"صخور أليفة وهواء معلب".. أكثر أفكار المشاريع التجارية غرابة في التاريخ!
لا يتوقف الابتكار في عالم الأعمال عند حدود، فليس هناك من سقف لتطلعاته، ورغم أن ابتكار فكرة لمشروع جديد قد لا تبدو في حد ذاتها أمرًا سهلاً، نجد المبتكرين يحاولون التفكير دائمًا خارج الصندوق، بعيدًا عن المسارات التقليدية التي تم اختبارها مرارًا وتكرارًا، في محاولة لجني الأرباح الطائلة ربما من لا شيء، وربما لا تكون هذه الأفكار جيدة على طول الخط، ما قد يعرضها لإخفاقات هائلة، إلا أن بعضها في الواقع حقق نجاحًا لافتًا، بعد أن نجح في إنشاء أسواق جديدة وغريبة لم تكن توجد قبل إطلاقه، ما أكد على أن أغرب الأفكار يمكن أن تكون بداية لمشروع مربح.
أفكار المشاريع الأكثر غرابة في التاريخ
مجلة "الرجل" بحثت عن أفكار المشاريع الأكثر غرابة في التاريخ، والتي حققت بعض النجاح غير المتوقع، فنقلت هؤلاء المغامرين الذين تحمسوا لها إلى سجل أصحاب الملايين، من خلال بيع منتجات وأفكار غريبة ومجنونة، بدأت ربما بمزحة أو تحدٍّ فحيرت العقول في أمرها!
1. بيع الهواء المعبأ!
بدأت فكرة هذا المشروع كمزحة بين صديقين كنديين هما موسى لام وتروي باكيت، حيث تشاركا الأفكار التجارية الأغرب، ومن ثم قاما بملء كيس بالهواء في كندا، وعرضه على موقع eBay، بوصفه هواءً كنديًّا نقيًّا يمكنك شراؤه، وسرعان ما استحوذ الأمر على اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، التي روجت فيما يبدو وعن دون قصدٍ للفكرة، حتى انتهى الأمر ببيع كيس الهواء الكندي هذا مقابل 130 دولارًا!
بطبيعة الحال فإن ما حدث شجّع الرجلين على التفكير في تحويل الفكرة المجنونة هذه إلى مشروع رابح، فخرجت شركة "Vitality Air" إلى النور رسميًا في أوائل عام 2015، لتصدر زجاجات "الهواء النقي" إلى دول عدة حول العالم، من بينها المكسيك والهند وفيتنام والصين، بينما تطورت عملياتها وتقنياتها لتعبئة الهواء، فيما طورت منتجاتها واستثمرت أرباحها بأشكال عدة من التجارب اللاحقة.
2. نقل الروائح الرقمية!
إذا كانت الفكرة السابقة تبدو غريبة فقد سبقها في الواقع ما هو أغرب منها، فإذا كان نقل الهواء المعبأ في زجاجات يبدو حتى الآن غريبًا، فما قولك في نقل الروائح إليكترونيًا عبر الإنترنت؟!
هذا تمامًا ما حاول كل من "جويل بيلنسون" و"ديكسستر سميث" فعله في ذروة عصر الدوت كوم خلال عام 1999، إذ حاولا إدخال الروائح إلى العالم الرقمي، من خلال تقسيمها إلى ملفات رقمية يمكن نقلها عبر الإنترنت، وإعادة إنتاجها في مكان آخر بواسطة جهاز متخصص يعمل على الطرف الآخر، ومن ثم انتجوا جهاز iSmell، الذي اعتُبر خطوة كبرى في وادي السيليكون آنذاك، إذ جمع أكثر من 20 مليون دولار من عدة مستثمرين، لبناء نظام بيئي كامل في شركة DigiScents Inc، والتي توقع البعض دمجها بشكل أكبر في صناعات أخرى مثل الألعاب والأفلام في المستقبل، وخاصة أن الجهاز كان يعمل بشكل جيد، ولكن نظرًا لضعف التسويق انتهى المشروع الواعد في أواخر عام 2001 عندما فقد توهجه.
