اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من الاضطرابات النفسية التي تتدمر فيها علاقات الإنسان بالآخرين، فهو لا يُبدي أي تعاطف مع غيره، ولا يندم على إيذاء من حوله حتى لو كانوا من أقرب الناس إليه، بل ولا يحترم القوانين أو الأعراف المجتمعية، وهو من الاضطرابات الفريدة في سماتها وفي سلوك المُصاب به.
ولكن هل لذلك الاضطراب أسباب محددة؟ وكيف يمكن للمرء التعامل مع مصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
ما هو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
اضطراب يتجاهل فيه الشخص حقوق الآخرين، وقد يتصرف بعنف أو تهور، بينما لا يكترث برغبات الآخرين، ولا يُظهر أي تعاطف معهم.
وقد يكون ضعف الضمير أو البوصلة الأخلاقية لديه هو ما يسمح له بخداع من حوله والتلاعب بهم، كما أنه لا يشعر بندم مع تصرفاته تلك.
وما لا يثير الدهشة، أن المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع علاقته سيئة مع أصدقائه وعائلته، وإذا كنت تعيش مع أحد مُصاب بذلك الاضطراب، فقد تظل خائفًا من أن تُضرَّ بك أفعاله.
أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
عادةً ما تضمُّ أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الكذب والسرقة، والأعمال العدوانية، وهناك أعراض أخرى أقل شيوعًا، مثل غياب التعاطف مع الآخرين وعدم الندم واللامبالاة عمومًا.
1. عدم احترام القوانين والقواعد
يتجاهل الأشخاص الذين يُعانون اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع القواعد والأعراف الاجتماعية، وأحيانًا يُخالفون القانون عن قصد، بل قد يظنون أنهم "فوق القانون" أو أن القواعد لا تنطبق عليهم، ومن ثم قد ينخرطون في سلوكيات ضارة، مثل الجريمة والسرقة.
2. السلوك العدواني
العدوانية من صفات بعض المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، بل قد يكون العداء علنيًا تجاه الآخرين، فقد يصرخون فيمن أمامهم عندما يكونون منزعجين أو غاضبين، أو قد يُلحقون ضررًا جسديًا بالآخرين. والسلوكيات العدوانية تلك واحدة من أكثر العلامات شيوعًا لدى المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
3. الخداع والكذب
الكذب من الأعراض المُميّزة لاضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، فالأشخاص العاديون قد يشعرون بالذنب عند الكذب، بينما لا يشعر المُصاب بهذا الاضطراب بذلك.
وغالبًا ما يكذب المُصاب باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، ويخدع الآخرين للحصول على ما يريد، بل إن بعضهم مريض بالكذب، ومن ثم يكذبون حتى عندما لا يكون هناك مكسب حقيقي من وراء الكذب.
4. استغلال الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية
قد يستغل المُعادِي للمجتمع الآخرين لتحقيق منافع شخصية له، فمثلًا قد يُكوِّن علاقات مع الأشخاص ذوي النفوذ أو الثروة، وذلك بهدف الاستفادة من هؤلاء لصالحه لاحقًا.
5. نوبات غضبٍ غير مُتوقّعة
الغضب من المشاعر القليلة التي قد يشعر بها المُصاب باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، فهو يمتلك مشاعر محدودة، ومع ذلك فقد ينفجر في نوبات غضبٍ غير مُتوقّعة، فقد يكون شديد الانفعال أو سريع الصراخ، أو حتى يصير عدوانيًا عندما يكون غاضبًا أو لا يحصل بالضبط على ما يريده.
6. سلوكيات غير مسؤولة
قد يُمارِس ذلك الإنسان سلوكيات غير مسؤولة، مثل الانخراط في تعاطي المخدرات أو الكحول أو المقامرة، كما قد يفقد اهتمامه سريعًا بالأنشطة.
7. شخصية جذّابة مزيفة
يمتلك بعض المُصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع القدرة على جذب الناس وكسب ثقتهم بشخصية ساحرة في العلن، وقد يتأثر من قابلوهم لأول مرة بجاذبيتهم أو روح الدعابة التي يمتلكها بعضهم.
لكن هذه الشخصية المؤقتة سطحية، وليست هي الأصل، إذ سرعان ما تتلاشى مع تعرّف الناس عليه بشكلٍ أفضل، ثم تبرز شخصيته المعادية للمجتمع على العلن، وهم يميلون عمومًا إلى إظهار شخصيتهم الحقيقية بمرور الوقت، والتي لا تكون بنفس جاذبية الشخصية المزيّفة الساحرة!
