أمراض الجهاز التنفسي في الحج.. هكذا تحمي نفسك منها
يفِدُ إلى بيت الله الحرام المسلمون من شتّى بقاع الأرض، ومع الازدحام خلال أداء مناسك الحج، قد يتعرَّض بعضهم لأمراض الجهاز التنفسي، خاصةً مع عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منها، مثل الحصول على التطعيمات أو تجنّب ملامسة الفم أو الأنف مباشرةً. وتنتقل تلك الأمراض بالرذاذ أو الاتصال المباشر مع مُصابٍ بها. فما أهم أمراض الجهاز التنفسي في الحج، وكيف تحمي نفسك منها لأداء مناسك الحج بصحةٍ طيّبة؟
ما هي أمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الحج؟
تُعدّ أمراض الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض شيوعًا في الحج، وتُعدّ عدوى الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد، أكثر شيوعًا من عدوى الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي.
وهذه العدوى قد تحدث بسبب الفيروسات أو البكتيريا، التي قد تنتقل عبر الرذاذ مع السعال أو العطس، ومن أبرز أنواع العدوى التنفسية التي قد تنتقل:
عدوى فيروسية
تشمل أنواع العدوى الفيروسية التي قد تُسبِّب أمراض الجهاز التنفسي في الحج:
- فيروسات الأنفلونزا "أ": أحد الفيروسات التي تُسبِّب الأنفلونزا، والتي تُعدّ أخطر من نزلات البرد، وتظهر أعراضها فجأة، مثل السعال وسيلان الأنف واحتقان الحلق، وسُرعان ما تزول الأعراض تلقائيًا، لكن يجب استشارة الطبيب إن استمرّت الأعراض لأكثر من أسبوع.
- الفيروس الأنفي: أحد الفيروسات المُسبِّبة لنزلات البرد، وقد يُسبِّب للأطفال مشكلات رئوية، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات في بعض الأحيان.
- فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV): فيروس ظهر أول مرة عام 2012، وهو أحد أنواع الفيروسات التاجية أو فيروسات كورونا، وقد لا يُسبِّب أي أعراضٍ أو قد يُسبِّب الالتهاب الرئوي واضطرابات الجهاز الهضمي في بعض الأحيان.
- فيروسات كورونا: سواء التي كانت موجودة قبل كوفيد-19، أو كوفيد-19 الذي من أعراضه الحمى وآلام الجسم والسعال واضطراب حاسة الشم أو التذوق.
عدوى بكتيرية
أمّا العدوى البكتيرية التي قد تُصِيب الجهاز التنفسي، فتضمُّ:
- المستدمية النزلية: نوع من البكتيريا التي قد تُسبِّب التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، والذي ينتقل عبر السعال والعطس.
- الجرثومة العقدية الرئوية: بكتيريا مُعدية قد تُسبِّب أعراضًا خفيفة، مثل التهاب الجيوب الأنفية، أو أعراضًا أشد، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
طرق انتقال أمراض الجهاز التنفسي في الحج
يمكن أن تنتقل أمراض الجهاز التنفسي بطرقٍ مختلفة، مثل:
- الاتصال المباشر مع المُصابِين بالعدوى.
- استنشاق رذاذ من المريض أثناء العطس أو السعال.
- لمس الأسطح الملوثة ثُمّ لمس الفم أو الأنف أو العينين.
- الجِمال مصدر الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
اقرأ أيضًا:ما هي أعراض الربو وهل ضيق التنفس يستمر لوقت طويل؟
أعراض أمراض الجهاز التنفسي في الحج
تختلف أعراض الأمراض التنفسية في الحج، حسب أنواعها ومنطقة الجهاز التنفسي المُصابة بالعدوى:
الأعراض الشائعة لعدوى الجهاز التنفسي العلوي
قد تنشأ عدوى الجهاز التنفسي من فيروسات أو بكتيريا، قد تنتقل عندما يسعل أو يعطس شخصٌ مُصاب بالعدوى، وتشمل الأعراض- التي قد تختلف حسب المنطقة الأشد تأثّرًا في الجهاز التنفسي- ما يلي:
- سيلان الأنف.
