اضطراب الشخصية الحدية.. مفهومه وأعراضه وطرق العلاج
اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات النفسية الشائعة، وليس الغريبة، حيث يُعاني الإنسان من مشاعر شديدة، وتقلبات مزاجية مستمرة، تضر بعلاقاته بالآخرين، خاصةً أنه يظل خائفًا من أن يهجره الآخرون، ما يؤدي إلى تهور سلوكه معهم، حتى لو لم يكن هناك بوادر للهجران من قبل الآخرين.
ومع معاناة الشخص من ذلك الاضطراب، ومعاناة من حوله أيضًا، كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الحدية؟ وما أفضل الطرق كي يتعامل المصاب مع ذلك الاضطراب بما يحافظ على صحته النفسية وعلى علاقاته بالآخرين؟
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
هو اضطراب نفسي يتسم بتقلبات مزاجية سريعة وعدم استقرار في العواطف، بما قد يظهر في صورة نوبات غضب عارمة، أو إظهار سلوكيات متهورة، وبالجملة فالمُصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع تنظيم مشاعره، ويصعب أن يُحافِظ على علاقاته.
ويُعددّ اضطراب الشخصية الحدية من اضطرابات الشخصية من المجموعة ب، والمُعترَف بها من قِبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي "APA".
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
تتسم أعراض اضطراب الشخصية الحدية بعدم الاستقرار في العلاقات والمزاج، كما يكون الإنسان مندفعًا في سلوكه، وقد تتشابه أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع غيرها من الاضطرابات النفسية، ومِنْ ثَمّ قد لا يُشخّص بسهولة، لذلك تشمل أعراض ذلك الاضطراب:
1. بذل جهودٍ مُضنية كي لا يتخلّى عنك الآخرون
قد يكون الخوف العميق لدى الإنسان من أن يتخلّى عنه الآخرون أو يهجرونه؛ دافعًا للأفكار السلبية في بال المُصاب باضطراب الشخصية الحدية؛ إذ يشعر بعدم الأمان والقلق من أن يخونه الآخرون أو يتركونه أو حتى يُؤذونه، حتى لو كانت العلاقة بينه وبين الآخرين سليمة ليس فيها ما يستدعي شيئًا من ذلك.
ولتجنّب أن يهجره الآخرون أو يتركونه، يصير المُصاب باضطراب الشخصية الحدية مُبالِغًا في رد فعله، وينخرط في سلوكيات سلبية للبحث عن الاهتمام.
2. عدم الاستقرار في العلاقات
عادةً تكون علاقة المصاب باضطراب الشخصية الحدية غير مستقرة مع الآخرين، بما قد يصل إلى الدخول في صراعات معهم، أو ربّما يقطع أحباؤه علاقتهم به تمامًا، ومن علامات عدم استقرار العلاقات لدى المُصاب باضطراب الشخصية الحدية:
- تأرجّح العلاقة بين تواصلٍ وانقطاع مرارًا وتكرارًا.
- التناوب في وصف علاقته بالآخرين بين الروعة والشناعة.
- الانتقال بسرعة من علاقة إلى أخرى.
- وجود القليل من الصداقات الوثيقة أو طويلة الأمد.
- شِدّة الحساسية لأن يُرفَض من قِبل الآخرين.
3. اتخاذ قرارات متهورة
يميل المُصابون باضطراب الشخصية الحدية إلى اتخاذ قرارات سيئة أو اندفاعية بناءً على عواطفهم أو رغباتهم المُلحة، فمشاعرهم القوية والشديدة التي لا يستطيعون كبح جماحها، قد تتولّى أخذ تلك القرارات المتهورة.
ومن القرارات المتهورة أو السلوكيات الاندفاعية التي قد ينخرط فيها هؤلاء:
- شُرب الكحوليات أو تعاطي المواد غير المشروعة.
- السلوكيات الجنسية عالية الخطورة.
- سلوكيات التخريب الذاتي، التي قد تضر علاقات الشخص أو عمله أو حياته.
- أنماط سلوك غير صحية، مثل الإفراط في تناول الطعام.
- السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل القيادة المتهورة.