8. التعطُّش إلى السلطة والسيطرة
لطالما وجد الباحثون عددًا كبيرًا من المُعتلين اجتماعيًا "المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع" والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية في مناصب القيادة التنفيذية.
فمثلًا، غالبًا ما يكون الأشخاص ذوو السمات المُعادية للمجتمع في مناصب حكومية رفيعة المستوى، مثل الرؤساء التنفيذيون لشركات كبيرة. وهذه ليست مُصادفة، بل هي حقيقة مؤسفة، فالمُصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع متعطشون للسلطة، ومن السهل عليهم المضي قدمًا للوصول إليها عندما يكونون قساة ويتصرفون بلا ضمير.
9. استخدام الإكراه أو التخويف
ذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الخامسة "DSM-5" أنّ استخدام الإكراه أو التخويف من سمات الشخصية المُعادية للمجتمع، وذلك بهدف الحصول على الأشياء التي يريدها هؤلاء، أو السيطرة على الذين يُعارِضونهم ومنع محاسبتهم على أفعالهم.
فمثلًا قد يُهدِّدون أو يبتزون الأشخاص الذين بمقدورهم كشف بعض الأسرار، أو استخدام سبل الإكراه أو الترهيب لحمل الناس على فعل الأشياء التي يُرِيدونها "المُعادِين للمجتمع".
10. غياب أي هدفٍ واضح من الحياة
عادةً لا يملك الأشخاص المُعادون للمجتمع هدفًا ما أو لا يجدون معنىً في حياتهم، وفي الغالب لا يُبالُون بأحد ولا يمتلكون مشاعر كغيرهم، ومن الصعب عليهم وضع أهدافٍ طويلة الأمد.
11. الهجوم بضراوة على من يُعارِضونهم
لا يملك المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أي تعاطف مع الآخرين، ولا يندم على أفعاله تجاههم، ومن ثم قد يكون قاسيًا عند مهاجمة شخص يعارضه.
فهو يسعى للانتقام من الأشخاص الذين ظلموه أو أهانوه في الماضي، وقد يكون انتقامه وحشيًا، فمثلًا قد يُسيء لسمعة شخص ما بصورة سيئة للغاية لدرجة أن يفقد ذلك الشخص وظيفته أو لا يكون قادرًا على العثور على عمل في المستقبل، كما أنه قاسٍ بشكل خاص على من يراه تهديدًا محتملًا له.
12. قلة التعاطف أو الشعور بالذنب والندم
الافتقار إلى التعاطف مع الآخرين أو عدم الشعور بالذنب والندم من أكثر أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع شيوعًا.
نعم، قد يشعر المُصاب أحيانًا بقليل ندم إن أذى شخصًا قريبًا منه، لكنّه يظل مفتقرًا للقدرة على الندم حقيقي، فعادةً ما يسهل عليه تجاهُل أفعاله أو تبريرها حتى عندما يُؤذِي شخص ما، وهذا ليس فيه دلالة على ندم حقيقي.
13. الاستحقاقية
يشعر المُعادي للمجتمع بأنّه متفوق على الآخرين، أو الأنا عنده مُتضخّمة ويرى نفسه مُستحقًا لمعاملة خاصة دونًا عن الآخرين، بل قد يغضب عندما لا يُعامَل بالاحترام اللازم أو عندما لا يحصل على الإعجاب الذي يرى أنّه يستحقه.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لا يُوجَد سبب مُحدّد لاضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، لكن ثمّة بعض العوامل التي قد تُسهِم في زيادة خطر الإصابة بذلك الاضطراب، منها:
- الجينات: إذا كان أحد أقاربك من الدرجة الأولى (أب أو أخ) يُعانِي اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، فقد تكون مُعرّضًا لذلك الاضطراب، فقد أشارت الأبحاث إلى أنّ العوامل الوراثية قد تكون سببًا لذلك الاضطراب، خاصةً لو توفّرت عوامل أخرى إلى جانبها.
- النشأة والتربية: للتربية أثر مهم لا يمكن تجاهله، فقد ارتبطت إساءة معاملة الأطفال وتعرّضهم للصدمات بالإصابة باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، خاصةً لو كان والدَا الطفل مُسيئين، إذ قد يتعلم الطفل ذلك السلوك السيء ويُظهِره لاحقًا مع أطفاله، كما قد يفتقر هؤلاء الأطفال إلى التعاطف مع الآخرين.
