة التي تمت لتحقيق رؤية 2030، الكثير من الأشياء في جميع المجالات. إن هوية هذا البلد تتطور، ولديها إمكانات هائلة في المجال الاقتصادي، ومن المهم للغاية رؤية هذا الحدث. جئت إلى هنا لأول مرة قبل 30 عامًا ولم أكن دبلوماسيًا، كنت لا أزال في بداية حياتي المهنية، وكنت أرى ما كانت عليه المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت. منذ ذلك الحين زرتها في زيارات رسمية وبعثات بوصفي دبلوماسيًا عدة مرات على مدى السنوات، ولهذا يمكنني أن أرى عمق التغييرات، وسرعتها أيضًا. وبالنسبة لي هذه التجربة رائعة حقًا لأنني أعتقد أنه لا يوجد كثير من الأماكن في العالم حيث يحدث كثير من الأشياء بطريقة جيدة، والأهم هو التزام وتفاني الناس، إنه أمر يستحق الإعجاب حقا.
أحب الصحراء والعلا
ما أكثر القضايا التي لفتت انتباهك وتتعلق بالثقافة أو بالأشياء التي تراها عمومًا؟
أكثر ما يلفتني هو الناس لأن هذا البلد مدهش. لقد زرت العلا ثلاث مرات حتى الآن، وأنا أحب الصحراء ولقد زرتها مع عائلتي. لذا أستطيع أن أقول إن البلد جميل ولديه مزيد من الإمكانات أكثر مما يعتقده كثيرون في العالم عنها. ويمكنك أن تشعر به يوميًا وتتبادل الآراء مع الشباب والشابات والدبلوماسيين المخضرمين ورجال الأعمال، هي تجربة رائعة وأرى أننا بالطبع يجب أن نفعل الكثير من الأشياء معًا ، كما أعتقد أننا ما زلنا الشريك الاستراتيجي للمملكة. وعند مقارنة المملكة سابقًا باليوم يمكنك أن ترى التغيير وترى كل هؤلاء الناس يؤمنون بالمستقبل ويعملون بشغف شديد لأسباب كثيرة ومنها بشكل أساسي الجزء الاقتصادي. أعتقد أنه جزء مهم، ولكن ما يحدث في المجتمع ربما يكون لافتا بشكل أكبر بما في ذلك حقوق المرأة على سبيل المثال، ويعد الشيء الأكثر وضوحًا، ولكن ليس فقط ذلك، بل عبارة عن كل ما يتعلق بالوصول لبناء هذا الشعور الوطني للمواطنين حول ما يحدث للمملكة. وبالمناسبة العلا أيضًا لها الدور نفسه، فهي ليست مجرد تجربة سياحية للسياح، إنها الاعتراف بالتراث الرائع الذي يمتلكه هذا البلد وهذا يجعل الوجود هنا أكثر من مجرد تجربة. إنه حقًا تجربة العمر.
لقد تحدثت عن بعض المدن في المملكة، ما هي أجمل مدينة زرتها بالمملكة؟
لقد ذكرت العلا ومن الواضح أن أي شخص قد زارها سوف يستوعب ما نتحدث عنه. ولقد سمعت الكثير قبل أن أذهب ولم يخب ظني، ليس فقط بسبب الأماكن الشهيرة والمواقع، بل أيضًا كل ما يدور حولها الآن، ويشمل ذلك مسرح المرايا وهو شيء مذهل بالفعل، وهو من أكثر 3 أماكن مفضلة لي بالعلا. لكن أيضا قبل بضعة أيام فقط، ذهبت إلى المنطقة الشرقية، على سبيل المثال، وزرت "إثراء" وكانت تجربة أكثر من رائعة، أنا ما زلت في بداية الأمر، لكن هذه هي الأشياء التي تخطر في ذهني الآن.
توازن العمل والأسرة
كيف توازن بين عملك سفيرًا وحياتك اليومية؟
إن الاثنين مرتبطان، وطبعًا يجب أن تكون نفسك لأنه أمر مهم. ويجب أن تكون ملتزمًا طول الوقت. لذلك فالموازنة بين الاثنين أمر مهم جدًّا، عليك أن تعتاده وتحبه وإلا لما اخترت أن تصبح دبلوماسيًّا. كما أن الظروف قد تؤثر احياناً على تصرفاتك ولكن هذا يجب أن يكون في نطاق ضيق جدًّا لأنه بوصفنا دبلوماسيين يجب أن ننتبه لتصرفاتنا. فمهما كانت مشاعرنا يجب أن نبقى هادئين، وفقا للمقولة (ابقَ هادئًا وأكمل).
