شركات ناشئة بتصنيفات غريبة.. ما الفرق بين اليونيكورن والديكاكورن والهيكتاكورن؟
يُكتنف العالم أكثر من 150 مليون شركة ناشئة، والرقم في ازديادٍ متسارع. في المتوسط، نُشهد أكثر من 130 ألف شركة ناشئة يوميًا. صحيحٌ أن معظمها يفشل قبل أن يرتكز على أرضٍ صلبة، ولكن العدد في حد ذاته مُذهل. تأتي الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول الأكثر احتواءً لهذه الشركات بأكثر من 3 ونصف مليون شركة ناشئة، تليها الصين بأكثر من نصف مليون شركة ناشئة، ثم المملكة المتحدة فالهند فألمانيا.
ولكن، من ضمن هذه الأرقام المتزايدة، هل فكرت يومًا في عدد الشركات "أُحادية القرن" (Unicorn companies)، وذات "العشرة قرون" (Decacorn companies)، وذات "المئة قرن" (Hectocorn companies)؟ ولكن لحظة! ما المقصود بهذه المصطلحات ابتداءً؟
ما هي شركات "اليونيكورن"؟
في عالم إدارة الأعمال، يُشير مصطلح "يونيكورن- Unicorn" إلى الشركات الناشئة التي تجاوزت قيمتها السوقية مليار دولار. صُكِ هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2013 من قِبل المستثمرة الأمريكية وصاحبة شركة "Cowboy Ventures"، أيلين لي Aileen Lee، وتحديدًا في مقالها بعنوان: "مرحبًا في نادي اليونيكورن: التعلم من شركات المليار دولار الناشئة- Welcome To The Unicorn Club: Learning From Billion-Dollar Startups".
كيف تمتلك شركة يونيكورن؟
بنظرة فاحصة على شركات اليونيكورن، سنرى أن امتلاك شركة ناشئة بقيمة سوقية تتجاوز المليار دولار ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق. فهذه الشركات تمتلك رؤى واضحة، وخطط عمل قوية، فضلًا عن قيمة حقيقية تقدمها للمستهلكين أو أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين بشكل عام.
ويمتلك أصحاب شركات اليونيكورن 3 خيارات رئيسية من أجل زيادة الأرباح أو تحسين وضعهم المالي عمومًا، ولكل خيار إيجابياته وسلبياته:
أن يستمروا كشركة خاصة: أي دون طرحٍ للأسهم في البورصة، مما يزيد من سيطرتهم على حصص الشركة، ولكن يُفرض عليهم إيجاد طرق مختلفة لكسب المال لمستثمريهم.
الاكتتاب العام في البورصة: وهذا عكس الخيار الأول، يزيد من فرص إرضاء المستثمرين ماليًا، ولكنه يقلل من حصص المؤسسين.
أن تُباع الشركة بالكامل: وهذا الخيار الأخير لأي مؤسسٍ يسعى وراء الاستقرار التام.
عدد شركات اليونيكورن في العالم
في مقالتها المنشورة عام 2013، تناولت لي الشركات الناشئة التي تأسست منذ عام 2000 وحتى ذلك الوقت (2013)، مُقدرةً عدد الشركات التي تجاوزت قيمتها المليار دولار بـ 0.07% فقط، وهو ما جعلها تقول بأن العثور على إحدى هذه الشركات أمرٌ نادرٌ كالعثور على وحيد القرن الأسطوري.
وفي يناير 2023، أي بعد مرور 10 سنوات تقريبًا على مقالة أيلين لي، وصل عدد شركات اليونيكورن إلى 1205، وهو رقمٌ مذهل مقارنةً بالـ 39 شركة التي عثرت عليها لي في 2013. ولكن المذهل أكثر هو ظهور شركات تتجاوز قيمتها المئة مليار دولار، وهي التي أسمتها أيلين في ذلك الوقت بشركات "اليونيكورن الخارقة" (super-unicorn) أما اليوم فتُعرَف هذه الشركات بالـ "Hectocorn".
ولكن قبل أن ننتقل إلى هذه المرحلة، دعونا أولًا نتعرف على الشركات التي تقع ما بين المليار والمئة مليار، أو ما يُعرَف بشركات "الديكاكورن" (Decacorn).
اقرأ أيضًا: "قارة الفرص".. كيف يمكن للشركات الصغيرة والناشئة أن تستثمر في السوق الأوروبية؟
ما هي شركات "الديكاكورن"؟
تتجاوز قيمة شركات الديكاكورن الناشئة العشرة مليارات دولار، فكلمة "ديكا- Deca" تعني 10 بينما تُشير كلمة "كورن- Corn" أو "قرن" إلى مليار دولار. إذا طرحت هذه النوعية من الشركات في البورصة أو تم الاستحواذ عليها، فلن تُصنّف "ديكاكورن" وإنما شركة عامة متداولة علنيًا (publicly traded) أو شركة مُستَحوَذ عليها.