- تشوهات الدماغ: قد تؤدي اضطرابات النمو في الدماغ أو إصابة الدماغ إلى اضطراب الشخصية المُعادية، إذ قد يصعب على الإنسان التعامل معه، خاصةً مع تراجُع قدراته المعرفية إثر تدهور الدماغ، وقد أشار بحثٌ إلى أنّ الأشخاص المُعادِين للمجتمع لديهم اختلافات في الفص الأمامي للدماغ، وهي منطقة مسؤولة عن التخطيط والحكم.
- صدمة الخيانة: الخيانة من أقسى التجارب التي قد يُواجِهها الإنسان في حياته، ومن أشدّها ألمًا على فؤاده، ويُمكِن أن يُؤدّي تعرّض الإنسان للخيانة إلى المعاناة من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع كوسيلةٍ لحماية نفسه والتعبير عن آلامه.
- اضطراب السلوك: قد يكون تشخيص اضطراب السلوك قبل سن 18 عامًا عامل خطر للإصابة باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، خاصةً لو تُرِك دون علاج.
تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
تشل معايير التشخيص حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5"، فإنّ اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع يشمل سلوكًا ثابتًا من تجاهل حقوق الآخرين، ويبدأ من سن 15 عامًا، كما يُشخّص ذلك الاضطراب من ثلاثة أو أكثر من السلوكيات التالية:
- اللامبالاة والسلوك المتهور سواء فيما يتعلّق بسلامة الذات أو الآخرين.
- عدم اتّباع المعايير الاجتماعية فيما يتعلّق بالسلوكيات المشروعة، فقد ينخرط في أعمالٍ تُعرِّضه للاعتقال، مثل الجريمة والسرقة.
- الكذب والخداع واستخدام الأسماء المستعارة، لتحقيق مُتعةٍ أو ربحٍ شخصي.
- عدم الندم أو التعاطف، وتبرير إيذاء الآخرين أو إساءة معاملته لهم.
- الاندفاع في التصرفات.
- العدوانية والتهيج حتى الإيذاء الجسدي.
- انعدام تحمل المسؤولية، فلا يمكن له الاحتفاظ بوظيفة أو الوفاء بالتزاماته تجاه الآخرين.
ولا تُوجَد اختبارات طبية، مثل فحص دم مُخصّص لاضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، لكن إذا أُحِيل المريض إلى اختصاصي الصحة النفسية، فقد يُجرِي تقييمًا نفسيًا إلى جانب الفحص الجسدي للتأكّد من عدم معاناة المريض من مرضٍ آخر يُسبِّب نفس الأعراض أو السلوكيات.
كذلك قد يحصل الطبيب على تاريخٍ طبيٍ كامل للمريض، بما في ذلك ما إذا عانى مرضًا نفسيًا سابقًا أو تناول أدوية مُعيّنة، وذلك للوصول إلى التشخيص الصحيح، ووضع خطة علاجية مُناسِبة لحالة المريض.
ما الفرق بين اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وغيره من اضطرابات الشخصية؟
قد تتشابه بعض اضطرابات الشخصية مع اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، لكن يجب التمييز بينه وبين غيره من الاضطرابات، مثل:
- اضطراب الشخصية النرجسية، وهو اضطراب يتضمّن شعورًا متضخمًا بأهمية الذات.
- اضطراب الشخصية الحدية، وهو اضطراب يتسم بحالة مزاجية غير مستقرة وسلوك متلاعب بالآخرين.
- اضطراب تعاطي المواد المخدرة.
ما طرق علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
قد لا يُدرِك المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أنّه مُصاب، ومِنْ ثَمّ لا يبحث عن علاج، لكن هناك خيارات علاجية متاحة لعلاج ذلك الاضطراب:
العلاج النفسي
يشمل العلاج النفسي:
- العلاج المعرفي السلوكي: هذا النوع من العلاج مُفيد جدًا في تحسين الأداء الاجتماعي وتعزيز العلاقات، والحد من العدوانية، وبه يتمكّن المريض من استكشاف كيف تُؤثّر أفكاره ومشاعره في سلوكه، بهدف تعديلها إلى ما هو أنسب، وذلك بمعاونة المُعالِج بالطبع.