- الإسراف في إنفاق الأموال، أو اتخاذ قرارات مالية سيئة.
- قول أو فعل أشياء بدافع الغضب المحض.
4. التقلبات المزاجية والعواطف الشديدة
يُعانِي المُصابون باضطراب الشخصية الحدية صعوبةً في تنظيم مشاعرهم، ولذلك تكون انفعالاتهم شديدة عادةً، فمن السهل أن يُعانُوا مزاجًا سيئًا أو قلقًا أو هياجًا، وقد تُفضِي هذه التقلبات المزاجية إلى الغضب، وربّما الانخراط في سلوكيات تُدمّر الإنسان نفسه.
وليست المشكلة في شِدّة مشاعر ذلك الإنسان، بل المشكلة في عدم قدرته على التعامل مع تلك المشاعر، ومِنْ ثَمّ تكون استجابته قوية ومُبالَغ بها، وبطريقةٍ لا تُساعِده على الإطلاق إن كان في مشكلةٍ مثلًا.
5. نوبات الغضب الشديدة
قد يُفضِي عدم استقرار المشاعر إلى الوقوع فريسة لنوبات الغضب الشديدة، خاصةً أنّ المُصاب باضطراب الشخصية الحدية أفكاره بطريقة "الكل أو لا شيء"، سواء فيما يتعلّق بذاته أو الآخرين، أو حياته أو مستقبله، وهذا يُغذِّي غضبه بلا شك.
ومن أمثلة السلوكيات الناجمة عن الغضب لدى المُصابين باضطراب الشخصية الحدية:
- سُرعة الغضب أو الانفعال أو الغيرة.
- نوبات الغضب الشديدة، المتمثلة في شكل صراخ أو تهديد الآخرين أو أن يكون عدوانيًا.
- سُرعة الانتقاد أو مهاجمة الآخرين، أو التهديد بإنهاء العلاقة.
6. عدم استقرار الإحساس بالذات
أحد خصائص اضطراب الشخصية الحدية هو عدم استقرار إحساس المُصاب بذاته، فهو يبدو من الخارج يُغيّر بين شخصياته، بمزاجه المتقلب أو رغباته المبنية على مشاعره، والحقيقة أن تلك السلوكيات في صميمها قد تعكس إحساسًا شخصيًا بعدم الأمان، أو احتقاره لنفسه ورؤية أنّه لا يستحق شيئًا، أو الخوف من الرفض أو الهجران.
ومن دلائل عدم استقرار صورة المرء عن نفسه:
- تبنّي شخصيات وسمات الآخرين ليكون محبوبًا أو مقبولًا.
- التناوب بين الفخر الشديد أو الشعور بالعار.
- تغيّر الاهتمامات والهوايات التي تحوز شغفه.
- عدم الثقة بنفسه.
- حمل توقّعات أو انتقادات أو ثناء الآخرين على محملٍ شخصيٍ للغاية.
7. محاولة إيذاء النفس
قد ينخرط بعض المُصابِين باضطراب الشخصية الحدية في سلوكيات تُؤذِيهم، مثل جرح أنفسهم، أو محاولة الانتحار، أو تعاطي المواد المُخدّرة، أو تقييد تناول الطعام.
8. الشعور بفراغ داخلي
أحد الأعراض الشائعة للشخصية الحدية هو الشعور بالفراغ، ويُمكِن أن تتفاقم هذه المشاعر إلى اليأس أو العجز أو عدم القيمة، وربّما يفكر الشخص في إنهاء حياته.
ومن مشاعر الفراغ المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية:
- عدم وضوح هوية المرء بالنسبة لنفسه.
- اللامبالاة.
- عدم الاهتمام بالأنشطة أو التمتّع بها.
- الشعور بأنّ شيئًا ما بداخله مفقود أو أنّه مكسور.
- الإحساس بأنّ حياته ليس لها هدف واضح.
9. جنون العظمة والنوبات التفارقية
يتراوح جنون العظمة لدى المُصاب باضطراب الشخصية الحدية بين عدم الثقة الطفيف بالآخرين إلى الاعتقاد القوي بأنّ الآخرين يُضمِرون نوايا سيئة له، وهذا قد يُسبِّب له قلقًا شديدًا أو تجنّبًا تامًا للآخرين.
