تحفيز اللياقة.. أبرز التحديات و5 نصائح لإحياء شغفك الرياضي
التمتُّع بصحة جيدة ولياقة بدنية عالية وبنيان جسدي قوي وقوام ممشوق هدف يستحق أن تسعى إليه، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، واللياقة البدنية تحفظ الصحة وتزيد نشاطك وكفاءتك على مدار اليوم، والبنيان الجسدي القوي لا يستغني عنه رجل يود الحفاظ على مظهره، لكن تحفيز اللياقة ليس بالأمر الهين، فهناك تحدّيات يُواجِهها بعض الرجال أمام ذلك وعقبات متنوعة، لكن التغلّب عليها في مُتناول يدك ما دُمتَ تمتلك الرغبة والإرادة.
تحديات اللياقة البدنية
قد لا تحب الشعور بالتعب أو الإرهاق بعد ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية، وقد تُسهِم بعض العوامل في زيادة ذلك الشعور لديك، بما في ذلك الجينات وكيمياء الجسم، والبيئة الاجتماعية وغيرها.
ومن التحديات التي قد تواجهك حال الرغبة في تعزيز لياقتك البدنية:
1. كُره صالة الألعاب الرياضية
ترتبط اللياقة وممارسة الرياضة عند الكثير منّا بصالة الألعاب الرياضية، وبعضنا يمتلك أسبابه لعدم الرغبة في ممارسة الرياضة هناك، مثل الشعور بالخوف أو أن يُبدِي الآخرون رأيهم في أدائك.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فقد ينزعج بعض الناس من الضوضاء والروائح في صالة الألعاب الرياضية، أو افتقارهم إلى الخصوصية في غرفة خلع الملابس.
2. الغثيان في أثناء الرياضة
قد يُعانِي بعض الناس الغثيان وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي مع ممارسة التمارين الرياضية، وهذا الغثيان يُؤثِّر في المحترفين وكذلك المبتدئين على حدٍ سواء، وغالبًا ما يُصاحِب التمارين الشاقة، إذ يقل تدفق الدم إلى الأعضاء المركزية (مثل المعدة والجهاز الهضمي) خلال هذا النوع من النشاط البدني.
لكن إذا كان ذلك سبب تجنُّبك للرياضة، فقد يُساعِدك شُرب المزيد من الماء قبل ممارسة التمارين، أو ممارسة تمارين أقل شِدّة.
3. الجينات
قد يكون للجينات دور في إهمال تحفيز اللياقة عند بعض الناس، فقد قارنت إحدى الدراسات في علم نفس الرياضة والتمارين الرياضية "Psychology of Sports and Exercise" مجموعات الأشقاء المراهقين، بما في ذلك التوائم، للتحقُّق من دور الجينات في الالتزام باللياقة.
وقد أكمل كل مشارك جلسات التمرين بمستويات مختلفة من الشدة، ثُمّ وصفوا شعورهم أثناء وبعد التمرين ومدى صعوبته.
وقدّر الباحثون أنّ العوامل الجينية تُمثِّل 12 - 37% من شعور المشاركين تجاه التمارين الرياضية، و29 - 35% من مدى الصعوبة التي عبّروا عنها حال ممارسة تلك التمارين، لذلك فقد تكون صعوبة الحفاظ على الدافع للرياضة منبعها الجينات عند بعض الناس.
اقرأ أيضًا:تمرين الجسر.. الخيار الأول لراغبي القوة واللياقة البدنية
4. عدم تحسُّن المزاج مع الرياضة
كثيرًا ما تسمع عن دور الرياضة في تحسين المزاج، وهذا صحيح بالطبع لكنّه لا ينطبق على كل الناس، وما ثبت أنّ التمارين الرياضية قد تُحسِّن المزاج عبر إطلاق بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي قد تُحسِّن المزاج.
لذلك إذا كُنت تُمارِس الرياضة مُنتظِرًا ذلك الإحساس، فمن الأفضل أن تُركِّز على شيءٍ آخر، مثل إحساسك بالرضا عن أداء جلسة التمارين تلك والفوائد الصحية التي استفاد بها جسمك قطعًا.
كيفية البقاء متحمسًا للرياضة
تحفيز اللياقة مع كسر حاجز الخمول ليس رفاهية، والتحديات سالفة الذكر يمكن تجاوزها ما دُمت تتحلّى بإرادة قوية وعزيمة لا تنثني بشأن ممارسة الرياضة للحفاظ على صحتك وتعزيز لياقتك البدنية، ومن النصائح التي قد تساعدك في الحفاظ على روتين التمرين:
1. الجمع بين التمارين الرياضية ونشاطٍ تحبه
من قال بأنّك مُجبر على ممارسة التمارين الرياضية دون أن تستمتع بشيءٍ آخر تهواه في الوقت نفسه؟ بل يمكنك الاستماع إلى كتابٍ صوتي مثلًا أو مشاهدة برنامجك التلفزيوني المُفضّل أثناء وجودك على جهاز المشي أو الدرّاجة الثابتة أو غيرها من أجهزة صالة الألعاب الرياضية.