لقد ذكرت أن عائلتك لا تسكن معك هنا! فكيف هي تجربتك بالعيش وحيدًا هنا؟
نعم مع الأسف زوجتي تعمل أيضًا دبلوماسية في البرتغال، وأبنائي منهم من يعمل ومن يدرس في فرنسا الآن. بصراحة إنه ممتع نوعًا ما ودائمًا نلتقي في الإجازات والمناسبات.
التجوال و الغولف
هل تجد وقتًا لرياضة الغولف التي تحبها؟ هل هناك هوايات جديدة أضفتها بعد الانتقال إلى السعودية؟
في الواقع ما زلت أكتشف، لذا الشيء الإضافي الذي أفعله هو بالضبط التجول فقط، كي أتعود الأماكن والناس، وأرى ما هي السعودية وتحديدًا الرياض وهذا يعد جزءًا من العمل أيضًا. أما بالنسبة للهوايات فهناك الكثير من الأشياء التي أفكر فيها وسأفعلها، وقد بدأ الأصدقاء بالفعل بإخباري عن أكثر من شيء ولكن نعم بالتأكيد سأفعل كل ما أستطيع.
ما أصعب جزء في عملك؟
سؤال آخر صعب، قد يكون أنه ينبغي أن أكون دائمًا حاضرًا، لأن الإدارة العليا قد تحتاج إليك. فعلى سبيل المثال، يوم الجمعة يكون يوم عطلة هنا ولكنه ليس يوم عطلة في أوروبا وربما قد تحدث زيارات رسمية وقد تحدث تطورات غير متوقعة، عند ذلك سيكون عليك الحضور للرد والمساعدة وأن تكون في الموقف المناسب، لذلك التكيف أمر رئيس ولكن أيضًا شيء حساس للغاية.
السعودية إلى المقدمة
من وجهة نظرك، كيف ترى رؤية عام 2030 ودورها بتعزيز العلاقات مع الدول الأخرى؟
أعتقد أنها تعد تطورًا رئيسًا ليس فقط للمملكة بل للمنطقة، لأن ما يحدث هنا لديه تأثيرات حول المنطقة، ونحن لدينا تأثير على الشراكة مع الدول الأخرى. لذلك عندما نتحدث عن تعزيز العلاقات. نعم أعتقد أنه سيحدث، وفي هذا المعنى فإنها أيضًا تتوافق لما يعنيه مصطلح العولمة، حيث أرى أنه لا يمكن لأي بلد في الوقت الحاضر تحقيق أي تقدم أو حل مشكلاته بمفرده. ولا يغير في شيء أن تكون دولة صغيرة أو كبيرة. وهذا واحد من الدروس التي يمكن أن نستخلصها من فيروس كوفيد أو أشياء أخرى. ومن ثم، تحتاج إلى شراكات ويجب أن تكون في حالة تسمح لك بتلك الشراكات بطريقة إيجابية لشعبك، لبلدك، وهذا ما تقوم به رؤية 2030. إنها تأخذ المملكة العربية السعودية إلى المقدمة في الأحداث الحالية على الصعيدين العالمي والإقليمي، لكنها أيضًا تسمح لها وستسمح لها أكثر في السنوات القادمة بأن تكون مشاركة تمامًا في أفضل تطورات القرن الحادي والعشرين. أعتقد أنه لا تزال هناك علامات استفهام لأنها تحدث، ولكنها تحدث، وهذا أمر مذهل تمامًا.
كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط بشكل عام؟
بوصفنا أوروبيين نعد هذه المنطقة التي نملك علاقات معها منذ قرون أو حتى آلاف السنين، منطقة استراتيجية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولذلك فإنه من المهم بالنسبة لنا ليس فقط أن نكون هنا، ولكن أيضًا أن نكون قادرين على فعل المزيد من الأشياء معًا وأن نكون مفهومين وأن نكون مرئيين. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي شريك رئيس في الوقت نفسه للمملكة. على سبيل المثال، نحن الشريك التجاري الثاني جماعيًّا ووفقًا للأرقام الأخيرة التي تم نشرها، حتى أننا المستثمر الأجنبي المباشر الأول للأوروبيين. وهذا أمر كبير ولكن الناس لا يعرفون ذلك دائمًا.
الانفتاح على الحوار
ما هي العوامل، من وجهة نظرك، التي تجعل الدبلوماسي عظيمًا؟
من سؤال صعب إلى سؤال أصعب. أعتقد أنه خطوة بخطوة بدأت أتعلم ما يحتاج إليه الأمر. أعتقد أولًا أنك بحاجة إلى أن تكون قادرًا على فهم الناس. لذلك هناك نوع من مزيج مهارات الاتصال والفضول أو الانفتاح على الحوار بين الثقافات، ويجب أن تقبل أن تفاجأ، أن تكون مخطئًا في بعض الأحيان، ولكن تظل متمسكًا بموقفك وتتأكد من أنك في النهاية تستطيع القيام بالأشياء بشكل صحيح، والتحكم في عواطفك في أي وقت. ويجب أن تحب التعلم لأنك تتعلم طوال الوقت لأنه بخلاف ذلك سترتكب الأخطاء ويجب أن تكون مديرًا جيدا للأمور، ومهارات الإدارة هي عنصر رئيس أيضًا. إنه مزيج مهم من كل هذه العناصر وأيضًا من أهم العناصر بناء الثقة. بطريقة أخرى الدبلوماسي هو شخص يأتي ليتحدث إلى الناس الذين قد لا يفهمون ما يحدث أو يرتكبون أخطاء. أحيانًا يقول الناس إن الدبلوماسيين هم آخر من يتحدث قبل الحرب وفي الأوضاع الصعبة وهذا صحيح. لكن الحمد لله على النطاق اليومي ليس هذا هو الوضع، فنحن نبني جسورًا طوال الوقت، جسورًا رمزية، جسورًا سياسية بينما نساعد الشركات أحيانًا على تحقيق أهداف اقتصادية أيضًا. ولكن هذا النوع من بناء الثقة مهم جدًّا، وكذلك تبني صورتك. ويجب أن يفهم الناس حتى عندما لا يتفقون معك أنه يمكنهم أن يثقوا بك فيما تقوله وأنك كنت صادقًا في محاولة التقاط ما يريدون قوله، ويذهب هذا لكل من المسألة والطريقة. لهذا السبب اللغة مهمة أيضًا وكذلك الرسالة في الموقف. وأستطيع القول إن العمل دقيق جدًّا لأن لديك أهدافًا في ذهنك ولن تقولها على الفور وهذا طبيعي، لذلك يجب أن تتوقع، ويجب أن تلتقط نصف المعنى الذي لم يُقل، ويجب أن تُفهم وأن تبني شيئًا بعد ذلك، وتقدم مقترحات. فهو أيضًا عبارة عن مزيج فكري بين كونك عمليًا ومفاهيميًّا وفكريًّا أيضًا.
اقرأ أيضًا: رجل الأعمال السعودي سعد البلحي: عشقي للتراث قادني لبناء "قرية شعبية" اعتمدت على نفسي ونجحت بالصبر
كن نفسك
هل توجد أي نصيحة توجهها للشباب المهتمين بالعمل في هذا المجال في المستقبل؟
أولًا النصيحة العامة هي كن نفسك وحاول بقصارى جهدك أن تكون كذلك. ينطبق ذلك على أي وظيفة، ولكنه ينطبق أيضًا على كونك دبلوماسيًا لأنك قد تكون مغرورًا بنوع من الهيبة التي تحصل عليها والتي في بعض الأحيان ليست النقطة الأساسية. ولذلك فكر حقًّا فيما إذا كان هذا يناسبك أم لا! وهذا ما أعنيه بكن نفسك. ربما لن تكون مهتمًا لأنك في النهاية تدرك أن هناك الكثير من القيود ثم حاول قصارى جهدك لأن الأمر صعب. في النهاية، يجب أن يبدو الأمر سهلًا لأن هذا جزء من العمل، كما قال المؤلفون الذين كتبوا عن هذا منذ قرون يجب أن يكون السفير الجيد دائمًا لطيفًا قدر الإمكان، أن تكون سفيرًا يتطلب أشياء مختلفة بطريقة ما، ولكنه معقد جدًّا أيضًا. ولذلك فهو شيء يحتاج إلى الكثير من العمل بطرق عديدة كما وصفتها سابقًا.