كذلك النوبات التفارقية التي تحدث عندما ينفصل الشخص عن جسده أو أفكاره أو عواطفه، فيصير كأنّه يرى نفسه من الخارج أو كأنّه يحلم، وغالبًا ما تنبع من التوتر أو الصدمة أو الألم العاطفي أو الجسدي الشديد.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ نحو 75 - 80% من الأشخاص المُصابين باضطراب الشخصية الحدية قد يُعانُون نوبات انفصالية.
ما الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب؟
تتشابه بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع أعراض الاضطراب ثنائي القطب، مثل تقلبات المزاج والاندفاع، وقد يُعانِي بعض الناس كلا الاضطرابين معًا.
ومع ذلك فإنَّ اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب في الشخصية، يتضمّن عدم استقرار في العلاقات، وخوف من الهجران، ومشاعر الفراغ، أمّا الاضطراب ثنائي القطب فهو من اضطرابات المزاج، ويتسم بنوبات من الهوس والاكتئاب.
اقرأ أيضًا:اضطراب الشخصية الحدية.. الأسباب والأعراض والمخاطر
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية
لا يُوجَد سبب مُحدّد للإصابة باضطراب الشخصية الحدية، لكن أشارت الأبحاث إلى بعض العوامل التي قد تُسهِم في الإصابة بذلك الاضطراب، والذي قد يتضمّن مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية، ومن أهم الأسباب المحتملة على هذا المنوال:
- بِنية الدماغ: تُوجَد بعض الأدلة حسب موقع "Verywellmind" على وجود اختلافات في بنية الدماغ ووظيفته لدى المُصابِين باضطراب الشخصية الحدية، خاصةً في أجزاء الدماغ التي تُؤثّر على التحكم في الاندفاع وتنظيم العواطف.
- الجينات: قد يكون للجينات أو العوامل الوراثية دور في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، خاصةً لو كان أحد أفراد أُسرتك مُصابًا بنفس الاضطراب من قبل.
- التجارب السلبية: كثيرٌ مِمّن شُخِّصوا باضطراب الشخصية الحدية عانوا إساءة معاملة في الطفولة، أو تعرّضوا لصدمة ما، أو ربّما انفصلوا عن أبويهم أو من يرعاهم في سنٍ مبكرة، وهذه التجارب السلبية قد تُحفِّز عند بعض الناس اضطراب الشخصية الحدية، وليس كلّهم بالطبع.
عوامل الخطر
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، مثل:
- الهُجران أو تخلِّي الآخرين عن الإنسان في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- التعرُّض للإيذاء؛ جسديًا أو نفسيًا.
- اضطراب الحياة الأُسرية.
- ضعف مهارات التواصل داخل الأسرة.
مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية
إذا لم يتلقّى المُصاب باضطراب الشخصية الحدية العلاج المناسب له، فقد يكون أكثر عُرضةً لاضطرابات أخرى، كما قد يُطوّر سلوكيات أخرى تُؤثِّر سلبًا في صحته، مثل:
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الانخراط في سلوكيات إيذاء النفس.
- محاولات الانتحار.
كيفية تشخيص اضطراب الشخصية الحدية
يتأكّد تشخيص اضطراب الشخصية الحدية بوجود 5 أو أكثر من الأعراض التالية، وذلك حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5":
- الشعور بفراغٍ داخليٍ مزمن.
- عدم الاستقرار العاطفي في رد الفعل على الأحداث اليومية، مثل الحزن العارض الشديد، أو التهيج، أو القلق الذي قد يستمر بضع ساعات ونادرًا ما يستمر لأيام.
- بذل جهود هائلة لتجنُّب هجران الآخرين أو تخلّيهم عنك "وذلك حسب تخيّل المُصاب".
- اضطراب الهوية مع عدم استقرار الصورة الذاتية أو الإحساس بالذات.
- السلوك الاندفاعي في مجالين على الأقل، قد يكونا ضارّين بالنفس، مثل الإنفاق ببذخ أو تعاطي المخدرات، أو القيادة المتهورة، أو الإفراط في الأكل.
