الفنانة التشكيلية ولاء آل عقيل لـ«الرجل»: أستوحي لوحاتي من التأمل.. أمنيتي متحف فني عالمي في السعودية
ولاء بنت أحمد آل عقيل فنانة تشكيلية سعودية، حاصلة على بكالوريوس الكيمياء الحيوية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، شغوف بالرسم منذ صغرها، وتعشق الألوان وتضعها أمام معادلات تذهب بها إلى آفاق إبداعية، مستوحاة من التأمل والتفكر، تحلق معها بخبرتها وتجربتها الفنية إلى مستويات عالية من التميز والتألق والجمال. «الرجل» لقيت الفنانة التشكيلية ولاء العقيل وكشفت ما تحمله للمستقبل من شغف ألوانها وخطوطها، فإلى التفاصيل:
بداية عرفينا ببساطة من هي ولاء العقيل؟
ولاء بنت أحمد آل عقيل فنانة سعودية تشكيلية، تخرجت في جامعة جدة تخصص الكيمياء الحيوية، أعشق الفن التشكيلي وشغفي الرسم والجمال، وأحاول جاهدة اكتساب خبرة قوية بالمجال الفني، وأعشق الميك آب وعندي حصيلة فيديوهات تدريبية كثيرة على صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي.
الفن هواية وشغف
بالرغم من تخصصك الأكاديمي في الكيمياء الحيوية فإنك تمارسين الفن التشكيلي، هذا التضاد كيف وجّهتِه لصقل موهبتك؟
الموهبة الفنية ليس لها علاقة بالتخصص الدراسي أو المهني تمامًا، بالرغم من كونه ساعدني على الرسم وصقل موهبتي، خاصة مواد الرسم التشريحي، قد نرى فنانين بتخصصات متعددة ولهم موهبة الرسم، سواء أكانت هذه الموهبة بالفطرة أم مكتسبة، بالنسبة لي الفن ليس مهنة بقدر ما هو هواية وشغف، ومع الممارسة والتطور يتحول الفنان من هاوٍ إلى محترف يمكنه العمل وتحقيق ذاته وأهدافه.
التأمل والتفكر
قال بابلو بيكاسو: "الإلهام موجود لكن يجب أن يجدك تعمل"، فما مصدر إلهامك وما الأدوات التي تستخدمينها؟
نعم بالطبع، دون عمل لن يكون هنالك إلهام، أستوحي لوحاتي التشكيلية من التأمل والتفكر في الطبيعة، خلق الله، الحيوانات، التصاميم والأشكال الهندسية، السيارات وبخاصة الكلاسيكية.
بالنسبة للأدوات والخامات التي أستخدمها في الرسم أفضّل الألوان بكل أنواعها سواء كانت الإكريليك، أو الزيتية أو المائية
أرسم كل شيء
ماذا يشكل لك الفن والرسم والفرشاة؟ ماذا ترسمين وما الذي يشغل فرشاتك؟ وما هي موضوعاتك المفضلة؟
الفن والرسم بالنسبة لي قرينان لا ينفك أحدهما عن الآخر، والرسم من أرقى أنواع الفنون وأسماها، وأعلاها قدرًا ودرجةً، كما أن الرسم هو تجسيد ما يدور في خيال وفكر الرسام التشكيلي إلى صورة تحكي تفاصيلها في كل ضربة من ضربات الفرشاة ألف معنى وفكرة وتعبير، أما الفرشاة التي يستعملها الرسّامون فتحمل في طيّها كثيرًا من المعاني التي لا نستطيع البوح بها سوى بالفرشاة.
في الواقع دمج الألوان ما زال بالنسبة لي شغفًا، ولا يوجد شيء محدد أرسمه، كل شيء ملهم وجميل موضوع للوحاتي، تجربة الدمج وتنسيق الألوان بحد ذاتها فن علاجي، بدأت أرسم الشخصيات الكرتونية على الحائط (جداريات)، ثم قمت بتجربة رسم الطبيعة من الأشجار والبحار و الحيوانات و حاليًّا أقوم بتنفيذ لوحات البورتريه.
اقرأ أيضًا: سناء يوسف العبد الواحد لـ«الرجل»: صناعة الأزياء المحلية هدفي.. وتصاميمي لوحات فنية تستوحي الأبنية والعمارة
طرح الآراء والأفكار
تشاركك أختك شغفك بالرسم؛ بالنسبة لك ماذا تمثل قيم الرسم الثنائي أو الجماعي؟
كنت أحب الرسم مع أختي منذ صغري، لأنها كانت مدربتي على الرسم، وتعلمت منها كثيرًا. بدأت مشاركة الرسم الجماعي مع صديقاتي الموهوبات. تجربة الرسم الثنائي ممتعة جدًا، وتكسب مهارة وتطورًا مختلفين بين الموهوبين والفنانين، وتساعد على طرح الآراء والأفكار، وتفتح أبعادًا من زوايا مختلفة، تجعلك ترين وجهات نظر فنية مختلفة بأذواق مختلفة. وطبعًا بالنهاية كل فنان له لمسته الفنية الخاصة به.