2. تسجيل نشاطك
احتفظ بسجل للتمارين التي مارستها والتقدُّم الذي أحرزته على صعيد لياقتك البدنية، فكتابة ما تفعله أو تتبعه على أحد تطبيقات الهاتف الذكي يُشجِّع على الالتزام بالتمارين، كما أنّه مع تقدُّمك في التمارين سيكون أمرًا مُشجعًا إلقاء نظرة على نقطة البداية والفخر بما أنجزته حتى اللحظة.
3. تعاون مع الآخرين
لا يُفضِّل أي منّا التزام أي نشاطٍ أو روتين وحده، بل أن يكون هناك من يُشجِّعه ويؤازره أو حتى من يُمارِس معه نفس النشاط يجعله أكثر التزامًا وحرصًا على ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على لياقته.
لذلك حاوِل أن تتفق مع أصدقائك على ممارسة بعض التمارين الرياضية معًا ولو حتى عن بُعد، ومن الممكن أيضًا أن تتبادلا الحديث في نهاية اليوم حول التقدُّم الذي أحرزه كل منكما في نشاطه البدني ومدى فائدة ذلك لصحته.
4. حفِّز نفسك
هذا بديهي لكن ما كيفية ذلك؟ يمكنك قراءة مجلات تتحدّث عن الصحة واللياقة البدنية، أو زيارة موقع ويب للتمارين ورؤية صور أشخاصٍ نشطين يُمارِسون أي نوعٍ من التمارين.
ففي بعض الأحيان، يُمكِن أن تُحفِّزك القراءة عن الرياضة أو النظر إلى صور أشخاصٍ أصحاء يتمتّعون بلياقةٍ بدنية عالية على تحفيز اللياقة واشتعال رغبتك في ممارسة الرياضة.
5. كُن واقعيًا
لا تحمل توقعات مبالَغ بها سواء في أدائك أو في نتائج ممارستك للرياضة، فحتى ممارسة قدرٍ صغيرٍ من التمارين الرياضية من شأنه أن يُعزِّز صحتك ولياقتك، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية النتائج، لذا ترفّق بنفسك واستمرّ في الحفاظ على لياقتك البدنية قدر جهدك.
نصائح لتحقيق أهداف اللياقة
بعد أن صار تحفيز اللياقة ممكنًا، فإنَّ الوصول إلى أهدافها يتطلّب صبرًا وجلدًا ورغبة قوية قبل أي شيء، وهذه النصائح قد تساعدك في تحقيق ما تصبو من وراء تمارينك الرياضية:
1. وضع أهداف صغيرة مُحدَّدة
من اليسير أن تصل إلى أهدافك المُتعلِّقة باللياقة إذا قسّمتها إلى أهدافٍ صغيرة قصيرة المدى، وهي سلوكيات يومية تقودك إلى الهدف النهائي، ومِمّا قد يساعدك على ذلك:
- معرفة نقطة البداية التي انطلقت منها، حتى تتمكّن من اختيار الأنشطة المريحة والواقعية بالنسبة لك، والزيادة تدريجيًا بوتيرةٍ مناسبة لك.
- وضع إطار زمني معقول، فمثلًا إذا كُنت تريد أن تفقد 20 كغم، فإنَّ فقدان الوزن الواقعي بمقدار 1 كغم من دهون الجسم يستغرق 1 - 2 أسبوع، ما يعني أنّك بحاجةٍ إلى 20 - 40 أسبوعًا لفقد عشرين كيلوغرامًا.
- وضع أهدافٍ صغيرة، فمثلًا قد يكون أحد الأهداف المُصغّرة ممارسة الرياضة في غالب أيام الأسبوع، لا مجرد يومين أو ثلاثة، وكُلّما حقّقت أهدافًا صغيرة زاد حماسك وأداؤك بالتأكيد.
2. مُراقبة نشاطك البدني بانتظام
مراقبة نشاطك البدني قد تساعد في تحفيز اللياقة من وجه، وقد تُسهِم أيضًا في تحقيق أهدافك، وهذا قد يكون من خلال قياس تقدّمك باستمرار، فمثلًا إذا كُنت تتدرّب على الوزن، فاكتب الوزن والتكرار لكل تمرين، أو إذا كُنت تمارِس رياضة لفقدان الوزن، فتتبّع الوزن الذي تفقده، ولا تنس أن تحتفل بالتقدُّم الذي تُحرِزه.
اقرأ أيضًا:تمرين بيربي.. لياقة بدنية مذهلة في 30 يومًا
3. تكييف نشاطك البدني مع تغيُّر الظروف
بالتأكيد لن تسير الأمور دائمًأ كما تهوى، وبالتأكيد قد تأتيك مشاغل تحول بينك وبين استئناف نشاطك البدني، وستحتاج حينها حتمًا إلى التكيف مع تلك التغيّرات، وذلك من خلال:
- محاولة التأقلم مع المتغيرات، فقد لا تتمكّن مثلًا من ممارسة الرياضة أثناء العطلات، لكن يمكنك حينها المشي مثلًا فلا تتكاسل عنه، فهو تمرين أيضًا.
- إذا أُصِبت أو مرضت فلا تتخلّى عن أهداف لياقتك البدنية، لكن اضبط الإطار الزمني لهدفك النهائي، وحدِّد أهدافًا صغيرة تُلائِم وضعك الحالي كي تظل على المسار الصحيح خلال فترة التعافي، فمثلًا يمكنك تحسين نظامك الغذائي أو تقليل التمارين التي تمارسها لكن حاوِل ألّا تنقطع.