وكانت شركة فيسبوك (ميتا حاليًا) أول شركة تفتتح نادي شركات الديكاكورن، وذلك في عام 2007 عقب استثمار ميكروسوفت فيها بقيمة 250 مليون دولار. وجاءت شركة Alibaba في المركز الثاني بعد عامين تقريبًا من إنجاز فيسبوك، ومنذ ذلك الحين، استطاعت عشرات الشركات الأخرى أن تلحق بشركة التواصل الاجتماعي الرائدة والأخرى المتميزة في التجارة الإلكترونية ليصبح من المُعتاد أن نرى شركات ناشئة تتجاوز قيمتها السوقية 10 مليارات دولار. غير أن ميتا وعلي بابا لم تعدا شركتين ناشئتين بعد الآن، وإنما قد أُدرجتا في البورصة.
خصائص شركات الديكاكورن
لشركات الديكاكورن مجموعة من الخصائص التي تميزها، وأولها التقييم الذي يتجاوز 10 مليارات دولار بالطبع، فضلًا عن أن هذه الشركات تُعرف بتحقيقها للنمو السريع والمستدام من حيث الإيرادات وقاعدة المستخدمين وحصة السوق ومؤشرات الأداء، إلخ. أضف إلى ذلك أن مكانة شركات الديكاكورن بين أقرانها تكون مهيبة، وغالبًا ما يُصبح مؤسسوها أو ذوو السلطة بها من قادة السوق أو لاعبيه الرئيسيين. وأخيرًا وليس آخرًا، تنتشر الشركات المليارية من هذا النوع وتتوسع خارج أسواقها المحلية، ناهيك عن أن مصادر تمويلها عادةً ما تكون مؤمَّنة ومتنوعة.
ومع ذلك، لا تُعد شركات الديكاكورن هي الأضخم من حيث التقييم، فشركات "الهيكتوكورن" (Hectocorn) التي أتينا على ذكرها سريعًا هي الأضخم -من حيث التسمية، إذ توجد شركات معدودة تتجاوز قيمتها التريليون دولار، وهي ليست شركات ناشئة أو خاصة بالطبع. وإليكم نبذة سريعة عنها وأشهر الأمثلة عليها.
ما هي شركات "الهيكتوكورن"؟
على غرار التسميتين السابقتين، تُسمى الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها السوقية 100 مليار دولار بـ "الهيكتوكورن" (Hectocorn) بحيث تُشير كلمة "Hecto" -وهي كلمة يونانية- إلى الرقم 100 وكلمة "Corn" أو "قرن" التي تعودنا عليها إلى مليار دولار.
وكانت شركة TikTok الأم ByteDance أول شركة خاصة تتجاوز قيمتها الـ 100 مليار دولار لتصبح بذلك أول شركة هيكتوكورن في مايو 2020. والحقيقة أنه لا توجد الكثير من شركات الهيكتوكورن هناك، فقط الشركة المذكورة إضافةً إلى شركتي SpaceX لصاحبها الغني عن التعريف إيلون ماسك وشركة الملابس الشهيرة SHEIN.
شركات كسرت حاجز التريليون دولار!
الجدير بالذكر أن هناك شركات معدودة قد كسرت حاجز التريليون دولار، وعلى رأسهم أبل التي لم تتجاوز قيمتها السوقية حاجز التريليون فحسب، بل أصبحت أول شركة في التاريخ تصل إلى 3 تريليون دولار.
إضافةً إلى الشركة التكنولوجية الرائدة، سنجد أن ميكروسوفت، وAlphabet (الشركة الأم لجوجل)، وأمازون، وميتا، وإنفيديا، وأرامكو قد كسروا جميعًا حاجز التريليون، بل وبعضهم تجاوز الـ 2 والـ 3 تريليون دولار، غير أن جميعهم لا يُصنفوا شركات هيكتاكورن لأنهم ببساطة ليسوا شركات ناشئة.
اقرأ أيضًا: ما هي أنواع الشركات وخطوات تأسيسها؟
ما هي شركات "السونيكورن" و"المينيكورن"؟
ومن المصطلحات التي تصف الشركات الناشئة أيضًا مُصطلحي "السونيكورن" (Soonicorn) و"المينيكورن" (Minicorn)، ولكنهما ليسا شائعين كالمصطلحات السابقة.
أما شركات "السونيكورن"، فهي الشركات الناشئة التي أوشكت على كسر حاجز المليار دولار لتصبح يونيكورن في المستقبل القريب، حيث تختصر كلمة "سونيكورن" عبارة "ستصبح من شركات اليونيكورن قريبًا" (soon to be a unicorn).
وأما بالنسبة لمصطلح "المينيكورن"، وهو مصطلح نادرًا ما يُستخدم، فيشير إلى الشركات الناشئة التي تجاوزت قيمتها السوقية 500 مليون دولار.