التحديات التي تواجه الصحة النفسية للرجال.. أنواعها واستراتيجية تحسينها
يُواجه الرجال اليوم تحدّيات متنوّعة، تشترك جميعها في الإضرار بصحتهم النفسية، فبين الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية، وخوف البطالة أو فقدان الوظيفة، إلى تقلّب ظروف الحياة التي لا تستقر على حالٍ، تضطرب نفسية الرجل، ويزداد خطر إصابته بالاكتئاب أو القلق أو غيرها من الاضطرابات النفسية.
كذلك التنمّر الذي قد يتعرّض له الرجل في مكان العمل أو عبر الإنترنت يُمثِّل تحدّيًا فريدًا، خاصةً أنّ عدم التعامل معه كما ينبغي، قد يُفضِي إلى تفاقُم الاضطرابات النفسية.
ومع تنوّع تلك التحدّيات، كانت هناك حاجة إلى تعلّم كيفية تحسين الصحة النفسية ومواجهة تلك التحدّيات بلا خوف ولا قلق، فصحتك النفسية هي رأس مالك، واستقرارها من استقرار صحة جسدك، وكذا تدهورها، فكيف تُواجِه تلك التحديات التي تُحاصِرك من كل جهة اليوم؟
ما هي التحديات التي تواجه الصحة النفسية للرجل؟
يُواجه الرجال تحدّيات تُهدِّد صحتهم النفسية في مجتمعهم، أو مكان عملهم، أو حتى بيوتهم في علاقتهم الأسرية أو علاقتهم الزوجية، وتشمل أبرز التحديات التي تُواجه الصحة النفسية للرجال اليوم:
1. الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية
لا تُؤثِّر الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية في طريقة عيش الحياة فقط، بل لها أثر عميق جدًا في الصحة النفسية، فغالبًا ما يُعانِي الرجال الذين يُواجِهون عدم الاستقرار المالي، توترًا هائلاً واضطرابًا في المزاج إثر الضغوطات الاقتصادية المُحاصِرة لهم من كل جانب.
كذلك فإنّ عدم اهتمام الرجال بالحصول على رعاية طبية لصحتهم النفسية؛ إمّا لتعذّر الوصول إليها أو لعدم العلم بأنّهم يُعانُون مشكلة نفسية ابتداءً، أو حتى مخافة وصمة العار المُتعلِّقة بزيارة مُختصّي الطب النفسي، فقد يُؤدِّي ذلك إلى تفاقُم مشكلات الصحة النفسية، خاصةً مع عدم تحسّن الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
2. الضغوطات النفسية
يمرُّ أي إنسانٍ بضغوطات نفسية من وقتٍ لآخر، وهذه الضغوطات قد تكون بسبب الانفصال أو فقدان الوظيفة، أو المرور بتجارب مؤلمة، مثل الحوادث أو الكوارث الطبيعية، فكلُّ ذلك يُضعِف الصحة النفسية، ويجعل مزاج الرجل في أدنى مستوياته.
ويتضح ذلك في بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، الذي يُصاحِبه تكرار استدعاء أحداث الصدمة، أو اضطراب القلق المزمن الذي لا يكاد يُفارِق الرجل.
وتتفاقم تلك الاضطرابات مع تراكُم الضغوطات النفسية وغياب أي دعمٍ من المُحِيطين بالرجل، سواء كانوا أقرباءه أو أصدقاءه، أو حتى مجتمعه، فالدعم النفسي يُعزِّز الصحة النفسية، ويُقوِّي الإنسان في مواجهة الضغوطات على مختلف أشكالها وألوانها.
3. الصحة الجسدية
الصحة الجسدية مُرتبطة بالصحة النفسية، ولا يُمكِن عزل أحدهما عن الآخر، فالأمراض الجسدية، خاصةً الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري أو أمراض القلب، قد تزيد خطر المعاناة من الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب.
ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل إنَّ اضطراب الصحة النفسية يُفاقِم الأمراض الجسدية ويزيد وطأتها على الرجل، لذلك فإنَّ الحفاظ على الصحة الجسدية وعلاج الأمراض قدر الإمكان في أقرب وقت، يُحافِظ على الصحة النفسية أيضًا تباعًا ويمنع تدهورها.
4. العزلة والوحدة
الوحدة تجعل المرء حزينًا، خاصةً لو كان وحيدًا لفترة طويلة، أمَّا العزلة فأن يعتزل المرء الآخرين ويُقِيم في بيته.
والحقيقة أنّ الرجل قد يشعر بالوحدة أيضًا رغم وجود علاقات في حياته، أو وجود الناس من حوله، فهي إحساس في نهاية المطاف، وتحدٍ يُواجِه صحة الرجل النفسية.
والشعور بالوحدة أو العزلة أمرٌ طبيعي في بعض مراحل الحياة، فهذه المشاعر طبيعية، لكنها تمرّ عادة ولا تُقِيم بقلب الرجل إلى الأبد، أمّا إذا لم تختفِ واستمرّت لفترة طويلة، فقد تُؤثِّر سلبًا في صحتك النفسية.
وللوحدة أو العزلة أسباب كثيرة، منها:
- وفاة الزوجة أو أحد أفراد الأسرة.
- العيش وحيدًا.
- ضعف التواصل الأُسري.
- مشكلات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب أو القلق.
- عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة، بسبب المرض أو صعوبة الحركة.
- التقاعد من العمل.
- عدم وجود هدف أو معنى في حياتك.
5. التنمّر
لا شكّ أن التنمر من التحديات التي تواجه الصحة النفسية للرجال اليوم، فالتنمر قد يحدث لأي شخصٍ في أي مكان، سواء كان في المنزل، أو في العمل، أو حتى عبر الإنترنت، أو البريد الإلكتروني، فالأبواب مفتوحة على مصراعيها اليوم كما لم تكُن من قبل.
والتنمر في أماكن العمل تحديدًا من السلوكيات المتكررة المُزعجة، والتي تُشكِّل خطرًا بالغًا على الصحة النفسية، وكذا التنمر الإلكتروني عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وبغض النظر عن الشكل الذي يتّخذه التنمر، فإنَّ تجربة الجميع مختلفة، ويُمكِن أن يُؤثِّر التنمر في كل جزءٍ من حياتهم، بما يصل إلى صحتهم واتّزانهم النفسي؛ إذ يشعر العديد مِمّن يتعرَّضون للتنمر بالعجز والوحدة، وقد يخشون ما قد يفعله المُتنمر بعد ذلك إذا أخبروا شخصًا ما عن معاناتهم.
لذلك قد يُصبِح الرجال الذين يتعرَّضون للتنمر كثيرًا أكثر عُزلة، ما قد يزيد خطر مشكلات الصحة النفسية لديهم.
6. البطالة أو فقد الوظيفة
البطالة أو فقد الوظيفة، أو حتى التعرَّض لخسائر مالية كبيرة إثر خسارة الأعمال لها أثر سلبي مباشر في الصحة النفسية؛ إذ يُواجه الرجل حينها بعض المشكلات، مثل:
- صعوبة النوم.
- الغضب والاهتياج.
- الإحباط والحزن.
- الابتعاد عن الآخرين وعدم التواصل الاجتماعي كالمعتاد.
- الشعور بالإرهاق.
- القلق والخوف.
لكن هذه المشاعر تختفي أو تقل وتيرتها بمرور الوقت، أمّا إذا لم تختفِ وطال زمنها، وهيمنت على حياتك، فقد تحتاج إلى التحدُّث مع شخصٍ تثق به أو إلى طبيبك، كما ينبغي البقاء إيجابيًا دائمًا والتفاؤل فيما هو قادم.