- العطس.
- السعال.
- احتقان الحلق.
- آلام الجسم.
- الصداع.
- التوعك والشعور بالتعب.
أعراض نزلات البرد
عادةً تبدأ أعراض نزلات البرد بصورةٍ مُعتدلة، وقد تُعانِي في البداية احتقان الحلق، ثُمَّ تتطوّر الأعراض تدريجيًا، وتبلغ ذروتها في غضون 2 - 3 أيام، وقد تشمل:
- العطس.
- سيلان الأنف.
- احتقان الحلق.
- السعال.
- تدميع العين.
وقد تسيل الأنف لبضعة أيام قبل أن يتكاثف المخاط وتشعر بانسداد الأنف، وسُرعان ما تتحسّن في غضون أسبوع، لكن قد تستمر بعض الأعراض لأسبوعين، مثل السعال.
أعراض الأنفلونزا
تظهر أعراض الأنفلونزا فجأة لتصل إلى ذروتها في غضون 2 - 3 أيام قبل أن تتحسّن تدريجيًا في غضون عدة أيام إلى أسبوعين، كما تشمل تلك الأعراض:
- الحمى.
- القشعريرة.
- التعرق.
- التعب.
- آلام العضلات.
- الصداع.
- احتقان الحلق.
- السعال الجاف.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية
يحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما يتراكم المخاط فيها، وغالبًا ما يكون ذلك بعد نزلات البرد أو بسبب الحساسية، كما أنَّ هناك أنواع من التهاب الجيوب الأنفية:
- حاد: يستمر 4 أسابيع أو أقل.
- دون الحاد: يستمر 4 - 12 أسبوعًا.
- مزمن: يستمر 12 أسبوعًا أو أطول، وقد يستمر لأشهر أو سنوات.
- متكرر.
وتشمل أعراض التهاب الجيوب الأنفية:
- سيلان الأنف مع إفرازات مخاطية سميكة أو صفراء أو خضراء.
- احتقان الأنف.
- ألم الوجه.
- الصداع.
- التنقيط الأنفي الخلفي، وهو جريان المخاط في مؤخرة الحلق.
- احتقان الحلق.
- السعال الرطب أو المصحوب ببلغم، الذي قد يتفاقم بالليل.
- رائحة الفم الكريهة.
- تراجُع حاسة الشم.
- التعب.
- الحمى.
اقرأ أيضًا:كيف تتجنَّب نزلات البرد بالتغذية؟.. 5 نصائح ضرورية لفصل الشتاء
أعراض التهاب الحنجرة
قد تلتهب الحنجرة خلال أو بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد، وعادةً ما يستمر التهاب الحنجرة الحاد لمدة 3 - 7 أيام، كما قد تُسبِّب الأعراض الآتية:
- بحة الصوت.
- احتقان الحلق.
- كثرة التنحنح.
- صعوبة البلع.
- الحمى.
- توّم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
علاج أمراض الجهاز التنفسي في الحج
سُرعان ما يتخلّص الجهاز المناعي من الفيروس أو الميكروب المُسبِّب لعدوى الجهاز التنفسي في غضون أسبوعٍ أو أسبوعين، وثمّة العديد من طرق العلاج المناسبة خلال تلك الفترة لتخفيف الأعراض، منها:
- مزيلات الاحتقان والمُسكّنات التي لا تستلزم وصفة طبية: تُساعِد مزيلات الاحتقان في تخفيف الأعراض، لكن لا ينبغي استخدامها لمدة تزيد على ثلاثة أيام متتالية، مثل سودوافدرين أو أوكسيميتازولين، كما يمكن تناول المُسكّنات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، فهي تساعد في تخفيف آلام العضلات والصداع.
- المضادات الحيوية: هي ضرورية في حالة أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن عدوى بكتيرية، فالمضادات الحيوية تقتل هذه البكتيريا أو تُوقِف نموها، ولا ينبغي استخدامها إلّا في حالة تأكيد الإصابة بعدوى بكتيرية أو الاشتباه الشديد فيها.
