اضطراب القلق الاجتماعي.. ما هو؟ وكيف تقي نفسك منه؟
مع دخول فصل الخريف، وتبدّل ألوان الطبيعة وحرارة الجو والخروج من الكسل والاسترخاء الصيفي، ينتابك شعور غريب قريب من الإحباط.
غالبًا ما تكون الاستجابة الجسدية للتغيير في المواسم أكثر دقة ووضوحًا.
تترافق مع تغيرات في شكلك الخارجي، يبهت "البرونزاج" وتبدأ بشرتك باستعادة لونها الأساس، تشعر بجفاف في البشرة، تبدأ بزيادة قطع ملابس إضافية، وتميل أكثر نحو إعفاء لحيتك وأحيانًا تجنب قص الشعر حد الصفر، ومحاولة اعتماد تسريحة جديدة.
طبيًّا هناك من يصف حال القلق التي تصيب الإنسان مع تبدل الفصول بــ"اضطراب القلق الاجتماعي" SAD وهو نوع من الاكتئاب مرتبط بالتغيرات الموسمية.
يربط الباحثون أسبابه بقلّة ضوء الشمس وقصر النهار، الأمر الذي يحدث تغييرًا كيميائيًّا في الدماغ.
لن نصل بالتحول من المزاج الصيفي إلى الخريفي استعدادًا للشتاء بالاكتئاب.
نحاول في هذه المقالة تحديد التغيرات واقتراح حلول للتكيف والتألق:
● الاستجابة الأكثر شيوعًا لحلول فصل الخريف هي جفاف الجلد وظهور البثور في الوجه، والسبب الطبي لذلك الصدمة التي تتعرض لها البشرة مع انخفاض درجات الحرارة ونسب الرطوبة. الحلول في هذه الحالة بسيطة جدًّا تتطلب مرطبًا للشفاه والبشرة، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على نظافة الوجه واستعمال غسول الوجه ومرطب مناسب لنوع البشرة.
● نتيجة أخرى للتغيرات الموسمية التي يعانيها كثير من الناس هي زيادة الوزن. خلال التغيير الموسمي بين أواخر الصيف وأوائل الخريف، تزيد أجسامنا من مقاومة الأنسولين، ويؤدي هذا إلى زيادة إنتاج الكبد للدهون لتخزن في أنسجتنا، ومن ثم الاستعداد بشكل أفضل لفصل الشتاء. وفي هذه الحالة ينصح باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة. ويُعد الجري من الرياضات الفعالة لتحفيز عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية.
● بحسب نشرة Archives of General Psychiatry تتسبب تغيرات المواسم باكتئاب أطلق عليه اسم "الاضطراب العاطفي الموسمي" يتسبب في إفراز الأفراد لهرمون الميلاتونين لفترات أطول خلال ليالي الشتاء أكثر من ليالي الصيف. وهذا يعني أن الاضطراب العاطفي الموسمي يدفع الناس إلى النوم أكثر خلال فصل الشتاء حتى عندما لا تحتاج أجسادهم إلى راحة. تعيق هذه الحال قدرة الإنسان على إنجاز المهام الأساسية. قد يحتاج الإنسان إلى استشارة طبيب نفسي غالبًا ما يقترح تقنية أو أسلوب العلاج بالضوء، ولكن في الغالب يمكن التغلب على هذه الحال بالرياضة والمشاركة في نشاطات اجتماعية حتى تبقى منشغلاً ونشيطًا.
اقرأ أيضًا:طريقة التخلص من القلق بأنواعه
● على الرغم من أن أجسادنا مهيئة للتكيف مع التغيرات الموسمية ومقاومتها والتخفيف من وقعها، فإن الأطباء غالبًا ما ينصحون بإجراء الفحوص الطبية السنوية الشاملة في الخريف والشتاء. تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك معدلاً أعلى من النوبات القلبية خلال فصل الشتاء مقارنة بأي موسم آخر وذلك لضعف الجهاز المناعي وارتفاع ضغط الدم. الحل هنا بالوقاية والتنبُّه لأي تغير في التنفس أو أوجاع مفاجئة غير اعتيادية.
● لاحظ العلماء أن درجات الحرارة الباردة تخلق بيئة أكثر صداقة لفيروسات البرد والإنفلونزا. لسوء الحظ، فإن هذا يترك الأفراد عرضةً بشكل خاص للمرض خلال أشهر الخريف والشتاء. لذلك إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون انخفاضًا بالمناعة فربما من الأفضل تلقي لقاح الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.
● إذا كنت من الأشخاص كثيري السفر والانتقال بين مناطق وبلدان يختلف الطقس والمناخ بينها، لا بد أن تشعر بالإرهاق وهناك من يصاب بالإمساك وتورم في الأطراف نتيجة احتباس الماء لأيام. في هذه الحال يمكن استشارة الطبيب الذي غالبًا ما يصف الفيتامينات الضرورية وأدوية أخرى تنشط الأيض.
أخيرًا، عندما تشعر في هذا الخريف ببرودة في الهواء، عندما تشعر أن الهواء أصبح أكثر هشاشة وتشاهد تغير ألوان أوراق الأشجار وسقوطها، تأكد من أنك على دراية بالطرق التي يتغير بها جسمك واتخاذ التدابير الوقائية فيما يتعلق بصحتك الجسدية والنفسية.