- العلاج القائم على التعقل: نهج علاجي استُخدِم لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، لكنّه قد يساعد أيضًا في تقليل العدوانية في اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، وخلال العلاج قد يطلب الطبيب من المريض سرد مواجهة سابقة لك ووصف حالتك العاطفية أثناء المواجهة، ثُمّ قد يشجعك بعد ذلك على التفكير في كيفية نظر الشخص الآخر وشعوره تجاه الصراع، وهذا النوع من التمارين مفيد لبناء التعاطف، وهو الأمر الذي يفتقر إليه الشخص المُعادِي للمجتمع بشدة.
الأدوية
لا تُوجَد أدوية مُعيّنة لعلاج اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، لكن قد تساعد بعض أنواع الأدوية في تخفيف بعض أعراض ذلك الاضطراب، مثل:
- مضادات الاختلاج، التي تُستخدم عادةً للصرع، فقد تساعد في تقليل السلوك الاندفاعي لدى الأشخاص المُعادِين للمجتمع.
- مضادات الذهان، فقد تُساعِد في تخفيف العدوانية.
- مضادات الاكتئاب، الي قد تكون مفيدة في تقليل السلوك العدواني.
كذلك قد تُوصَف الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية المتزامنة مع اضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، خاصةً أنّهم مُعرّضون لإدمان المخدرات.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
حسب ما ذكره "Cleveland Clinic"، فلا يُوجَد علاج نهائي لاضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، لكن يمكن تخفيف الأعراض مع تلقّي العلاج المناسب، إذ يساعد في تعديل السلوك وتقليل أذى ذلك الشخص لمن حوله.
نصائح للتعامل مع المُصاب باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع
إذا كان أحد أحبابك مُصابًا باضطراب الشخصية المُعادية للمجتمع، فقد تكون خائفًا على الدوام من سلوكه غير المُتوقّع، فرُبّما ينفجر غاضبًا خلال الحوار، أو يسرق شيئًا من ممتلكاتك، أو ربّما تنتظر مكالمة من الشرطة لاعتقالها له، وربّما وربّما كثيرٌ من الأمور غير السارة على الإطلاق.
وبينما لا يمكنك التحكّم في سلوكه، لكن هذه النصائح قد تساعدك في التعامل معه بأفضل طريقةٍ ممكنة:
- لا تأخذ أفعالهم على محملٍ شخصي: إنّ تصرُّفات المُعادِي للمجتمع لا تتعلّق بك وحدك، فهو لا يكذب عليك لأنّك ساذج مثلًا، ولا يُؤذيك بلسانه لأنّك تستحق ذلك، بل إنّ شخصيته مضطربة وهكذا سلوكه مع الكل تقريبًا، فحاوِل ألّا تتعامل مع أفعاله بشكلٍ شخصي، وهذا بدايةً.
- تجنّب الإساءة: من الضروري أن تكون قادرًا على رصد الإساءة في العلاقة واتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامتك، سواء كانت إساءة عاطفية ولفظية على شكل سباب أو ترهيب، أو حتى جسديًا، فصُن نفسك في ذلك الحين، وحاوِل ألّا تبلغ معه تلك المرحلة.
- تشجيعه على العلاج: عادةً لا يسعى المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع للحصول على علاج، لكن يمكنك محاولة دفعه إلى ذلك بالإشارة إلى كيفية تأثير ذلك الاضطراب سلبًا على حياته، مثل العبء المالي للمسائل القانونية "فهو يتجاوزه باستمرار" أو الآثار الناجمة عن سلوكه المتهور، ومن الأفضل تجنُّب الحديث عن اضطراب الشخصية نفسه، وتشجيعه على طلب المساعدة للاضطرابات الأخرى إن كان يُعانِي أيًا منها، مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
- وضع وتعزيز الحدود: الحدود بينك وبيه لحمايتك من سلوكه السيء والمتهور، فكُن واضحًا في حدودك وأخبره بالأفعال التي لن تتسامح معها، وأكِّد على ذلك، ولا بأس ببعض العواقب إن تجاوز المُسيء حدوده معك، مثل "إن كذبت عليّ مُجددًا، فسأقطع صلتي بك".
- جِد دعمًا: إذا كُنت تُحاوِل وحيدًا التعامل مع المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، فهذا ليس أفضل خيار، لكن حاول أن تحصل على دعمٍ من أفراد أسرتك، وقلِّل من توقعاتك، واستعن بأصدقائك أو بمن يمكنه تلبية احتياجاتك أو حتى يساعدك على التعامل معه.