ممن تلقيت الدعم والتشجيع؟
أول داعم لي هي أختي، وأقاربي، وأصدقائي، ومتابعيّ بكل تأكيد.
ما الإنجازات التي تفخرين بها ؟
لوحة المرسيدس - بنز القديمة كانت أول إنجاز أفخر به، لأنها لاقت تشجيعًا وصدى كبيرًا خصوصًا من شركة مرسيدس نفسها، وأنا فخورة حقًّا بهذا العمل. أيضًا مشاركتي الفنية في مسابقة الملك عبد العزيز، وفوزي بجائزة على مستوى المنطقة الغربية خلال دراستي بالمرحلة الثانوية.
الموازنة بين الدراسة والفن
أحسن وسيلة للتعامل مع الصعاب هي تجاوزها.. فما التحديات التي واجهتِها؟ وكيف تغلبت عليها؟
كل فنان يواجه تحديات في بداياته، وهذه التحديات هي التي تصقل الفنان وتطوره وتدفعه نحو النجاح، وبالنسبة لي التحديات التي واجهتني كانت محاولاتي الموازنة بين الدراسة والفن التشكيلي، خاصة عندما استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بالنسبة لي جهدًا ومسؤولية كبيرة، بجانب خوفي من النقد وتقبل الآراء المختلفة، والحمد لله تخطيت هذه المرحلة.
اقرأ أيضًا: مغنية الأوبرا سوسن البهيتي: صوتي روحي وطموحي يتخطى الأضواء.. فتحت باب الأوبرا السعودية لتعبروا
تطوير وابتكار
كثير من الرسامين يعانون ظاهرة "الآرت بلوك"، برأيك ما هي أسبابها؟ وكيف تعاملتِ معها؟
بالفعل عديد من هواة الفن التشكيلي يعانون "الآرت بلوك"، وهي حالة تصيب الرسام بحيث لا يمتلك المقدرة على الرسم أو التلوين أو كل ما يخص الفن، وأسبابها مختلفة من فنان لآخر، منها: هيمنة الوقت والاستعجال. أحيانًا يواجه الفنان نفسه عندما يكون مشغولًا أو ينتظره عمل مهم، فيضغط على عقله بوقت قصير لإنتاج عمل، وينتظر منه نتيجة باهرة، وطبعًا النتيجة تكون مُخيبة. توازن الوقت مهم، وقد مررت بها نتيجة ضغوط الحياة، والحمد لله تخلصت منها، الفن يحتاج إلى هدوء وفكر وتركيز وعقل خصب وغني بالأفكار، وحقيقة أحاول أن أتغلب عليه بالتجديد والتطوير والابتكار، وبوساطة الإلهام الموجود بالكتب والرسومات والإنترنت، كل ما عليك هو أن تبدأ البحث، وتغذي العين بأعمال المُبدعين، وتتابع طرق رسمهم واجتهادهم، ممكن لعمل غيرك أن يخلق لديك دافعًا للعودة أو يحفز الأفكار بداخلك لخروجها، ولا تجبر نفسك على إنتاج عمل خلال سقف زمني محدد، واصنع الاختلاف واستمر في التعرف والاستفادة من خبرات الفنانين، وأيضًا يجب عدم الانقطاع عن الرسم مدة طويلة.
ما هي هواياتك التي تمارسينها وقت فراغك؟
أمارس في وقت فراغي الأشغال اليدوية، والأعمال الفنية المختلفة، كالنحت والتصميم، كذلك تستهويني الرياضة والقراءة.
محترف ومتحف فني
ما طموحاتك المستقبلية؟
لدي إيمان بأن الفن علاج للروح والعقل، ولكل منا جانب فني، والمستقبل يعني لي الهدف، لذلك أطمح بأن يكون لي محترف خاص يحمل اسم «جاليري»، تقام فيه الدورات وورش العمل الفنية والمختلفة، كما أطمح إلى أن تعرض لوحاتي مستقبلاً في أكبر المعارض والمتاحف الفنية المحلية والعالمية.
وهل لديك أمنية خاصة؟
أتمنى وأطمح إلى أن يكون بمملكتنا الغالية معرض ومتحف فني عالمي يزوره الفنانون العالميون سنويًّا من مختلف أنحاء العالم، وتقام به الفعاليات الفنية، وفخورة بأن هذه الخطوات أصبحت ممكنة مع بداية واقع جميل قادم مع رؤية 2030، ولاحظت من تجربتي أن الشعب السعودي متذوق للفن والفنون بمختلف مجالاته الفنية، ولديه ذوق رفيع، وحريص على حضور المعارض واقتناء اللوحات.
البطاقة التعريفية
الاسم: ولاء أحمد آل عقيل
مكان وتاريخ الميلاد: جدة في 3 / 12 / 2000
الحالة الاجتماعية: غير متزوجة
المؤهل: بكالوريوس كيمياء حيوية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة 2023
الوظيفة: فنانة تشكيلية