7. تغيُّر الظروف
الحياة متغيرة باستمرار، تتقلّب بنا، فلا تثبت على حالٍ، وسواء كان التغيير مفاجئًا أو متوقّعًا، سلبيًا أو إيجابيًا، فلا يزال من الصعب التعامل معه.
وذلك التغيير قد يكون الانتقال إلى منزلٍ جديد، أو هبوب رياح الشيخوخة، أو إنجاب طفل، أو بدء وظيفة جديدة، أو التعرّض لحادث، أو الزواج، أو غير ذلك مِمّا يمرّ به أي إنسان ويقلب حياته رأسًا على عقب.
وكل هذه التغيرات والظروف المتقلبة لها أثرها العميق في صحتك النفسية بلا شك، وهي من التحديات الصعبة التي تُواجِه صحتك النفسية.
8. مشكلات النوم
ما دُمت تنام جيدًا، فقد فعلت ما تستطيع للحفاظ على صحتك النفسية، فالنوم الجيد ضروري لحِفظ الصحة الجسدية والنفسية على حدٍ سواء، كما أنَّ لقلة النوم تأثير كبير في المزاج والتركيز والصحة النفسية عمومًا، سواء شعرت بذلك أو لا.
ومع التقدُّم التكنولوجي، وعكوفنا أمام الشاشات الإلكترونية خلال الليل، فقد صار النوم الجيد أمرًا عسيرًا، خاصةً مع الحاجة إلى الاستيقاظ باكرًا للذهاب إلى العمل، فعلى الأرجح سيُحرَم جسمك من بعض ساعات النوم التي يحتاج إليها.
ومن الطبيعي أن تُواجِه مشكلات في النوم من وقتٍ لآخر، لكن أن يدوم ذلك ويظل ثابتًا، فهذا لن يكون ذا أثرٍ جيد على صحتك النفسية.
لذلك يُنصَح بالنوم في غرفة هادئة مظلمة، وتجنُّب الأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم، ومحاولة وضع جدول لموعد النوم كل يوم في إطار مواجهة ذلك التحدّي الذي يُهدِّد صحتك النفسية.
9. مراحل الحياة
لا شكّ أنَّ الرجال يُواجِهون تحدّيات مختلفة في كل مرحلةٍ من حياتهم، فليست تحدّيات المراهق كالبالغ، وليس البالغ كمن اشتعل الشيب في رأسه وبدت أمارات الشيخوخة على ملامحه.
ففي سنوات المراهقة، قد يُقدِم الرجل على أشياء جديدة، مثل الدراسة للامتحانات، وبدء وظيفة جديدة، وتكوين صداقات، وذلك إلى جانب تطور الدماغ بما يُؤثِّر في المشاعر وطرق اتخاذ القرار، وكل هذه الظروف مجتمعة لا بد أنّ تحمل أثرًا في الصحة النفسية إيجابًا أو سلبًا.
أمّا بعد البلوغ، فالتحدّيات أكبر، مثل تكوين أسرة والزواج، وساعات العمل الطويلة لتلبية احتياجاتك واحتياجات من تعولهم، فكل هذه ضغوط على صحتك النفسية، وهي من التحديات الطبيعية في الحياة، لكنّها تتطلّب حكمة في التعامل معها للحفاظ على الصحة النفسية.
10. التغذية
ما تأكله لا يبني جسمك فقط، بل يُسهِم في صحتك النفسية أيضًا، فنقص بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامينات ب أو أوميغا 3، مُرتبط بالاكتئاب أو القلق.
لذلك فإنَّ النظام الغذائي المتوازن يُعزِّز وظائف الدماغ والصحة النفسية، واليوم مع الإكثار من تناول الوجبات السريعة والمقليات، والابتعاد عن الأطعمة الصحية كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فإنَّ أجسامنا على الأرجح تفتقر للكثير من العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على الصحة النفسية.
