كيف يؤثر تولي الرجل المواقع القيادية في الشركات على فرص نجاحها؟
لطالما كانت هناك حالة من الجدل حول نمط القيادة وتأثيرها على بيئة العمل، وما إن كان لقيادة الرجل أو المرأة دور مباشر في مساحة العمل، ونفسية الموظفين، ومدى الإنتاجية، والقدرة على إنجاز المهام.
والحقيقة أن هناك ما هو أشبه بالخلاف المستمر في مختلف الدوائر بين جدوى منح الوظائف القيادية للرجل على حساب المرأة، وتظل المسألة جدلية بين مؤيد ومعارض نظرًا لتباين الآراء بشكل واضح.
نستعرض في هذا المقال تأثير القيادة الذكورية في مجال ريادة الأعمال، وما أثر ذلك على بيئات العمل في المؤسسات والمنشآت.
تأثير قيادة الرجل بالشركات
تجدر الإشارة في البداية إلى أن تأثير قيادة الرجل للشركات يمتد على نطاق واسع، وهو ما يحظى بانعكاساته في الثقافة التنظيمية والاتجاهات الإدارية داخل الهيكل المؤسسي والتوظيفي للشركات عمومًا.
وخلال السنوات السابقة، كانت تتسم القيادة في معظم الشركات بالسمات والصفات التي كانت تُركز على القوة واتخاذ القرارات السريعة، وغالبًا ما كان يُعزى ذلك إلى نمط القيادة الذكوري التقليدي.
وتشير بعض البحوث التي أجريت بهذا الخصوص إلى أن هذا النمط في القيادة قد يكون فعالاً في بعض الظروف، خاصة في بيئات العمل ذات التنافسية الشديدة والقطاعات ذات الطابع التقني. لكنه أحيانًا قد يعد جامدًا وقاسيًا، ما قد يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي وتراجع التنوع في الفريق القيادي.
ومع تطور المفاهيم المرتبطة بمجال القيادة في أماكن العمل، بدأت الشركات في التحول نحو نماذج قيادية أكثر تنوعًا وشمولاً، في ظل اهتمام بيئات الأعمال الحديثة بالاعتراف بأهمية التنوع في الفرق القيادية، حيث يتم تحقيق أفضل النتائج عندما يجمع القادة بين السمات النموذجية للقيادة الذكورية والأنثوية معًا.
ونوه باحثون وخبراء مختصون بهذا المجال إلى أن القيادة الذكورية التي تستند إلى التعاون والاستماع، وبناء العلاقات من الممكن أن تسهم في تحقيق توازن أفضل بين الأداء الفعّال والتحفيز الفردي.
وأضافوا أنه من خلال التشجيع على الاختلاف وتقدير القدرات المتنوعة للقادة، قد تصير الصورة أكثر إيجابية مع ثقافة تنظيمية أكثر تقبلاً للتنوع بين الجنسين في المناصب القيادية.
وهناك من يرى في الوقت نفسه أن البيئة العملية الحديثة قد تبنى فيما هو قادم على التوازن بين القيادة الذكورية والأنثوية ويمكن أن يكون الطريق إلى مستقبل أكثر استدامة وفعالية في مجال الأعمال.
اقرأ أيضًا: اكتشف "فن الاستنباط".. طريقك الذكي لتطوير شخصيتك ومهاراتك العملية
كيف تتأثر المناصب القيادية بجنس المدير؟
الفارق الرئيس والجوهري بين شغل الرجل والمرأة المناصب القيادية في أماكن العمل هو أن الرجل يتعامل مع الأمور بناء على الحقوق الشخصية، العدالة والإنصاف، بينما تتعامل المرأة مع الأمور بحساسية، تعاطف ورحمة.