- الغضب الشديد بما لا يتناسب مع الموقف، أو صعوبة التحكم في الغضب.
- عدم استقرار العلاقات الشخصية مع تأرجّحها بين المثالية وانعدام قيمتها بالنسبة للشخص الحدي.
- تكرر السلوك الانتحاري، أو التهديدات أو إيذاء النفس.
- أفكار جنون العظمة المُؤقّتة "الشك في الآخرين وافتراض أنّهم يُضمِرون لك السوء" المُرتبطة بالتوتر، أو الأعراض التفارقية الشديدة.
عادةً لا يُشخّص ذلك الاضطراب بين الأطفال، وإنّما يُشخّص بعد بلوغ سن 18 عامًا، وقد يُشخّص من يقل عمره عن 18 عامًا إذا كانت الأعراض واضحة واستمرّت لمدة عامٍ على الأقل.
وقد يُجرِي الطبيب تقييمًا شاملًا للوصول إلى التشخيص، ومن ذلك:
- سؤال المريض بعض الأسئلة حول الأعراض والصحة الجسدية، والأمراض السابقة التي عاناها الإنسان.
- قد يطلب الطبيب من المريض ملء استبيان مكتوب حول أعراض اضطراب الشخصية الحدية.
- قد يطلب الطبيب التحدُّث إلى العائلة أو الأحباء للحصول على معلومات كاملة حول تأثير الأعراض عليك وما يُلاحِظونه هم.
كذلك يحتاج الطبيب إلى استبعاد الاضطرابات الأخرى التي قد تُسِّبب نفس الأعراض، بما في ذلك القلق والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب إدمان المواد المخدرة.
كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الحدية؟
تتراجع وتيرة الأعراض مع حصول المُصاب باضطراب الشخصية الحدية على العلاج المناسب له، كما تتحسّن نوعية حياته، لذلك من الضروري استشارة الطبيب حال المعاناة من أعراض ذلك الاضطراب، حتى لو استغرق العلاج بعض الوقت إلى أن تظهر نتائجه.
وتشمل طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية:
1. العلاج النفسي
هو العلاج الرئيس لاضطراب الشخصية الحدية، إذ يعقد الطبيب مع المريض جلسات فردية أو مع أشخاصٍ آخرين في أماكن جماعية، وهذه الجلسات تُساعِد المريض على التفاعل مع الآخرين والتعبير عن نفسه بصورةٍ أفضل. ومن طرق العلاج النفسي التي قد يتّبعها الطبيب:
- العلاج السلوكي الجدلي: طُوِّر ذلك النوع من العلاج خصيصًا لمن يُعانُون اضطراب الشخصية الحدية، ويعتمد ذلك العلاج على الوعي بالوضع الحالي للفرد وحالته العاطفية، كما يهدف إلى تعليمه كيف يتحكّم في مشاعره الشديدة، ويُقلِّل من سلوكيات التدمير الذاتي، وتحسين علاقاته.
- العلاج المعرفي السلوكي: قد يُساعِد الشخص الحدي في معرفة الأفكار الضارة والتي ينتج عنها السلوكيات الضار، بما يمكن أن يساعد في تغيير تلك الأفكار والمعتقدات، ومِنْ ثَمّ تحسين السلوك وتقليل تقلبات المزاج.
2. الأدوية
لا تُستخدَم الأدوية عادةً علاجًا رئيسًا لاضطراب الشخصية الحدية، لكن قد يُوصِي الطبيب بها في بعض الأحيان، خاصةً لو تزامن الاضطراب مع اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب، كما أنّ مضادات الذهان قد تساعد بعض المُصابِين باضطراب الشخصية الحدية في التعامل مع الأعراض.
3. العلاج الأُسري
لا تزال هناك حاجة لمزيدٍ من الأبحاث لتحديد مدى فائدة العلاج الأُسري لاضطراب الشخصية الحدية، لكن أظهرت الدراسات المُتعلِّقة بالاضطرابات النفسية الأخرى أنّ تضمين أفراد الأسرة في العلاج قد يساعد في تحسين حالة الشخص.