اقرأ أيضًا: التفويض.. أداة قوية لتمكين فرق العمل وتحقيق أهداف الشركة
3. مكعبات قمامة نيويورك!
ربما لا يبتعد الحديث هنا عن الروائح كثيرًا، ولكن في شكلها الآخر، فبطله في هذه السطور القمامة!
بدأ هذا المشروع الغريب بعد جدال بين "جاستن غينياك"-وهو فنان مقيم في نيويورك- مع أحد الأشخاص حول أهمية تصميم العبوات، وهو النقاش الذي فجّر في عقل "جاستين" فكرة مشروعه NYC Garbage of في عام 2001، إذ قرر العثور على أكثر الأشياء التي لا يمكن بيعها في مدينة نيويورك، وهي القمامة بالطبع، وبدأ في إعادة تعبئتها في مكعبات فاخرة محدودة الإصدار، لعرضها للبيع!
ولكن الفنان لم يكتف بالعبوة الفاخرة فحسب، إذ وضع بصمته على كل مكعب من قمامة نيويورك، الذي جاء موقعًا ومؤرخًا ومرقمًا، ليشير بالضبط إلى توقيت جمع القمامة المستخدم فيه!، ورغم أن الفكرة تبدو سخيفة فإنّها سرعان ما حققت النجاح آنذاك، وحصلت في زمن قياسي على أكثر من 1400 طلب حول العالم، بسعر يتراوح بين 50 إلى 100 دولار، فيما تطورت لتقدم عدد من الإصدارات الخاصة، التي استُخدمت فيها قمامة بعض الأحداث والأماكن الشهيرة.
4. بيع الثلوج الطبيعية!
لم تتوقف غرابة المشاريع عند هذا الحد، فقد وجد البعض ما هو أغرب من بيع القمامة لمن تخلصوا منها، واستطاع من خلال ذلك جنى الأرباح، ففي عام 2015 توصل "كايل وجيسيكا وارنج" إلى هذه الفكرة الغريبة، التي تمثلت في إنشاء شركة Ship Snow Yo في بوسطن، لتقوم بإرسال وشحن عبوات ثلوج الأمطار إلى أي مكان في الولايات المتحدة لا تسقط فيه الثلوج، لتمكين الناس خاصة في الغرب الأمريكي من الشعور بالثلوج، أو صُنع رجل الثلج الخاص بهم، مع إمكانية شراء رجل ثلج جاهز لمن أراد، دون عناء تكوينه بنفسك!
وعلي الفور أحدثت الشركة الناشئة ضجة كبيرة، إذ تلقت 135 طلبًا في أول 48 ساعة من إطلاقها، بينما تصاعدت المبيعات بشكل متسارع خلال أعياد الميلاد في العديد من الولايات الأمريكية، فيما استثمرت نجاحها للتوسع عبر نقاط مختلفة حول العالم، من خلال بيع منتج واحد فقط هو الثلج الطبيعي 100%!
5. رسائل البطاطس المعبرة!
مازلنا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقول بعض الأمريكيين إن البطاطس يمكن أن تتناسب مع كل شيء، ويبدو أن "أليكس كريج" قد أخذ هذه المقولة على محمل الجد، واعتمد عليها في بناء مشروعه الغريب، الذي حوّل فيه ثمرة البطاطس إلى هدية مثالية، يمكن من خلالها التعبير عن مشاعرك لشخص ما، أو شكره، أو حتى إضحاكه، من خلال إرسال Potato Parcel لثمرة البطاطس المثالية التي تحتوي على رسالة مخصصة منك للشخص المحدد مقابل حوالي 10 دولارات، إذ يقوم شخص ما في الشركة بكتاب رسالة بخط اليد على الثمرة، ويرسلها في طرد إلى أي شخص تريده في الولايات المتحدة، أو كندا وأوروبا.