ما أوجه الاختلاف بين القيادة الذكورية ونظيرتها الأنثوية؟
رغم أن المفترض هو أن تكون هناك قواعد عامة يجب لكلا الجنسين التعامل على أساسها حين يتعلق الأمر بطريقة الإدارة وآلية القيادة في أي منصب بأي منشأة، لكن تبقى بعض الاختلافات التي تميز طريقة الرجل عن المرأة، وهو ما نلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر في النقاط التالية:
- أنماط التواصل
المرأة تميل بطبيعتها إلى أسلوب يتسم بقدر أكبر من التعاون والتشارك في المناصب القيادية، بينما يميل الرجل إلى التعامل بقدر أكبر من السيطرة وفرض الهيمنة في شتى المواقف التي تستلزم تدخله.
- أنظمة المكافآت
غالبًا ما تقوم المرأة بتحفيز الموظفين الذين يعملون معها عبر مساعدتهم على اكتشاف قيمة أنفسهم والرضا عن أعمالهم، وهو ما يعد بمثابة مكافأة خاصة بالنسبة لهم في نهاية المطاف. أما الرجل فيتبع نهج القيادة المبني على المعاملات، بمعنى تقديم حوافز عند النجاح وفرض عقوبات عند الفشل.
- صورة الذات
تميل المرأة في تلك الجزئية إلى التزام التواضع أو الصمت بشأن ما تحققه من إنجازات على صعيد العمل، أما الرجل فعادة ما يميل إلى استعراض نجاحاته وإبلاغ الآخرين بنقاط قوته وإنجازاته.
كيف يؤثر الرجل من خلال منصبه في تعزيز الابتكار بالشركة؟
رغم أن فكرة التطوير والسعي وراء الابتكار لا تقتصر على الرجل، بل إن هناك نساء مبدعات وذوات قدرة على تقديم أفكار متميزة تضيف لمكان العمل، إلا أن مفهوم الابتكار في العموم هو مفهوم صعب، ولضمان تحقيقه بشكل مثالي، لا بد أن تكون القيادة متعددة الأبعاد، لا سيما في ظل التحديات المتعددة التي تواجهها الشركات على الصعيد التكنولوجي.
وهناك بيانات منشورة على موقع التوظيف الأشهر على مستوى العالم "لينكدان" تبين أن 80 % من الشركات الإبداعية الناجحة يوجد على رأسها مدراء يعززون قيمة وأهمية الابتكار بشكل عام.
ومن أبرز نماذج هؤلاء القادة ستيف جوبز، بيل غيتس وكذلك توماس إديسون. وليس شرطًا بالضرورة أن يكون القادة الإبداعيون رؤساء تنفيذيين أقوياء على الدوام، بل هم في الأساس أشخاص أصحاب رؤية إبداعية يمتلكون الأفكار الصغيرة والكبيرة، ويمتلكون القدرة على تحفيز من حولهم وتحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع.
ولخّص الاستشاريان في مجال تطوير القيادة، "جاك زنجر" و"جوزيف فولكمان"، أبرز 10 سمات تميز القائد المبتكر في النقطتين التاليتين:
- التواصل، بمعنى أن القائد المبتكر لا بد أن يركز على الصورة الأكبر والأعم، وألا يشغل نفسه بالتفاصيل التي تميل لخنق الإبداع. وهو نفس الاتجاه الذي يجب أن يسير فيه باقي أعضاء الفريق، وأن يكون لديهم الاستعداد لاستثمار أوقاتهم ومواردهم ليتمكنوا من تحقيق الغاية التي يتطلعون إليها بمجال عملهم. والفكرة هنا هي أن القيادة القائمة على التحفيز والإلهام تكون أكثر فعالية من القيادة بالطلب.
- إظهار رؤية استراتيجية ممتازة، إذ يجب أن يكون لدى القائد الناجح القدرة على إلهام فريقه المعاون ومساعدته على خلق رؤية وتمكينه من استشراف المستقبل الذي ينتظر الشركة ومعرفة فوائد مثل هذا الابتكار.