دور عالمي
ماذا ترى فيما يخص مستقبل المملكة العربية السعودية؟
أعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد وما يحدث الآن سيجلب فرصًا أكبر وسيمنح المملكة العربية السعودية دورًا أكبر في العالم، وليس فقط في المنطقة ففي السنوات القادمة ستشهد الكثير من التغييرات. وآمل أن السياق الإقليمي لن يجعلها أكثر صعوبة، لأن ذلك يأتي أيضًا إلى الواجهة في بعض الأحيان ونحن جميعًا نفكر فيما يحدث الآن، خاصة في غزة. ولكنني أعتقد أن الطريق الذي تحذوه المملكة هو الطريق الصحيح. وآمل أن تكون الخطوات التالية ناجحة فأنا متفائل جدًا، وأتمنى لهذا البلد وهذه المدينة كل التوفيق للأحداث القادمة مثل إكسبو 2030 والعديد من الأحداث الرياضية.
سأرى ما سيأتي
ما هي الرؤية الخاصة لمستقبلك؟ أين ترى نفسك لاحقًا؟
لقد تعلمت على مر السنين ألا أحاول تحديد ما أريد القيام به مبكرًا جدًا، لأن ما حدث في كل مرة لم يكن ما فكرت فيه بطريقة ما. لذلك أقول ذلك بطريقة متواضعة ولكن أيضًا واقعية جدًّا، سأرى ما سيأتي. على الأرجح بالنظر إلى ما قمت به من قبل، أريد أن أظل في ذلك المجال ولكن قد يعني ذلك العودة إلى أوروبا لأنني يمكن أن أعمل من المقر الرئيس أو الانتقال إلى سفارة أخرى، والدبلوماسي يروج لمصالح بلده ما يعني أيضًا أن المواطنين يجب أن يشعروا بتحسن أحيانًا بشكل مباشر من خلال العمل القنصلي، وأحيانًا بشكل غير مباشر من خلال تعزيز الاتفاقيات وما إلى ذلك. لذلك أعتقد أن هذا المزيج من الخدمة العامة والمصلحة الشخصية سيكون في صميم اختياري القادم.
بطاقة التعريف:
الاسم : كريستوف فارنو
مكان وتاريخ الميلاد: مدينة كاستر - فرنسا - ٨/٤/ ١٩٦٥
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ٣ أطفال
الهوايات: الجولف، القراءة، المشي، الإبحار
الدراسة والتخصص: العلوم السياسية والتاريخ، كما درس الاقتصاد والقانون، وتعمق في دراسة الثقافة الإسلامية والعربية
الاسم الوظيفي: سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عُمان
السيرة المهنية:
من 2023/09/01 سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية؛ سفير غير مقيم إلى مملكة البحرين وسلطنة عُمان
2023-2022: المبعوث الخاص للوزير (وزارة أوروبا والشؤون الخارجية بفرنسا)
2021-2019: المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (وزارة أوروبا والشؤون الخارجية بفرنسا).
2019-2016: سفير فرنسا لدى جنوب إفريقيا وليسوتو
2016-2012: نائب رئيس العلاقات الدولية (الشؤون الحكومية والعامة) ثم نائب رئيس منطقة إفريقيا بمجموعة تاليس
2011-2007: سفير فرنسا لدى اليونان
2007-2005: مستشار دبلوماسي لرئيس الوزراء الفرنسي
2005-2004: مستشار دبلوماسي لوزير الداخلية الفرنسي
2004-2002: مستشار بوزارة الخارجية الفرنسية
2002-1999: مستشار أول، نائب رئيس البعثة، سفارة فرنسا لدى الأردن
1999-1997: مستشار ومتحدث رسمي للمبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط
1996-1994: سكرتير أول، سفارة فرنسا لدى مصر