ما هي استراتيجيات تحسين الصحة النفسية للرجال؟
مع كثرة التحديات التي تُواجِهها اليوم للحفاظ على صحتك النفسية، فإنَّ هذه الاستراتيجيات ستُساعِدك في الحفاظ عليها وتحسينها لأكبر درجةٍ ممكنة، فهي تتضمّن أنشطة مُحسِّنة للصحة النفسية، وطرق الاعتناء بصحة الجسم بما يُحافِظ على الصحة النفسية أيضًا، وغيرها كما يتضح فيما يلي:
1. طلب المساعدة من مُختص الصحة النفسية
إذا هيمن القلق عليك وبتّ عاجزًا عن أداء مهامك اليومية كما كُنت مُعتادًا، أو حتى غير القلق من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب، فقد تكون مشورة الطبيب من الأهمية بمكانٍ لاستعادة توازنك النفسي.
فالطبيب المُختص قادر على التعامل باحترافية عالية مع مختلف الاضطرابات النفسية، ومن شأن ذلك أن يُساعِدك على استئناف حياتك كما اعتدتها دون مشكلات نفسية كبيرة.
2. تطوير مهارات التأقلم
تُساعِد مهارات التأقلم في مواجهة تحدّيات الصحة النفسية بكفاءةٍ كبيرة، ومن مهارات التأقلم المُعِينة على ذلك:
- ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل.
- الانتظام في ممارسة نشاطٍ بدني.
- إنشاء قائمة لمهامك وتحديد أهدافك.
هذه الأمور تُساعِد في تحسين صحتك النفسية، خاصةً إذا كانت الظروف خارجة عن إرادتك، ولا بأس أيضًا بطلب المساعدة من صديق أو مِمّن تثق به، فكلُّ ذلك يُساعِد على التأقلم مع مشكلات الصحة النفسية.
3. بناء علاقات اجتماعية قوية
لا يعيش الإسان منفردًا بعيدًا عن الناس، بل إنَّ ارتباطه بالآخرين جزءٌ أساسي من طبيعته وشخصيته، لذلك احرص على بناء علاقات اجتماعية قوية، فهي ستمنحك ثقة في نفسك، وربّما تُعطِيك أيضًا منظورًا مختلفًا للأشياء.
كما يُنصَح أيضًا بقضاء ما أمكنك من وقتٍ مع أصدقائك وعائلتك، أو حتى التواصل معهم سواء بالرسائل النصية أو بالمكالمات الهاتفية، أو عبر الإنترنت.
فالعلاقات الاجتماعية تُعزِّز صحتك النفسية، وتُوفِّر لك دعمًا كافيًا في مواجهة ضغوطات الحياة، وربّما تجد منهم من يكون إلى جوارك لو تقلّبت بك ظروف الحياة فجأة.
4. الأنشطة العلاجية
هناك بعض الأنشطة التي تُحسِّن صحتك النفسية، وتُعِينك على مواجهة صعوبات الحياة التي تزداد يومًا تلو الآخر، منها على سبيل المثال:
- الاسترخاء: قد تعرف بالفعل ما يُساعِدك على الاسترخاء، مثل الاستحمام أو أخذ نزهة أو قراءة كتاب، فإذا كُنت تعلم أنَّ نشاطًا مُعيّنًا سيُساعِدك على الشعور براحةٍ أكبر، فتأكَّد من تخصيص وقتٍ ثابت له كل يوم، وانظر كيف ستتحسّن صحتك النفسية تباعًا.
- اليقظة: هي تقنية علاجية تعتمد على زيادة الوعي باللحظة الحالية، سواء كان في العالم من حولك، أو في مشاعرك الداخلية وأفكارك، فممارسة اليقظة، تجعلك أكثر وعيًا بحالتك المزاجية وردود أفعالك، لكن لا يجد جميع الناس تلك التقنية مُفيدة.