كذلك فإنّ العلاج الأُسري يسمح للأسرة بتطوير مهاراتهم لفهم ودعم المُصاب باضطراب الشخصية الحدية، وتحسين التعامل معه بما لا يُفاقِم الأعراض لديه.
كيف تتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية؟
العلاج هو الوسيلة الرئيسة لتخفيف اضطراب الشخصية الحدية، لكن ينبغي للمريض أيضًا أن يُحاوِل التعامل مع أعراضه إلى جانب العلاج لتحقيق أقصى فاعلية، ومِمّا يُنصَح به المُصاب باضطراب الشخصية الحدية:
- التأمل: قد يساعدك العثور على مكانٍ ما للتأمل والتفكير، أو أن تكون مع نفسك، في معالجة مشاعرك بشكلٍ مختلف، وأن تكون أكثر وعيًا بنفسك وبمشاعرك.
- تدوين يومياتك: تُساعِد كتابة اليوميات في إخراج أفكارك من رأسك، وفي بعض الأحيان عندما تكتب ما تشعر به، تستريح مع قراءته بصوتٍ عالٍ، كما أنّ هذا يُعِينك في التعرف إلى مشاعرك، وتحديد أنماط التفكير السلبية، بما يساعد على التعامل معها وبدء رحلة الشفاء.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة: لا تستهن بالتنزّه أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة، خاصةً فيما يتعلّق بصحتك النفسية، فأن تكون موجودًا في الهواء الطلق، تُداعِبك نسمات الرياح، يُخفِّف القلق والاكتئاب والتوتر ومشكلات الصحة النفسية الأخرى، كما أنّ الطبيعة تُحسِّن الحالة المزاجية عمومًا، إذ تُوجَد علاقة قوية بين الوقت الذي يقضيه المرء في الطبيعة وصحته النفسية.
- لا تُهمِل صحتك البدنية: الإنسان ليس نفسًا فحسب، بل هناك جسد أيضًا يحتاج إلى رعايةٍ وحفاظٍ على صحته، خاصةً أنّ الصحة الجسدية تُؤثِّر مباشرةً في الصحة النفسية، لذلك حاول أن تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، وأن تعتاد نظامًا غذائيًا متوازنًا، وأن تُمارِس الرياضة بانتظام.
- تعلّم تحمل الظروف: إنَّ تعلُّم تحمل الضيق أو الظروف التي تمر بها من الطرق الفعالة للتحكم في أعراض اضطراب الشخصية الحدية، ومنع السلوكيات الاندفاعية، فهذا يزيد قدرتك على التعامل مع المشاعر الصعبة، ما يجعل التعامل مع الأعراض أسهل.
- حاول أن تُلهِي نفسك: إلهاء النفس أو تشتيت الانتباه من الأمور المهمة للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية، إذ يجدر بك أن تلفت انتباهك بعيدًا عن الأشياء المؤلمة قدر الإمكان.
- التركيز على تحسين العلاقات: قد يساعد الإحساس بالارتباط مع الآخرين في تحسين حياتك، لذلك حاول أن تُحسِّن علاقاتك بالآخرين وأن تتعامل معهم بشكلٍ أفضل.
- تحمُّل مسؤولية أفعالك: قد تبدأ في التغيّر واتخاذ خيارات فعالة مع تحمّل مسؤولية أفعالك، وإذا كان تحمّل المسؤولية يُثِير مشاعر صعبة لديك، فيُمكِنك العمل مع مُعالِج لتعلّم كيفية تحمّل المسؤولية لتحقيق أهدافك وتعزيز علاقاتك بالآخرين.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟
غالبًا تتراجع أعراض اضطراب الشخصية الحدية تدريجيًا مع تقدُّم العمر، وقد تختفي الأعراض عند بعض الناس في الأربعينيات من العمر.
ومع تلقِّي العلاج المناسب، فإنّ كثيرًا من المُصابِين بذلك الاضطراب يتعلّمون كيف يتحكّمون في أعراضهم وييُحسِّنون علاقاتهم، لكن مع عدم الحصول على علاجٍ مناسبٍ، فقد يكون المُصاب باضطراب الشخصية الحدية مُعرّضًا لاضطرابات أخرى، وربّما يموت مُنتحِرًا.