وحسب البيانات المتوافرة فقد باعت شركة Potato Parcel أكثر من 70 ألف رسالة بطاطس، كما ظهرت في Shark Tank عام 2016، وأبرمت صفقة بقيمة بلغت نحو 50 ألف دولار بما يوازي 10% من قيمتها آنذاك، ومن ثم توسعت الخدمة لتشمل رسائل على مواد أخرى مثل الجوارب والوسائد، بالإضافة إلى رسائل البطاطس الأكثر تطورًا باستخدام الصور، مع الكثير من الإضافات الأخرى.
اقرأ أيضًا: التجارة الإلكترونية.. ثورة رقمية تُعيد تعريف تجربة التسوق
6. بيع الكُتب الفارغة!
وخلافًا لشركة Potato Parcel التي اعتمدت على الكلمات والصور في رسائلها، جاء مشروع رائد الأعمال "شيريدان سيموف" مؤلف كتاب "What Every Man Thinks About Apart From Sex"، إذ لم يستخدم الرجل في هذا الكتاب الذي أطلقه عام 2011، أيًا من الكلمات أو الصور سوي بالعنوان، ورغم ذلك اعتُبر الكتاب الذي يحتوي على نحو 200 صفحة من الورق الفارغ تمامًا، من بين الكتب الأكثر مبيعًا على موقع أمازون!
ليس هذا فحسب هو الغريب في الأمر، ولكن الأغرب أنه تمت ترجمة ذلك الكتاب "الفارغ" إلى عدة لغات، كما تم بيع حقوق الطبع في جميع أنحاء العالم، كما أُطلقت نسخة خاصة مناسبة لكيندل!
الكتاب يعد نموذجًا لأفكار المشاريع التجارية الأغرب في التاريخ، إذ باع سريعًا أكثر من 90 ألف نسخة، وحسب مؤلفه فقد استغرق للوصول إلى هذا العمل نحو 39 عامًا من البحث والملاحظة والعمل الشاق ليأتى بثماره، ويبدو أن المؤلف قد اعتاد هذا النهج من الكتب الفارغة، إذ قدم كتابًا فارغًا آخر هو Fifty Shades of Grey الذي حقق كذلك عدة ملايين من الدولارات.
7. العناية بالصخور الأليفة!
إذا كان الكاتب السابق ناجحًا في بيع الكتب الفارغة، فقد سبقه من باع حصى الشواطئ على أنها حيوانات أليفة مثالية، يمكنك العناية بها بسهولة، بينما لا تحتاج هذه الصخور الأليفة إلى المشي أو الإطعام، فيما لن تغادر مكانها أبدًا، كما أنها لن تمرض ولن تموت، نعم لقد قال ذلك صاحب أحد أغرب المشاريع في التاريخ "غاري دال"، في أثناء تسويقه لتلك الفكرة التي أدرت عليه نحو 4 ملايين من الدولارات.
ويبدو أن هذه الفكرة الغريبة أصبحت ضمن كلاسيكيات الأعمال التجارية الراسخة الآن، ولكنها لم تكن كذلك قبل عام 1975 عندما أطلقها الرجل، واستطاع من خلالها جذب عملائه المحبين للحيوانات الأليفة، إذ أمدهم بمجرد حصى وصخور موجودة بالفعل على العديد من الشواطئ حول العالم، ولكنه قدمها لهم على أنها حيوانات مثالية، يجب عليهم معاملتها كالحيوانات الأليفة والاعتناء بها دون الخوف من فقدها، حتى أن الصندوق الذي صممه لإرسال منتجه هذا، جاء مع دليل خاص للعناية!
ومن ثم فقد ازدهر المشروع، الذي أصبح مثالاً ممتازًا ونموذجًا لامعًا حتى الآن على بيع الفكرة وليس بيع المنتج، ليعطى دفعات كبيرة لهؤلاء الذين عملوا على تقديم أكثر أفكار المشاريع التجارية غرابة في التاريخ!