- أدوية السعال: مثل دكستروميثورفان أو جوايفينيزين، فقد أظهرت هذه الأدوية فعاليتها في تخفيف السعال المُصاحِب لعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
ما أسرع طريقة للتخلص من أمراض الجهاز التنفسي في الحج؟
إنّ أسرع طريقة للتخلص من أمراض الجهاز التنفسي مُعالَجة السبب الجذري للعدوى، لكن عمومًا تختلف أمراض الجهاز التنفسي في شدّتها وسببها، ولذلك قد تختلف طرق علاجها، وللتعافي من تلك الأمراض سريعًا، فقد تُساعِدك النصائح الآتية:
- الحصول على راحة قدر المُستطاع، فهي تساعد الجسم على تركيز طاقته لمواجهة العدوى ومنع انتشارها للآخرين.
- شُرب كميات مناسبة من السوائل أو الماء، فهذا يساعد على تخفيف كثافة المخاط في الجهاز التنفسي، ما يُسهِّل إزالته.
- غسل الأنف باستخدام محلول ملحي، إذ يساعد في إزالة المخاط العالق في الممرات الأنفية والجيوب الأنفية، ما يُقلِّل الاحتقان والشعور بعدم الراحة.
- تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل المسكنات أو مزيلات الاحتقان حسب الأعراض التي تُعانِيها.
متى يجب الحصول على مساعدة طبية؟
أغلب أمراض الجهاز التنفسي ناجمة عن عدوى فيروسية، وتزول سريعًا، لكن قد تحتاج إلى الحصول على مساعدة طبية في أيٍ من الحالات الآتية:
- ضيق التنفُّس.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الإغماء.
- القيء الشديد، خاصةً لو كُنت تُعانِي جفافًا شديدًا.
- ألم الجيوب الأنفية الشديد.
- تورّم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- تفاقُم أعراض الأمراض المزمنة لديك، مثل مرض القلب.
اقرأ أيضًا:الصيام والوقاية من نزلات البرد!
الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في الحج
إنّ أمراض الجهاز التنفسي قد تكون طفيفة ولا تُسبِّب مشكلات صحية خطيرة، ومع ذلك فإنَّ الوقاية مطلوبة لأداء فريضة الحج بصحةٍ جيدة، وفيما يلي أهم نصائح للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي خلال الحج:
- التأكّد من الحصول على كل التطعيمات المطلوبة للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي، مثل لقاح الأنفلونزا، قبل الحج.
- غسل اليدين جيدًا بانتظام بالماء والصابون أو استخدام مُعقِّم، خاصةً لو كُنت تعطس أو تسعل أو مُخالِطًا لمن يفعل ذلك، وأيضًا قبل تناول الطعام أو إمساكه، وكذلك بعد قضاء الحاجة.
- تجنُّب ملامسة العين أو الأنف أو الفم مباشرةً قدر المُستطاع.
- ارتداء كمامة، خاصةً لو كُنت في منطقة مزدحمة، وتجنّب الاتصال المباشر بمن يُعانُون أمراضًا تنفسية أو استخدام معداتهم.
- استخدام منديل عندما تعطس أو تسعل لتغطية الفم أو الأنف، ثُمّ التخلص منه في سلة القمامة، وغسل اليدين بعدها.
- إذا لم تكن المناديل متوفرة، فيُمكِنك استخدام الجزء العلوي من الذراع لتغطية الفم والأنف خلال العطس أو السعال، لكن لا تستخدم راحة يدك.
- تجنُّب الاتصال المباشر أو مشاركة المتعلقات الشخصية مع المُصابِين بعدوى الجهاز التنفسي.
- طلب الاستشارة الطبية من أقرب مركز صحي حال المعاناة من بعض الأعراض، مثل الحمى أو السعال، أو ضيق التنفس.
- تجنُّب تيارات الهواء الباردة، مثل مكيفات الهواء، خاصةً مع تعرّق الجسم.