سنن ذبح الأضحية: دليلك لنحر أضحية العيد بالطريقة الصحيحة وحصد ثوابها كاملًا
في عيد الأضحى، تتجلى معاني التضحية بأجمل صورها، حيث يحيي المسلمون هذه الشعيرة العظيمة، تذكارًا لسيدنا إبراهيم وقصته الخالدة مع ابنه إسماعيل.
ولكن ما هي سنن ذبح الأضحية؟
بعث الله ورسوله للمسلمين العديد من الرسائل المتعلقة بضوابط ذبح الأضحية، كما أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بيّن الأمر بطريقة عملية، عندما ضحى بنفسه، لذا أوجب علينا اتباع سنن ذبح الأضحية، وفي التالي نوضحها ونبين أحكام الأضحية في الإسلام.
على الدوام، يؤجر المسلم على نيته، لذا وجب اتباع سنن ذبح الأضحية وحضور نية التضحية لله، حتى يتحصل على الثواب، ويقول الله تعالى في سورة الكوثر:"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ".
متى يتم ذبح الأضحية بعد صلاة العيد؟
يجوز ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، وذلك حتى غروب شمس ثالث أيام التشريق، اقتداءً بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها.
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بعد أن يصلي".
ويبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، أي بعد الانتهاء من خطبة العيد، ويمتد وقت الذبح حتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.
و"أيام التشريق" هي: يوم العيد، ويومان بعده.
اقرأ أيضًا| كيف طورت المملكة موسم الحج لتحقيق رفاهية ضيوف الرحمن؟
ما هي سنن ذبح الأضحية في الإسلام؟
تتجاوز الأضحية في عيد الأضحى مجرد التقليد الديني، لتصبح شعيرة إيمانية عميقة تجسد معاني التضحية والامتثال لله تعالى.
ولإتمام هذه الشعيرة على أكمل وجه، ينبغي على المسلم اتباع سنن ذبح الأضحية بالتفصيل، تلك السنن التي تضفي على هذه العبادة بُعدًا إيمانيًا عميقًا، وتُكسبها ثوابًا عظيمًا.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه ضحى بنفسه، ومصداقًا لذلك ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عندما قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا".
هذا وحدد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية سنن ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك، والتي يجب على المسلم مراعاتها عند ذبح أضحيته، ذلك اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونيلًا للأجر والثواب العظيمين، وتشمل هذه السنن ما يلي:
- الامتناع عن قص الشعر أو الأظافر: يمتنع المسلم عن قص شعره أو أظافره من لحظة دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، حتى ينتهي من ذبح أضحيته، وذلك اقتداءً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا..
- إظهار الأضحية: يُستحب للمسلم إظهار أضحيته قبل يوم النحر بيوم أو يومين، وذلك دلالة على فرحته بهذه الشعيرة العظيمة.
- الأكل من الأضحية بعد صلاة العيد: يُستحب للمسلم أن يأكل من لحم أضحيته بعد صلاة عيد الأضحى، وذلك تبركًا وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- سنن أخرى: "يُسمّي المسلم على الأضحية عند ذبحها، مستحبًا قول: "بسم الله والله أكبر". يُوجه المسلم وجه الأضحية نحو القبلة قبل ذبحها، ويذبح المسلم الأضحية بقطع الحلقوم والرغامى والمريء مع مراعاة عدم قطع النخاع الشوكي، ويتم الذبح بسرعة حتى لا تتألم الأضحية. الدعاء: يدعو المسلم بعد الذبح بما شاء من خير. ويرش الماء على الأضحية لتسهيل السلخ، ثم يقسّم المسلم لحم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للفقراء، وثلث للأقارب، وثلث للعائلة، ويذكر اسم الله عند توزيع اللحم, ولا يجوز بيع جلد الأضحية.
اقرأ أيضًا| كنوز المملكة تتكشف: فعاليات عيد الأضحى 2024 في السعودية فرصة للترفيه واكتشاف معالمها المُذهلة
أحكام الأضحية في الإسلام
تختلف المذاهب الفقهية في حكم الأضحية في عيد الأضحى المبارك، فبينما يرى الحنفية والليث بن سعد والأوزاعي وربيعة الرأي وشيخ الإسلام ابن تيمية وجوبها على المقيم الموسر، يذهب الجمهور من المالكية والحنابلة والشافعية إلى أنها سنة مؤكدة للقادر عليها.