- الهروب إلى الطبيعة: للطبيعة تأثير مُهدِّئ على الإنسان، فهي تُساعِد على الشعور بالهدوء والأمل، وانخفاض الشعور بالوحدة، ففي اليابان مثلاً، يستخدم بعض الناس "الاستحمام في الغابات"، وهي طريقة للبقاء هادئًا بين الأشجار ومراقبة الطبيعة من حولك في أثناء التنفس بعمق، فالطبيعة عمومًا تُحسِّن الصحة النفسية بدرجةٍ كبيرة.
5. الاعتناء بصحة جسمك
الصحة الجسدية مرتبطة بالصحة النفسية، لذلك فالعناية بها أحد الطرق التي يغفل عنها كثير من الناس في سبيل تحسين الصحة النفسية، وذلك من خلال:
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يحتاج البالغون إلى النوم 7 - 9 ساعات كل ليلة، لذلك يُنصَح بمحاولة تثبيت مواعيد النوم كل يوم، وتجنّب الأجهزة الإلكترونية كالجوال والتلفاز قبل النوم، وكذلك تجنّب الكافيين "القهوة".
- النشاط البدني: تُساعِد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تحسين الصحة، مثل المشي لمسافات قصيرة أو السباحة، لكن ما يهم هو اختيار رياضة تستمتع بها فعلاً، فهذا سيُساعِدك على الالتزام أكثر، ومع ممارسة الرياضة، تتحسّن الصحة الجسدية والنفسية في آنٍ واحد.
- تناول طعامٍ صحي: للنظام الغذائي أثره على الصحة النفسية، وكُلّما كان الطعام صحيًا، كان ذلك أفضل لصحة الجسم وللوقاية من الأمراض المزمنة، ومِنْ ثَمّ الحفاظ على الصحة النفسية، لذلك يُنصَح دومًا بتناول الطعام الصحي، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون وغيرها.
- تجنّب المخدرات والكحول: مع اشتداد وطأة الاضطرابات النفسية، قد يُحاوِل بعض الناس تحسين مزاجهم ولو مؤقتًا من خلال تناول المخدرات أو الكحول، لكن هذه الأمور قد تزيد اضطرابات الصحة النفسية والجسدية، ولذلك ينبغي تجنّبها حفاظًا على الصحة عمومًا، ولأنّ علاج الإدمان قد يكون صعبًا للغاية.
6. البقاء واعيًا بصحتك النفسية
لا يلتفت كثيرٌ من الناس إلى أهمية صحتهم النفسية، بل لا يعون مدى خطورة اضطرابها، لذلك كُن واعيًا دائمًا بها وبالمشكلات التي قد تقع فيها باكرًا، وذلك من خلال:
- رصد العلامات التحذيرية المبكرة: حاوِل أن ترصد العلامات المبكرة التي تدل على وجود مشكلة نفسية حقيقية إن كُنت تقدر على ذلك، فمثلاً استمرار الحزن لأسابيع والإحباط، أو فقدان الشغف في الأنشطة التي كانت تُمتعك سابقًا من دلائل الاكتئاب، ورصد مثل هذه العلامات باكرًا، يُساعِد في الحصول على الرعاية المطلوبة في أقرب وقت للحفاظ على صحتك النفسية ومنع تفاقم مثل تلك الاضطرابات.
- الاحتفاظ بمذكرات عن مزاجك: فكرة جيدة أن تُتابِع مزاجك على مدار اليوم لمعرفة ما يجعلك تشعر بتحسّن، أو ما يجعل مشاعرك أسوأ، ويمكنك بعد ذلك اتخاذ الخطوات اللازمة لتجنُّب المواقف الصعبة أو تغييرها أو الاستعداد لها كي لا يتدهور مزاجك، ومِنْ ثَمّ صحتك النفسية. وهذه المذكرات قد تكون ورقية أو حتى إلكترونية من خلال الإنترنت أو تطبيقات الهاتف، فالمهم هو رصد المزاج وما حسّنه أو زاده سوءًا.