نصائح للتأقلم مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
ليس كلُّ مصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غير واعٍ بحالته، بل بعضهم يعلمون ذلك ويرغبون في تحسين حياتهم وعلاقتهم بالآخرين، وهنا يجب التحدُّث إلى معالج محترف، وإلى جانب ذلك هناك بعض الخطوات التي يُمكِنك اتخاذها لتحسين شخصيتك:
1. ممارسة التعاطف
يُساعِدك التعاطف في فهم وجهة نظر الشخص الآخر بصورةٍ أفضل والتعامل معه بطريقةٍ أرقى، ومِمّا يُساعِدك على التعاطف:
- أن تكون مُستمعًا لغيرك: حاوِل أن تفهم الشخص الآخر في أثناء محادثتك معه، وأن تفهم مشاعره، وأن تضع نفسك مكانه، وترى العالم من وجهة نظره بينما أنت مُستمِع إليه.
- قراءة الإشارات غير اللفظية: يتواصل الناس فيما بينهم كثيرًا من خلال لغة الجسد، وتعلُّم تفسير تلك الإشارات غير اللفظية يساعد في فهم الحالة النفسية أو العاطفية للشخص الآخر بشكلٍ أفضل، ومِنْ ثَمّ ستعرف حينها المشاعر المناسبة للموقف بينما تتعامل معه.
- لا تنغلق على نفسك: ربّما لا ينبغي أن تكون منغلقًا على نفسك بشدة، وأن تنفتح بعض الشيء على الآخرين، وكُن مُرحّبًا لفكرة مشاركتك لمخاوفك أو ما يقلقك أو الصعوبات التي تلقاها مع الأشخاص الذين تثق بهم، فهذا أجدر ببناء التعاطف في داخلك.
2. تحسين الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة مشاعرك بطريقةٍ صحية، وهو ما يساعد في تعزيز العلاقات وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات، ومِمّا يُساعِد على تحسين الذكاء العاطفي:
- اليقظة: تتمحور حول الاعتراف بالأحاسيس والمشاعر الحالية لديك دون أن تُطلِق عليها أحكام، فهذا يساعدك في فهم مشاعرك بصورةٍ أفضل والتعرُّف إلى الأفكار السلبية التي تُؤدِّي للسلوك المُدمّر الذي يتصف به المُصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
- إتقان مهارات إزالة الصراع: بالتأكيد لن تكُن متفقًا مع جميع الناس في كل الأوقات، فلكل إنسانٍ وجهة نظرٍ تختلف عن غيره، لذلك ينبغي أن تتعلَّم كيف تتعامل مع المشكلات وأن تُسامِح الآخرين على أفعالهم بما يُؤدّي لتجاوز الصراعات وتقوية العلاقات في نفس الوقت.
3. ترويض غضبك واندفاعك
نوبات الغضب المُفاجِئة ضارة لك ولغيرك، سواء دخلت شجارًا بعدها أم لم تفعل، فذلك الغضب يُدمّر علاقتك بالآخرين، ويجعل من الصعب على عائلتك وأصدقائك الوثوق بك، لذلك يُفضّل اتّباع النصائح الآتية لترويض ذلك الغضب العارم:
- معرفة العلامات التحذيرية للغضب: قد يبدأ الغضب في الظهور عليك على شكل أعراضٍ جسدية، مثل زيادة مُعدّل ضربات القلب أو التعرّق، أو غيرها، فهذه علامات تحذيرية تُنذِرك قبل الدخول في نوبة غضب - إن لم تكُن قد دخلتها بالفعل - فأول ما تشعر بتلك العلامات، افعل ما بوسعك لتشتيت ذلك الغضب وتهدئة أعصابك كما يتضح في النصائح الآتية تباعًا.
- الهدوء: ثمّة بعض الممارسات التي تساعد على التهدئة، والتي يُنصَح بالانخراط فيها ما إن تظهر علامات الغضب عليك، مثل التنفس العميق، أو المشي الخفيف، أو أي شيءٍ يُناسِبك طالما سيُساعِد على التخلص من ذلك الغضب دون أن يضرك أو يضر الآخرين.
- تأجيل القرارات: حاوِل أن تضع قاعدة ثابتة لك بألّا تتعجّل في اتخاذ القرارات وأن تُحدِّد وقتًا أو زمنًا مُعيّنًا قبل اتخاذ أي قرار، فمثلًا إن كُنت تُفكِّر في ترك وظيفة، فكِّر في خياراتك المتاحة لمدة 24 ساعة بدلًا من الثورة والغضب دون داعٍ لذلك ولا فائدة على الحقيقة.