استدل الحنفية وشيخ الإسلام ابن تيمية على وجوب الأضحية بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يضحي كل عام، فقالوا: إن فعله صلى الله عليه وسلم يدل على الوجوب، كما استدلوا أيضًا بأمر الله تعالى في سورة الكوثر بقوله: "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، فقالوا: إن الأمر يدل على الوجوب.
أما عن أدلة الجمهور، فذهب الجمهور إلى أن الأضحية سنة مؤكدة وليست واجبة بأحاديث تدل على عدم وجوبها، مثل حديث أم سلمة رضي الله عنها: "إذا دخلت العشر الأول وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئا" أخرجه مسلم.
كما يستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم "وأراد" يدل على السنية: فقالوا: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم "وأراد" يدل على السنية، لأن الإرادة تدل على الاختيار، والاختيار يدل على عدم الوجوب.
الراجح عند جمهور العلماء هو أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، وذلك للأدلة التي تدل على ذلك، ولأن عدم وجوبها يفتح باب التهاون في أدائها، وتعد من شعائر الإسلام العظيمة التي تقرب العبد إلى ربه.
اقرأ أيضًا| موعد إجازة عيد الأضحى 1445 في القطاعين الحكومي والخاص بالسعودية
مستحبات ذبح الأضحية
تعتبر الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة التي تقرب العبد إلى ربه، ولها شروط وآداب يجب مراعاتها حتى تصبح مقبولة عند الله تعالى، وإليك أبرزها:
- اختيار الأضحية: يجب أن تكون الأضحية سليمة وخالية من الأمراض والعيب، وأن تبلغ السن المحدد شرعًا، فمثلاً: الإبل ثنية فما فوق، والبقر والغنم جذعة فما فوق، ويُستحب أن تكون سمينة، دلالة على كرم صاحبها.
- النية: ينوي المسلم التضحية لله تعالى عند شراء الأضحية، ويُسمّي على الأضحية عند ذبحها "بسم الله والله أكبر"، ومن المستحب أن يقول: "اللهم منك وإليك تقبل مني، تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك ومحمد عبدك ورسولك صلى الله عليهما".
- استقبال القبلة والدعاء والتسمية: يُستحب للذابح أن يستقبل القبلة، ووجه الذبيحة أيضًا قبل الذبح، كما يُستحب أن يدعو المسلم بعد الذبح بما شاء من خير، وأن يذكر اسم الله عند توزيع اللحم.
- إمرار السكين: يجب أن يكون السكين حادًا حتى لا تتألم الأضحية، وعلى المسلم أن ينحر الأضحية بقطع الحلقوم والرغامى والمريء مع مراعاة عدم قطع النخاع الشوكي، وأن يتم الذبح بسرعة حتى لا تتألم الأضحية.
- تسهيل السلخ والتقسيم: يرش الماء على الأضحية لتسهيل السلخ، ويكون التقسيم كالآتي: "الثلث الأول: للفقراء والمساكين - الثلث الثاني: للأقارب والأصدقاء - الثلث الثالث: للعائلة".
- عدم التبخير: لا يجوز بيع جلد الأضحية أو التبخير به.
- الاغتسال: يستحب للمالك أن يغتسل بعد ذبح الأضحية ويرتدي أحسن الثياب يوم عيد الأضحى وأن يذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة ويشارك بنفسه في توزيع اللحم.
- نحر الإبل والبقر والغنم: يُستحب نحر الإبل، أي قطع اللبة أسفل العنق.، فيما يُستحب ذبح البقر والغنم، أي قطع الحلق أعلى العنق.
- وضع البعير والبقرة والشاة: يُستحب أن ينحر البعير قائما على 3 قوائم معقول الركبة، وإلا فباركا على جنبيه، فيما يُستحب أن تضجع البقرة والشاة على جنبها الأيسر، وتترك رجلها اليمنى وتشد قوائمها الثلاث عند الذبح.
- ترك الروح: من المستحب بعد قطع الحلقوم والمرىء أن يمسك الذابح الذبيحة ولا يبين رأسها في الحال، ولا يزيد في القطع، ولا يبادر إلى سلخ الجلد، ولا يكسر الفقار، ولا يقطع عضوا، ولا يحرك الذبيحة، ولا ينقلها إلى مكان، بل يترك جميع ذلك حتى تفارق الروح.